المنصور أبو عامر محمد بن عبد الله بن عامر بن محمد ابي عامر ابن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري القحطاني، ابو عامر، المعروف بالمنصور ابن ابي عامر: امير الاندلس، في دولة الؤيد الاموي. واحد الشجعان الدهاة. اصله من الجزيرة الخضراء. قدم قرطبة شابا، طالبا للعلم فبرع، واستخلف على قضاء كورة (ريه) ثم عهد اليه بوكالة السيدة صبح (ام هشام المؤيد) فولى النظر في اموالها وضياعها، وعظمت مكانته عندها. وولي الشرطة والسكة والمواريث، واضيف اليه القضاء باشبيلية. ولما مات المستنصر الاموي كان (المؤيد) صغيرا، وخيف الاضطراب، فضمن ابن ابي عامر لام المؤيد سكون البلاد واستقرار الملك لابنها. وقام بشؤو الدولة، وغزا، وفتح. ودامت له الامرة 26 غزاة، لم ينهزم له فيها جيش. وكانت الدعوة على المنابر في ايامه للمؤيد (وهو محتجب عن الناس) والملك لابن ابي عامر، لم يضطراب عليه شيء منه ايام حياته، لحسن سياسته وعظم هينته. قال الذهبي: وكان المؤيد معه صورة بلا معنى. وقال المستشرق رينو (Reinaud) : (جال غزاة المسلمين تحت رايات المنصور في قشتالة وليون ونابارة وآراغون وكتلونية إلى ان وصلوا إلى غاشقونية Gascogne وجنوبي فرنسة، وجاست خلية في اماكن م يكن خفق فيها علم اسلامي من قبل، وسقطت في ايدي المسلمين مدينة شانتياقب Santiago من جليقية Galice وهي اقدس معهد مسيحي في اسبانية). ومات في احدى غزواته بمدينة سالم، ولايزال قبره معروفا فيها. والاسبانيول يلفظونها مدينة سالي او ثالي بالثاء. ونقل الصفدي انه (بني مدينة الزاهرة بشرقي قرطبة على انهر الاعظم، محاكيا للزهراء، وبني قنطرة على النهر محاكيا الجسر الاكبر بقرطبة، وزاد في الجامع مثليه). له شعر جيد. وامه تميمية ولبعض العلماء تصانيف في سيرته، منها (كتاب) لابن حيان. ولمعاصرنا عبد السلام أحمد الرفاعي كتاب (الحاجب المنصور -ط).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 226