الباقر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين الطالبي الهاشمي القرشي، أبو جعفر الباقر: خامس الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. كان ناسكا عابدا، له في العلم وتفسير القرآن آراء وأقوال. ولد بالمدينة، وتوفي بالحميمة ودفن بالمدينة. وللجلودي (عبد العزيز بن يحيى) المتوفي سنة 302 كتاب (أخبار أبي جعفر الباقر).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 270

أبو جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)
خامس أئمة أهل البيت الطاهر صلى الله عليه وسلم
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
ولد بالمدينة يوم الجمعة أو الثلاثاء أو الاثنين غرة رجب أو ثالث صفر سنة 57 من الهجرة وقيل 56.
وتوفي بالمدينة يوم الاثنين سابع ذي الحجة أو في ربيع الأول أو الآخر سنة 114 وعمره 57 سنة منها مع جده الحسين أربع سنين ومع أبيه بعد جده الحسين 35 سنة وبعد أبيه 18 سنة وفي رواية الكافي عن الصادق (ع) 19 سنة وشهران وهي مدة أما مته وهي بقية ملك الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وتوفي في ملك هشام بن عبد الملك كذا في إعلام الورى وهو الصواب لما ستعرف وفي مناقب ابن شهراشوب قبض سنة 114 وله 57 سنة وأقام مع جده الحسين ثلاث سنين أو أربع سنين ومع أبيه 34 سنة وعشرة أشهر أو 39 سنة وبعد أبيه 19 سنة وقيل 18 وذلك أيام أما مته وكان في سني أما مته ملك الوليد بن يزيد وسليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام أخيه والوليد بن يزيد وإبراهيم أخيه وفي أول ملك إبراهيم قبض وقال أبو جعفر ابن بابويه سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيدهكذا في نسختين وفيه من سهو القلم منه أو من النساخ أو منهما ما لا يخفى فالوليد بن يزيد واحد وهو المذكور أخيرا والمذكور أولا صوابه الوليد بن عبد الملك وقوله والوليد بن يزيد الخ صوابه الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم أخيه ثم إن هش أما توفي سنة 125 وإبراهيم ولي وقتل سنة 127 فإذا كان الباقر (ع) قبض سنة 114 كما ذكره هو فوفاته في ملك هشام لا إبراهيم. وفي كشف الغمة قال محمد بن عمرو أما في روايتنا فإنه مات سنة 117 وقال غيره سنة 118. ودفن بالبقيع مع أبيه علي بن الحسين وعمه الحسن بن علي عليهم السلام.
أمه
وأمه فاطمة بنت الحسن بن علي (ع) وتكنى أم عبد الله وقيل أم الحسن وهو هاشمي من هاشميين علوي من علويين فاطمي من فاطميين لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين (ع).
كنيته
أبو جعفر ويقال أبو جعفر الأول.
لقبه
له ألقاب كثيرة أشهرها الباقر أو باقر العلم.
سبب تلقيبه بالباقر
في الفصول المهمة: لقب به لبقره العلم وهو تفجره وتوسعهوفي الصحاح: التبقر التوسع في العلموفي القاموس: الباقر محمد ابن علي بن الحسين لتبحره في العلموفي لسان العرب: لقب به لأنه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتوسع فيه والتبقر التوسعوفي صواعق ابن حجر: سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها واثار مخبأتها ومكامنها فكذلك هو أظهر من مخبات كنوز المعارف وحقائق الاحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ. وفي تذكرة الخواص: إنما سمي الباقر من كثرة سجوده بقر السجود جبهته أي فتحها ووسعها وقيل لغزارة علمه ثم نقل كلام الصحاح.
وروى الصدوق في علل الشرائع بسنده عن عمرو بن شمر سالت جابر الجعفي فقلت له لم سمي الباقر باقرا؟ قال لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا. وفي مناقب ابن شهراشوب: يقال لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين (ع) من العلوم ما ظهر منه من التفسير والكلام والفتيا والاحكام والحلال والحرام قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين ألف حديث.
نقش خاتمه
روى الصدوق في العيون والأمالي بسنده عن الرضا (ع) كان نقش خاتم الحسين (ع) إن الله بالغ أمره وكان علي بن الحسين يتختم بخاتم أبيه الحسين وكان محمد بن علي يتختم بخاتم الحسين الخبر. وفي الفصول المهمة: نقش خاتمه رب لا تذرني فردا قال ونقل الثعلبي في تفسيره إن الباقر نقش على خاتمه هذه الكلمات:

