الحاكم الكبير محمد بن محمد بن أحمد بن اسحاق، ابو أحمد النيسابوري الكرابيس، ويعرف بالحاكم الكبير: محدث خراسان في عصره. تقلد القضاء في مدن كثيرة، منها الشاش، وحكم بها اربع سنين، ثم طوس. وعاد إلى نيسابور (سنة 345هـ) فاقبل على العبادة والتأليف. وكف بصره (سنة 370) وتوفي بها. من كتبه (الاسماء والكنى -خ) مجلدان منه، و (العلل) و (المخرج على كتاب المزني) و (الشيوخ والابواب).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 20
الحاكم الكبير المحدث محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ الحاكم الكبير النيسابوري الكرابيسي أبو أحمد صاحب التصانيف، سمع بنيسابور وبغداذ والكوفة وطبرية ودمشق ومكة والبصرة وحلب والثغور وروى عنه الجماعة، قال أبو عبد الله: الحاكم أبو أحمد الحافظ أمام عصره في الصنعة وكان من الصالحين الثابتين على الطريق السلفية ومن المنصفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة تقلد القضاء في مدن كثيرة وصنف على كتابي البخاري ومسلم وعلى جامع الترمذي، وله كتاب الأسماء والكنى وكتاب العلل والمخرج على كتابي المزني وكتاب الشروط وكان بها عارفا، وصنف الشيوخ والأبواب، وقلد قضاء الشاش وحكم بها أربع سنين ثم قضاء طوس وكان يحكم بين الخصوم وإذا فرغ أقبل على التصنيف بين يديه ثم قدم نيسابور سنة خمس وأربعين وأقبل على العبادة والتأليف وكف بصره سنة سبعين وكان حافظ عصره وتغير حفظه لما كف ولم يختلط قط، وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلث ماية وله ثلث وتسعون سنة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 0
الحاكم الكبير الحافظ أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
أبو أحمد الحاكم الإمام الحافظ العلامة الثبت، محدث خراسان، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي، الحاكم الكبير، مؤلف كتاب ’’الكنى’’ في عدة مجلدات.
ولد في حدود سنة تسعين ومائتين أو قبلها.
وطلب هذا الشأن وهو كبير، له نيف وعشرون سنة؛ فسمع أحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن شادل، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا بكر محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن زيدان البجلي، وأبا جعفر محمد بن الحسين الخثعمي، وأبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، ومحمد بن إبراهيم الغازي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن خريم، وأبا الطيب الحسين بن موسى الرقي -نزيل أنطاكية، وأبا عروبة الحراني، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام الحلبي، وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب، ومحمد بن أحمد بن سلم الرقي، وأبا الحسن أحمد بن جوصا الحافظ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ثم الدمشقي، وصدقه بن منصور الكندي الحراني، ومحمد بن سفيان المصيصي الصفار، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي المقرئ، ومحمد بن مروان بن عبد الملك البزاز الدمشقي -كذا يسميه، وهو محمد بن خريم العقيلي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، ومحمد بن أحمد بن المستنير المصيصي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، ويوسف بن يعقوب مقرئ واسط، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقا كثيرا بالشام والعراق والجزيرة والحجاز وخراسان والجبال.
وكان من بحور العلم.
حدث عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن علي الأصبهاني الجصاص، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، وأبو حفص بن سرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد البحيري، وآخرون.
ذكره الحاكم ابن البيع فقال: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى، طلب الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة،... إلى أن قال: ولم يدخل مصر، وكان مقدما في العدالة أولا، ثم ولي القضاء في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة، إلى أن قلد قضاء الشاش، فذهب وحكم أربع سنين وأشهرا، ثم قلد قضاء طوس، وكنت أدخل إليه والمصنفات بين يديه فيحكم، ثم يقبل على الكتب، ثم أتى نيسابور سنة خمس وأربعين، ولزم مسجده ومنزله، مفيدا مقبلا على العبادة والتصنيف، وأريد غير مرة على القضاء والتزكية، فيستعفي. قال: وكف بصره سنة ست وسبعين، ثم توفي وأنا غائب.
