أبو بكر ابن العربي محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الاشبيلي المالكي، ابو بكر ابن العربي: قاض، من حفاظ الحديث. ولد في اشبيلية، ورحل إلى المشرق، وبرع في الادب، وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين. وصنف كتبا في الحديث والفقه والاصول والتفسير والادب والتاريخ. وولي قضاء اشبيلية، ومات بقرب فاس، ودفن بها. قال ابن بشكوال: ختام علماء الاندلس واواخر ائمتها وحفاظها. من كتبه (العواصم من القواصم -ط) جزءآن، و (عارضة الاحوذي في شرح الترمذي -ط) و (احكام القرآن -ط) مجلدان، و (القبس) في شرح الموطأ، و (الانصاف في مسائل الخلاف) عشرون مجلدا، و (اعيان الاعيان) و (المحصول) في اصول الفقه، و (كتاب المتكلمين) و (قانون التأويل -خ) جزآن منه، في التفسير. وهو غير محي الدين ابن عربي الاتية ترجمته في (محمد بن علي).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 230
أبو بكر ابن العربي الفقيه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر ابن العربي المعافري الأندلسي الإشبيلي الحافظ أحد الأعلام، ولد سنة ثمان وستين، رحل مع والده إلى الشرق وصحب الشاشي والغزالي ورأى غيرهما من العلماء والأدباء وكذلك لقي بمصر والإسكندرية جماعة من الأشياخ، وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع ثاقب الذهن في تمييز الصواب نافذا في جميعها، ودخل إلى الغرب بعلم جم لم يدخل به غيره واستقضي ببلده وانتفع به أهلها لأنه كانت له رهبة على الخصوم وسورة على الظلمة، ومن تصانيفه: كتاب عارضة الأحوذي في شرح الترمذي والتفسير في خمس مجلدات وغير ذلك في الحديث والأصول والفقه، وكان أبوه من وزراء الغرب وكان فصيحا شاعرا وتوفى والده بمصر منصرفا عن الشرق سنة ثلث وتسعين وأربع ماية، وتوفي أبو بكر صاحب الترجمة بمدينة فاس سنة ثلث وأربعين وخمس ماية.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0
ابن العربي الفقيه محمد بن عبد الله.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
ابن العربي الإمام العلامة الأديب، ذو الفنون، أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي الإشبيلي، والد القاضي أبي بكر.
صحب ابن حزم، وأكثر عنه، ثم ارتحل بولده أبي بكر، فسمعا من طراد الزينبي، وعدة، وكان ذا بلاغة ولسن وإنشاء.
مات بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة في عشر التسعين، فإن مولده كان في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة. ورجع ابنه إلى الأندلس.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 163
ابن العربي الإمام العلامة الحافظ القاضي، أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، ابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي، صاحب التصانيف.
سأله ابن بشكوال عن مولده، فقال: في سنة ثمان وستين وأربع مائة.
سمع من خاله الحسن بن عمر الهزني وطائفة بالأندلس.
وكان أبوه أبو محمد من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الظاهري بخلاف ابنه القاضي أبي بكر، فإنه منافر لابن حزم، محط عليه بنفس ثائرة.
ارتحل مع أبيه، وسمعا ببغداد من طراد بن محمد الزينبي، وأبي عبد الله النعالي، وأبي الخطاب ابن البطر، وجعفر السراج، وابن الطيوري، وخلق، وبدمشق من الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبي الفضل بن الفرات، وطائفة، وببيت المقدس من مكي بن عبد السلام الرميلي، وبالحرم الشريف من الحسين بن علي الفقيه الطبري، وبمصر من القاضي أبي الحسن الخلعي، ومحمد بن عبد الله بن داود الفارسي وغيرهما.
وتفقه بالإمام أبي حامد الغزالي، والفقيه أبي بكر الشاشي، والعلامة الأديب أبي زكريا التبريزي، وجماعة.
وذكر أبو القاسم بن عساكر أنه سمع بدمشق أيضا من أبي البركات ابن طاووس، والشريف النسيب، وأنه سمع منه عبد الرحمن بن صابر، وأخوه، وأحمد بن سلامة الأبار، ورجع إلى الأندلس في سنة إحدى وتسعين وأربع مائة.
قلت: رجع إلى الأندلس بعد أن دفن أباه في رحلته أظن ببيت المقدس وصنف، وجمع، وفي فنون العلم برع، وكان فصيحا بليغا خطيبا.
