ابن المقدم محمد بن عبد الملك، المعروف بابن المقدم، الامير شمس الدين: قائد، من ولاة المقدمين في العهدين النوري والاصلاحي.
تمرس على القيادة في ايام ابيه (الممدم) مستحفظ سنجار في ايام نورالدين الشهيد. واستخلفه ابوه على قلعتها قبل ان يدخلها نور الدين (سنة 544هـ) ثم كان شمس الدين ابن المقدم من قادة الجيش النوري. ولما توفي نور الدين بدمشق واقيم ابنه الملك الصالح ملكا على الشام ومصر (سنة 569) كان عمر (الصالح) احدى عشرة سنة، فتولى الامير شمس الدين تربيته وصار مدبر دولته، فلم تلبث ان اضظربت امورها، فكتب شمس الدين إلى السلطان صلاح الدين بمصر يستقدمه، فجاء صلاح الدين ودخل دمشق (سنة 570) وولي شمس الدين على بعلبك مدة. ثم جعله من امراء جيشه، فتقدم إلى ان كان اكبر امرائه. وخدم صلاح الدين في حروبه مع الصليبيين، واستر إلى ان فتحت القدس (سنة 583) فطلب الاذن من صاح الدين بالحج، فارسله اميرا على الحج الشامي، فلما كانت ليلة عيد الاضحى وافاضه الحجيج من عرفات، اراد امير الحج العراقي (واسمه طاشتكين) ان يتقدم في السير على ابن المقدم ومن معه، فنشبت فتنة بين الغوغاء من العراقيين والشاميين، فاسرع ابن المقدم لحسم الشر، وكف جماعته، فاصيب بجراح، فمات في اليوم الثاني بمنى، ودفن بمقبرة المعلي. قال ابن الاثير: ورزق الشهادة بعد الجهاد وشهود فتح البيت المقدس.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 249

ابن المقدم محمد بن عبد الملك بن المقدم الأمير شمس الدين من كبار أمراء الدولتين نور الدين وصلاح الدين. وهو الذي سلم سنجار إلى نور الدين وسكن دمشق ولما توفي نور الدين كان أحد من قام بسلطنة ولده ثم إن صلاح الدين أعطاه بعلبك ثم عصا عليه فجاء إليه وحاصره ثم أعطاه بعض القلاع عوضا عنها ثم استنابه على دمشق، وكان بطلا شجاعا حضر وقعة حطين وعكا والقدس والسواحل، وتوجه إلى الحج فلما بلغ عرفات ضرب الكوسات ورفع علم صلاح الدين وكان أمير الركب العراقي طاشتكين فأنكر ذلك عليه واقتتلوا فجاءه سهم في عينه فخر صريعا فحمله طاشتكين وخيط جراحه فتوفي من الغد بمنى سنة أربع وثمانين وخمس مائة ولما بلغ السلطان بكى وتأسف. وله دار كبيرة بدمشق إلى جانب المدرسة المقدمية ثم صارت لصاحب حماة ثم صارت لقراسنقر المنصوري ثم لسلطان الملك الناصر، وله تربة ومسجد وخان كل ذلك مشهور جوا باب الفراديس بدمشق.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 4- ص: 0