الرشيد الوطواط محمد بن محمد بن عبد الجليل بن عبد الملك لعمري البلخي، رشيد الدين، ابو بكر الوطواط: اديب، من الكتاب المترسلين. كان ينظم الشعر بالعربية والفارسية. مولده ببلخ، وفاته بخوارزم. له (تحفة الصديق، من كلام ابي بكر الصديق) و (فصل الخطاب، من كلام عمر بن الخطاب -ط) و (انس اللهفان من كلام عثمان بن عفان) و (مطلوب كل طالب، من كلام علي بن ابي طالب -ط) قال صاحب كشف الظنون: رأيت الجميع في مجلد، و (مجموعة رسائل -ط) في جزأين صغيرين، و (ديوان شعر) وشعره دون نثره. وله بالفارسية (حدائق السحر في دقائق الشعر -ط) الفه لابي المظفر خوارزم شاه، و (ديوان رسائل).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 25
محمد بن محمد بن عبد الجليل بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن مردويه بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رشيد الدين المعروف بالوطواط الأديب الكاتب الشاعر: كان من
نوادر الزمان وعجائبه، وأفراد الدهر وغرائبه، أفضل زمانه في النظم والنثر، وأعلم الناس بدقائق كلام العرب وأسرار النحو والأدب، طار في الآفاق صيته وسار في الأقاليم ذكره، وكان ينشئ في حالة واحدة بيتا بالعربية من بحر وبيتا بالفارسية من بحر آخر ويمليهما معا.
وله من التصانيف: حدائق السحر في دقائق الشعر باللغة الفارسية، ألفه لأبي المظفر خوارزم شاه وعارض به كتاب «ترجمان البلاغة» لفرحي الشاعر الفارسي.
وللوطواط أيضا ديوان شعر وديوان رسائل عربي. وديوان رسائل فارسي. وتحفة الصديق من كلام أبي بكر الصديق. وفصل الخطاب من كلام عمر بن الخطاب.
وأنس اللهفان من كلام عثمان بن عفان. ومطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب، وغير ذلك.
مولده ببلخ ومات بخوارزم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
ومن رسائله ما كتبه لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري وهي:
لقد حاز جار الله دام جماله | فضائل فيها لا يشق غباره |
تجدد رسم الفضل بعد اندراسه | بآثار جار الله فالله جاره |
جنابك صدر دين الله حصن | لأهل الفضل من نوب الزمان |
وصدرك في الخطوب إذا ألمت | محط رحال حفاظ القران |
وجودك دونه فيض الغوادي | وعزمك دونه حد السنان |
وبابك فيه مسكن كل عاف | وعفوك فيه مأمن كل جان |
غدوت قريع فرسان القوافي | وحائز سبقها يوم الرهان |
لقد بلغت قاصية المعالي | كما ملكت ناصية المعاني |
وأعجزت الأفاضل في التحدي | بمعجزة الفصاحة والبيان |
يشق سناك جلباب الليالي | وجنح ظلامها ملقى الجران |
بك الآداب آهلة المغاني | ودار المجد شاهقة المباني |
فما لك في فحول الفضل ند | ولا لك في رجال العلم ثاني |
مغانيك الرحاب رياض عز | سقى صوب الحيا تلك المغاني |
نمتك عصابة بيض هجان | وهل تلد الهجان سوى الهجان |
لقد أخرجت من أزكى نصاب | وقد أرضعت من أصفى لبان |
فأنت الغيث في وقت العطايا | وأنت الليث في يوم الطعان |
أتتني منك آيات تحاكي | بدائع نظمها عقد الجمان |
بلفظ مثل أفراد اللآلي | وخط مثل أصداغ الغواني |
فألبسني كتابك بعد خوف | من الحدثان أردية الأمان |
وقد شاهدت في الدنيا عيانا | بما أهديت روضات الجنان |
بقيت مدى الزمان حليف أمن | ويمن تجتني ثمر الأماني |
وطاوعك الأسافل والأعالي | وتابعك الأباعد والأداني |
صديقك ساحب ذيل المعالي | وخصمك لابس ثوب الهوان |
ست بليت بها والمستعاذ بها | من شرها من إليه الخلق يبتهل |
نفسي وإبليس والدنيا التي فتنت | من قبلنا والهوى والحرص والأمل |
إن لم تكن منك يا مولاي واقية | من شرها الجم أعيت عبدك الحيل |
تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت | وتحدث من بعد الأمور أمور |
وتجري الليالي باجتماع وفرقة | وتطلع فيها أنجم وتغور |
فمن ظن أن الدهر باق سروره | فقد ظن عجزا لا يدوم سرور |
إذا ما شئت أن تحيا سعيدا | وتنجو في الحساب من الخصوم |
فلا تصحب سوى الأخيار واصرف | حياتك في مدارسة العلوم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2631
محمد بن محمد بن عبد الجليل العمريّ، المشهور بالوطواط.
من أولاد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، مولده بلخ ومنشؤه خوارزم.
كان من نوادر الزمان وعجائبه، وأفراد الدّهر وغرائبه، وكان من كتّاب
ديوان خوارزم وندماء ملوكها، مع الفضائل النفسيّة، والمزايا الرّوحانية.
وله رسائل مدوّنة سارت في الآفاق. وكان مقرّبا عند خوارزم شاه السيد بن محمد بن أنوشتكين. وله إلى الزمخشريّ رسالة مليحة مطوّلة، ورسالة إلى أبي سعد الهروي.
ومن تصانيفه: كتاب حدائق السّحر ودقائق الشّعر، وكتاب رسائله العربية في مجلّدين، وكتاب رسائله الفارسية، وكتاب أشعاره، وكتاب مجمع البحرين في جمع الصّحيحين.
كانت وفاته في سنة ثلاث وستين وخمس مائة.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 132