صنف كتاب ’’عارضة الأحوذي في شرح جامع أبي عيسى الترمذي’’، وفسر القرآن المجيد، فأتى بكل بديع، وله كتاب ’’كوكب الحديث والمسلسلات’’، وكتاب ’’الأصناف’’ في الفقه، وكتاب ’’أمهات المسائل’’، وكتاب ’’نزهة الناظر’’، وكتاب ’’ستر العورة’’، و’’المحصول’’ في الأصول، و’’حسم الداء، في الكلام على حديث السوداء’’، كتاب في
الرسائل وغوامض النحويين، وكتاب ’’ترتيب الرحلة، للترغيب في الملة’’، و’’الفقه الأصغر المعلب الأصغر’’، وأشياء سوى ذلك لم نشاهدها.
واشتهر اسمه، وكان رئيسا محتشما، وافر الأموال بحيث أنشأ على إشبيلية سورا من ماله.
حدث عنه: عبد الخالق بن أحمد اليوسفي الحافظ، وأحمد بن خلف الإشبيلي القاضي، والحسن بن علي القرطبي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الفهري، والحافظ أبو القاسم عبد الرحمن الخثعمي السهيلي، ومحمد بن إبراهيم بن الفخار، ومحمد بن يوسف بن سعادة، وأبو عبد الله محمد بن علي الكتامي، ومحمد بن جابر الثعلبي، ونجبة بن يحيى الرعيني، وعبد المنعم بن يحيى الخلوف الغرناطي، وعلي بن أحمد بن لبال الشريشي، وعدد كثير، وتخرج به أئمة، وآخر من حدث في الأندلس عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وست مائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري، وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، أدخل الأندلس إسنادا عاليا، وعلما جما.
وكان ثاقب الذهن، عذب المنطق، كريم الشمائل، كامل السؤدد، ولي قضاء إشبيلية، فحمدت سياسته، وكان ذا شدة وسطوة، فعزل، وأقبل على نشر العلم وتدوينه.
وصفه ابن بشكوال بأكثر من هذا، وقال: أخبرني أنه ارتحل إلى المشرق في سنة خمس وثمانين وأربع مائة، وسمعت منه بقرطبة وبإشبيلية كثيرا.
وقال غيره: كان أبوه رئيسا وزيرا عالما أديبا شاعرا ماهرا، اتفق موته بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين، فرجع ابنه إلى الأندلس.
قال أبو بكر محمد بن طرخان: قال لي أبو محمد بن العربي: صحبت ابن حزم سبعة أعوام، وسمعت منه جميع مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب ’’الفصل’’، وقرأنا من كتاب ’’الإيصال’’ له أربع مجلدات، ولم يفتني شيء من تواليفه سوى هذا.
كان القاضي أبو بكر ممن يقال: إنه بلغ رتبة الاجتهاد.
قال ابن النجار: حدث ببغداد بيسير، وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ، واتسع حاله، وكثر إفضاله، ومدحته الشعراء، وعلى بلده سور أنشأه من ماله.
وقد ذكره الأديب أبو يحيى اليسع بن حزم، فبالغ في تقريظه، وقال: ولي القضاء
فمحن، وجرى في أعراض الإمارة فلحن، وأصبح تتحرك بآثاره الألسنة، ويأتي بما أجراه عليه القدر النوم والسنة، وما أراد إلا خيرا، نصب السلطان عليه شباكه، وسكن الإدبار حراكه، فأبداه للناس صورة تذم، وسورة تتلى، لكونه تعلق بأذيال الملك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحزبهم، بل داهن، ثم انتقل إلى قرطبة معظما مكرما حتى حول إلى العدوة، فقضى نحبه.