ورواه في العيون بسنده عن الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد (ع) مثله. وروى الشيخ في التهذيب بسنده عن الصادق (ع) كان نقش خاتم أبي: العزة لله جميعا. وفي حلية الأولياء بسنده عن الصادق (ع) كان في خاتم أبي: القوة لله جميعا. وفي الكافي بسنده عن يونس بن ظبيان وحف صلى الله عليه وسلم بن غياث كان في خاتم أبي جعفر محمد بن علي وكان خير محمدي رايته: العزة لله. وفي مكارم الأخلاق من كتاب اللباس عن أبي عبد الله (ع) كان نقش خاتم أبي جعفر (ع). العزة لله. ولعله كان له عدة خواتيم على كل منها نقش غير ما على الآخر.
شاعره
كثير عزة والكميت وأخوه الورد والسيد الحميري.
بوابه
جابر الجعفي.
ملوك عصره
الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك وزاد بعضهم الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد بن عبد الملك.
أولاده
قال المفيد في الإرشاد: ولد أبي جعفر سبعة أنفس أبو عبد الله جعفر بن محمد وكان به يكنى وعبد الله بن محمد أمهما أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر وإبراهيم وعبيد الله درجا، أمهما أم حكيم بنت أسد بن المغيرة الثقفية وعلي وزينب لام ولد وأم سلمة لأم ولدوقيل إن زينب هي أم سلمة حكاه في إعلام الورى وقال ابن شهراشوب في المناقب أولاده سبعة وعدهم كالإرشاد إلا أنه قال وعبد الله الأفطح ثم قال درجوا كلهم إلا أولاد الصادق (ع).
صفته في خلقه ولباسه
في مناقب ابن شهراشوب: كان ربع القامة رقيق البشرة جعد الشعر أسمر له خال على خده وخال احمر على جسده ضأمر الكشح حسن الصوت مطرق الرأس. وفي الفصول المهمة أسمر معتدل.
صفته في أخلاقه واطواره
ننقلها من كلمات العلماء ومضامين الأخبار الآتية وان لزم بعض التكرار.
قال ابن شهراشوب في المناقب: كان أصدق الناس لهجة وأحسنهم بهجة وأبذلهم مهجةوكان أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مؤونة وكان يتصدق كل جمعة بدينار وكان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام وكان إذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا فامنوا. وكان كثير الذكر كان يمشي وانه ليذكر الله ويأكل الطعام وأنه ليذكر الله ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله وكان يجمع ولده فيأمرهم بالذكر حتى تطلع الشمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منهم ومن كان لا يقرأ منهم أمره بالذكر، ويأتي قول المفيد: وكان ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالتفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله ويأتي عن سليمان بن دمدم انه (ع) كان يجيز بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه. وكان إذا ضحك قال اللهم لا تمقتني. وقال الآبي في كتاب نثر الدرر: كان إذا رأى مبتلى أخفى الاستعاذة وكان لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك ولا يا سائل خذ هذا وكان يقول سموهم بأحسن أسمائهم.
مناقبه وفضائله
(أحدها) العلم: في كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة في قوله تعالى إن في ذلك لآيات للمتوسمين قال كان والله محمد بن علي منهم ويأتي قول أبي زرعة لعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء. وعن أبي نعيم في الحلية انه سال رجل ابن عمر عن مسالة فلم يدر ما يجيبه فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك وأشار إلى الباقر (ع) فسأله فأجابه فأخبر ابن عمر فقال إنهم أهل بيت مفهمون.
وفي حلية الأولياء: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي ميمون حدثنا أبو مالك الجهني عن عبد الله بن عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم. وفي إرشاد المفيد: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا محمد بن القاسم لشيباني حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن أبي مالك الجهني عن عبد الله بن عطاء المكي ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه. وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي قال عطاء ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه عصفور مغلوب. قال يعني بالحكم: الحكم بن عتيبة وكان عالما نبيلا جليلا في زمانهوقد روى ذلك عن عطاء كما سمعت أما أبو نعيم والمفيد فروياه عن عبد الله بن عطاء كما سمعت وكذا محمد بن طلحة في مطالب السؤول. ويكفي في ذلك تلقيبه بباقر العلم كما مر، واشتهاره بهذا اللقب بين الخاص والعام في كل عصر وزمان. وفي مناقب ابن شهراشوب قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين ألف حديث، وروى المفيد في الإختصاص بسنده عن جابر الجعفي: حدثني أبو جعفر سبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا أبدا. (وقال المفيد) لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين (ع) من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عنه إلى آخر ما ذكره وسيأتي ذكر من اخذ عنه من عظماء المسلمين من الصحابة والتابعين والفقهاء والمصنفين وغيرهم. وقد اخذ العلماء عنه واقتدوا به واتبعوا أقواله واستفادوا من فقهه وحججه البينات في التوحيد والفقه والكلام.
فيما جاء عنه في التوحيد
ما رواه المدائني قال اتى إعرابي أبا جعفر محمد بن علي فقال له هل رأيت الله حين عبدته قال ما كنت لأعبد شيئا لم أره قال فكيف رأيته؟ قال لم تره الأبصار مشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات لا يجور في قضيته هو الله الذي لا اله إلا هو فقال الإعرابي الله اعلم حيث يجعل رسالته.
ومما جاء عنه في الاحتجاج احتجاجه
على محمد بن المنكدر من مشاهير زهاد ذلك العصر وعباده
قال المفيد في الإرشاد: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد حدثني جدي عن يعقوب بن يزيد حدثنا محمد بن أبي عمير عن عبد الرحمن ابن الحجاج عن أبي عبد الله (ع) قال إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى إن مثل علي بن الحسين يدع خلفا لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت إن أعظه فوعظني، خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي وكان رجلا بدينا وهو متكئ على غلامين له فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا والله لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم علي بنهر وقد تصبب عرقا فقلت أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاء الموت وأنت على هذه الحال، فخلى عن الغلامين من يده ثم تساند وقال: لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله اكف بها عن نفسي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله أردت إن أعظك فوعظتني. ورواه الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله (ع) مثله. أقول معنى قوله أردت إن أعظك فوعظتني إن ابن المنكدر هذا كان من المتصوفة أمثال طاوس اليماني وإبراهيم بن أدهم وغيرهما وكان يصرف أوقاته في العبادة ويترك الكسب فيكون كلا على الناس فأراد إن يعظ الباقر (ع) بأنه لا ينبغي له إن يخرج في مثل ذلك الوقت في طلب الدنيا فأجابه بان خروجه في طلب المعاش ليكف نفسه عن الناس من أفضل العبادات، كان في هذا الكلام موعظة لابن المنكدر بأنه مخطئ في ترك الكسب والقاء كله على الناس واشتغاله بالعبادة فلهذا قال أردت إن أعظك فوعظتني، ولهذا ورد عن الصادقين (ع) الأمر بالكسب والنهي عن القاء الكل على الناس، وان من يشتغل بالعبادة ويقوم غيره بنفقته فالقائم بنفقته عبادته أقوى وأفضل. وروى الإمام الصادق (ع) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ملعون ملعون من ألقى كله على الناس.
واحتجاجه على نافع بن الأزرق من رؤساء الخوارج
وإليه تنسب الأزارقة منهم. قال المفيد في الإرشاد: وجاءت الأخبار إن نافع بن الأزرق جاء إلى محمد بن علي فجلس بين يديه يسأله عن مسائل في الحلال والحرام فقال له أبو جعفر في عرض كلامه: قل لهذه المارقة بم استحللتم فراق أمير المؤمنين وقد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته والقربة إلى الله بنصرته فسيقولون لك انه حكم في دين الله فقل لهم قد حكم الله تعالى في شريعة نبيه صلى الله عليه وسلم رجلين من خلقه فقال: فابعثوا حكما من له وحكما من لها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما. وحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم فيهم بما أمضاه الله. أو ما علمتم إن أمير المؤمنين إنما أمر الحكمين إن يحكما بالقرآن ولا يتعدياه واشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال وقال حين قالوا له حكمت على نفسك من حكم عليك فقال ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت كتاب الله فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن واشترط رد ما خالفه لولا ارتكابهم في بدعتهم البهتان فقال نافع بن الأزرق هذا والله كلام ما مر بسمعي قط ولا خطر مني ببال وهو الحق إن شاء الله.
واحتجاجه على عبد الله بن نافع بن الأزرق من الخوارج
روى الكليني في الكافي بسنده إن عبد الله بن نافع بن الأزرق كان يقول: لو إني علمت إن بين قطريها أحدا تبلغني إليه المطايا يخصمني إن عليا قتل أهل لنهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه فقيل له ولا ولده فقال أفي ولده عالم فقيل له هذا أول جهلك وهم يخلون من عالم قال فمن عالمهم اليوم قيل محمد بن علي بن الحسين بن علي فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة فاستأذن على أبي جعفر فقيل له هذا عبد الله بن نافع قال وما يصنع بي وهو يبرأ مني ومن أبي طرفي النهار فقال له أبو بصير الكوفي جعلت فداك إن هذا يزعم أنه لو علم إن بين قطريها أحدا تبلغه المطايا إليه يخصمه إن عليا قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه، فقال له أبو جعفر أتراه جاءني مناظرا؟ قال نعم! قال يا غلام أخرج فحط رحله وقل له إذا كان الغد فائتنا فلما أصبح عبد الله بن نافع غدا في صناديد أصحابه وبعث أبو جعفر إلى جميع أبناء المهاجرين والأنصار فجمعهم ثم خرج إلى الناس واقبل عليهم كأنه فلقة قمر فخطب فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال: الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصنا بولايته يا معشر أبناء المهاجرين والأنصار من كانت عنده منقبة لعلي بن أبي طالب فليقم وليتحدث فقام الناس فسردوا تلك المناقب فقال عبد الله أنا أروي لهذه المناقب من هؤلاء وإنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين حتى انتهوا إلى حديث خيبر "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه فقال أبو جعفر (ع) ما تقول في هذا الحديث؟ قال هو حق لا شك فيه ولكن أحدث الكفر بعد، فقال له أبو جعفر ثكلتك أمك اخبرني عن الله عز وجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم فإن قلت لا كفرت، فقال قد علم، قال فأحبه الله على إن يعمل بطاعته أو على إن يعمل بمعصيته فقال على إن يعمل بطاعته، فقال له أبو جعفر فقم مخصوما فقام وهو يقول حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر الله اعلم حيث يجعل رسالته.
واحتجاجه على قتادة بن دعامة البصري
وقتادة هذا ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب وذكر الثناء عليه في الحفظ والفقه وغيرهما. روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي حمزة الثمالي: كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل رجل فسلم فقال من أنت عبد الله؟ قلت رجل من أهل الكوفة فما حاجتك؟ قال أتعرف أبا جعفر محمد بن علي؟ قلت نعم فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل؟ فقال لي يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر فأخبرني فما انقطع كلامه حتى أقبل أبو جعفر وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه فجلست حيث اسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له من أنت؟ قال له أنا قتادة بن دعامة البصري، فقال له أبو جعفر أنت فقيه أهل البصرة؟ قال نعم فقال ويحك يا قتادة إن الله عز وجل خلق خلقا فجعلهم حججا على خلقه فهم أوتاد في ارضه قوام أمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه. فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام أحد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له أبو جعفر أتدري أين أنت؟ أنت بين يدي بيوت أذن الله إن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة فأنت ثم ونحن أولئك. فقال له قتادة صدقت والله جعلني الله فداك ما هي بيوت حجارة ولا طين، قال فأخبرني عن الجبن، فتبسم أبو جعفر وقال رجعت مسائلك إلى هذا، قال ضلت عني، فقال لا باس به فقال أنه ربما جعلت فيه أنفحة الميت قال ليس بها باس إن الأنفحة ليس لها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم إنما تخرج من بين فرث ودم ثم قال وإنما الأنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت منها بيضة فهل تأكل تلك البيضة؟ قال قتادة لا ولا أمر باكلها فقال له أبو جعفر ولم؟ قال لأنها من الميتة فقال له فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ قال نعم قال فما حرم عليك البيضة وأحل لك الدجاجة ثم قال كذلك الأنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلا إن يأتيك من يخبرك عنه.
احتجاجه على عبد الله بن معمر الليثي في المتعة
في كشف الغمة عن الآبي في كتاب نثر الدرر أنه قال: روي إن عبد الله بن معمر الليثي قال لأبي جعفر بلغني انك تفتي في المتعة فقال أحلها الله في كتابه وسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بها أصحابه فقال عبد الله فقد نهى عنها عمر قال فأنت على قول صاحبك وأنا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله فيسرك إن نساءك فعلن ذلك قال أبو جعفر وما ذكر النساء يا أنوك إن الذي أحلها في كتابه وأباحها لعباده أغير منك وممن نهى عنها تكلفا، بل ويسرك إن بعض حرمك تحت حائك من حاكة يثرب نكاحا قال لا قال فلم تحرم ما أحل الله قال لا أحرم ولكن الحائك ما هو لي بكفو قال فإن الله ارتضى عمله ورغب فيه وزوجه حورا أفترغب عمن رغب الله فيه وتستنكف ممن هو كفو لحور الجنان كبرا وعتوا فضحك عبد الله وقال ما أحسب صدوركم إلا منابت أشجار العلم فصار لكم ثمره وللناس ورقه. (ثانيها): الحلم عن المناقب قال له رجل من أهل الكتاب أنت بقر قال لا أنا باقر قال أنت ابن الطباخة قال ذاك حرفتها قال أنت ابن السوداء الزنجية البذية قال إن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك.
(ثالثها): التسليم لأمر الله روى أبو نعيم في الحلية بسنده قال محمد بن علي ندعو الله فيما نحب فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عز وجل فيما أحب.
(رابعها): الجود والسخاء قال المفيد في الإرشاد: وكان مع ما وصفناه من العلم والسؤدد والرياسة وال إمامة ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالتفضل والاحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله. حدثني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا أبو نصر حدثني محمد بن الحسين حدثنا اسود بن عامر حدثنا حنان بن علي عن الحسن بن كثير: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة وجفاء الاخوان فقال بئس الأخ أخا يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ثم أمر غلامه فاخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال استنفق هذه فإذا نفذت فاعلمني. قال وقد روى محمد بن الحسين: حدثنا عبد الله بن الزبير قال حدثونا عن عمرو بن دينار وعبد الله بن عبيد بن عمير إنهما قالا: ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي إلا وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة ويقول هذه معدة لكم قبل إن تلقوني. قال وروى أبو نعيم النخعي عن معاوية بن هشام عن سليمان بن دمدم كان أبو جعفر محمد بن علي يجيزنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف درهم وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه الارشاد. وفي مطالب السؤول عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة عن سلمى مولاة أبي جعفر (ع) قالت كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويلبسهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم فأقول له في بعض ما يصنع فيقول يا سلمى ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف والاخوان وفي رواية مطالب السؤول فأقول له في ذلك ليقل منه فيقول يا سلمى ما حسنت الدنيا إلا صلة الاخوان والمعارف. خامسها كثرة الصدقات روى الصدوق في ثواب الأعمال بسنده عن أبي عبد الله (ع): كان أبي أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مؤونة وكان يتصدق كل جمعة بدينار وكان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف كفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام. سادسها الهيبة في القلوب عن المناقب عن أبي حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي (ع) ولقيه هشام بن عبد الملك اقبل الناس ينثالون عليه فقال عكرمة من هذا عليه سيماء زهرة العلم لأجربنه فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في يده وقال يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس وغيره فما أدركني ما أدركني آنفا فقال له أبو جعفر (ع) ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدي بيوت أذن الله إن ترفع ويذكر فيها اسمه.
بعض ما روي من طريقه
في إرشاد المفيد: روي عنه عن آبائه (ع) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: أشد الأعمال ثلاثة مواساة الإخوان في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال.
أخباره وبعض ما روي عنه من الأخبار
روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن أبي جعفر (ع) قال: شيعتنا ثلاثة أصناف. صنف يأكلون الناس بنا، وصنف كالزجاج يتهشم، وصنف كالذهب الأحمر كلما دخل النار ازداد جودة. وقال الآبي في نثر الدرر: هنا رجلا بمولود فقال أسال الله إن يجعله خلفا معك وخلفا بعدك فإن الرجل يخلف أباه في حياته ومماته. وقال أدب الله محمدا صلى الله عليه وسلم أحسن الأدب فقال خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين فلما وعى قال وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
وفي حلية الأولياء بسنده عن عبيد الله بن الوليد قال لنا أبو جعفر محمد بن علي يدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد قلنا لا قال فلستم باخوان كما تزعمونوروى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة عن الحجاج بن أرطأة قال أبو جعفر يا حجاج كيف تواسيكم قلت صالح يا أبا جعفر قال يدخل أحدكم يده في كيس أخيه فيأخذ حاجته إذا احتاج إله قلت أما هذا فلا فقال أما لو فعلتم ما احتجتم.
ما أشار به على عبد الملك في ضرب الدراهم والدنانير
في كتاب المحاسن والمساوي لإبراهيم بن محمد البيهقي قال في الجزء الثاني ما نصه: محاسن المسأمرة قال الكسائي دخلت على الرشيد ذات يوم وهو في إيوانه وبين يديه مال كثير قد شق عنه البدر شقا وأمر بتفريقه في خدم الخاصة وبيده درهم تلوح كتابته وهو يتأمله وكان كثيرا ما يحدثني فقال: هل علمت أول من سن هذه الكتابة في الذهب والفضة؟ قلت يا سيدي هو عبد الملك بن مروان! قال فما كان السبب في ذلك؟ قلت لا علم لي غير أنه أول من أحدث هذه الكتابة! فقال سأخبرك: كانت القراطيس للروم وكان أكثر من بمصر نصرانيا على دين ملك الروم وكانت تطرز بالرومية وكان طرازها أبا وابنا وروحا قديسا فلم يزل ذلك كذلك صدر الإسلام كله يمضي على ما كان عليه إلى إن ملك عبد الملك بن مروان فتنبه له، وكان فطنا، فبينا هو ذات يوم إذ مر به قرطاس فنظر إلى طرازه فأمر إن يترجم بالعربية فعل ذلك فأنكره وقال ما أغلظ هذا في أمر الدين والاسلام إن يكون طراز القراطيس وهي تحمل في الأواني والثياب وهما يعملان بمصر وغير ذلك مما يطرز من ستور وغيرها من عمل هذا البلد على سعته وكثرة ماله وأهله تخرج منه هذه القراطيس فتدور في الآفاق والبلاد وقد طرزت بشرك مثبت عليها فأمر بالكتاب إلى عبد العزيز بن مروان وكان عامله بمصر بابطال ذلك الطراز على ما كان يطرز به من ثوب وقرطاس وستر وغير ذلك وأن يأخذ صناع القراطيس إن يطرزوها بسورة التوحيد وشهد الله أنه لا إله إلا هو وهذا طراز القراطيس خاصة إلى هذا الوقت لم ينقص ولم يزد ولم يغير وكتب إلى عمال الآفاق جميعا بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم ومعاقبة من وجد عنده بعد هذا النهي شيءمنها بالضرب الوجيع والحبس الطويل، فلما أثبتت القراطيس بالطراز المحدث بالتوحيد وحمل إلى بلاد الروم منها انتشر خبرها ووصل إلى ملكهم فترجم له ذلك الطراز فأنكره وغلظ عليه واستشاط غضبا فكتب إلى عبد الملك: إن عمل القراطيس بمصر وسائر ما يطرز هناك للروم ولم يزل يطرز بطراز الروم إلى إن أبطلته فإن كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت وإن كنت قد أصبت فقد أخطأوا فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت وأحببت وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك وأحببت إن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الأعلاق حاجة أشكرك عليها وتأمر بقبض الهدية وكانت عظيم القدر فلما قرأ عبد الملك كتابه رد الرسول وأعلمه إن لا جواب له ولم يقبل الهدية فانصرف بها إلى صاحبه فلما وافاه أضعف الهدية ورد الرسول إلى عبد الملك وقال إني ظننتك استقللت الهدية فلم تقبلها ولم تجبني عن كتابي فأضعفت لك الهدية وأنا أرغب إليك في مثل ما رغبت فيه من رد هذا الطراز إلى ما كان عليه أولا فقرأ عبد الملك الكتاب ولم يجبه ورد الهدية فكتب إليه ملك الروم يقتضي أجوبة كتبه ويقول: إنك قد استخففت بجوابي وهديتي ولم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فأضعفتها فجريت على سبيلك الأول وقد أضعفتها ثالثة وأنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما كان عليه أو لأمرن بنقش الدنانير والدراهم فإنك تعلم أنه لا ينقش شيءمنها إلا ما ينتش في بلادي ولم تكن الدراهم والدنانير نقشت في الإسلام فينقش عليها من شتم نبيك ما إذا قرأته ارفض جبينك له عرقا فأحب إن تقبل هديتي وترد الطراز إلى ما كان عليه وتجعل ذلك هدية بررتني بها وتبقى على الحال بيني وبينك فلما قرأ عبد الملك الكتاب غلظ عليه وضاقت به الأرض وقال: احسبني أشأم مولود ولد في الإسلام لأني جنيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من شتم هذا الكافر ما يبقى غابر الدهر ولا يمكن محوه من جميع مملكة العرب إذ كانت المعاملات تدور بين الناس بدنانير الروم ودراهمهم، فجمع أهل الإسلام واستشارهم فلم يجد عند أحد منهم رأيا يعمل به فقال له روح بن زنباع انك لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه قال ويحك من؟ قال الباقر من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم قال صدقت ولكنه ارتج علي الرأي فيه فكتب إلى عامله بالمدينة إن أشخص إلي محمد بن علي بن الحسين مكرما ومتعه بمائتي ألف درهم لجهازه وبثلاثمائة ألف درهم لنفقته وأزح علته في جهازه وجهاز من يخرج معه من أصحابه وأحتبس الرسول قبله إلى موافاته عليه فلما وافى أخبره الخبر فقال له الباقر لا يعظمن هذا عليك فإنه ليس شيء من جهتين أحداهما إن الله عز وجل لم يكن ليطلق ما تهددك به صاحب الروم في رسول الله صلى الله عليه وسلم والاخرى وجود الحيلة فيه قال وما هي قال تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم والدنانير وتجعل النقش عليها سورة التوحيد وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما في وجه الدرهم والدينار والآخر في الوجه الثاني وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي تضرب فيه تلك الدراهم والدنانير وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة التي العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وعشرة منها وزن ستة مثاقيل وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل فتكون أوزانها جميعا أوزانها وأحدا وعشرين مثقالا فتجزئها من الثلاثين فتصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان فتضرب الدراهم على وزن عشرة والدنانير على وزن سبعة مثاقيل وكانت الدراهم في ذلك الوقت إنما هي الكسروية التي يقال لها اليوم البغلية لأن رأس البغل ضربها لعمر بن الخطاب بسكة كسروية في الإسلام مكتوب عليها صورة الملك وتحت الكرسي مكتوب بالفارسية نوش خور أي كل هنيئا وكان وزن الدرهم منها قبل الإسلام مثقالا والدراهم التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل والعشرة وزن خمسة مثاقيل هي السميرية الخفاف والثقال ونقشها نقش فارس ففعل عبد الملك ذلك وأمره محمد بن علي بن الحسين إن يكتب السكك في جميع بلدان الإسلام وان يتقدم إلى الناس في التعامل بها وأن يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكك من الدراهم والدنانير وغيرها وان تبطل وترد إلى مواضع العمل حتى تعاد إلى السكك الاسلامية ففعل عبد الملك ذلك ورد رسول ملك الروم إليه يعلمه بذلك ويقول إن الله جل وعز مانعك مما قدرت إن تفعله وقد تقدمت إلى أعمالي في أقطار البلاد بكذا وكذا وبأبطال السكك والطراز الرومية فقيل لملك الروم إفعل ما كنت تهددت به ملك العرب فقال إنما أردت إن أغيظه بما كتبت إليه لأني كنت قادرا عليه والمال وغيره برسوم الروم ف أما الآن فلا أفعل لأن ذلك لا يتعامل به أهل الإسلام ومتنع من الذي قال. وثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين إلى اليوم ثم رمى يعني الرشيد بالدرهم إلى بعض الخدم (انتهى).
