المشعشع محمد بن فلاح بن هبة الله، من سلالة الامام موسى الكاظم: رأس دولة (المشعشعين) واول سلاطينهم. ولد بواسط، وتعلم في الحلة، وتفقه بعلوم الشيعة الاثنى عشرية، واولع بفنون من الشعوذة فاتقنه. وخرج إلى بادية خوزستان عام 840هـ ، فادعى انه (المهدي) وسني شعوذاته (التشعشع) فتبعه بعض الاعراب فسماهم (المشعشعين) واستولى بهم على الحويزة (بين واسط والبصرة) وقاتلته جيوش بغدا، وكانت الدولة للتركمان، فانخذل، ثم ظفر سنة 861 وعظم امره، فامتلك ولاية خوزستان والجزائر واطاعه اكثر عرب العراق، وجعل (الحويزة) قاعدة لسلطنته، ومات بها. قال احد مؤرخيه: (آل المشعشع: دولة عربية ملكت الاهواز والحويزة واكثر بلاد خوزستان) وفي سيرته وتاريخ ظهوره خلاف بين مؤرخي عصره.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 332

السيد محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي السيد محمد الملقب بالمهدي بن فلاح الموسوي المشعشعي بن هبة الله بن حسن بن علي المرتضى ابن السيد عبد الحميد النسابة ابن أبو علي الفخار ابن أحمد أبن أبو الغانم بن أبي عبد الله الحسيني بن محمد بن إبراهيم المجاب بن محمد صالح ابن الإمام موسى الكاظم عليه السلام
توفي في شعبان سنة 866.
ذكره حفيده السيد علي خان ابن السيد عبد الله خان ابن السيد علي خان في رحلته المسماة صفة الصفوية فقال: ابتدأت أولا بسيرة من مضى من الأجداد. وأول من حكم منهم السيد الحسيب النجيب ذو الرأي السديد والعالم المفيد الشجاع المعروف علامة عصره السيد محمد الخ. ولد بواسط وقرأ على أحمد بن فهد الحلي من أكابر الصوفية ومن أعاظم مجتهدي الشيعة الاثني عشرية وكان الداعي لتواصل المترجم إليه هو أنه لما بلغ 17 سنة وقرأ القرآن وتعلم الكتابة وقرأ مقدمة من العلم طلب إلى والده أن يقرأ على الشيخ في مدرسته بالحلة وكان والده ضنك المعيشة فأذن له فذهب إلى الحلة وقرأ على الشيخ وصوف ليله ونهاره في المطالعة والدرس فبلغ المراقي الجليلة في المدة القليلة حتى رضي عنه أستاذه خير الرضى وصار يدرس بدله عند غيابه بإجازة منه.
ثم يذكر له بعض الأساطير إلى أن يقول:
وذهب إلى خوزستان فعمل عندهم ما عمله عند أولئك فعلا أمره واشتهر ولقب نفسه بالمهدي وذلك سنة 828 واستولى على جميع خوزستان.
وذكر في المجلد الثاني من إيجاز المقال في علم الرجال للشيخ فرج الله بن محمد الحويزي فقال: محمد بن فلاح بالفاء واللام والألف والحاء المهملة السيد الموسوي لكنه مخلط وهو جد بيت المهدي ’’اه’’. وفي كتاب مخطوط يظن أن اسمه كتاب الأنوار بعد نقل ما تقدم عن إيجاز المقال ما لفظه: أقول وذلك أن السيد محمد يلقب بالمهدي ولا يخفى أنه بعد أن ذكر صاحب إيجاز المقال السيد محمد قال: ومحمد هذا هو المهدي المشهور بالحويزة قد طلب العلم في مدرسة الحلة وتلمذ على الشيخ الجليل أحمد بن فهد. وفي تاريخ الغياثي: كان عالما بجميع العلوم، المعقول والمنقول وكان عارفا بالتصوف وصاحب رياضات وقيل اعتكف بمسجد الكوفة سنة كاملة وقوته شيء قليل من دقيق الشعير وقد ظهر منه تخليط في ابتداء ظهوره سنة 840 حتى أمر أستاذه بقتله وله كتاب رأيته يميل به إلى الحلولية معدن تخلط وزخارف غلب عقول بعض الناس في التاريخ المذكور. وقد نقل القهباني أن ولده المولى علي حكم في زمانه وقتل بسهم في حصاره قلعة بهبهان سنة 861 وبقي السيد محمد أبوه بعده يتولى الأمر ومات في التاريخ السابق وتولى بعده ولده الحسن. وعن رياض العلماء أنه قال: ومن تلامذة أحمد بن فهد الحلي السيد محمد بن فلاح الموسوي الواسطي أول سلاطين المشعشعية.
الدولة المشعشعية
عن كتاب تنبيه وسن العين لتنزيه الحسن والحسين في مفاخرة بني السبطين للسيد محمد بن علي بن حيدر بن محمد بن نجم الحسيني الحسني الموسوي أنه قال في أواسط هذا الكتاب عند تعداد ملوك بني الحسين هكذا: ومن الممالك الحسينية مملكة المشعشعية قال صاحب النفحة العنبرية بضم الميم وفتح الشينين المعجمتين قال والذي في زماننا وما قبله إلى قبل التسعمائة استقرار ملكهم في خوزستان، والحويزة في هذا الزمان مقر ملك هؤلاء السادة مع تملكهم لقطر خوزستان وغيره وهم الآن تحت الطاعة لملوك العجم السادة الصفوية على أن ملكهم سابق على ملك أولهم الشاه إسماعيل كذا أخبرني بمكة المشرفة ملكهم الآن السيد الجليل علي بن عبد الله وهم عرب كرام أمجاد أبطال أنجاد وتحت ملكهم وطاعتهم من عرب جهتهم ألوف كثيرة فوارس شجعان وقد أخذوا البصرة في حدود 1110 املك العجم الذي هم في طاعته ثم ردها على السلطان الأعظم ملك الروم والحرمين الشريفين للمعاهدة والمهادنة التي بينهما ’’اه’’ وفي مجالس المؤمنين أن سلاطين بني المشعشع إلى الآن أكثر ولاية خوزستان بأيديهم ’’اه’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 38