وقال الحاكم أيضا: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما نعتقده في أهل البيت والصحابة، قلد القضاء في أماكن، وصنف على ’’كتابي الشيخين’’، وعلى ’’جامع أبي عيسى’’، قال لي: سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى الترمذي في العلم والزهد والورع، بكى حتى عمي، ثم قال الحاكم أبو عبد الله: وصنف أبو أحمد كتاب ’’العلل والمخرج على كتاب المزني’’، وكتابا في الشروط، وصنف الشيوخ والأبواب... إلى أن قال: وهو حافظ عصره بهذه الديار.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن نصر فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات، فلم يكن
فيهم من يحفظه، وكان علي خلقان وأنا في آخر الناس، فقلت لوزيره: أنا أحفظه، فقال: ههنا فتى من نيسابور يحفظه، فقدمت فوقهم، ورويت الحديث، فقال الأمير: مثل هذا لا يضيع. فولاني قضاء الشاش.
قال أبو عبد الله بن البيع: تغير حفظ أبي أحمد لما كف، ولم يختلط قط، وسمعته يقول: كنت بالري وهم يقرءون على عبد الرحمن بن أبي حاتم كتاب ’’الجرح والتعديل’’، فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة، أراكم تقرءون كتاب ’’تاريخ البخاري’’ على شيخكم على الوجه، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد، اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما ’’تاريخ البخاري’’ قالا: هذا علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن فسألهما عن رجل بعد رجل، وزادا فيه ونقصا. وسمعته يقول: سمعت أبا الحسين الغازي يقول: سألت البخاري عن أبي غسان فقال: عن ما تسأل عنه؟ قلت: شأنه في التشيع، فقال: هو على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين، ولو رأيتم عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وجماعة مشايخنا الكوفيين لما سألتمونا عن أبي غسان.
قال ابن البيع: وسمعت أبا أحمد يقول: سمعت أبا الحسين الغازي يقول: سمعت عمرو بن علي، سمعت يحيى بن سعيد يقول: عجبا من أيوب السختياني، يدع ثابتا البناني لا يكتب عنه!
قيل: إن بعض العلماء نازعه أبو عبد الله بن البيع في عمر بن زرارة، وعمرو بن زرارة النيسابوري، وقال: هما واحد، قال: فقلت لأبي أحمد الحاكم: ما تقول فيمن جعلهما واحدا؟ فقال: من هذا الطبل؟ قال الحاكم: أتينا أبا أحمد مع أبي علي الحافظ سنة أربعين، فقال أبو أحمد: قد غبت عنكم سبع عشرة سنة، فأفيدونا بكل سنة حديثا، فقال بعضهم: حديث شعبة، عن حبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد مرفوعا: ’’سبعة يظلهم الله’’ فقال أبو أحمد: حدثناه أحمد بن عمير، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة. فقال
السائل: عنه، عن عمرو بن مرزوق عال، فقالوا له: يا أبا أحمد، إنك لم تدخل مصر، قال: فأنتم قد دخلتموها، اذكروا ما فاتني بمصر، فقال بعضهم: حديث الليث في قصة الغار، فقال: حدثناه ابن داود، أخبرنا عيسى بن حماد عنه. ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها، فذكرت أنا حديث الجساسة من طريق أبي العميس، عن الشعبي، فقال: هذا فاتني.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد السلام التميمي، وأحمد بن هبة الله قالا: أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن الشعرية إذنا، وزادنا أحمد فقال: وأنبأنا عبد المعز بن محمد البزاز قال: أخبرنا زاهر بن طاهر المستملي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الخنزرودي، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، حدثنا عبيد الله بن عثمان العثماني ببغداد، حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا محمد بن طلحة التيمي، حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم: ’’هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها’’. أخرجه النسائي3، عن حميد بن زنجويه، عن علي.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد في كتابه، أخبرنا هبة الله بن سهل السدي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم، أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، حدثنا عبد الله -يعني: ابن عمران العابدي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة يخاف بها العطش’’.