(أقول) قد مر في الجزء الثالث في سيرة أمير المؤمنين (ع) عن دائرة المعارف البريطانية إن أول من أمر بضرب السكة الاسلامية هو الخليفة علي بالبصرة سنة 40 من الهجرة الموافقة لسنة 660 مسيحية ثم أكمل الأمر عبد الملك الخليفة سنة 76 من الهجرة الموافقة لسنة 695 مسيحية. ويمكن الجمع بان عليا أمر بضرب السكة في البصرة مع بقاء التعامل بسكة أخرى وكذلك ما ضربه رأس البغل من الدراهم لعمر مع أنه كان بسكة كسروية أما عبد الملك فإنه ضرب السكة بإشارة الإمام الباقر (ع) على الصفة المتقدمة ومنع من التعامل بغيرها.
أخباره مع الشعراء
قال ابن شهراشوب في المناقب قال الباقر (ع) لكثير امتدحت عبد الملك فقال ما قلت له يا إمام الهدى وإنما قلت يا أسد والأسد كلب ويا شمس والشمس جماد ويا بحر والبحر موات ويا حية والحية دويبة منتنة ويا جبل وإنما هو حجر أصم فتبسم (ع).
وأنشد الكميت بين يديه:
فلما بلغ إلى قوله:
قال (ع) قل فقد أغرق نزعا وما تطيش سهامي فقال يا مولاي أنت أشعر مني في هذا المعنى. وفي المناقب بلغنا إن الكميت أنشد الباقر (ع): من لصب متيم مستهام. فتوجه إلى الكعبة فقال اللهم ارحم الكميت واغفر له، ثلاث مرات ثم قال يا كميت هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي فقال الكميت لا والله لا يعلم أحد إني آخذ منها حتى يكون الله عز وجل يكافيني ولكن تكرمني بقميص من قمصك فأعطاه.
(أقول) هذان البيتان من قصيدة طويلة للكميت وفي البحار نقل من خط ابن فهد الحلي: قيل إن رجلا ورد على أبي جعفر الأول بقصيدة مطلعها: عليك السلام أبا جعفر فلم يمنحه شيئا فسأله في ذلك وقال لم لا تمنحني وقد مدحتك فقال حييتني تحية الأموات أما سمعت قول الشاعر:
مع أنه كان يكفيك إن تقول: سلام عليك أبا جعفروفي مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر لأحمد بن محمد بن عياش بسنده إن الورد بن زيد الأسدي أخا الكميت وفد على أبي جعفر الباقر (ع) فقال يخاطبه ويذكر وفادته إليه من قصيدة:
(أقول) وقد ذكرنا القصيدة بتمامها في ترجمة الورد.
الرواة عن الباقر
عليه السلام
قال المفيد في الإرشاد: روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين وقال ابن شهراشوب في المناقب بعد ذكر ذلك فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري ومن التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي وكيسان السختياني صاحب الصوفية. ومن الفقهاء نحو ابن المبارك والزهري والأوزاعي وأبي حنيفة ومالك والشافعي وزياد بن المنذر النهدي. ومن المصنفين نحو الطبري والبلاذري والسلامي والخطيب في تواريخهم وفي الموطأ وشرف المصطفى والإبانة وحلية الأولياء وسنن أبي داود والألكاني ومسندي أبي حنيفة والمروزي وترغيب الأصفهاني وبسيط الواحدي وتفسير النقاش والزمخشري ومعرفة أصول الحديث ورسالة السمعاني فيقولون قال محمد بن علي وربما قالوا قال محمد الباقروقال ابن شهراشوب في موضع آخر من المناقب: اجتمعت العصابة على إن أفقه الأولين ستة وهم أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) وهم زرارة ابن أعين ومعروف بن خربوذ المكي وأبو بصير الأسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم الطائفي وبريد بن معاوية العجلي. ومن أصحابه حمران بن أعين الشيباني وإخوته بكير وعبد الملك وعبد الرحمن ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، وعبد الله بن ميمون القداح ومحمد بن مروان الكوفي من ولد أبي الأسود وإسماعيل بن الفضل الهاشمي من ولد نوفل بن الحارث وأبو هارون المكفوف وظريف بن ناصح بياع الأكفان وسعيد بن طريف الإسكاف الدؤلي وإسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي وعقبة بن بشير الأسدي وأسلم المكي مولى ابن الحنفية وأبو بصير ليث بن البختري المرادي والكميت بن زيد الأسدي وناجية بن عمارة الصيداوي ومعاذ بن مسلم الهراء النحوي وبشير الرحال. ومن رواة النص عليه من أبيه إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين (ع) وزيد بن علي وعيسى عن جده والحسين بن أبي العلاءوفي حلية الأولياء: روى عنه من التابعين عمرو بن دينار وعطاء بن أبي رباح وجابر الجعفي وأبان بن تغلب. وروى عنه من الأئمة والاعلام ليث بن أبي سليم وابن جريح وحجاج بن أرطأة في آخرين.
(وقال المفيد) في الإختصاص: أصحاب محمد بن علي (ع) جابر بن يزيد الجعفي. حمران بن أعين، زرارة. عامر بن عبد الله بن جذاعة، حجر بن زايدة، عبد الله بن شريك العامري، فضيل بن يسار البصري، سلام بن المستنير، بريد بن معاوية العجلي، الحكيم بن أبي نعيم.
وفي الاختصاص بالاسناد عن الكاظم (ع) إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين ويزيد بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم الثقفي وليث بن البختري المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جذاعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين (الخبر).
وفي الاختصاص زياد بن المنذر الأعمى وهو أبو الجارود وزياد بن أبي رجاء وهو أبو عبيدة الحذاء وزياد بن سوقة وزياد مولى أبي جعفر وزياد بن أبي زياد المنقري وزياد الأحلام من أصحاب أبي جعفر ومن أصحابه أبو بصير ليث بن البختري المرادي وأبو بصير يحيى بن أبي القاسم مكفوف مولى لبنى أسد واسم أبي القاسم إسحاق وأبو بصير كان يكنى بأبي محمد.
من روى عنه الباقر
عليه السلام
روى عن أبيه عن أجداده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(وقال المفيد): روي عنه (ع) انه سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده فقال إذا حدثت بالحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عن الله عز وجلوفي حلية الأولياء: أسند أبو جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري وروى عن ابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وعن الحسن والحسين واسند عن سعيد بن المسيب وعبد الله بن أبي رافع. وفي كشف الغمة: قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه صفوة الصفوة: أسند أبو جعفر (ع) عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عباس وأنس والحسن والحسين وروى عن سعيد بن المسيب وغيره من التابعينأقول روايته عن أكثر هؤلاء لنوع من المصلحة وإلا فهو غني بعلوم آبائه عن إن يروي عن غيرهم.
مؤلفاته
1-كتاب التفسير قال ابن النديم عند ذكر الكتب المصنفة في التفسير: كتاب الباقر محمد بن علي بن الحسين (ع) رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر رئيس الجارودية الزيديةوقد روى هذا الكتاب عن أبي الجارود عند سلامة حاله أبو بصير يحيى بن القاسم أو أبي القاسم الأسدي وكذا أخرجه علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره.
2-رسالته إلى سعد الخير من بني أمية.
3-رسالة أخرى منه إليه اوردهما الكليني في روضة الكافي.
4-قال ابن النديم أبو جعفر محمد بن علي له من الكتب كتاب الهداية. ويمكن إن يريد به الباقر (ع). وقد روي عنه في فنون العلم الشيءالكثير وألف أصحابه في ذلك المؤلفات الكثيرة المذكورة في تراجمهم.
ما أثر عنه في صفة الخالق وتوحيده
قال المرتضى في ال أما لي: اتى إعرابي أبا جعفر محمد بن علي (ع) فقال أرأيت ربك حين عبدته فقال لم أكن لأعبد شيئا لم أره فقال كيف رأيته فقال لم تره الأبصار بالمشاهدة والعيان بل رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات لا يجور في القضية هو الله الذي لا إله إلا هو فقال الأعرابي الله أعلم حيث يجعل رسالته وسال ذعلب اليماني أمير المؤمنين (ع) نحوا من هذا فأجابه قريبا من هذا الجواب كما في نهج البلاغة.
ما أثر عنه (ع) من الحكم والآداب والمواعظ
المنقول من حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني
وكله بالأسانيد المتصلة ونحن ننقله بحذف الأسانيد كلها للاختصار
قال (ع): ما دخل قلب أمرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل أو أكثرا. الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن لا تصيب الذاكر. وقال (ع) في قوله عز وجل: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا. قال على الفقر في دار الدنيا. وفي قوله عز وجل: وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا قال ما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا. سلاح اللئام قبيح الكلام، لكل شيء آفة وآفة العلم النسيان. عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد. والله لموت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدا، وقال لابنه يا بني: إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر إنك إن كسلت لم تؤد حقا. وإن ضجرت لم تصبر على حق. الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال. وإنصافك الناس من نفسك ومواساة الأخ في المال. إذا رأيتم القارئ يحب الأغنياء فهو صاحب الدنيا وإذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لص. شيعتنا من أطاع الله عز وجل. إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق. وقال: الذين يخوضون في آيات الله هم أصحاب الخصومات. وقال كان لي أخ في عيني عظيم وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه. وقال من أعطي الخلق والرفق فقد أعطي الخير كله والراحة وحسن حاله في دنياه وآخرته ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله تعالى. وقال إعرف المودة لك في قلب أخيك بما له في قلبك. وقال (ع) لجابر الجعفي: يا جابر ما الدنيا وما عسى إن تكون هل هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أحببتها يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم ففازوا بثواب الأبرار إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله قوامين بأمر الله. يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيءإنما هي مع أهل اللب والعالمين بالله تعالى كفئ الظلال فاحفظ ما استرعاك الله من دينه وحكمته. وقال ما من شيءأحب إلى الله عز وجل من إن يسال وما يدفع القضاء إلا الدعاء وأن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا إن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه وان يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه المنقول من حلية الأولياء.
المنقول من تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة الحلبي
من وصية له لجابر بن يزيد الجعفي: أوصيك بخمس: إن ظلمت فلا تظلم وإن خانوك فلا تخن وإن كذبت فلا تغضب وإن مدحت فلا تفرح وإن ذممت فلا تجزع وفكر فيما قيل فيك فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل وعز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس وان كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير إن تتعب بدنك واعلم انك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا انك رجل سوء لم يحزنك ذلك لو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذلك ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فإن كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فأثبت وابشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك وان كنت مباينا للقرآن فما الذي يغرك من نفسك. إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها. فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بان الله يقول: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله ازراء على النفس وتعرضا للعفو وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم واستعمل حاضر العلم بخالص العمل وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء وادفع عظيم الحرص بايثار القناعة واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل واقطع أسباب الطمع ببرد الياس وسد سبيل العجب بمعرفة النفس وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات واستجلب نور القلب بدوام الحزن وتحرز من إبليس بالخوف الصادق وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق. وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجا النادمون واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار وتعرض للرحمة وعفو الله بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر واطلب بقاء العزب إماتة الطمع وارفع ذل الطمع بعز الياس واستجلب عز الياس ببعد الهمة وتزود من الدنيا بقصر الأمل وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة وإياك والثقة بغير المأمون واعلم أنه لا علم كطلب السلامة ولا عقل كمخالفة الهوى ولا فقر كفقر القلب ولا غنى كغنى النفس ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ولا نعمة كالعافية ولا عافية كمساعدة التوفيق ولا شرف كبعد الهمة ولا زهد كقصر الأمل ولا عدل كالإنصاف ولا جور كموافقة الهوى ولا طاعة كاداء الفرائض ولا مصيبة كعدم العقل ولا معصية كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى ولا قوة كرد الغضب ولا ذل كذل الطمع وإياك والتفريط عند امكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران. وقال (ع) خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وان لم يعمل بها فإن الله يقول: الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله، ويحك يا مغرور ألا تحمد من تعطيه فانيا ويعطيك باقيا درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة، إنما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعين الله أو كان الله ليس لك المرصاد. يا طالب الجنة ما أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتك فلله أنت من طالب ومطلوب ويا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها وما أكسبك لما يوقعك فيها. ما روي عنه في قصار هذه المعاني قال (ع): ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم، كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة. المتكبر ينازع الله رداءه. قم بالحق واعتزل ما لا يعنيك وتجنب عدوك وأحذر صديقك. ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله. صحبة عشرين سنة قرابة، إن استطعت إن لا تعامل أحدا إلا ولك الفضل عليه فافعل. ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: إن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك. الظلم ثلاثة ظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يدعه الله فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله وأما الظلم الذي لا يدعه الله فالمداينة بين العباد. ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي في حاجته قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بالسعي في حاجة فيما يؤثم عليه ولا يؤجر. وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا ابتلي بان ينفق اضعافها فيما اسخط الله. في كل قضاء الله خير للمؤمن. إن الله كره الحاح الناس على بعضهم في المسألة وأحب ذلك لنفسه إن الله جل ذكره يحب إن يسال ويطلب ما عنده. من لم يجعل الله له من نفسه واعظا فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا. من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه. كم من رجل لقي رجلا فقال له كب الله عدوك وما له من عدو إلا الله. لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقرا لمن دونه. إنما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الأفعى أنت إليه محوج وأنت منها على خطر. ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها. وان أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم. وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون وان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من لها. لا يقبل عمل إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل ومن عرف دلته معرفته على العمل ومن لم يعرف فلا عمل له. والله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. أربع من كنوز البر: كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان الوجع وكتمان المصيبة. من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهله زيد في عمره. من استفاد أخا في الله على ايمان بالله ووفاء باخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله وأما نا من عذاب الله وحجة يفلح بها يوم القيامة وعزا باقيا وذكرا ناميا. التواضع الرضا بالمجلس دون شرفك وان تسلم على من لقيت وان تترك المراء وان كنت محقا. إن المؤمن أخو المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسئ به الظن. اصبر نفسك على الحق فإنه من منع شيئا في حق أعطى في باطل مثيله. من قسم له الخرق حجب عنه الايمان. إن الله يبغض الفاحش المتفحش. إن لله عقوبات في القلوب والأبدان ضنك في المعيشة ووهن في العبادة وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب. يقول الله تعالى يا ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس. أفضل العبادة عفة البطن والفرج. البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله وعبوس الوجه وسو البشر مكسبة للمقت وبعد من الله. الحياء والايمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه من علم باب هدى فله مثل اجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا. ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا. ليس من أخلاق المؤمن الملق والحسد إلا في طلب العلم. ألا أنبئكم بشيءإذا فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم فقال أبو حمزة بلى فقال عليكم بالصدقة فبكروا بها فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شرة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك وعليكم بالحب في الله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح فإنه يقطع دابرهما يعني السلطان والشيطان وألحوا في الاستغفار فإنه ممحاة للذنوب. إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر فينبغي للمؤمن إن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه ثم قال لا يسلم أحد من الذنوب حتى يحزن لسانه، من الغيبة إن تقول في أخيك ما ستره الله عليه وأن البهتان إن تقول في أخيك ما ليس فيه. إن أشد الناس حسرة يوم القيامة عبد وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره. عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا كان أو فاجرا فلو إن قاتل علي بن أبي طالب ائتمنني على أمانة لأديتها إليه. صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتدفع البلوى وتيسر الحساب وتنسئ في الاجل، وقال أيها الناس انكم في هذه الدنيا أغراض تنتضل فيكم المنايا لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره إلا بانقضاء آخر من اجله فأية اكلة ليس فيها غصص أم أي شربة ليس فيها شرق استصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه فإن اليوم غنيمة وغدا لا تدري لمن هو أهل الدنيا سفر يحلون عقد رحالهم في غيرها قد خلت منا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد أصله أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم وابعد أما لا. آتيك يا ابن آدم ما لا ترده وذهب عنك ما لا يعود فلا تعدن عيشا منصرفا عيشا ما لك منه إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك وتقربك من اجلك فكانك قد صرت الحبيب المفقود واسواد المخترم فعليك بذات نفسك دع ما سواها واستعن بالله يعنك. وقال: من صنع مثلما صنع إليه فقد كافا ومن أضعف كان شكورا ومن شكر كان كريما. ومن علم إن ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستردهم في مودتهم فلا تلتمس من غيرك شكر ما أتيته إلى نفسك ووقيت به عرضك واعلم إن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده. وقال إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب له بالهدية ويحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض. وقال إنما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لأحياء الدين إذا غضبوا لم يظلموا وإذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا سلم لمن خالطوا. وقال: الكسل يضر بالدين والدنيا، لو يعلم السائل ما في المسألة ما سال أحد أحدا ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا وقال: إن لله عبادا ميامين مياسير يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل القطر ولله عباد ملاعين مناكيد لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباد الله مثل الجراد لا يقعون على شيءإلا أتوا عليه وقال: قولوا للناس أحسن ما تحبون إن يقال لكم فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين الفاحش المتفحش السائل الملحف ويحب الحليم العفيف المتعفف. وقال: إن الله يحب إفشاء السلام. وقال يوما لمن حضره ما المروءة؟ فتكلموا فقال المروءة إن لا تطمع فتذل ولا تسأل فتقل ولا تبخل فتشتم ولا تجهل فتخصم فقيل ومن يقدر على ذلك فقال من أحب إن يكون كالناظر في الحدقة والمسك في الطيب وكالخليفة في يومكم هذا في القدر وقال يوما رجل عنده: اللهم أغننا عن جميع خلقك فقال أبو جعفر (ع) لا تقل هكذا ولكن قل اللهم أغننا عن شرار خلقك فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه. وقال (ع): ماعرف الله من عصاه وانشد:
تحف العقول.
من كتاب نثر الدرر للآبي
قال محمد بن علي الباقر لابنه جعفر (ع): إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي. وسئل لم فرض الله الصوم على عباده؟ قال: ليجد الغني مس الجوع فيحنو على الفقير! قال: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار. وقال أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: جمع محمد بن علي الباقر صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال: صلاح شأن المعاش والتعاشر ملء مكيال ثلثان فطنة وثلث تغافل.
من مطالب السؤول
نقل عنه (ع) أنه قال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج.
بعض ما أثر عنه من الأدعية
روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه (ع) انه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أزدجر ها أنا ذا عبدك بين يديك ولا اعتذر. وقال الآبي في نثر الدرر كان يقول: اللهم أعني على الدنيا بالغنى وعلى الآخرة بالعفو، وقال لابنه: يا بني إذا أنعم الله عليك بنعمة فقل الحمد لله، وإذا أحزنك أمر فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا أبطا عنك الرزق فقل استغفر الله. دعاءه (ع) بعد الطعام
وفيه من تعداد نعم الله تعالى العظام بأوجز عبارة ما يقصر عنه البيان: روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق (ع) كان أبي يقول: الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين وأروانا في ظامين وآوانا في ضاحين وحملنا في راجلين وآمننا في خائفين وأخدمنا في عانين.
ما أثر عنه من الشعر
في كشف الغمة: نقلت من كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن العلقمي قال ذكر الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن حياء الكاتب قال حدث بعضهم وذكر خبرا في آخره أنه رأى غلاما بين مكة والمدينة فسأله من أنت؟ إلى إن قال فانشد:
وفي أنوار الربيع: نسب إلى أبي جعفر الباقر (ع) قوله:
وفي المناقب عن أبي خالد البرقي في كتاب الشعر والشعراء إن الباقر (ع) تمثل:
ما أوصى به عند وفاته
روى الكليني في الكافي بسنده إلى الرضا (ع) قال: قال أبو جعفر الباقر (ع) حين احتضر إذا أنا مت فاحفروا لي وشقوا لي شقا فإن قيل لكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحد له فقد صدقوا أقول وذلك لأنه (ع) رأى إن الشق أصلح له من بعض الوجوه من اللحد فأمرهم به وإن كان اللحد أفضل.
وروى الكليني بسنده عن الصادق (ع) قال: إن أبي استودعني ما هنالك يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب والسلاح وآثار الأنبياء ووداعهم فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره إن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة وان يعممه بعمامته وان يربع قبره ويرفعه أربع أصابع وان يحل عنه اطماره عند دفنه. ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله فقلت له يا أبت ما كان في هذا بان يشهد عليه فقال يا بني كرهت إن تغلب وان يقال إنه لم يوصى إليه فأردت إن تكون لك الحجة. أراد إن يعلمهم انه وصيه وخليفته والإمام من بعده.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: إن أبي قال لي ذات يوم في مرضه يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم فأدخلت عليه أناسا منهم فقال يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء فلما خرجوا قلت يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد إن ادخل عليك قوما تشهدهم فقال يا بني أردت إن لا تنازع (أي لا تنازع في الإمامة والخلافة من بعدي متى علموا إنك وصيي).
وروى الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: كتب أبي في وصيته إن أكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة وثوب آخر وقمي صلى الله عليه وسلم فقلت لأبي لم تكتب هذا فقال أخاف إن يغلبك الناس وان قالوا كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل وعممني بعمامة وليس تعد العمامة من الكفن إنما يعد ما يلف به الجسد.
وروى الكليني في الكافي بسنده إن أبا جعفر اوصى بثمانمائة درهم لمأتمه وكان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتخذوا لآل جعفر طع أما فقد شغلوا.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 1- ص: 651

