ابن بنان محمد بن محمد بن محمد بن بنان ابو طاهر الانباري ثم المصري: كاتب من اعيان عصره، عرفه ابن قاضي شهبة بالقاضي الامير ذي الرياستين. اصله من الانبار، ومولده ووفاته بالقاهرة. تولى ديوان النظر في الدولة المصريةن وتنقلت به الخد في الايام الصلاحية بتنيس والاسكندرية. وكان (القاضي الفاضل) 9 ممن يغشى بابه ويمدحه. ثم نكب. له تفسير القرآن المجيد) و (المنظوم والمنثور) مجلدان، وله نظم.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 26

الأثير ابن بنان الكاتب محمد بن محمد بن محمد بن بنان الأنباري أبو طاهر ابن أبي الفضل الكاتب، من أهل مصر وأصله من الأنبار، قرأ الأدب وسمع الحديث وكان شيخا جليلا مهيبا عالما أديبا كاتبا بليغا يكتب الخط الحسن ويقول الشعر الجيد ويترسل وفيه مفاكهة ودماثة أخلاق، قدم بغداذ رسولا مع قافلة الحاج من مكة من جهة سيف الإسلام طغتكين أخي صلاح الدين من اليمن فأنزل بباب الأزج وأكرم مثواه وحدث بكتاب الصحاح في اللغة للجوهري عن أبي البركات محمد بن حمزة بن الغرق عن أبي القسم ابن القطاع عن أبي بكر ابن البر التميمي عن أبي إسماعيل بن عبدوس عن الجوهري وبالسيرة النبوية لعبد الملك بن هشام عن والده عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن سعيد الحبال، سمع منه أبو الفتوح ابن الحصري وأبو القسم المبارك بن أنوشتكين الجوهري العدل، ولد سنة سبع وخمس ماية بمصر زنزفي بها سنة ست وتسعين وخمس ماية ودفن بالقرافة، له كتاب تفسير القرآن المجيد وكتاب المنظوم والمنثور في مجلدين ومن نظمه وقد رأى بعضهم وقد كتب وكتب فلان بخط يده فقال:

قلت ندد ابن البنان في غير موضعه لأن الله تعالى يقول فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ومن شعره أيضا في صاحب توفي:
وكتب الكثير بخطه المليح، وتولى ديوان النظر في الدولة المصرية وتقلب في الخدم في الأيام الصلاحية بتنيس والإسكندرية وكان القاضي الفاضل ممن يغشى بابه ويمدحه ويفتخر بالوصول إليه وأنشد يوما:
وكان الصالح بن رزيك قد ألزم الأثير بمال رفع إليه لكونه كان يتولى أموالا له واعتقله فأرسل إليه يمت بقديم الخدمة والتشيع الموافق في المذهب فقال الصالح:
وكان قدر المال ستين ألف دينار فأخذ منه اثنا عشر ألف وترك له الباقي.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 0

الأثير ابن بنان الكاتب محمد بن محمد بن محمد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0

ابن بنان المولى الفاضل الأثير، ذو الرياستين، أبو الفضل محمد بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن بنان الأنباري الأصل، المصري الكاتب، ولد القاضي الأجل أبي الفضل.
ولد بالقاهرة سنة سبع وخمس مائة.
وسمع من أبي صادق مرشد المديني، ووالده، وأبي البركات محمد ابن حمزة العرقي، والقاضي محمد بن هبة الله بن عرس.
وتلا على أبي العباس بن الحطيئة.
حدث عنه: الشريف محمد بن عبد الرحمن الحسيني الحلبي، والرشيد أبو الحسين العطار، وجماعة سواهما.
قال الدبيثي: قدم بغداد رسولا من صاحب اليمن سيف الإسلام، فحدث بـ’’السيرة’’ عن والده عن الحبال. وحدث بـ’’صحاح الجوهري’’، وكتبوا عنه من شعره.
وقال المنذري: سمع منه جماعة من رفقائنا، وكتب الكثير، وخطه في غاية الجودة. ولي ديوان النظر في الدولة المصرية، وتقلب في الخدم، وعاش تسعا وثمانين سنة.
قال الموفق عبد اللطيف: كان أسمر طوالا رقيقا، له أدب وترسل، وكان صاحب الديوان، والقاضي الفاضل، ممن يغشى بابه ويمتدحه، ويفخر بالوصول إليه، فلما جاءت الدولة الصلاحية، قال الفاضل: هذا رجل كبير القدر ينبغي أن يجرى عليه ما يكفيه، ويجلس في بيته، ففعل ذلك، ثم توجه إلى اليمن، ووزر بها، وترسل إلى بغداد، فعظم وبجل، ولما صرت إلى مصر، وجدت ابن بنان في ضنك، وعليه دين ثقيل أدى أمره إلى أن حبسه الحاكم بالجامع، وكان ينتقص بالقاضي الفاضل، ويراه بالعين الأولى، فقصر الفاضل في حقه، وكان الدين لأعجمي، فصعد إليه إلى سطح الجامع، وسفه عليه، وقبض على لحيته وضربه، ففر، وألقى نفسه من السطح، فتهشم، فحمل إلى داره، ومات بعد أيام، فسير الفاضل لتجهيزه خمسة عشر دينارا مع ولده، ثم إن الفاضل مات بعد ثلاثة أيام فجاءة.
مات ابن بنان في ثالث ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مائة.
وكان فيها القحط بمصر والفناء، وخرب الإقليم، وجلا أهله، وأكلوا الميتة والآدميين، وهلكوا؛ لأن النيل كسر من ثلاثة عشر ذراعا وأصابع، وقيل: ما كمل الثلاثة عشر فلله الأمر.
ابن حيدرة، أبو طالب الكرخي:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 381

محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن بنان- بضم الباء الموحدة وفتح النون وبعد الألف نون أخرى- القاضي الأجل ذو الرئاستين أثير الدين أبو الطاهر. ابن القاضي الأجل ذي الرئاستين أبي الفضل، المعروف بالأثير بن بنان، الأنباري الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الكاتب.
ولد بالقاهرة في سنة سبع وخمسمائة، وقرأ القرآن الكريم على أبي العباس أحمد بن عبد الله بن الحطيئة، وسمع من والده القاضي أبي الفضل محمد، ومن القاضي أبي الحسن محمد بن هبة الله بن الحسن بن عرس بضم المهملة، وأبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، وأبي البركات محمد ابن حمزة بن أحمد العرقي.
وحدث فسمع منه جماعة بمصر وبغداد، وكتب الكثير.
ولي النظر في الدولة أيام بني عبيد، ثم تنقلت به الخدم الديوانية بتنيس والإسكندرية وغير ذلك في الأيام الصلاحية.
وكان من رؤساء المصريين وأكابرهم وفضلائهم، وعنده أدب وترسل وخط حسن، وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني يغشى بابه ويمتدحه، ويفتخر بالوصول إليه، والمثول بين يديه، فلما زالت دولة بني عبيد على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب؛ ولي الإسكندرية وتنيس وغير ذلك، إلى أن قال القاضي الفاضل لصلاح الدين: هذا رجل كبير يصلح أن يجري عليه ما يكفيه، ويقعد في منزله، ففعل ذلك.
ثم إنه توجه إلى اليمن، ووزر لسيف الإسلام طغتكين بن أيوب، وأرسله إلى الديوان العزيز برسالة، فدخل بغداد في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، وعظم وبجل، وكان يروي «صحاح» الجوهري في اللغة عن أبي البركات الرقي، عن ابن القطاع، فسمع عليه أولاد أمير المؤمنين وخلق كثير، وشهر الكتاب ببغداد، ولم يكن شهيرا، وكتب به عدة نسخ، وشاع بالموصل.
وحدث أيضا «السيرة» لابن هشام، ثم إنه عاد إلى القاهرة، وصار في ضنك من العيش وعليه دين كبير، وعجز عن نفقته، وآل به الحال إلى أن حبس بالجامع الأزهر على الدين، وكان ينتقص القاضي الفاضل ويراه بالعين الأولى، ويحدث الناس بأنه كان من أقل أتباعه، والفاضل يقصر عنه، فيقصر الناس في حقه مراعاة للقاضي الفاضل، وكان بعض أصحاب الدين رجلا أعجميا أحمق كثير الشر، فصعد إليه سطح الجامع الأزهر، وسفه عليه وقبض على لحيته وضربه، ففر من بين يديه، وألقى نفسه من سطوح الجامع إلى سطوح دكاكين الوراقين، وكانت يومئذ بجانب الجامع، فتهشم وحمل إلى داره، فبقي أياما ومات، فسير له القاضي الفاضل خمسة عشر دينارا ليجهزه بها ولده، ولم يصل عليه، ولا شيع جنازته، فأنكر ذلك عليه.
واتفق أن الفاضل مات بعده فجأة بعد ثلاثة أيام، فعد هذا أعجب من حال جرير والفرزدق، فإنه كان بينهما ستة أشهر، وكان بين هذين الرجلين ثلاثة أيام، فليعتبر العقلاء بذلك.
وكان الأثير فاضلا جليلا نبيلا عالما أديبا بليغا، وله شعر مليح، وترسل فائق، وتقدم في الكتابة، ونال الرئاسة الخطيرة، وتمكن التمكن الكثير.
وصنف كتاب «تفسير القرآن الكريم»، وكتاب «المنظوم والمنثور»، قال فيه العماد الكاتب: له شعر كالسحر، ونثر كنظم الدرر.
ومن شعره يصف مغارة في جبل:

وقال المنذري عن أبي الحسن علي المقدسي: سماعه صحيح، إلا أنه كان يتشيع.
وكانت وفاته بالقاهرة ليلة السبت الثالث من ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة، وكان رجلا طوالا دقيقا أسمر.
ذكره المقريزي في «المقفى».

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 249