ابن الهمام محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود، السيواسي ثم الاسكندري، كمال الدين، المعروف بابن الهمام: امام، من علماء الحنفية. عارف باصول الديانات والتفسير والفرائض والفقه والحساب واللغة والموسيقى والمنطق. اصله من سيواس. ولد بالاسكندرية، ونبغ في القاهرة. واقام بحلب مدة. وجاور بالحرمين. ثم كان يخ الشيوخ بالخانقاه الشيوخية بمصر. وكا معظما عند الملوك وارباب الدولة. توفي بالقاهرة. من كتبه (فتح لقدير -ط) في شرح الهداية، ثماني مجلدات في فقه الحنفية، و (التحرير -ط) في اصول الفقه و (المسايرة في العقائد المنجية في الاخرة -ط) و (زاد الفقير -ط) مختصر في فروع الحنفية.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 255
محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود الكمال ابن الهمام السيواسي الأصل ثم القاهري الحنفي
ولد سنة 790 تسعين وسبعمائة وقدم القاهرة صغيرا وحفظ عدة من المختصرات وعرضها على شيوخ عصره ثم شرع في الطلب فقرأ على بعض أهل بلده بعد أن عاد إليها ثم رجع إلى القاهرة فقرأ على العز ابن عبد السلام والبساطي والشمني والجلال الهندي والولي العراقى والعز ابن جماعة وسافر إلى القدس وقرأ على علمائه وسمع من جماعة كالحافظ بن حجر وغيره ولم يكثر من علم الرواية وتبحر في غيره من العلوم وفاق الأقران وأشير إليه بالفضل التام حتى قال بعضهم في حقه لو طلبت حجج الدين ما كان في بلدنا من يقوم بها غيره. وكان دقيق الذهن عميق الفكر يدقق المباحث حتى يحير شيوخه فضلا عن من عداهم بحيث كان يشكك عليهم في الاصطلاح ونحوه حتى لا يدرون ما يقولون، وقال يحيى بن العطار لم يزل يضرب به المثل في الجمال المفرط مع الصيانة وفي حسن النعمة مع الديانة وفي الفصاحة واستقامة البحث مع الأدب وبالجملة فقد تفرد ي عصره بعلومه وطار صيته واشتهر ذكره وأذعن له الأكابر عن الأصاغر وفضله كثير من شيوخه على أنفسهم وقد درس بمدارس وقرره الأشرف برسباي في مدرسته وألبسه الخلعة ولما عورض في ذلك قال بعد بعض دروسه فيها أنه قد عزل نفسه منها وخلع طياسانه ورمى به وبلغ ذلك السطان فشق عليه واستعطفه فلم يجب وانقبض وانجمع عن الناس مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإغلاظ على الملوك فمن دونهم وصنف التصانيف النافعة كشرح الهداية في الفقه والتحرير في أصول الفقه والمسايرة في أصول الدين وجزء في حديث كلمتان خفيفتان ي اللسان وقد تخرج به جماعة صاروا رؤساء في حيانه كالشمني والزين قاسم وسيف الدين وابن حضر والمناوي والجمال بن هشام وكان إماما في الأصول والتفسير والفقه والفرائض والحساب والتصوف والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والجدل والدب والموسيقا حتى قال السخاوي في حقه إنه عالم أهل الأرض ومحقق أولي العصر ومات في يوم الجمعة سابع رمضان سنة 861 إحدى وستين وثمان مائة بمصر وحضر السلطان فمن دونه وتأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده مثله
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 201