الباقر رضي الله عنه محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أبو جعفر الباقر سيد بني هاشم في وقته.
روى عن جديه الحسن والحسين وعائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وجابر وسمرة بن جندب وعبد الله بن جعفر وأبيه وسعيد بن المسيب وطائفة وروى له الجماعة.
مولده سنة ست وخمسين، قال الشيخ شمس الدين: فعلى هذا لم يسمع من عائشة ولا من جديه.
وكان أحد من جمع العلم والفقه والديانة والثقة والسودد وكان يصلح للخلافة وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين يعتقد الرافضة عصمتهم، وسمي بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه.
قال ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفرا الصادق عن أبي بكر وعمر فقالا لي: يا أبا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا أمامي هدى، وابن فضيل من أعيان الشيعة الصادقين.
قال اسحق الأزرق عن بسام الصيرفي: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما وما أدركت أحدا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما. روي أنه كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة.
توفي سنة أربع عشرة ومائة على الصحيح وقيل سنة سبع عشرة وقيل غير ذلك.
ويعتقد قوم من الرافضة يعرفون بالباقرية أنه لم يمت وساقوا الإمامة من علي رضي الله عنه في أولاده إلى محمد الباقر وزعموا أنه المهدي المنتظر واستدلوا بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنك تلقاه فاقرأه مني السلام، وكان جابرا آخر من مات بالمدينة من الصحابة وكان قد عمي آخر عمره فكان يمشي بالمدينة ويقول: يا باقر متى ألقاك؟ فمر يوما في بعض سكك المدينة فناولته جارية صبيا في حجرها فقال لها: من هذا؟ فقالت: محمد بن علي بن الحسين بن علي، فضمه إلى صدره وقبل رأسه ويديه وقال: يا بني جدك رسول الله يقرئك السلام، ثم قال جابر: نعيت إلي نفسي، فمات في تلك الليلة، فقالت هذه الطائفة: ما أقرأه السلام إلا وهو المنتظر المهدي، يقال لهم: بعد صحة الخبر ينبغي أن يكون أويس القرني مهديا منتظرا لأنه صح أنه قال لعمر وعلي رضي الله عنهما: إنكما تلقيان أويسا القرني فأقرئاه مني السلام.
وكانت وفاته بالحميمة ونقل إلى المدينة ودفن في البقيع في القبر الذي فيه أبوه وعم أبيه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 4- ص: 0

أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين هو السيد، الإمام، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي، الفاطمي، المدني، ولد زين العابدين.
ولد: سنة ست وخمسين، في حياة عائشة وأبي هريرة.
أرخ ذلك: أحمد بن البرقي.
روى عن جديه: النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلي -رضي الله عنه- مرسلا.
وعن جديه: الحسن، والحسين مرسلا أيضا.
وعن: ابن عباس، وأم سلمة، وعائشة مرسلا. د
وعن: ابن عمر، وجابر، وأبي سعيد، وعبد الله بن جعفر، وسعيد بن المسيب، وأبيه؛ زين العابدين، ومحمد ابن الحنفية، وطائفة.
وعن: أبي هريرة، وسمرة بن جندب مرسلا أيضا.
وليس هو بالمكثر، وهو في الرواية كأبيه وابنه جعفر، ثلاثتهم لا يبلغ حديث كل واحد منهم جزءا ضخما، ولكن لهم مسائل وفتاو.
حدث عنه: ابنه، وعطاء بن أبي رباح، والأعرج - مع تقدمهما - وعمرو بن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وربيعة الرأي، وليث بن أبي سليم، وابن جريج، وقرة بن خالد، وحجاج بن أرطاة، والأعمش، ومخول بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم بن الفضل الحداني، والأوزاعي، وآخرون.
وروايته عن الحسن وعائشة في (سنن النسائي)، وذلك منقطع.
وروايته عن سمرة في (سنن أبي داود).
وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، والسؤدد والشرف، والثقة والرزانة، وكان أهلا للخلافة، وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين تبجلهم الشيعة الإمامية، وتقول بعصمتهم وبمعرفتهم بجميع الدين.
فلا عصمة إلا للملائكة والنبيين، وكل أحد يصيب ويخطئ، ويؤخذ من قوله ويترك، سوى النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه معصوم، مؤيد بالوحي.
وشهر أبو جعفر: بالباقر، من: بقر العلم، أي: شقه، فعرف أصله وخفيه.
ولقد كان أبو جعفر إماما مجتهدا، تاليا لكتاب الله، كبير الشأن، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجة أبي الزناد وربيعة، ولا في الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب، فلا نحابيه ولا نحيف عليه، ونحبه في الله؛ لما تجمع فيه من صفات الكمال.
قال ابن فضيل: عن سالم بن أبي حفصة:
سألت أبا جعفر وابنه جعفرا عن أبي بكر وعمر، فقالا لي: يا سالم، تولهما، وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هدى.
كان سالم فيه تشيع ظاهر، ومع هذا فيبث هذا القول الحق، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل، وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي، ثقة، فعثر الله شيعة زماننا، ما أغرقهم في الجهل والكذب! فينالون من
الشيخين، وزيري المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التقية.
وروى: إسحاق الأزرق، عن بسام الصيرفي، قال:
سألت أبا جعفر، عن أبي بكر، وعمر، فقال: والله إني لأتولاهما، وأستغفر لهما، وما أدركت أحدا من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما.
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال:
كنت أنا وأبو جعفر نختلف إلى جابر، نكتب عنه في ألواح، وبلغنا أن أبا جعفر كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة.
وقد عده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة، واتفق الحفاظ على الاحتجاج بأبي جعفر.
قال القطيعي في (فوائده) : حدثنا أبو مسلم الكجي، حدثنا أبو عاصم، عن جعفر بن محمد، حدثني أبي، قال: قال عمر: ما أدري ما أصنع بالمجوس!
فقام عبد الرحمن بن عوف، فروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب).
هذا مرسل.
قال الزبير بن بكار: كان يقال لمحمد بن علي: باقر العلم، وأمه: هي أم عبد الله بنت الحسن بن علي.
وفيه يقول القرظي:

