ابن لنكك محمد بن محمد بن جعفر البصري، ابو الحسن، الصاحب ابن لنكك: شاعر، وصفه الثعالبي بفرد البصرة وصدر ادبائها. وقال: اكثر شعره ملح وطرف، جلها في شكوى الزمان واهله وهجاء شعراء عصره. وهو صاحب البيت المعروف:
نعيب زماننا، والعيب فينا | ولو نطق الزمان إذا هجانا |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 20
ابن لنكك محمد بن محمد بن جعفر بن لنكك بكافين بعد النون واللام أبو الحسين من أهل البصرة، كانت من النحاة الفضلاء والأدباء النبلاء، روى قصيدة دعبل التايية التي مدح بها أهل البيت وأولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة | ومنزل علم مقفر العرصات |
زمان قد تفرغ للفضول | فسود كل ذي حمق جهول |
إذا أحببتم فيه ارتفاعا | فكونوا جاهلين بلا عقول |
يعيب الناس كلهم الزمانا | وما لزماننا عيب سوانا |
نعيب زماننا والعيب فينا | ولو نطق الزمان إذا هجانا |
ذياب كلنا في خلق ناس | فسبحان الذي فيه برانا |
يعاف الذئب يأكل لحم ذئب | ويأكل بعضنا بعضا عيانا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 0
محمد بن محمد بن جعفر أبو الحسن المعروف بابن لنكك البصري النحوي الشاعر الأديب: كان فرد البصرة وصدر أدبائها في زمانه، أدركته حرفة الأدب فقصر به جهده عن بلوغ الغاية التي كانت تسمو إليها نفسه إذ كان التقدم في زمنه لأبي الطيب المتنبي وأبي رياش اليمامي، فكسدت بضاعته بنفاق سوقهما، وانحط نجمه عن مطلع سعادتهما، فولع بثلبهما والتشفي بهجوهما وذمهما، فكان أكثر شعره في شكوى الزمان وأهله وهجاء شعراء عصره. وكان أبلغ شعره ما لم يتجاوز البيتين والثلاثة، وكان يروي قصيدة دعبل التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
يرويها عن أبي الحسين العباداني عن أخيه عن دعبل، ورواها عنه ابن جخجخ النحوي.
ومن شعره:
نحن والله في زمان غشوم | لو رأيناه في المنام فزعنا |
يصبح الناس فيه من سوء حال | حق من مات منهم أن يهنا |
جار الزمان علينا في تصرفه | وأي دهر على الأحرار لم يجر |
عندي من الدهر ما لو أن أيسره | يلقى على الفلك الدوار لم يدر |
نحن من الدهر في أعاجيب | فنسأل الله صبر أيوب |
أقفرت الأرض من محاسنها | فابك عليها بكاء يعقوب |
زمان قد تفرغ للفضول | وسود كل ذي حمق جهول |
فان احببتم فيه ارتفاعا | فكونوا جاهلين بلا عقول |
يعيب الناس كلهم الزمانا | وما لزماننا عيب سوانا |
نعيب زماننا والعيب فينا | ولو نطق الزمان إذا هجانا |
ذئاب كلنا في زي ناس | فسبحان الذي فيه برانا |
يعاف الذئب يأكل لحم ذئب | ويأكل بعضنا بعضا عيانا |
أقول لعصبة بالفقه صالت | وقالت ما خلا ذا العلم باطل |
أجل لا علم يوصلكم سواه | إلى مال اليتامى والأرامل |
أراكم تقلبون الحكم قلبا | إذا ما صب زيت في القنادل |
مضى الأحرار وانقرضوا وبادوا | وخلفني الزمان على علوج |
وقالوا قد لزمت البيت جدا | فقلت لفقد فائدة الخروج |
فمن ألقى إذا أبصرت فيهم | قرودا راكبين على السروج |
زمان عز فيه الجود حتى | كأن الجود في أعلى البروج |
يا زمانا ألبس الأح | رار ذلا ومهانه |
لست عندي بزمان | إنما أنت زمانه |
كيف نرجو منك خيرا | والعلا فيك مهانه |
أجنون ما نراه | منك يبدو أم مجانه |
نبئت أن أبا رياش قد حوى | علم اللغات وفاق فيما يدعي |
من مخبري عنه فإني سائل | من كان حنكه بأير الأصمعي |
قولا لأهل زمان لا خلاق لهم | ضلوا عن الرشد من جهل بهم وعموا |
أعطيتم المتنبي فوق منيته | فزوجوه برغم أمهاتكم |
لكن بغداد جاد الغيث ساكنها | نعالهم في قفا السقاء تزدحم |
ما أوقح المتنبي | فيما حكى وادعاه |
أبيح مالا عظيما | حتى أباح قفاه |
يا سائلي عن غناه | من ذاك كان غناه |
إن كان ذاك نبيا | فالجاثليق إلاه |
متنبيكم ابن سقاء كوفا | ن ويوحى من الكنيف إليه |
كان من فيه يسلح الشعر حتى | سلحت فقحة الزمان عليه |
حلف الرملي فيما | قص عني وحكاه |
يدعي يوم اصطلحنا | أنني قبلت فاه |
لم أقبل فاه لكن | قبلت نعلي قفاه |
صداع من كلامك يعترينا | وما فيه لمستمع بيان |
مكابرة ومخرقة وبهت | لقد أبرمتنا يا مبرمان |
تولى شباب كنت فيه منعما | تروح وتغدو دائم الفرحات |
فلست تلاقيه ولو سرت خلفه | كما سار ذو القرنين في الظلمات |
قد شربنا على شقائق روض | شربت عبرة السحاب السكوب |
صبغت من دم القلوب فما تب | صر الا تعلقت بالقلوب |
إذا خفق اللواء علي يوما | وقد حمل امرؤ القيس اللواء |
رجوت الله لا أرجو سواه | لعل الله يرحم من أساء |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2619