قرأت بخط ابن مسدي في معجمه، أخبرنا أحمد بن محمد بن مفرج النباتي، سمعت ابن الجد الحافظ وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية: أبو بكر بن المرجى وفلان وفلان، وحضر معهم ابن العربي، فتذاكروا حديث المغفر1، فقال ابن المرجى: لا يعرف إلا من حديث مالك عن الزهري. فقال ابن العربي: قد رويته من ثلاثة عشر طريقا غير طريق مالك. فقالوا: أفدنا هذا. فوعدهم، ولم يخرج لهم شيئا، وفي ذلك يقول خلف بن خير الأديب:
يا أهل حمص ومن بها أوصيكم | بالبر والتقوى وصية مشفق |
فخذوا عن العربي أسمار الدجى | وخذوا الرواية عن إمام متق |
إن الفتى حلو الكلام مهذب | إن لم يجد خبرا صحيحا يخلق |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 42
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن العربي المعافري من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر الإمام العلامة الحافظ المتبحر ختام علماء الأندلس وآخر أئمتها وحفاظها وأبوه أبو محمد من فقهاء بلده إشبيلية ورؤسائها. سمع ببلده من أبي عبد الله بن منظور وأبي محمد بن خزرج وبقرطبة من أبي عبد الله: محمد بن عتاب وأبي مروان بن سراج وحصلت له عند العبادية أصحاب إشبيلية رياسة ومكانة فلما انقضت دولتهم خرج إلى الحج مع ابنه القاضي أبي بكر يوم الأحد مستهل ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة وسن القاضي أبو بكر إذ ذاك نحو سبعة عشر عاما وكان القاضي قد تأدب ببلده وقرأ القراءات فلقي بمصر أبا الحسن الخلعي وأبا الحسن بن مشرف ومهديا الوراق وأبا الحسن بن داود الفارسي ولقي بالشام أبا نصر المقدسي وأبا سعيد الزنجاني وأبا حامد الغزالي وأبا سعيد الرهاوي وأبا القاسم بن أبي الحسن المقدسي والإمام أبا بكر الطرطوشي وأبا محمد: هبة الله بن أحمد الأكفاني وأبا الفضل بن الفرات الدمشقي ودخل بغداد وسمع بها من أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي المعروف بابن الطيوري ومن أبي الحسن: علي بن أيوب البزازي بزايين معجمتين ومن أبي بكر بن طرخان ومن النقيب الشريف أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي وجعفر بن أحمد السراج وأبي الحسن بن عبد القادر وأبي زكريا التبريزي وأبي المعالي: ثابت بن بندار الحمامي - بتخفيف الميم في آخرين.
وحج في موسم سنة تسع وثمانين وسمع بمكة من أبي علي: الحسين بن علي الطبري وغيره ثم عاد إلى بغداد ثانية وصحب أبا بكر الشاشي وأبا حامد الطوسي وأبا بكر الطرطوشي وغيرهم من العلماء والأدباء فدرس عندهم الفقه والأصول وقيد الحديث واتسع في الرواية وأتقن مسائل الخلاف والأصول والكلام على أئمة هذا الشأن من هؤلاء وغيرهم ثم صدر عن بغداد إلى الأندلس فأقام بالإسكندرية عند أبي بكر الطرطوشي فمات أبوه بها أول سنة ثلاث وتسعين.
ثم انصرف هو إلى الأندلس سنة خمس وتسعين وقدم بلده إشبيلية: بعلم كثير لم يأت به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق.
وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع له متقدما في المعارف كلها متكلما في أنواعها نافذا في جميعها حريصا على أدائها ونشرها ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة وكثرة الاحتمال وكرم النفس وحسن العهد وثبات الود: فسكن بلده وشوور فيه وسمع ودرس الفقه والأصول وجلس للوعظ والتفسير ورحل إليه للسماع وصنف في غير فن تصانيف مليحة كثيرة حسنة مفيدة منها: أحكام القرآن كتاب حسن وكتاب المسالك في شرح موطأ مالك وكتاب القبس على موطأ مالك بن أنس وعارضة الأحوذي على كتاب الترمذي والقواصم والعواصم والمحصول في أصول الفقه وسراج المريدين وسراج المهتدين وكتاب المتوسط وكتاب المتكلمين.
وله تأليف في حديث أم زرع وكتاب الناسخ والمنسوخ وتخليص التلخيص وكتاب القانون في تفسير القرآن العزيز وله غير ذلك من التآليف. وقال في كتاب القبس: إنه ألف كتابه المسمى: أنوار الفجر في تفسير القرآن في عشرين سنة ثمانين ألف ورقة وتفرقت بأيدي الناس.
قلت: وأخبرني الشيخ الصالح أبو الربيع: سليمان بن عبد الرحمن البورغواطي في سنة إحدى وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية قال: أخبرني الشيخ الصالح يوسف الحزام المغربي بالإسكندرية في سنة ستين وسبعمائة قال: رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن المسمى أنوار الفجر كاملا في خزانة السلطان الملك العادل أمير المسلمين أبي عنان: فارس بن السلطان أمير المسلمين أبي الحسن: علي بن السلطان أمير المسلمين أبي سعيد: عثمان بن يوسف بن عبد الحق.
وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدتها ثمانين مجلدا. ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء.
قال أبو الربيع: وهذا المخبر يعني يوسف: ثقة صدوق رجل صالح كان يأكل من كده.
قلت: قال بن خلكان في كتاب الوفيات في معنى عارضة الأحوذي العارضة: القدرة على الكلام والأحوذي: الخفيف في الشيء لحذقه.
وقال الأصمعي: الأحوذي المشمر في الأمور القاهر لها لا يشذ عليه شيء منها.
والأحوذي بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وكسر الذال المعجمة وفي آخره ياء مشددة.