وقال فيه مالك بن أعين :
ابن عقدة: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي نجيح، حدثنا علي بن حسان القرشي، عن عمه؛ عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، قال:
قال أبي: أجلسني جدي الحسين في حجره، وقال لي: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرئك السلام.
عن أبان بن تغلب، عن محمد بن علي، قال:
أتاني جابر بن عبد الله، وأنا في الكتاب، فقال لي: اكشف عن بطنك.
فكشفت، فألصق بطنه ببطني، ثم قال: أمرني رسول الله أن أقرئك منه السلام.
قال ابن عدي: لا أعلم رواه عن أبان غير المفضل بن صالح أبي جميلة النخاس.
لوين : حدثنا أبو يعقوب عبد الله بن يحيى، قال: رأيت على أبي
جعفر إزارا أصفر، وكان يصلي كل يوم وليلة خمسين ركعة بالمكتوبة.
وعن سلمة بن كهيل: في قوله: {لآيات للمتوسمين} [الحجر: 75]، قال: كان أبو جعفر منهم.
الزبير في (النسب) : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، قال:
حج الخليفة هشام، فدخل الحرم متكئا على يد سالم مولاه، ومحمد بن علي بن الحسين جالس، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا محمد بن علي.
فقال: المفتون به أهل العراق؟ قال: نعم.
قال: اذهب إليه، فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟
فقال له محمد: يحشر الناس على مثل قرصة النقي، فيها الأنهار مفجرة.
فرأى هشام أنه قد ظفر، فقال: الله أكبر، اذهب إليه، فقل له: ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ!
ففعل، فقال: قل له: هم في النار أشغل، ولم يشغلوا أن قالوا: {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} [الأعراف: 49].
قال المطلب بن زياد: حدثنا ليث بن أبي سليم، قال:
دخلت على أبي جعفر محمد بن علي وهو يذكر ذنوبه، وما يقول الناس فيه، فبكى.
وعن أبي جعفر، قال: من دخل قلبه ما في خالص دين الله، شغله عما سواه، ما الدنيا؟! وما عسى أن تكون؟! هل هو إلا مركب ركبته، أو ثوب لبسته، أو امرأة أصبتها؟!
أبو نعيم: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن المنهال بن عمرو، عن محمد بن علي، قال:
اذكروا من عظمة الله ما شئتم، ولا تذكرون منه شيئا إلا وهي أعظم منه، واذكروا من النار ما شئتم، ولا تذكروا منها شيئا إلا وهي أشد منه، واذكروا من الجنة ما شئتم، ولا تذكروا منها شيئا إلا وهي أفضل.
وعن جابر الجعفي، عن محمد بن علي، قال: أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول.
قلت: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: هي صاحبة أبي جعفر الباقر، وأم ولده جعفر الصادق.
محمد بن طلحة بن مصرف: عن خلف بن حوشب، عن سالم بن أبي حفصة - وكان يترفض - قال:
دخلت على أبي جعفر وهو مريض، فقال - وأظن قال ذلك من أجلي -: اللهم إني أتولى وأحب أبا بكر وعمر، اللهم إن كان في نفسي غير هذا، فلا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة -صلى الله عليه وسلم-.
عيسى بن يونس: عن عبد الملك بن أبي سليمان:
قلت لمحمد بن علي: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} [المائدة: 58].
قال: هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت: إنهم يقولون هو علي.
قال: علي منهم.
شبابة: أنبأنا بسام، سمعت أبا جعفر يقول: كان الحسن والحسين
يصليان خلف مروان، يتبادران الصف، وكان الحسين يسب مروان وهو على المنبر حتى ينزل، أفتقية هذه؟!
أبو بكر بن عياش: عن الأعمش، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال:
يزعمون أني المهدي، وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدعون.
قال سفيان الثوري: اشتكى بعض أولاد محمد بن علي، فجزع عليه، ثم أخبر بموته، فسري عنه.
فقيل له في ذلك، فقال: ندعوا الله فيما نحب، فإذا وقع ما نكره، لم نخالف الله فيما أحب.
قال ابن عيينة: حدثنا جعفر بن محمد، سمعت أبي يقول لعمته فاطمة بنت الحسين:
هذه توفي لي ثمانيا وخمسين سنة.
فمات فيها.
قال عفان: حدثني معاوية بن عبد الكريم، قال:
رأيت على أبي جعفر محمد بن علي جبة خز، ومطرف خز.
وقال عبيد الله بن موسى: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك، قال:
رأيت على أبي جعفر ثوبا معلما، فقلت له، فقال: لا بأس بالأصبعين من العلم بالإبريسم في الثوب.
وقال عمر بن موهب: رأيت على أبي جعفر ملحفة حمراء.
وروى: إسرائيل، عن عبد الأعلى:
أنه رأى محمد بن علي يرسل عمامته خلفه، وسألته عن الوسمة، فقال: هو خضابنا أهل البيت.
أخبرنا إسحاق الصفار، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي المقرئ، حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا علي بن أحمد المصيصي، حدثنا أحمد بن خليد، حدثنا أبو نعيم، نبأنا بسام الصيرفي، قال:
سألت أبا جعفر محمد بن علي عن القرآن، فقال: كلام الله، غير مخلوق.
وبه: حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا إبراهيم بن شريك، حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا يونس بن بكير، عن أبي عبد الله الجعفي، عن عروة بن عبد الله، قال:
سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه.
قلت: وتقول الصديق؟
فوثب وثبة، واستقبل القبلة، ثم قال: نعم الصديق، نعم الصديق، فمن لم يقل الصديق، فلا صدق الله له قولا في الدنيا والآخرة.
عن عمر مولى غفرة، عن محمد بن علي، قال:
ما دخل قلب امرئ من الكبر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك.
وعن أبي جعفر، قال: الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن، ولا تصيب الذاكر.
وعنه، قال: سلاح اللئام، قبح الكلام.
مات أبو جعفر: سنة أربع عشرة ومائة بالمدينة.
أرخه: أبو نعيم، وسعيد بن عفير، ومصعب الزبيري.
وقيل: توفي سنة سبع عشرة.
ومن عالي روايته: أنبأنا علي بن أحمد، وطائفة، قالوا:
أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد، أنبأنا ابن حبابة، أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا القاسم بن الفضل، عن محمد بن علي، قال:
كانت أم سلمة تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحج جهاد كل ضعيف).