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا تميم بن أبي سعيد، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي سنة تسع وأربعين وأربع مائة قال: أخبرنا الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، حدثنا إسحاق الحنظلي، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’من أشرك بالله فليس بمحصن’’. قال أبو أحمد: ’’لا أعلم حدث به غير إسحاق عن الدراوردي’’.
قلت: مر هذا في ترجمة الماسرجسي.
قال أبو عبد الله الحافظ: مات أبو أحمد وأنا غائب في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، وله ثلاث وتسعون سنة.
قلت: مات معه في هذا العام: قاضي سمرقند أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي الحنفي الواعظ، عن تسعين سنة إلا سنة، ومفتي ما وراء النهر عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الحنفي الزاهد، وشيخ المالكية صاحب ’’التفريع’’ أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الجلاب البغدادي، ومسند مصر الشيخ أبو بكر عتيق بن موسى الأزدي الحاتمي، وكان عنده ’’الموطأ’’ عن أبي الرقراق، عن يحيى بن بكير، والحافظ أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق صاحب ’’تلك الأمالي’’، وكبير هراة ومحدثها الرئيس أبو عبد الله محمد بن أبي ذهل الضبي، والقاضي أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين النيسابوري -صاحب ابن خزيمة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 363
أبو أحمد الحاكم صاحب الكنى قال ابن القطان لا أعرفه واعترض عليه ابن الوكيل فقال قلت هو محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال كان إمام الصنعة وكان من الصالحين الماشين على سنن السلف المصنفين فيما يعتقد في أهل بيته وصحابته وصنف على كتابي البخاري ومسلم في الصحيح وعلى كتاب أبي عيسى وصنف كتاب الأسامي والكني والعلل وخرج علي كتاب المزني وصنف الشروط وكان عارفا بها توفي يوم الخميس الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة 378 وهو ابن ثلاث وتسعين سنة وكف بصره قبل موته بسنتين وتغير حفظه ولكن لم يختلط انتهى
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 211
أبو أحمد الحاكم الكبير
مؤلف الكنى محدث خراسان الإمام الفاضل الجهبذ محمد بن محمد ابن إسحاق النيسابوري الكرابيسي
سمع ابن خزيمة والباغندي والبغوي والسراج
ومنه الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي
قال الحاكم هو إمام عصره في هذه الصنعة كثير التصنيف مقدم في معرفة شروط الصحيح والاسامي والكنى طلب الحديث وله نيف وعشرون سنة وسمع بالعراق والجزيرة والشام ولم يدخل مصر ولي قضاء الشاش ثم طوس ثم استعفى ولازم مسجده مفيدا مقبلا على العبادة والتصنيف
وكان من الصالحين ماشيا على سنن السلف صنف على كتابي الشيخين وعلى جامع أبي عيسى وكتاب العلل وغير ذلك
وهو حافظ عصره بهذه الديار كف وتغير حفظه ولم يختلط قط
مات في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة عن ثلاث وتسعين سنة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 388
والحافظ أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحاكم
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 117
محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد الحاكم الكبير، الكرابيسي، النيسابوري.
سمع: بنيسابور: أحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن شادل، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس السراج وأقرانهم. وبدمشق: محمد بن خريم، وأبا الجهم بن طلاب، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن الفيض، ومحمد بن عبد الحميد الفرغاني، وأبا الحسن بن جوصا، وأبا عبيد أحمد بن عبد الله بن ذكوان، وأبا العباس الزفتي، وأبا بكر محمد بن عبد السلام الفزاري، وأبا بكر القاسم بن عيسى العصار، وأبا الهيثم بن محمد بن أبي ثابت. وبحمص: أبا علي الحسين بن محمد السكوني، وبحلب: عبد الرحمن بن عبيد الله، وببغداد: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر الباغندي، ومحمد بن حميد المجدر، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عمرو عبد الله بن عثمان العثماني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وبمكة: أبا جعفر الديبلي، وأبا الحسن القاسم بن محمد الجدي، وبالري: أبا القاسم العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ، وأبا العباس القلانسي. وبالكوفة عبد الله بن زيدان، ومحمد بن الحسين الخثعمي، وأبا العباس محمد بن عبيد بن يوسف الصفار. وبأنطاكية: أبا الطيب الحسين بن موسى، وبحران: أبا عروبة الحراني، وبطربستان: محمد بن إبراهيم بن شعيب.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في ’’مستدركه’’، وعلي بن حمشاذ العدل، وأبو العباس أحمد بن سعيد المعداني، وأبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البجلي المكي، وأبو يعلى العلوي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر بن منجويه، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو جعفر العزايمي، وأبو حفص بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو نعيم الأصبهاني، وجعفر الصائغ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبو عبد الله محمد بن علي الجصاص، وإسماعيل بن الحسين بن علي الدارمي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب الكنجروذي، وذكر أنه حدثه بقراءة أبي جعفر العزائمي عليه في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، كما في ’’عوالي مالك’’، وهو راويها عنه، وتعد آخر ’’أماليه’’، وذكر أن آخر مجلس أملاه أبو أحمد كان قبيل وفاته - رحمه الله - بأربعة أيام، وذلك يوم الخميس.
