الفارابي محمد بن محمد بن طرخان بن اوزلغ، ابو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني: اكبر فلاسفة المسلمين. تركي الاصل، مستعرب. ولد في فاراب (على نهر جيحون) وانتقل إلى بغداد، فنشأ فيها، والف بها اكثر كتبه. ورحل إلى مصر والشام. واتصل بسيف الدولة بن حمدان. وتوفي بدمشق. كان يحسن اليونانية واكثر اللغات الشرقية المعروفة في عصره. ويقال: ان الآلة المعروفة بالقانون، من وضعه؛ ولعله اخذها عن الفرس فوسعها وزادها اتقانا فنسبها إلى الناس اليه. وعرف بالمعلم الثاني، لشرحه مؤلفات ارسطو (المعلم الاول) وكان زاهدا في الزخارف، لايحفل بامر مسكن او مكسب. يميل إلى الانفراد بنفسه، ولم يكن يوجد غالبا في مدة اقامته بدمشق الا عند مجتمع ماء او مشتبك رياض. له نحو مئة كتاب، منها (القصوص 0ط) ترجم إلى الالمانية، و (احصاء العلوم والتعريف باغاضها -ط) و (آراء أهل المدينة الفاضلة -ط) و (المدخل إلى صناعة الموسيقى -خ) و (الآداب الملوكية -خ) و (مباديء الموجودات) رسالة ترجمت إلى العبرية وطبعت بها، و (ابطال احكام النجوم -خ) نسخته بطهران، و (اغراض ما بعد الطبيعة -خ) و (السياسة المدنية -خ) و (جوامع السياسة -ط) رسالة، و (النواميس) و (الخطابة) و (ديوان الادب -خ) و (ما ينبغي ان يتقدم الفلسفة) وكتاب في ان (حركة الفلك سرمدية). ولمصطفى عبد الرزاق، كتاب (فيلسوف العرب -ط) في سيرته، ومثله (الفارابي -ط) لالياس فرح، و (الفارابي -ط) لعباس محمود.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 7- ص: 20
الفارابي شيخ الفلسفة الحكيم، أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ التركي الفارابي المنطقي، أحد الأذكياء.
له تصانيف مشهورة، من ابتغى الهدى منها ضل وحار، منها تخرج ابن سينا، نسأل الله التوفيق.
وقد أحكم أبو نصر العربية بالعراق، ولقي متى بن يونس صاحب المنطق فأخذ عنه، وسار إلى حران فلزم بها يوحنا بن جيلان النصراني، وسار إلى مصر وسكن دمشق.
فقيل: إنه دخل على الملك سيف الدولة بن حمدان، وهو بزي الترك، وكان فيما يقال: يعرف سبعين لسانا، وكان والده من أمراء الأتراك، فجلس في صدر المجلس، وأخذ يناظر العلماء في فنون، فعلا كلامه وبان فضله، وأنصتوا له، ثم إذا هو أبرع من يضرب بالعود، فأخرج عودا من خريطة وشده ولعب به، ففرح كل أهل المجلس وضحكوا من الطرب، ثم غير الضرب فنام كل من هناك حتى البواب فيما قيل، فقام وذهب.
ويقال: إنه هو أول من اخترع القانون.
وكان يحب الوحدة، ويصنف في المواضع النزهة، وقل ما يبيض منها، وكان يتزهد زهد الفلاسفة، ولا يحتفل بملبس ولا منزل، أجرى عليه ابن حمدان في كل يوم أربعة دراهم.
ويقال: إنهم سألوه: أأنت أعلم أو أرسطو؟ فقال: لو أدركته لكنت أكبر تلامذته.
ولأبي نصر نظم جيد، وأدعية مليحة على اصطلاح الحكماء.
ذكره أبو العباس بن أبي أصيبعة، وسرد أسامي مصنفاته وهي كثيرة، منها: مقالة في إثبات الكيمياء، وسائر تواليفه في الرياضي والإلهي.
وبدمشق كان موته في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، عن نحو من ثمانين سنة، وصلى عليه الملك سيف الدولة بن حمدان، وقبره بباب الصغير.
ابن مليح، وابن بالويه، وابن حيكان:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 32