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 235

محمد بن علي الباقر ومنهم الحاضر الذاكر الخاشع الصابر، أبو جعفر محمد بن علي الباقر، كان من سلالة النبوة، وممن جمع حسب الدين والأبوة، تكلم في العوارض والخطرات، وسفح الدموع والعبرات، ونهى عن المراء والخصومات، وقيل: إن التصوف التعزز بالحضرة، والتمييز للخطرة
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن موسى، ثنا عبد السلام بن حرب، عن خلف بن حوشب، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «الإيمان ثابت في القلوب، واليقين خطرات، فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو الربيع، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني إبراهيم بن نشيط، عن عمر مولى عفرة، عن محمد بن علي أنه قال: «ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك قل ذلك أو كثر»
حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان، ثنا محمد بن عمران الهمداني، ثنا عبد الرحمن بن منصور الحارثي، ثنا أحمد بن عيسى العلوي، حدثني أبي، عن أبيه قال أحمد بن عيسى: وحدثني ابن أبي فديك، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: ’’كنت جالسا عند خالي محمد بن علي وعنده يحيى بن سعيد وربيعة الرأي إذ جاءه الحاجب فقال: هؤلاء قوم من أهل العراق، فدخل أبو إسحاق السبيعي وجابر الجعفي وعبد الله بن عطاء والحكم بن عيينة فتحدثوا، فأقبل محمد على جابر فقال: ما يروي فقهاء أهل العراق في قوله عز وجل {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} [يوسف: 24] ما البرهان؟ قال: رأى يعقوب عليه السلام عاضا على إبهامه، فقال: لا، حدثني أبي، عن جدي، عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، أنه هم أن يحل التكة فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت في ناحية البيت فسترته بثوب أبيض بينها وبينه، فقال: أي شيء تصنعين؟ فقالت: استحي من إلهي أن يراني على هذه الصورة، فقال يوسف عليه السلام: تستحين من صنم لا يأكل ولا يشرب ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت، ثم قال: والله لا تنالينها مني أبدا، فهو البرهان الذي رأى’’
حدثنا عثمان بن محمد العثماني، ثنا الحسين بن أبي الحسن أبو علي الروذباري قال: سمعت أبا العباس المسروقي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سمعت ابن داود، يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: سمعت منصورا يقول: سمعت محمد بن علي بن الحسين بن علي يقول: «الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أوطناه»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا ميمون بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن عباد، ثنا عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن أبي جعفر قال: «الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن ولا تصيب الذاكر»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن سوار، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا محمد بن مروان، عن ثابت، عن محمد بن الحسين: ’’في قوله عز وجل {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} [الفرقان: 75] قال: على الفقر في دار الدنيا’’
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا عبد الله بن صالح البخاري، ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصيرفي، ثنا محمد بن كثير الكوفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر: ’’في قوله عز وجل {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} [الإنسان: 12] قال: بما صبروا على الفقر ومصائب الدنيا’’
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبان ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سلمة بن شبيب، عن عبد الله بن عمر الواسطي، عن أبي الربيع الأعرج، عن شريك، عن جابر، يعني الجعفي قال: قال لي محمد بن علي: ’’يا جابر إني لمحزون، وإني لمشتغل القلب، قلت: ولم حزنك، وشغل قلبك؟ قال: يا جابر إنه من دخل وقلبه صاف خالص دين الله شغله عما سواه، يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون، هل هو إلا مركب ركبته، أو ثوب لبسته، أو امرأة أصبتها؟، يا جابر، إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة، ففازوا بثواب الأبرار، إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة، وأكثرهم لك معونة، إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، قوالين بحق الله، قوامين بأمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة الله عز وجل، ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم، وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم، وعلموا أن ذلك منظور إليهم من شأنهم، فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته’’
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا جعفر بن محمد بن شريك، ثنا محمد بن سليمان، ثنا أبو يعقوب القوام، عبد الله بن يحيى قال: «رأيت على أبي جعفر محمد بن علي إزارا أصفر وكان يصلي كل يوم وليلة خمسين ركعة بالمكتوبة»
حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، ثنا محمد بن زكريا، ثنا قيس بن حفص، ثنا حسين بن حسن قال: كان محمد بن علي يقول: «سلام اللئام قبح الكلام»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «لكل شيء آفة، وآفة العلم النسيان»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو بكر محمد بن سعيد الصيرفي ثنا زهير بن محمد، ثنا موسى بن داود، ثنا مندل، وحيان ابنا علي عن سعيد الإسكافي، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبي، ثنا أبو بكر بن عياش، عن سعد الإسكافي، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «والله لموت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابد»
حدثنا أحمد بن محمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا يونس بن أبي يعفور ، عن أخيه، عن أبي جعفر قال: ’’شيبتنا ثلاثة أصناف: صنف يأكلون الناس بنا، وصنف كالزجاج ينهشم، وصنف كالذهب الأحمر كلما دخل النار ازداد جودة’’
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا ابن دريد، ثنا الرياشي، ثنا الأصمعي قال: قال محمد بن علي لابنه: «يا بني إياك والكسل والضجر، فإنهما مفتاح كل شر، إنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت لم تصبر على حق»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الجارود، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن أبي جعفر، قال: ’’أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك، ومواساة الأخ في المال’’
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك، ثنا محمد بن يزيد، ثنا محمد بن عبد الله القرشي، ثنا محمد بن عبد الله الزبيري، عن أبي حمزة الثمالي، حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: ’’أوصاني أبي فقال: لا تصحبن
خمسة، ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، قال: قلت: جعلت فداك يا أبه، من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقا، فإنه بايعك بأكلة فما دونها، قال: قلت: يا أبه وما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، قال: قلت: يا أبه ومن الثاني؟ قال: لا تصحبن البخيل؛ فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه، قال: قلت: يا ومن الثالث؟ قال: لا تصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد، قال: قلت: يا أبه ومن الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، قال: قلت: يا أبه، ومن الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم؛ فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع’’
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا خالد بن يزيد، ثنا أبو داود أنه سمع محمد بن علي يقول: «إذا رأيتم القارئ يحب الأغنياء فهو صاحب الدنيا، وإذا رأيتموه يلزم السلطان من غير ضرورة فهو لص»
حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا عمران بن موسى السختياني، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إن الله تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا، وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث، وأمضى من سنان»
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا عمران بن موسى، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سعد، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «شيعتنا من أطاع الله عز وجل»
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، قال: حدثني جدي أبو حصين القاضي، ثنا عون بن سلام، ثنا عنبسة بن مخلد العابد، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، قال: «إياكم والخصومة؛ فإنها تفسد القلب، وتورث النفاق»
حدثنا مخلد بن جعفر الدمشقي، ثنا الحسن بن أبي الأحوص، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب عن ليث، عن الحكم، عن أبي جعفر قال: «الذين يخوضون في آيات الله هم أصحاب الخصومات»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، عن أبي عبد الله الجعفي، عن عروة بن عبد الله، قال: ’’سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة، ثم قال: نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا والآخرة’’
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال لي محمد بن علي: «يا جابر، بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا ويتناولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ويزعمون أني أمرتهم بذلك، فأبلغهم أني إلى الله منهم بريء، والذي نفس محمد بيده لو وليت لتقربت إلى الله تعالى بدمائهم لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن أستغفر لهما، وأترحم عليهما، إن أعداء الله لغافلون عنهما»
حدثنا محمد بن عمر بن سالم، ثنا عباس بن أحمد بن عقيل، ثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثني شعبة الخياط مولى جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي لما ودعته: «أبلغ أهل الكوفة أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا إبراهيم بن شريك، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: «من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقد جهل السنة»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا أبو همام، ثنا عيسى بن يونس، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: ’’سألت أبا جعفر محمد بن علي عن قوله عز وجل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} [المائدة: 55]، قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قلت: يقولون: هو علي، قال: علي منهم’’
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أبان، ثنا عبد الله بن نمير، عن خالد بن دينار، عن أبي جعفر: ’’أنه كان إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمد بن أبي ميمون، ثنا أبو مالك الجنبي، عن عبد الله بن عطاء قال: «ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الثقفي، ثنا أبو العباس السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد قال: ’’كان في خاتم أبي {القوة لله جميعا} [البقرة: 165]’’
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا أحمد بن محمد قال: قال محمد بن علي: «كان لي أخ في عيني عظيم، وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه»
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن العبدي، ثنا أبو بكر بن عبيد الأموي، ثنا محمد بن إدريس، ثنا سويد بن سعيد، عن موسى بن عمير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ’’أنه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم ائتمر، وزجرتني فلم أزدجر، هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر’’
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن محمد بن أبان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا سوار بن عبد الله، ثنا محمد بن مسعر قال: قال جعفر بن محمد: ’’فقد أبي بغلة له، فقال: لئن ردها الله تعالى علي لأحمدنه محامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها، فركبها، فلما استوى عليها وضم إليه ثيابه، رفع رأسه إلى السماء، فقال: الحمد لله لم يزد عليها، فقيل له في ذلك فقال: وهل تركت أو أبقيت شيئا؛ جعلت الحمد كله لله عز وجل’’
حدثنا أبو عبد الله مهدي بن إبراهيم بن مهدي ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن محمد بن المبارك قال: قال محمد بن علي بن الحسين: «من أعطي الخلق والرفق فقد أعطي الخير كله والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله تعالى»
حدثنا أبي قال: ثنا أبو الحسن العبدي، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد بن الحسين، ثنا سعيد بن سليمان، عن إسحاق بن كثير، عن عبيد الله بن الوليد قال: قال لنا أبو جعفر محمد بن علي: ’’يدخل أحدكم يده في كم صاحبه، فيأخذ ما يريد؟، قال: قلنا: لا، قال: فلستم بإخوان كما تزعمون’’
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا الحكم بن يعلى، ثنا القاسم بن الفضل، عن أبي جعفر قال: «اعرف المودة لك في قلب أخيك مما له في قلبك»
حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، ثنا عبد الله بن عمر الواسطي، عن أبي الربيع الأعرج، ثنا شريك، عن جابر، قال: قال لي محمد بن علي: «يا جابر أنزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، إنما هي مع أهل اللب والعالمين بالله تعالى كفيء الظلال، فاحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه وحكمته»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، ثنا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، ثنا حصين بن القاسم، ثنا أبو حمزة الثمالي قال: قال لي محمد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم، وسمع عصافير يصحن، فقال: ’’تدري يا أبا حمزة ما يقلن؟ قلت: لا، قال: تسبحن ربي عز وجل، ويطلبن قوت يومهن’’
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان بن وكيع، ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال محمد بن علي: «ندعو الله فيما نحب، فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عز وجل فيما أحب»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا علي بن محمد بن الحسن، ثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب، ثنا إسماعيل بن أبان، عن الصباح المزني، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: «ما من شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل، وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه»
حدثنا أبي، قال: ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، ثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا يوسف بن المسلم، ثنا خالد بن يزيد القسري، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر: ’’أن رجلا صحب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى مكة، فمات في الطريق، فاحتبس عليه عمر في الطريق حتى صلى عليه ودفنه، فقل يوم إلا كان عمر رضي الله تعالى عنه يتمثل:
[البحر الطويل]

حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا أبو نعيم، ثنا بسام الصيرفي، قال: ’’سألت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عن القرآن، فقال: «كلام الله عز وجل غير مخلوق»
حدثنا أبو القاسم زيد بن أبي بلال المقري حدثنا أبو الحارث الكلابي، حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدثنا رويم بن يزيد، حدثني عبد الله بن عباس الخراز، عن يونس بن بكير، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن عبد الله بن محمد بن علي، قال: ’’سئل علي بن الحسين عن القرآن، فقال: «ليس بخالق ولا مخلوق، وهو كلام الخالق عز وجل» أسند أبو جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وروى عن ابن عباس، وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس وعن الحسن والحسين، وأسند عن سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن أبي رافع، وروى عنه من التابعين: عمرو بن دينار وعطاء بن أبي رباح وجابر الجعفي وأبان بن تغلب، وروى عنه من الأئمة والأعلام: ليث بن أبي سليم وابن جريج وحجاج بن أرطاة في آخرين
حدثنا أحمد بن القاسم بن الريان، ثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، ثنا جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر، رضي الله تعالى عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النفساء أن تحرم وتفيض عليها الماء» رواه الفريابي عن الثوري، فقال: أمر أسماء يعني بنت عميس
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عتبة بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: ’’كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: «من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، ثم يقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين»، وكان إذا ذكرت الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه نذير جيش صبحتكم مستكم، ثم قال: «من ترك مالا فلأهله، ومن ترك ضياعا أو دينا فإلي أو علي، وأنا أولى المؤمنين»، هذا حديث صحيح ثابت من حديث محمد بن علي رواه وكيع وغيره عن الثوري
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطر بن شعيب الأزدي، ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه، وحنى جبهته، وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ» قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: «قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل»، هذا حديث غريب من حديث الثوري عن جعفر، تفرد به الرملي عن الفريابي ومشهوره ما رواه أبو نعيم وغيره عن الثوري، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا سويد بن سعيد، ثنا المفضل بن عبد الله، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر رضي الله تعالى عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ’’إن ابن آدم لفي غفلة مما خلقه الله عز وجل له، إن الله لا إله إلا هو إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب له رزقه وأثره وأجله، واكتب شقيا أو سعيدا، ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث إليه ملكا آخر، فيحفظه حتى يدرك، ثم يبعث إليه ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا جاء الموت ارتفع ذلك الملكان، ثم جاء ملك الموت فيقبض روحه، فإذا دخل حفرته رد الروح في جسده، ثم يرتفع ملك الموت، ثم جاءه ملكا القبر فامتحناه، ثم يرتفعان، فإذا قامت الساعة انحط ملك الحسنات وملك السيئات، فأنشطا كتابا معقودا في عنقه، ثم حضرا معه واحد سائق والآخر شهيد، ثم قال الله تعالى {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} [ق: 22]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’وقول الله عز وجل {لتركبن طبقا عن طبق} [الانشقاق: 19] قال: حال بعد حال، ’’ ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن قدامكم أمرا عظيما، فاستعينوا بالله العظيم ’’، هذا حديث غريب من حديث أبي جعفر وحديث جابر، تفرد به عنه جابر بن يزيد الجعفي وعنه المفضل
حدثنا محمد بن علي بن عمر بن سلم، ثنا محمد بن أحمد، ثنا الهيثم بن أحمد بن المؤمل التميمي، ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن نصير بن سعيد الأسلمي، عن سويد، عن أبي جعفر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان حسن الصورة في حسب لا يشينه، متواضعا كان من خالصي الله عز وجل يوم القيامة»، قال الشيخ: كذا وقع في كتابي من رواية نصير بن سعيد عن سويد، ورواه غيره عن سفيان بن سعيد عن سمي
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن حماد بن سفيان، ثنا قتيبة بن المرزبان، ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، ثنا سفيان بن سعيد الأسلمي، من أهل الفرع، عن بسام الصيرفي، عن محمد بن علي، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان حسن الصورة في حسب لا يشينه، متواضعا كان من خالصي الله عز وجل يوم القيامة» غريب من حديث أبي جعفر محمد بن علي ومن حديث بسام، تفرد به الغفاري عن الأسلمي
حدثنا محمد بن علي بن عمر بن سلم، حدثني محمد بن جعفر بن زكريا الرملي من حفظه، ثنا قسيم بن منصور، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا محمد بن عبد الله الكندي، عن بسام الصيرفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا»، هذا حديث غريب من حديث أبي جعفر، عزيز من حديث بسام، وهو أحد من يجمع حديثه من مقلي أهل الكوفة، تفرد به عنه الكندي
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي عن أبيه، عن علي بن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نقله الله عز وجل من ذل المعاصي إلى عز التقوى، أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف الله أخاف الله تعالى منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله تعالى من كل شيء، ومن رضي من الله تعالى باليسير من الرزق رضي الله تعالى عنه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب المعيشة خفت مؤنته، ورخى باله، ونعم عياله، ومن زهد في الدنيا ثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق الله بها لسانه، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار»، هذا حديث غريب لم يروه مرفوعا مسندا إلا العترة الطيبة، خلفها عن سلفها، وما كتبناه إلا عن هذا الشيخ
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق المعدل، ثنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري بنيسابور، ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي،
ثنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين بن علي، حدثني أبي الحسين بن على، حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، قال: ’’قال الله عز وجل: «إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني، من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني، ومن دخل في حصني أمن من عذابي»، هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين، وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الإسناد، قال: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق
قال الأنصاري: وقال لي أحمد بن رزين: ’’سألت الرضا عن الإخلاص، فقال: طاعة الله عز وجل’’
حدثنا يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي الجرجاني، ثنا علي بن محمد القزويني، ثنا داود بن سليمان القزاز، ثنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي، عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل والمعلم والمستمع والمجيب لهم ’’، هذا حديث غريب من هذا الوجه لم نكتبه إلا بهذا الإسناد قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله: يتبع جعفر بأبيه وإن تأخرت طبقته عن المذكورين إلحاقا للفرع بالأصل، وإشفاقا من القطع والوصل

