ابن المعلم الهرثي محمد بن علي بن فارس، ابو الغنائم الهرثي: ابن المعلم: شاعر رقيق، من أهل واسط. يغلب على شعره الغل والنسيب. مولده ووفاته بالرث (بقرب واسط)، له (ديوان شعر -خ).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 279
ابن المعلم محمد بن علي بن فارس نجم الدين أبو الغنائم ابن المعلم الواسطي الهرثي والهرث من قرى واسط.
انتهت إليه رياسة الشعر في زمانه وطال عمره ولد سنة احدى وخمس مائة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة.
قال ابن الدبيثي: سمعت عليه أكثر شعره. وكان بينه وبين ابن التعاويذي الشاعر تنافس وهجاه ابن التعاويذي، وكان ابن الجوزي يوما على المنبر فقيل لابن المعلم: هذا ابن الجوزي على المنبر يتكلم، فشق الناس وجلس ولم يعلم به أحد فقال ابن الجوزي مستشهدا على بعض إشاراته: ولقد أحسن ابن المعلم حيث يقول:
يزداد في مسمعي تكرار ذكركم | طيبا ويحسن في قلبي مكرره |
أكذا يجازى ود كل قرين | أم هذه شيم الظباء العين |
ما وقفة الحادي على يبرين | وهو الخلي من الظباء العين |
إلا ليمنحني جوى ويزيدني | مرضا على مرضي ولا يبرين |
قسما بما ضمت عليه شفاههم | من قرقف في لؤلؤ مكنون |
أن شارف الحادي الغوير لأقضين | نحبي، ومن لي أن تبر يميني |
ولقد مررت على العقيق بزفرة | أمسى الأراك بها بغير غصون |
فبكى الحمام وما يجن صبابتي | وشكا المطي وما تحن حنيني |
ما وقفة الحادي على يبرين | إلا ليمرضني وما يبريني |
أجيراننا إن الدموع التي جرت | رخاصا على أيدي النوى لغوالي |
أقيموا على الوادي ولو عمر ساعة | كلوث إزار أو كحل عقال |
وجودوا على صدق الفراق بنظرة | تعلل قلبي منكم بمحال |
تنبهي يا عذبات الرند | كم ذا الكرى هب نسيم نجد |
مر على الروض وجاء سحرا | يسحب ثوبي أرج وبرد |
حتى إذا عانقت منها نفحة | عاد سموما والغرام يعدي |
واعجبا مني أستشفي الصبا | وما تزيد النار غير وقد |
أعلل القلب ببان رامة | وما ينوب غصن عن قد |
وأسأل الربع ومن لي لو وعى | رجع الكلام أو سخا برد |
تعلة وقوفنا بطلل | وضلة سؤالنا لصلد |
وأقتضي النوح حمامات اللوى | هيهات ما عند اللوى ما عندي |
قد كنت أستبكي الحمام لو شفا | وكنت أستشفي الصبا لو تجدي |
ما فصمت أيدي النوى عرى الهوى | عني ولا حلت عقود الود |
وأنت يا عيني وعدت بالبكا | هذا الفراق فانعمي بالوعد |
دع التجلد وامدد للغرام يدا | من غالب الشوق أمسى وهو مغلوب |
ما خلت أن الهوى يقضى علي به | والحب كالحين للإنسان مجلوب |
ولم أخل أن سر الوجد يفضحه | من الحمائم تغريد وتطريب |
حتى صدحن وهل سر يصان وللـ | ـأنفاس والدمع تصعيد وتصويب |
فما بدا البارق العلوي معترضا | إلا انثنيت وعندي منه ألهوب |
كأنما هو من جنبي مخترط | للومض أو هو في جنبي مقروب |
كلفي فيكم قديم عهده | ما صباباتي بكم مستكسبه |
أين ورق الجزع من لي أن أرى | عجمه إن لم أشاهد عربه |
ونعم ذا بان حزوى فاسألوا | إن شككتم في عذابي عذبه |
عن جفوني النوم من بعده | وإلى جسمي الضنا من قربه |
وصلوا طيفا إذا لم تصلوا | مستهاما قد قطعتم سببه |
فإلى أن تحسنوا صنعا بنا | قد أساء الحب فينا أدبه |
أعشق اللوم لحبي ذكركم | يا لمر في الهوى ما أعذبه |
فاكشفوا لي سر ما ألقى بكم | فلقد أشكل ما بي واشتبه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 4- ص: 0