قال القاضي عياض: واستقضي ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة وتؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة ثم صرف من القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه. وذكر أنه ولي قضاء حلب.
وكان رحمه الله تعالى فصيحا أديبا شاعرا كثير الخبر مليح المجلس وممن أخذ عنه في اجتيازه لسبتة القاضي أبو الفضل: عياض ولقيه أيضا بإشبيلية وبقرطبة فناوله وكتب عنه واستفاد منه. وتوفي رحمه الله تعالى في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة منصرفه من مراكش وحمل ميتا إلى مدينة فاس ودفن بها بباب الجيسة والصحيح خارج باب المحروقي من فاس. ومولده ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 252
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر بن العربي المعافري الأندلسي الإشبيلي. الحافظ. ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها، أحد الأعلام، ولد ليلة الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، وأبوه أبو محمد من فقهاء بلدة إشبيلية ورؤسائها.
سمع ببلده من أبي عبد الله بن منظور، وأبي محمد بن خزرج، وبقرطبة من أبي عبد الله محمد بن عتاب، وأبي مروان بن سراج، وحصلت له عند العبادية أصحاب إشبيلية رئاسة ومكانة، فلما انقضت دولتهم خرج إلى الحج مع ابنه القاضي أبي بكر يوم الأحد مستهل ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وسن القاضي أبي بكر إذ ذاك نحو سبعة عشر عاما. وكان القاضي قد تأدب ببلده، وقرأ القراءات فلقي بمصر أبا الحسن الخلعي، وأبا الحسن بن مشرف، ومهديا الوراق، وأبا الحسن بن داود الفارسي.
ولقي بالشام أبا نصر المقدسي، وأبا سعيد الزنجاني، وأبا حامد الغزالي، وأبا سعيد الرهاوي، وأبا القاسم بن أبي الحسن المقدسي، والإمام أبا بكر الطرطوشي، وبه تفقه، وأبا محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني، وأبا الفضل ابن الفرات الدمشقي.
ودخل بغداد فسمع بها أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي المعروف بابن الطيوري، ومن أبي الحسن علي بن أيوب البزاز- بزاءين معجمتين- ومن أبي بكر بن طرخان، ومن النقيب الشريف أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وجعفر بن أحمد السراج، وأبي الحسن بن عبد القادر، وأبي زكريا التبريزي، وأبي المعالي ثابت بن بندار الحمامي بتخفيف الميم، ونصر بن البطر، في آخرين.
وحج في موسم سنة تسع وثمانين، وسمع بمكة من أبي عبد الله الحسين ابن علي الطبري، وغيره.
ثم عاد إلى بغداد ثانية، وصحب أبا بكر الشاشي، وأبا حامد الطوسي، وأبا بكر الطرطوشي، وغيرهم من العلماء والأدباء، فأخذ عنهم الفقه والأصول، وقيد الشعر، واتسع في الرواية، وأتقن مسائل الخلاف والأصول والكلام على أئمة هذا الشأن من هؤلاء وغيرهم.
ثم صدر عن بغداد إلى الأندلس، فأقام بالإسكندرية عند أبي بكر الطرطوشي، فمات أبوه بها في سنة ثلاث وتسعين.
ثم انصرف هو إلى الأندلس سنة خمس وتسعين، فقدم بلده إشبيلية بعلم كثير لم يأت به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق، وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها، والجمع لها، متقدما في المعارف كلها، متكلما في أنواعها، نافذا في جميعها حريصا على أدائها ونشرها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها، وأحد من بلغ مرتبة الاجتهاد، وأحد من انفراد بالأندلس بعلو الإسناد، صارما في أحكامه، ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة، وكثرة الاحتمال، وكرم النفس، وحسن العهد، وثبات الود.
ورحل إليه، للسماع والأخذ عنه.
وتصانيفه كثيرة حسنة مفيدة منها: «أحكام القرآن» وكتاب «المسالك في شرح موطإ مالك» وكتاب «القبس» على موطأ مالك بن أنس و «عارضة الأحوذي على كتاب الترمذي» و «القواصم والعواصم» و «المحصول» في أصول الفقه و «سراج المريدين»، وكتاب «المتوسط» وكتاب «المشكلين»، و «شرح حديث أم زرع» وكتاب «الناسخ والمنسوخ» وكتاب «القانون في تفسير الكتاب العزيز» وكتاب «معاني الأسماء الحسنى» وكتاب «الإنصاف في مسائل الخلاف» عشرين مجلدا، وكتاب «شرح حديث الإفك» وكتاب «شرح حديث جابر في الشفاعة» وكتاب «ستر العورة» وكتاب «أعيان الأعيان» وله غير ذلك من التواليف.
