إقبال جمال الدولة أمير الجيوش، شرف الدين، أبو الفضل الحبشي، المستنصري، الشرابي.
جعل في سنة ست وعشرين وست مائة مقدم جيوش العراق، وأنشأ مدرسة في غاية الحسن في سنة ثمان وعشرين للشافعية، فدرس بها التاج الأرموي، ثم أنشأ مدرسة أخرى سنة اثنتين وثلاثين، ودرس بها زين الدين أحمد بن نجا الواسطي، وأنشأ بمكة رباطا، وله معروف كثير، وفيه دين وخشوع، وله محاسن وجود، غمر وبذل للصلحاء والشعراء، والتقى التتار في سنة ثلاث وأربعين فهزمهم، فعظم بذلك وارتفع قدره وصار من أكبر الملوك، إلى أن توجه في خدمة المستعصم نحو الحلة لزيارة المشهد، فمرض إقبال في الحلة، فيقال سقي في تفاحة، فلما أكلها أحس بالشر. رجع إلى بغداد منحدرا في شوال سنة ثلاث وخمسين وست مائة فتوفي بها.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 492
إقبال بن عبد الله، المعروف بالشرابى المستنصرى العباسي، الأمير شرف الدين:
كان شجاعا كريما، شريف النفس، عالى الهمة، له بمكة مآثر، منها: الرباط المعروف برباط الشرابى عند باب بنى شيبة، عمر في سنة إحدى وأربعين وستمائة، ووقف عليه على ما قيل أوقافا بأعمال مكة، منها مياه تعرف بالشرابيات بوادى مر، ووادى نخلة، ووقف عليه كتبا في فنون العلم نفيسة، وقرر به صوفية على ما بلغني.
ومن المآثر التي صنعها بظاهر مكة: عمارة عين عرفة، والبرك التي بها، بعد عطلتها وخرابها عشرين سنة.
وكان نجاز العمارة وجريان الماء في ذلك، العشر الأخير من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
نقلت ما ذكرته من عمارته لعين عرفة، والبرك التي بها، من حجر رأيته ملقى بعرفة حول جبل الرحمة، ورأيت معنى ذلك مكتوبا في حجر في نصب بركة حول جبل
الرحمة، الآن مدفونة بالتراب. وعين عرفة التي عمرها إقبال، هي في وادى نعمان. ولإقبال الشرابى هذا مآثر أخر وصدقات كثيرة.
توفى سنة ثلاث وخمسين وستمائة ببغداد، ودفن في تربة أم الخليفة المستعصم بالله العباسي ببغداد. وهو من مماليك المستنصر العباسي والد المعتصم.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1