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 3- ص: 180

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 3- ص: 180

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني أبو جعفر الباقر. سمع جابر بن عبد الله، وأبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب، وعبيد الله بن أبي رافع، وسعيد بن المسيب، ويزيد بن هرمز.
روى عنه أبو إسحاق الهمذاني، ومكحول بن راشد، ومعمر بن يحيى، وابنه جعفر، والأوزاعي، وعمرو بن دينار. ولد سنة ست وخمسين، ومات سنة سبع عشرة ومائة.
له «تفسير» رواه عنه زياد بن المنذر أبو الجارود الكوفي الأعمى، رئيس الجارودية الزيدية من الرافضة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 200

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: قال مصعب: مات سنة أربع عشرة ومائة، وقال يحيى: مات سنة ثماني عشرة، وقال المدائني: مات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقال الواقدي: مات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 64

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والد جعفر بن محمد الصادق وكان يكنى بجعفر من أفاضل أهل البيت وقرائهم مات سنة أربع عشرة ومائة وله ثلاث وستون سنة وكان يخضب بالوسمة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 103

أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
روى عن أبيه وجديه الحسن والحسين وجابر وابن عمر وطائفة
وعنه ابنه جعفر الصادق وعطاء وابن جريح وأبو حنيفة والأوزاعي والزهري وخلق
وثقه الزهري وغيره
وذكره النسائي في فقهاء التابعين من أهل المدينة مات سنة أربع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 56

محمد بن علي أبو جعفر الباقر
عن أبويه وابن عمر وجابر وعنه ابنه جعفر الصادق والزهري وابن جريج والأوزاعي ولد 56 ومات 118 على الأصح ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني
قال عمرو بن علي مات محمد بن علي بن الحسين سنة أربع عشرة ومائة وقد اختلفوا فقال بعضهم سنة سبع عشرة وهو يومئذٍ ابن ثلاث وسبعين سنة ويكنى أبا جعفر
روى عن جابر بن عبد الله في الوضوء والصلاة والحج والذبائح وغيرها وأبي مرة مولى عقيل في الصلاة وعبيد الله بن أبي رافع في الصلاة وسعيد بن المسيب في الهبة ويزيد بن هرمز في الجهاد
روى عنه جعفر بن محمد والأوزاعي وعمرو بن دينار

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

(ع) محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر.
قال محمد بن سعد: توفي وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، سنة ثماني عشرة ومائة، وقال غيره: مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة. كذا ذكره المزي، والذي في كتاب ابن سعد: أبنا عبد الرحمن بن يونس عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: سمعت محمد بن علي يذاكر فاطمة بنت حسين شيئاً من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه توفي لي ثمان وخمسين سنة ومات لها قال محمد بن عمر: وأما في روايتنا فإنه مات سنة سبع عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين. قال ابن سعد: وقال غيره يعني الهيثم بن عدي: توفي سنة ثماني عشرة. وقال أبو نعيم: توفي بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة.
فهذا كما ترى ابن سعد لم يقل ثلاثاً وسبعين [ق 7/أ] إنما قالها الواقدي، وقد نص على ثمان وخمسين في كتابه، والمزي ذكرهما عن غيره وذكر أربع عشرة وسبع عشرة بلفظ وقيل: ولو رآهما عند ابن سعد: لما قال ذلك ولعلم أن
أربع عشرة هي الأولى والأصح. وقال عن ابن سعد: توفي سنة ثماني عشرة وهو لم يقل ذاك إنما نقله عن غير شيخه، والله تعالى أعلم.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب ’’ الثقات ’’ قال: مات سنة أربع عشرة.
وقال البخاري: ثنا عبد الله بن محمد عن ابن عيينة عن جعفر الصادق قال: مات أبي سنة أربع عشرة، وكذا نقله الكلاباذي عن عمرو بن علي الفلاس. وقال: هو الصحيح، وابن أبي شيبة عبد الله بن محمد في ’’ تاريخه ’’.
وفي ’’ تاريخ الطالبيين ’’ للجعابي: حدثنا محمد بن حسين بن جعفر، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي بن حسين وكان عالماً بأنساب بني هاشم قال: ولد أبو جعفر سنة سبع وخمسين، ومات سنة أربع عشرة ومائة.
وقال الزبير: حدثني عمي مصعب قال: توفي أبو جعفر بالمدينة سنة أربع عشرة.
وفي كتاب القراب: أبنا الحساني أبنا ابن عروة قال: توفي أبو جعفر سنة أربع عشرة.
وقال ابن قانع: مات سنة أربع عشرة وله ثمان وخمسون سنة. أخبرني بذلك حسن بن طاهر عن أبيه عن جده عن عبد الجبار عن سفيان عن جعفر ابنه.
وجزم يعقوب بن سفيان الفسوي به ولم يذكر غيره وتبعه على ذلك جماعة.
وفي كتاب الزبير عن محمد بن الحسن بن زبالة: توفي زمن هشام بن عبد الملك سنة أربع وعشرين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وكذا ذكره عنه أيضاً أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة الحسيني في كتابه في
النسب قال الزبير: وكان يقال لمحمد: باقر العلم وله يقول القرظي:

وله يقول مالك بن أعين الجهني:
وفي ’’ كتاب أبي الحسين النسابة ’’: عن قيس بن الربيع قال: سألت أبا إسحاق السبيعي عن المسح؛ فقال: أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلاً من بني هاشم لم أر قط مثله محمد بن علي بن حسين فسألته عن المسح فنهاني عنه وقال: لم يكن علي يمسح. وقال علي: سبق الكتاب الخفين. قال أبو إسحاق: فما مسحت مذ نهاني.
قال قيس: وما مسحت مذ سمعت أبا إسحاق.
وعن محمد بن المنكدر قال: ما كنت أرى خلقاً يفضل علي بن حسين حتى رأيت ابنه محمد ابن علي، أردت يوماً أن أعظه فوعظني. وعن سليمان بن قرم: كان أبو جعفر يجيز بالخمسمائة إلى الستمائة إلى الألف، وكان لا يمل من مجالسة إخوانه. وعنه أنه كان يقول: يزيدني قدومي مكة حبا لقاء عمرو بن دينار وعبد الله بن عبيد بن عمير. قال سفيان: وكان يحمل إليهما الصلة والنفقة والكسوة. ويقول: هيأناها لكم من أول السنة.
وعن عمار الدهني عن أبي جعفر في قوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر} قال: نحن أهل الذكر.
وسئل أبو زرعة الرازي: من أهل الذكر؟ فقال: قال محمد بن علي بن حسين: نحن أهل البيت، ولعمري إن أبا جعفر لمن العلماء الكبار، وكان محمد ابن علي وزيد بن الحسن يليان صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما توفي أبو جعفر وليها زيد بن الحسن وحده.
وفي ’’ تاريخ الجعابي ’’ عن الحكم بن عتيبة في قوله عز وجل: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}
قال: متوسين، وكان – والله – محمد بن علي منهم.
وقال الواحدي: سمي باقراً لأنه بقر العلم وعرف أصله؛ أي: شقه وفتحه.
وذكر الإسفرائيني أنه من الخشبية طائفة يعرفون بالباقرة ويدعون إليه فيما يزعمون، وذكر المزي روايته عن عائشة وأم سلمة الرواية المشعرة عنده بالاتصال.
وفي ’’ المراسيل ’’ لعبد الرحمن: قال أحمد بن حنبل: ابنه لم يسمع منها. وقال أبو حاتم: لم يلق أم سلمة. وقال أبو زرعة: لم يدرك هو ولا أبوه عليّاً رضي الله عنهم.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 10- ص: 1

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كنيته أبو جعفر
وهو والد جعفر بن محمد
يروي عن جابر بن عبد الله روى عنه عمرو بن دينار وجعفر بن محمد مات سنة أربع عشرة ومائة بالمدينة وقد قيل سنة ثمان عشرة ومائة وهو الذي يروي عنه الأوزاعي عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس العائد في هبته وكان له يوم مات ثلاث وستون سنة وكان يخضب بالوسمة وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
تابعي ثقة روى عن جابر بن عبد الله

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

أبو جعفر الباقر (ع)
محمد بن علي بن الحسين، الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني، أحد الأعلام.
روى عن: أبيه، وجابر، وأبي سعيد، وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، وعدة.
وأرسل عن عائشة، وأم سلمة، وابن عباس.
حدث عنه: ابنه جعفر بن محمد الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، والأوزاعي، وابن جريج، وقرة بن خالد، وخلق.
ولد سنة ست وخمسين، وكان سيد بني هاشم في زمانه، وقيل: كان يصلي في اليوم والليلة مئةً وخمسين ركعة.
قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة أربع عشرة ومئة، وقيل: سنة سبع عشرة. رحمه الله.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر
روى عن جابر بن عبد الله وأبيه علي بن الحسين روى عنه ابنه جعفر بن محمد والزهري وعمرو بن دينار وأبو إسحاق الهمداني نا عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1