وقال في كتابه القبس إنه ألف كتابه المسمى «أنوار الفجر في تفسير القرآن» في عشرين سنة، ثمانين ألف ورقة، وتفرقت بأيدي الناس.
قال الشيخ برهان الدين فرحون: وأخبرني الشيخ الصالح أبو الربيع سليمان بن عبد الرحمن البرغواطي في سنة إحدى وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية؛ قال أخبرني الشيخ الصالح يوسف الحزام المغربي بثغر الإسكندرية في سنة ستين وسبعمائة، قال: رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن؛ المسمى «أنوار الفجر» كاملا في خزانة الملك العادل أمير المسلمين أبي عنان فارس بن السلطان أمير المسلمين أبي سعيد عثمان بن يوسف بن عبد الحق، وكان السلطان أبو عنان إذ ذاك بمدينة مراكش؛ وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار، وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها، فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدته ثمانين مجلدا، ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء. قال أبو الربيع: وهذا المخبر يعني يوسف، ثقة صدوق، رجل صالح، كان يأكل من كده.
قال ابن خلكان في كتاب «الوفيات» في معنى عارضة الأحوذي: العارضة، القدرة على الكلام. والأحوذي: الخفيف في الشيء لحذقه.
وقال الأصمعي: الأحوذي، المشمر في الأمور القاهر لها لا يشذ عليه منها شيء.
قال القاضي عياض: واستقضى أبو بكر ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه، وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة، يؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة، ثم صرف عن القضاء، وأقبل على نشر العلم وبثه، وكان فصيحا أديبا، شاعرا، كثير الخبر، مليح المجلس.
وممن أخذ عنه القاضي عياض، وأبو زيد السهيلي، وأحمد بن خلف الطلاعي، وعبد الرحمن بن ربيع الأشعري، والقاضي أبو الحسن الخلعي، وخلائق.
وروى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري، وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة منصرفة من مراكش، وحمل ميتا إلى مدينة فاس، ودفن بها خارج باب المحروق.
وأما معنى «عارضة الأحوذي» فالعارضة: القدرة على الكلام، يقال: فلان شديد العارضة، إذا كان ذا قدرة على الكلام. والأحوذي: المشمر في الأمور القاهر لها الذي لا يشذ عليه منها شيء، وهو بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وكسر الذال المعجمة وفي آخره ياء مشدودة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 167
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر ابن العربي المعافري الأندلسي الحافظ أحد الأعلام ولد في شعبان سنة ثمانية وستين وأربعمائة رحل مع أبيه إلى المشرق ودخل الشام فتفقه بأبي بكر الطرطوشي ولقي بها جماعة من العلماء المحدثين ودخل بغداد فسمع بها من طراد الزينبي ونصر بن البطر وجماة وأخذ الأصلين عن أبي بكر الشاشي والغزالي والأدب عن أبي زكريا التبريزي وحج ورجع إلى مصر والإسكندرية فسمع بها من جماعة وعاد إلى بلده بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق
وكان من أهل التفنن في العلوم
والاستبحار فيها والجمع لها مقدما في المعارف كلها أحد من بلغ رتبة الإجتهاد وأحد من انفرد بالأندلس بعلو الإسناد ثاقب الذهن ملازما لنشر العلم صادقا في أحكامه
صنف التفسير وأحكام القرآن وشرح الموطأ وشرح الترمذي وغير ذلك
وولي القضاء ببلده ومن جملة من روى عنه أبو زيد السهيلي وأحمد بن خلف الكلاعي وعبد الرحمن ابن ربيع الأشعري والقاضي أبو الحسن الخلعي وخلائق وروى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وخمسمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري وأحمد بن عمر الخزرجي
وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 180
القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ابن أحمد المعافري، المعروف بابن العربي من أهل إشبيلية وأبوه أبو محمد من فقهائها ورؤسائها، سمع ببلده من أبي عبد الله ابن منظور وأبي محمد ابن خزرج وبقرطبة من أبي عبد الله ابن عتاب وأبي مروان ابن سراج وحصلت له عند العبادية أصحاب إشبيلية مكانة ورياسة فلما انقرضت دولتهم خرج إلى الحج سنة خمس وثمانين وأربعمائة مع ابنه القاضي أبي بكر وسنة يومئذ نحو سبعة عشر عاما.