قال الحاكم في ’’تاريخه’’: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة، وكان من الصالحين، الثابتين على سنن السلف المعتصمين سنن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، الذابين عن حريمها، والمنصفين فيما نعتقده في أهل بيته وصحابته، شهد بنيسابور سنة خمس عشرة وثلاثمائة، فقعد له أبو عمرو الحيري، ولم يزل من المقبولين إلى أن قلد القضاء في مدن كثيرة بخراسان، وإنما سمع الحديث أول ما سمع وهو ابن نيف وعشرين سنة، فسمع بنيسابور: أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس الثقفي، والماسرجسي، ومحمد بن شادل الهاشمي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، ومحمد بن سليمان بن فارس، وأقرانهم، وسمع بالكوفة: أبا محمد بن زيدان، وأبا جعفر الخثعمي، وبالحجاز: محمد بن إبراهيم الديبلي، وبالجزيرة: أبا عروبة وأقرانه، وسمع بالشام: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبا عبد الرحمن البيروتي وسعيد بن هاشم بن زيد، وغيرهم، وصنف على كتاب البخاري ومسلم في ’’الصحيح’’، وعلى كتاب أبي عيسى الترمذي، وصنف كتاب ’’الأسامي والكنى’’، و’’العلل’’، والمخرج على كتاب المزني، وكتاب ’’الشروط’’، وكان عارفاً به، وصنف الشيوخ والأبواب، وكان مقدماً في العدالة أولاً، ثم ولي القضاء سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة - يعني بخراسان - إلى أن قلد قضاء الشاش فحكم بها أربع سنين وأشهراً، وآخره قلد قضاء طوس، فدخلتها وهو على القضاء، فكنت أدخل عليه والمصنفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرغ أقبل على التصنف، ثم انصرف إلى نيسابور سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ولزم مسجده ومنزله مفيداً مقبلاً على العبادة والتصنيف، وأريد غير مرة على القضاء والتزكية فاستعفى، إلى أن كف بصره سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وهو حافظ عصره بهذه الديار، وكنا - يوماً - مع أبي علي في الجامع سنة أربعين وثلاثمائة، فقال أبو الحسين الحجاجي: يا أبا علي قد وافى أبو أحمد الكرابيسي على قضاء طوس، قال: متى؟ قال: أمس، فينبغي أن تزوره، فتكلم أبو علي بشيء فقالو له: لا بد من زيارته، فقام ومعه أبو الحسين، وأبو العباس الدقاق، وأبو إسحاق الأبزراي، وأحمد بن طاهر وجماعتنا، فلما دخلنا على أبي أحمد قال لهم أبو أحمد: قد غبت عنكم سبع عشرة سنة، اذكروا بكل سنة منها حديثاً أستفيده، فاستعجل بعضهم فقال: عن شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ’’سبعة يظلهم الله في ظله’’، فقال أبو أحمد: حدثنا أبو أحمد بن عمير الدمشقي، ثنا أحمد بن موسى بن صاعد ثنا مؤمل بن إسماعيل عن شعبة، فقال السائل: عندنا عن عمرو بن مرزوق عالٍ، فقال أبو أحمد: عمرو بن مرزوق طريق غير معتمد، وقد أجبت في الحديث، فأخذ أبو علي يذكر الباب وكلنا سكوت حتى فرغ منه، ثم أخذوا جماعتهم يعيرون أبا أحمد بأنك لم تدخل مصر، فقال أبو أحمد: أنتم كلكم قد دخلتم مصر، اذكروا ما فاتني بمصر، فقال بعضهم: الليث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة الغار، فقال أبو أحمد: يا سبحان الله، حدثنا الكيس أبو بكر بن أبي داود ثنا عيسى بن حماد، ثم ذكر أبو علي أحاديث استفادها، فقلت: أنبأنا عن أبي العميس عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قصة الجساسة، فقال أبو أحمد: هذا نعم، هذا من غرر الحديث، وقد فاتني، فلما خرجنا قلت لأبي علي: ليس فيما ذكرتم أضيق من حديثي الذي ذكرته، ولم يذكره له فضحك، وقال: هو كما قلت يا أبا عبد الله، إنما أمسكت عنه لأن الحديث ليس عندي عن علان حدثنيه جعفر المراغي عن علان، فإنه مما فاتني بمصر.
