صريع الدلاء محمد بن عبد الواحد القصار، ابو الحسن، المعروف بصريع الدلاء قتيل الغواشي، والمنشأ. اسوطن بغداد. وقدم مصر، ومدح الظاهر الفاطمي، وتوفي فيها. قال الثعالبي: لما رأى سخف الزمان واهله، نزع ثياب الجد وتلق بصريع الدلاء، ونفقت سوقه واغناه (فخر الملك). ومن شعره (مقصورة) تزيد على مئة بيت، منها:
#من نام لم يبصر بعيني رأسهـ ، ومن تطاطا راكعا قد انحنى
من دخلت في عينه مسلة | فسله من ساعته عن العمى |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 254
ابن عبد الواحد صريع الدلاء محمد بن عبد الواحد صريع الدلاء وقتيل الغواشي والثاني عندي أحسن لأمرين: لأنه في الغواشي ما في الدلاء من المعنى المراد ولأن الغواشي أكثر شبها في اللفظ بالغواني من الدلاء لأنهم قابلوا به صريع الغواني وهو مسلم بن الوليد الشاعر الفحل كما قالوا صر بعر مقابلة لصر در.
ذكره ابن النجار فقال: بصري سكن بغداذ وكان شاعرا ماجنا مطبوعا يغلب على شعره الهزل والمجون، عارض مقصورة ابن دريد بمقصورة مجن فيها جاء منها:
من لم يرد أن تنتقب نعاله | يحملها في كمه إذا مشى |
من دخلت في عينه مسلة | فاسأله من ساعته عن العمى |
من أكل الفحم تسود فمه | وراح صحن خده مثل الدجا |
من صفع الناس ولم يدعهم | أن يصفعوه فعليهم اعتدى |
من ناطح الكبش تعجر رأسه | وسال من مفرقه شبه الدما |
من طبخ الكرش ولا يغسله | سال على شاربه منه الخرا |
من فاته العلم وأخطاه الغنى | فذاك والكلب على حد سوى |
من طبخ الديك ولا يذبحه | طار من القدر إلى حيث يشا |
والدرج يلفى بالغشاء ملصقا | والسرج لا يلصق إلا بالغرى |
والذقن شعر في الوجوه نابت | وإنما الاست التي تحت الخصى |
كيف نلقى بؤسا ودولة فخر الـ | ـملك فينا تعم بالإنعام |
هكذا ما بقي الجديدان يبقى | للتهاني مملكا ألف عام |
كل يوم لنا بنعماك عيد | لا خلت منه سائر الأيام |
فله الأنعم الجسام اللواتي | هي مثل الحياة في الأجسام |
لم يزل يطلب المحامد والعلـ | ـياء بين السيوف والأقلام |
فلقد نال بالعزائم مجدا | لم ينل مثله بحد الحسام |
أدرك النجم قاعدا وسواه | عاجز أن يناله من قتام |
لم يزل جوده يعطعط بالإفـ | ـضال مذ كان في قفا الإعدام |
فهو في حبه المكارم والجو | د يرى الآملين في الأحلام |
قد كفتنا غيوث كفيه أن نبـ | ـسط كفا إلى سؤال الغمام |
ورضعنا لديه در الأماني | ونظمنا لديه در الكلام |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 4- ص: 0
صريع الدلاء محمد بن عبد الواحد.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
صريع الدلاء الأديب الخليع، أبو الحسن، محمد بن عبد الواحد، البصري، نزيل بغداد.
له ’’ديوان’’ مشهور، وقد تحول إلى مصر، فمات بها في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
وكان صاحب مزاح ولعب، وله تيك القصيدة السائرة.
وهي:
قلقل أحشائي تباريح الجوى | وبان صبري حين حالفت الأسى |
وطار عقلي حين أبصرتهم | تحت ظلام الليل يطوون السرى |
لم أزل أسعى على آثارهم | والبين في إتلاف روحي قد سعى |
فلو درت مطيهم ما حل بي | بكت علي في الصباح والمسا |
فسوف أسلي عنهم خواطري | بحمق يعجب منه من وعا |
وطرف أنظمها مقصورة | إذ كنت قصارا صريعا للدلا |
من صفع الناس ولم يدعهم | أن يصفعوه مثله قد اعتدى |
من صعد السطح وألقى نفسه | إلى قرار الأرض يوما ارتدى |
وليس للبغل إذا لم ينبعث | من الطريق باعث مثل العصا |
والذقن شعر في الوجوه نابت | وإنما الدبر الذي تحت الخصى |
والجوز لا يؤكل مع قشوره | ويؤكل التمر الجديد باللبا |
من طبخ الديك ولا يذبحه | طار من القدر إلى حيث اشتهى |
من دخلت في عينه مسلة | فسله من ساعته كيف العمى |
من فاته العلم وأخطاه الغنى | فذاك والكل على حد سوا |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 85