وقد كان أبو بكر تأدب ببلده وقرأ القراءات، فلقي أبو بكر شيوخ مصر: أبا الحسن الخلعي وأبا الحسن ابن مشرف ومهديا الوراق وأبا الحسن ابن داود الفارسي، ولقي بالشام أبا الفتح نصرا المقدسي وأبا سعيد الزنجاني، وأبا حامد الغزالي وأبا سعيد الرهاوي وأبا القاسم ابن أبي الجن المقدسي والإمام أبا بكر الطرطوشي وأبا محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وأبا الفضل ابن الفرات الدمشقي، ولقي بمكة أبا عبد الله الطبري، وأبا عبد الله الجاحظ. وسمع بالعراق من أبي الحسين الطيوري وأبي الحسن علي بن أيوب البزاز وأبي بكر ابن طرخان، وأبي طاهر ابن سوار والنقيب أبي الفوارس الزينبي وجعفر بن أحمد السراج وأبي الحسن ابن عبد القادر وأبي زكرياء التبريزي وأبي المعالي ثابت بن بندار في آخرين.
ودرس الفقه والأصول عند أبي بكر الشاشي، وأبي بكر الطرطوشي. وقيد الحديث واتسع في الرواية واتقن مسائل الخلاف والأصول والكلام على أئمة هذا الشأن من هؤلاء وغيرهم.
وانصرف إلى الأندلس، فأقام بالاسكندرية عند أبي بكر الطرطوشي فمات أبوه بالإسكندرية أول سنة ثلاث وتسعين.
ثم انصرف هو إلى الأندلس سنة خمس وتسعين فسكن بلده وشوور فيه، وسمع ودرس الفقه والأصول وجلس للوعظ والتفسير ورحل إليه للسماع، وصنف في غير فن تصانيف مليحة كثيرة حنفية مفيدة. وولى القضاء مدة ثم صرف وكان فهما نبيلا، فصيحا حافظا أديبا شاعرا كثير الخير مليح المجلس، ولكثرة حديثه وأخباره وغرائب حكاياته ورواياته ما أكثر الناس فيه الكلام وطعنوا في حديثه.
وتوفي، رحمه الله، في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وأربعين منصرفه من مراكش من الوجه التي توجه فيها مع أهل بلده إلى الحضرة، بعد دخول مدينة إشبيلية فسحبوا بمراكش نحو عام، ثم سرحوا في هذا الحين فأدركته بطريقه منيته على مقربة من فاس بمرحلة وحمل ميتا إلى مدينة فاس ودفن بباب الجبيسة. واجتاز ببلدنا فكتبت عنه فوائد من حديثه وناولني كتاب المؤتلف والمختلف للدارقطني.
وحدثني به عن أبي الحسن الطيوري، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد المحاملي عن الدارقطني إلا جزأين: الثامن والتاسع، فإن الطيوري يرويهما عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، عن الدارقطني.
وحدثني بكتاب الإكمال في المؤتلف والمختلف تأليف الأمير الحافظ أبي نصر ابن ماكولا عن أبي بكر محمد بن طرخان عنه. وقرأت عليه مسألة الأيمان اللازمة من تأليفه، وأجازني جميع روايته.
ولقيته أيضا بإشبيلية وقرطبة، ومما كتبت عنه ما حدثني به سماعا عنه بلفظه، وحدثنا أبو محمد هبة الله بن محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز ابن أحمد الكتاني الدمشقي الحافظ حدثنا أبو عصمة نوح بن نصر الفرغاني قال، سمعت أبا المظفر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مت الخزرجي وأبا بكر محمد بن عيسى البخاري يقولان: سمعنا أبا ذر عمار ابن محمد بن مخلد التميمي يقول:
لما عزل أبو العباس الوليد بن إبراهيم بن زيد الهمداني عن قضاء الرى ورد بخاري ’’سنة ثمان عشرة وثلاثمائة’’، لتجديد مودة كانت بينه وبين أبي الفضل البلعمي فنزل في جوارنا، فحملني إليه معلمة أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الختلي وقال له: أسألك أن تحدث هذا الصبي مما سمعت من مشايخك.
قالت: مالي سماع
قال: فكيف وأنت فقيه فما هذا؟
قال: لأني لما بلغت مبلغ الرجال تاقت نفسي إلى معرفة الحديث ودراية الأخبار وسماعها، فقصدت محمد إسماعيل البخاري ببخاري صاحب التاريخ والمنظور إليه في معرفة علم الحديث، وأعلمته بمرادي وسألته الإقبال على في ذلك.
فقال لي: يا بني لا تدخل في أمر إلا بعد معرفة حدوده والوقوف على مقداره.
فقلت له: عرفني، رحمك الله، حدود ما قصدتك له ومقادير ما سألتك عنه.