وقال الحاكم: قلت لأبي أحمد الحافظ: إن أبا عبد الله بن أبي ذهل قد ألقي إليه ما كان جرى بينك وبين أبي علي الحافظ في سماعك من محمد بن أحمد بن الحسن بن خراش، فلو أذنت في حمله إلى ها هنا وأمليت تلك الأحاديث من أصلك، فشكرني على قولي، وقال: وكرامة، فحملت أبا عبد الله إليه، ومعه جماعة من أهل الحديث، فأخرج كتابه بخط يده الأصل العتيق المؤرخ، وأخرج أصل أخيه أبي الحسن بخطه الذي كان أبو علي يقول: إن المجلس إنما سمعه معي ومع أبي بكر بن الجعابي أبو الحسن قبل ورود أبي أحمد بغداد، فأمله علينا وتأمل أبو عبد الله، فلما خرجنا قال لي أبو عبد الله: والله لو عرض هذا الأصل على أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني لرضياه، هذا أو نحوه. توفي أبو أحمد وأنا غائب يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الأولى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وهوابن ثلاث وتسعين سنة، وصلى عليه الرئيس أبو الفضل المحمي في ميدان الحسين بن معاذ، وخرج الأمير أبو الحسن للصلاة عليه، ودفن في داره في موضع كتبه وجلوسه للتصنيف، وقد كان أبو أحمد كف قبل ذلك بعشرين شهراً وتغير حفظه، ولم يختلط قط. وسمعت أحمد ابن إبراهيم الزاهد المزكي يقول: رأيت أبا أحمد الحافظ في المنام كأنه في موضع عالي مرتفع من الأرض فقلت: ما ينتظر الحاكم؟ قال مشايخ لنا قد تقدموا وأنا أنتظرهم، قال: فلم ألبث إلا ساعة حتى رأيت شيخاً قد أقبل، فقلت: من هذا؟ قال: أبو حامد بن الشرقي. وسمعت إسماعيل بن إبراهيم الفقيه يقول: رأيت أبا أحمد الحافظ في المنام، فقلت: أي الفرق أكثر أو أسرع نجاة عندكم؟ فأشار إلى بأصبعه السبابة فقال: أنتم.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند نوح بن نصر أمير خراسان، فقال للشيوخ: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان علي خلقان وأنا في آخر الناس، فقلت للوزير: أنا أحفظ الحديث، فقال: ها هنا فتىً من نيسابور يحفظه، قال: فخطوني على أصحاب الطيالسة، فرويت الحديث، فقال الأمير: مثل هذا لا يضيع، فولاني قضاء الشاش. وقال الخليلي في ’’الإرشاد’’: صاحب تصانيف عجيبة، صنف في الكنى سبعين جزءاً، وله من التصانيف غير ذلك، رضيها العلماء، سمع ابن خزيمة، والسراج، وبالعراق: البغوي، وابن أبي داود، وبالشام: أبا عروبة، وأصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، سمعت عبد الله بن أبي زرعة الحافظ يثني عليه يخرجه في تصانيفه، توفي بعد السبعين وثلاثمائة، وحمل جعفر الصائغ إجازته لي ولجماعة. وقال رشيد الدين العطار في ’’نزهة الناظر’’: حافظ مشهور، وعالم مذكور، وصاحب رحلة وتصنيف وجمع وتأليف، وله كتاب ’’الأسماء والكنى’’ الذي لم يصنف في فنه مثله، رحل إلى العراق والحجاز، والشام، ومصر، وغيرها من البلاد والنواحي.
