البلاطنسي محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر البلاطنسي: فقيه شافعي، نسبته إلى (بلاطنس) قرب اللاذقية في سورية. له كتب منها (تثبيت قواعد الاركان بأن ليس في الامكان أبدع مما كان - خ) في دار الكتب المصرية (23829 - ب) فرغ من تأليفه سنة 884 ومعه (تحرير السؤال عما يحل ويحرم من الاقوال المختصة ببيت المال - خ) وله (مرشد الاحباب إلى لبس السنجاب - خ) رسالة في دار الكتب (23879 - ب).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 50
أبو بكر البلاطنسي أبو بكر محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الشيخ الإمام شيخ مشايخ الإسلام العلامة المحقق، الفهامة المدقق، الحافظ الناقد الجهبذي تقي الدين البلاطنسي، كان عالما عاملا ورعا كاملا مولده كما قرأته يوم الجمعة عاشر رجب تمام إحدى وخمسين وثمانمائه، أخذ العلم عن والده وعن شيخ الإسلام زين الدين خطاب والقاضي بدر الدين ابن قاضي شهبة، وشيخ الإسلام النجمي، والتقوي ابن قاضي عجلون وقاضي القضاة جمال الدين بن الباعوني، والحافظ برهان الدين الناجي، والشيخ العلامة شهاب الدين الأذرعي، والحافظ شمس الدين ابن الحافظ شهاب الدين الغريابي المغربي والشيخ تاج الدين عبد الوهاب الكفر بطنائي، وغيرهم قال تلميذه والد شيخنا: وهو من بيت صلاح وعلم، سمعت مدحه بذلك من السيد كمال الدين بن حمزة، ورحل إلى دمشق في طلب العلم وأخذ عن علمائها، ثم استوطنها، وكان يجلس بالبادرائية، ولم يتناول من أوقاف دمشق شيئا حتى أرسل إليه شيء من مال الشامية البرانية، فرده وقال: إنما استحق بالمباشر والحضور فيها وبعث إليه... باشا نائب دمشق بمال، فرده إليه فبعث إليه مرة أخرى وقال للرسول: قل له إنه حلال فرده أيضا، وقال: أنا في غنية عنه وبعث إليه إبراهيم آغا نائب القلعة بمال، فسأله الدعاء فرده، ولم يقبله، ودعا له وقال للرسول: قل له غيري أحوج إليه مني، وعين له متولي الجامع الأموي ثمانية عثمانية في مقابلة تدريسه به، فلم يقبل ليكون تدريسه بغير عوض، وكان له مهابة في قلوب الفقهاء والحكام يرجع إليه في المشكلات، وكان لا يتردد لأحد لغناه وكان له همة مع الطلبة ونصيحة واعتناء بالعلم، وكان أمارا بالمعروف نهاءا عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم لا يداهن في الحق له حالة مع الله تعالى يستغاث بدعائه، ويتبرك بخطه، قائما بنصرة الشريعة حاملا لواء الإسلام، مجدا في العبادة، مجانبا للرياء، لا يحب أن يمدحه أحد مدحه بعض طلبته بقصيدة منها:
أيا من يروم العلم والبحث في الدرس | ويسأل بين الأنس عن مجلس الأنس |
فعد إلى الشيخ التقي محمد | أبا بكر البحر الخضم البلاطنسي |
وعن رشوة حادوا إلى اليسق الذي | أهانوا به والله ملك ابن عثمانا |
ووالله أن الشافعي ومالكا | وأحمد والثوري أيضا ونعمانا |
ومن جاء يقفو أثرهم متمسكا | بهديهم المنصوص نصا وقرانا |
يرون جميعا حظر ذا اليسق الذي | يراه قضاة العصر شرعا وميزانا |
وهذا وإن المنكرات التي فشت | وأظلم منها الشام ريفا وبلدانا |
وعادت بها الأخيار سكرى وصيرت | شرار الورى يسطون بغيا وطغيانا |
أعلت وأبكت واسطا وشرارها | وفتتت الأكباد سنا وأبدانا |
وقد شاع أن الله أرسل عبده | الموفق سلطان البرايا سليمانا |
لغوث رعايا قد دهتهم مصائب | وهدت من الدين الحنيفي أركانا |
فكيف وإني كان هذا وشبهه | وسلطاننا من أكمل الناس إيمانا |
فهذا سؤالي ثم إني ضارع | يديم إله العرش ملك ابن عثمانا |
وأختم نظمي بالصلاة مسلما | على المصطفى المختار من نسل عدنانا |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1977) , ج: 2- ص: 88