محمد بن عبد الملك محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الاموي: امير، من بني امية في الشام. له رواية للحديث، اخذ عنه الاوزاعي وآخرون. ولي الديار المصرية لاخيه هشام، وقال لهشام: انا اليها على انك ان امرتني بخلاف الحق تركتها ! فقال: لك ذلك. واقام فيها شهرا (سنة 105هـ) فاتاه كتاب لم يهجبه، فرفض العمل، وانصرف إلى (الاردن) وكان منزله بها في قرية يقال لها (ريسون). ولما قتل الوليد بن معاوية (سنة 132) استقل محمد بالاردن. وظفر به عبد اله بن علي العباسي (الهاشمي) يوم نهلا (ابي فطرس) قرب الرملة بفلسطين، فذبحه صبرا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 248

ابن عبد الملك الأموي متولي مصر محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ولي الديار المصرية لأخيه هشام بن عبد الملك وكان فيه دين، ظفر به عبد الله بن علي يوم نهر أبي فطرس فذبحه صبرا في سنة أربعين ومائة أو ما دونها.
الوزير ابن الزيات محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة الوزير أبو جعفر ابن الزيات. كان أبوه زياتا فنشأ هو وقرأ الأدب وقال الشعر البديع وتوصل بالكتابة إلى أن وزر للمعتصم والواثق، وسبب وزارته أنه ورد على المعتصم كتاب بعض العمال وفيه ذكر الكلأ فقرأه الوزير أحمد بن عمار بن شاذي وزير المعتصم عليه فقال له: ما الكلأ؟ فقال: لا أعلم، فقال المعتصم: خليفة أمي ووزير عامي انظروا من في الباب، فوجدوا ابن الزيات فأدخلوه إليه فقال له: ما الكلأ؟ فقال: العشب على الإطلاق فإن كان رطبا فهو الخلا فإذا يبس فهو الحشيش، وشرع في تقسيم أنواع النبات فعلم المعتصم فضله فاستوزره وحكمه وبسط يده وأمر أن لا يمر بأحد إلا يقوم له، فكان القاضي أحمد بن أبي دؤاد يرصد له غلاما إذا رآه مقبلا أعلمه فيقوم ويصلي حتى يعبره ابن الزيات فقال ابن الزيات:

فبلغ ذلك القاضي ابن أبي دؤاد فقال:
وكان ابن الزيات قد اتخذ تنورا من حديد وفيه مسامير أطرافها المحددة إلى داخل التنور وهي قائمة مثل رؤوس المسال يعذب فيه المصادرين وأرباب الدواوين المطلوبين بالأموال، فكيفما انقلب أحدهم أو تحرك من حرارة الضرب دخلت تلك المسال في جسمه فيجد لذلك ألما عظيما وكان إذا قال أحدهم: أيها الوزير ارحمني، فيقول: الرحمة خور في الطبيعة، فلما اعتقله المتوكل أدخله ذلك التنور وقيده بخمسة عشر رطلا من الحديد فقال: يا أمير المؤمنين ارحمني، فقال: الرحمة خور في الطبيعة، فطلب دواة وقرطاسا فأخذ ذلك وكتب:
وسيرها إلى المتوكل فاشتغل عنها ولم يقف عليها إلا في الغد فلما قرأها أمر بإخراجه فجاؤوا إليه فوجدوه ميتا سنة ثلاث وثلاثين ومأتين وكانت إقامته في التنور أربعين يوما ووجد قد كتب بالفحم على جانب التنور:
وقال في التنور:
ولما توفي المعتصم تولى الأمر الواثق وكان قد حلف إن صار الأمر إليه لينكبن ابن الزيات فلما كتب الكتاب ما يتعلق بالبيعة لم يرضوه وكتب ابن الزيات فأرضاه فكفر عن يمينه وقال: المال عن اليمين فدية وعوض وليس عن ابن الزيات عوض، فأقره على الوزارة كان في نفس المتوكل منه شيء كثير فلما ولي الخلافة خشي أن ينكبه عاجلا فيستر أمواله فتفوته فأقره على الوزارة وجعل ابن أبي دؤاد يغريه ويحثه على القبض عليه فأمسكه وأودعه التنور كما تقدم فلم يجد من ضياعه وأملاكه وذخائره إلا ما قيمته مائة ألف دينار فندم على ذلك وقال لابن أبي دؤاد: أطمعتني في الباطل وحملتني على شخص لم أجد عنه عوضا. وكان ابن الزيات من أئمة الأدب المتبحرين الذين دققوا النظر فيه وشعره جيد كثير وله ديوان رسائل. ومدحه البحتري بقصيدته الدالية التي منها:
ولأبي تمام الطائي فيه مقطعات كثيرة يعبث به فيها منها:
وكان ابن الزيات يقول بخلق القرآن.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 4- ص: 0