وقال ابن عبد الهادي في ’’طبقاته’’: محدث خراسان الإمام الحافظ الناقد، ذكره أبو الوليد بن الدباغ في الحفاظ في الطبقة السابعة. وقال الذهبي في ’’التذكرة’’: محدث خراسان الإمام الحافظ الجهبذ. وقال في ’’النبلاء’’: الإمام الحافظ العلامة الثبت محدث خراسان، ومؤلف كتاب ’’الكنى’’ في عدة مجلدات، طلب هذا الشأن وهو كبير له نيف وعشرون سنة، وولد في حدود سنة تسعين ومائتين، أو قبلها، وكان من بحور العلم، قيل: إن بعض العلماء نازعه أبو عبد الله بن بالبيع في عمر بن زرارة، وعمرو بن زرارة النيسابوري، وقال: هما واحد قال: فقلت لأبي أحمد الحاكم: ما تقول فيمن جعلهما واحد؛ فقال: من هذا الطبل؟! وقال في ’’العبر’’: أحد أئمة الحديث، وصاحب التصانيف، أكثر الترحال، وكتب ما لا يوصف.
وأما ابن القطان الفاسي - رحمه الله - فقد قال في آخر كتابه ’’بيان الوهم والإيهام’’: أبو أحمد الحاكم صاحب كتاب ’’الكنى’’: لا أعرفه. قال ابن عبد الهادي في ’’الطبقات’’: كذا قال. وقال العراقي في ’’ذيل الميزان’’: اعترض عليه ابن الوكيل - يعني في كتابه ’’شرح الأحكام’’ لعبد الحق - فقال: قلت: هو محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ذكره الحاكم في ’’تاريخ نيسابور’’ فقال: إمام عصره في الصنعة...
قلت: [إمام حافظ جهبذ، ناقد بصير، من بحول العلم والرواية].
’’المستدرك’’ (3/ 135/ 4664)، ’’مختصر تاريخ نيسابور’’ (53/ أ)، ’’عوالي أبي أحمد الحاكم’’ ضمن كتاب ’’العوالي’’ (1/ 25)، ’’الإرشاد’’ (3/ 847)، ’’تاريخ دمشق’’ (55/ 154)، ’’مختصره’’ (23/ 185)، ’’المنتظم’’ (14/ 335)، بيان الوهم والإيهام (5/ 644)، ’’التقييد’’ (109)، ’’الكامل في التاريخ’’ (7/ 126)، ’’نزهة الناظر’’ (69)، ’’المختصر في أخبار البشر’’ (2/ 125)، ’’طبقات علماء الحديث’’
(3/ 168)، ’’تذكرة الحفاظ’’ (3/ 976)، ’’النبلاء’’ (16/ 370)، ’’تاريخ الإسلام’’ (26/ 637)، ’’العبر’’ (2/ 153)، ’’الإعلام ’’ (258)، ’’الإشارة’’ (189)، ’’المعين’’ (1302)، ’’المقتنى في سرد الكنى’’ (1/ 33)، ’’الوافي بالوفيات’’ (1/ 115)، ’’مرآة الجنان’’ (2/ 408)، ’’طبقات الأسنوي’’ (1/ 202)، ’’ذيل الميزان’’ (763)، ’’اللسان’’ (9/ 6)، ’’النجوم الزاهرة’’ (4/ 154)، ’’طبقات الحفاظ’’ (882)، ’’الشذرات’’ (4/ 415)، مختصر نكت الهميان (251).