فقال لي: أعلم أن الرجل لا يصير محدثا كاملا في حديثه إلا بعد أن يكتب أربعا مع أربع، كأربع مثل أربع، في أربع عند أربع، بأربع على أربع، عن أربع لأربع. وكل هذه الرباعيات لا تتم له، إلا بأربع مع أربع. فإذا تمت له هان عليه أربع وابتلى بأربع، فإذا صبر على ذلك أكرمه الله بأربع وأثابه في الآخرة بأربع.
قلت له: فسر لي ما ذكرت من أحوال هذه الرباعيات، من قلب صاف بشرح كاف وبيان شاف، طلبا للأجر الوافي.
فقال: نعم، أما الأربعة التي تحتاج إلى كتبها هي أخبار الرسول عليه السلام وشرائعه، والصحابة ومقاديرهم، والتابعين وأحوالهم، وسائر العلماء وتواريخهم، مع أسماء رجالهم وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم، كالتحميد مع الخطب، والدعاء مع الرسل، والبسملة مع السور، والتكبير مع الصلوات، مثل المسندات والمرسلات والموقوفات والمقطوعات، في صغره وفي إدراكه وفي كهولته وفي شبابه، عند فراغه وعند شغله، وعند غناه، بالجبال والبحار، والبلدان والبراري، على الأحجار والأصداف، والجلود والأكتاف، إلى الوقت الذي يمكنه نقلها إلى الأوراق، عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه، وعن كتاب أبيه يتيقن أنه بخط أبيه دون غيره، لوجه الله تعالى، طالبا لمرضاته، والعمل بما وافق كتاب الله تعالى منها، ونشرها بين طالبيها ومجتبيها، والتأليف في إحياء ذكره بعده.
ثم لا تتم هذه الأشياء، إلا بأربع من كسب العبد، أعني معرفة الكتابة واللغة والضبط والنحو.
مع أربعة هي من إعطاء الله تعالى أعني: القدرة والصحة والحرص والحفظ.
فإذا تمت له هذه الأشياء هان عليه أربع: الأهل، والولد، والمال، والوطن.
وابتلى بأربع: بشماتة الأعداء، وملامة الأصدقاء، وطعن الجهلاء، وحسد العلماء.
فإذا صبر على هذه المحن، أكرمه الله في الدنيا بأربع: بعز القناعة، وبهيبة النفس، ولذة العلم، ومسرة الأبد.
وأثابه في الآخرة بأربع: بالشفاعة لمن أراد من إخوانه، وبظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، وبسقي من أراد من حوض نبيه، وبجوار النبيين في أعلى عليين في الجنة.
فقد أعلمتك يا بني، مجملا جميع ما كنت سمعته من مشايخي متفرقا في هذا الباب. فأقبل الآن على ما قصدتني له، أو دع.
قال: فهالني قوله فسكت متفكرا، وأطرقت نادما. فلما رأى ذلك مني قال: وإن لا تطق احتمال هذه المشاق كلها فعليك بالفقه الذي يمكنك تعلمه وأنت في بيتك، قار ساكن، لا تحتاج إلى بعد الأسفار،ووطء الديار، وركوب البحار، وهو مع ذا ثمرة الحديث. وليس ثواب الفقيه بدون ثواب المحدث في الآخرة ولا عزه بأقل من عز المحدث.
قال: فلما سمعت ذلك نقص عزمي في طلب وأقبلت على دراسة الفقه وتعلمه إلى أن صرت فقيها فلذلك لم يكن عندي ما أمليه على هذا الصبي، يا أبا إبراهيم.
فقال به أبو إبراهيم: إن هذا الحديث الواحد الذي لا يوجد عند غيرك خير للصبي من ألف حديث يجده عند غيرك.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 66
ابن العربي العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي
ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة
ورحل إلى المشرق وسمع من طراد الزينبي ونصر بن البطر ونصر المقدسي وأبي الحسني الخلعي
وتخرج بأبي حامد الغزالي وأبي بكر الشاشي وأبي زكريا التبريزي
وجمع وصنف وبرع في الأدب والبلاغة وبعد صيته وكان متبحراً في العلم ثاقب الذهن موطأ الأكناف كريم الشمائل
ولي قضاء إشبيلية فكان ذا شدة وسطوة ثم عزل فأقبل على التأليف ونشر العلم وبلغ رتبة الاجتهاد
صنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتاريخ مات بفاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 468
والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن العربي الأندلسي الإشبيلي الحافظ
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 161
ابن العربي
العلامة، الحافظ، القاضي، أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد، الإشبيلي.
ولد سنة ثمان وستين وأربع مئة.
ورحل مع أبيه إلى المشرق، وسمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي، وطراد بن محمد الزينبي، ونصر بن البطر ببغداد، ونصر بن إبراهيم المقدسي، وأبا الفضل بن الفرات بدمشق، وأبا الحسن الخلعي بمصر، ومكي بن عبد السلام الرميلي ببيت المقدس، وأبا عبد الله الحسين الطبري بمكة، وخاله الحسن بن عمر الهوزني، وغيره بالأندلس.
وتخرج بأبي حامد الغزالي، وأبي بكر الشاشي، وأبي زكريا التبريزي.
وجمع، وصنف، وبرع في الأدب والبلاغة.
روى عنه: عبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وأحمد بن خلف الإشبيلي القاضي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الجد الفهري، وأبو القاسم السهيلي، وخلق.
ذكره ابن الدباغ في الطبقة الثالثة عشرة من الحفاظ.
وأثنى عليه ابن بشكوال ثناء كبيراً، وذكر أنه كان مستبحراً في العلم، ثاقب الذهن، عذب العبارة، موطأ الأكناف، كريم الشمائل، غير الأموال، ولي قضاء إشبيلية فحمد، وأجاد السياسة، وكان ذا شدة وسطوة، ثم عزل، فأقبل على التصنيف ونشر العلم.
قال ابن بشكوال: وأخبرني أنه رحل إلى المشرق سنة خمس وثمانين وأربع مئة، وسمعت منه بإشبيلية، وبقرطبة كثيراً.
وذكره أبو يحيى اليسع بن حزم، وبالغ في تعظيمه، وقال: ولي القضاء فمحن، وجرى في أغراض الإمارة فلحن، وأصبح تتحرك بآثاره الألسنة، ويأتي بما أجراه القدر عليه النوم والسنة، وما أراد إلا خيراً، نصب الشيطان عليه شباكه، وسكن الإدبار حراكه، فأبداه للناس صورة تذم، وسورة تتلى، لكونه تعلق بأذيال الملك، ولم يجر
مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحزبهم، بل داهن، ثم انتقل إلى قرطبة معظماً مكرماً حتى حول إلى العدوة، فقضى نحبه.
وقال ابن النجار: حدث ببغداد بشيءٍ يسير، وصنف في الحديث والفقه، والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ، واتسع حاله، وكثر إفضاله، ومدحته الشعراء، وعلى إشبيلية سور أنشأه من ماله.
قال ابن بشكوال: توفي ابن العربي بالعدوة بفاس في ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين وخمس مئة.
وفيها: مات المعمر أبو تمام أحمد بن أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد بالله العباسي التاجر المعروف بابن الخص بنيسابور.
والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي. والمحدث الرحال أبو علي الحسن بن مسعودبن الوزير الدمشقي كهلاً بمرو. والمسند أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان الدمشقي. وقاضي القضاة الأكمل أبو القاسم علي بن نور الهدى أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي الهاشمي. وأبو غالب محمد بن علي بن الداية صاحب ابن المسلمة. ومفيد بغداد أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الظفري الخفاف، وله ثلاث وخمسون سنة. والمسند أبو الدر ياقوت الرومي السفار، الراوي عن الصريفيني. والزاهد أبو الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي المالكي المدفون بمقبرة باب الصغير.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 4- ص: 1
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر بن العربي المعافري الأندلسي الحافظ.
أحد الأعلام.
ولد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ورحل مع أبيه إلى المشرق، ودخل الشام، فتفقه بأبي بكر الطرطوشي، ولقي بها جماعة من العلماء والمحدثين.
ودخل بغداد فسمع بها من طراد الزينبي، ونصر بن البطر وجماعة.
وأخذ الأصلين عن أبي بكر الشاشي، والغزالي، والأدب عن أبي زكريا التبريزي.
وحج ورجع إلى مصر والإسكندرية، فسمع بهما من جماعة، وعاد إلى بلده بعلم كثير لم يدخله أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق، وكان من أهل التفنن في العلوم، والاستبحار فيها، والجمع لها، مقدماً في المعارف كلها، أحد من بلغ رتبة الاجتهاد، وأحد من انفرد بالأندلس بعلو الإسناد، ثاقب الذهن، ملازما لنشر العلم، صارماً في أحكامه هيوباً على الظلمة.
صنف التفسير وأحكام القرآن وشرح الموطأ وشرح الترمذي وغير ذلك وولي القضاء ببلده.
مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
ومن جملة من روى عنه أبو زيد السهيلي، وأحمد بن خلف الكلاعي وعبد الرحمن بن ربيع الأشعري، والقاضي أبو الحسن الخلعي وخلائق.
وروى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وستمائة أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري، وأحمد بن عمر الحزرجي التاجر.
طبقات المفسرين
مكتبة وهبة - القاهرة-ط 1( 1976) , ج: 1- ص: 105