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1
أبو أحمد الحافظ
أبو أحمد الحافظ = محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق.
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1
الحاكم
أبو أحمد، محدث خراسان، الإمام، الحافظ، الناقد، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، النيسابوري، الكرابيسي، صاحب التصانيف، ومؤلف كتاب ’’الكنى’’، وهو الحاكم الكبير.
سمع أحمد بن محمد الماسرجسي، وابن خزيمة، والباغندي، والبغوي، والسراج، ومحمد بن إبراهيم الغازي، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبا عروبة الحراني، وطبقتهم.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعدٍ الكنجروذي، وأبو عثمان البحيري، وخلق.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت مع الشيوخ عند أمير خراسان نوح بن نصر فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصدقات ؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان علي خلقان، وأنا في آخر الناس، فقلت لوزيره: أنا أحفظه. فقال: ها هنا فتىً من نيسابور يحفظه. فقدمت فوقهم، ورويت الحديث. فقال الأمير: مثل هذا لا يضيع. فولاني قضاء الشاش.
وقال الحاكم: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم في معرفة شروط الصحيح، والأسامي، والكنى، طلب الحديث وهو ابن نيف وعشرين سنة، وسمع بالعراق والجزيرة والشام.
قال: ولم يدخل مصر، وكان مقدماً في العدالة أولاً، ثم ولي القضاء سنة ثلاثٍ وثلاثين، إلى أن قلد قضاء الشاش، فحكم بها أربع سنين وأشهراً، ثم قلد قضاء طوس، فكنت أدخل إليه والمصنفات بين يديه، فيحكم ثم يقبل على الكتب، ثم أتى نيسابور سنة خمسٍ وأربعين، ولزم مسجده ومنزله مفيداً مقبلاً على العبادة والتصنيف، وأريد غير مرة على القضاء والتزكية فيستعفي، وكف بصره سنة ست وسبعين، ثم توفي وأنا غائب في ربيع الأول سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة، وله ثلاث وتسعون سنة.
وقال الحاكم أيضاً: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة، قلد القضاء في أماكن، وصنف على كتابي الشيخين، وعلى جامع أبي عيسى، قال لي: سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم والزهد والورع، بكى حتى عمي.
قال الحاكم: وصنف أبو أحمد كتاب ’’العلل’’ و’’المخرج على كتاب المزني’’ وكتاباً في الشروط، وصنف الشيوخ والأبواب، قال: وهو حافظ عصره بهذه الديار.
وقال الحافظ أبو الحسن بن القطان في آخر كتاب ’’الوهم والإبهام’’: أبو أحمد الحاكم صاحب كتاب ’’الكنى’’ لا أعرفه. كذا قال.
وذكره أبو الوليد بن الدباغ في الحفاظ في الطبقة السابعة.
وقال الحاكم: تغير حفطه لما كف، ولم يختلط قط.
وقد مات في سنة ثمانٍ وسبعين أيضاً من كبار الشيوخ القاضي أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين، النيسابوري. والقاضي العلامة أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي، الواعظ الحنفي، قاضي سمرقند، وله تسع وثمانون سنة. وشيخ الحنفية بما وراء النهر عبد الكريم بن محمد بن موسى، البخاري، الميغي، الزاهد، وميغ: من قرى بخارى. وشيخ المالكية بالعراق أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن الجلاب، توفي كهلاً. ومسند مصر أبو بكر عتيق بن موسى بن هارون، الأزدي الحاتمي، عنده عن أبي الرقراق ’’الموطأ’’ بسماعه من يحيى بن بكير. ومحدث بغداد أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، المستملي.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1
أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد النيسابوري الكرابيسي
إمام حافظ صاحب التصانيف المشهورة، ولى قضاء الشاش، ثم طوس ثم قدم نيسابور ولزم المسجد وأقبل على العبادة والتصنيف، وعمى قبل موته بسنتين، ومات سنة كان وسبعين وثلثمائة عن ثلاث وتسعين سنة، والحاكم صاحب ’’المستدرك’’ كان يستفيد منه ويتتلمذ عليه.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1