ابن سكرة محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي، ابو الحسن، المعروف بابن سكرة، من ولد علي بن المهدي العباسي: شاعر كبير، من أهل بغداد. له (ديوان شعر) في اربعة مجلدات يربى على خمسين الف بيت. وهو صاحب البيتين:
#جاء الشتاء وعندي من حوائجه

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 225

ابن سكرة الهاشمي محمد بن عبد الله بن محمد أبو الحسن الهاشمي ابن سكرة الأديب، بغداذي من ذرية المنصور، كان متسع الباع في أنواع الأدب فايق الشعر لا سيما في المجون والسخف، كان يقال ببغداذ: إن زمانا جاد بمثل ابن حجاج وابن سكرة لسخي جدا، وقد شبها بالفرزدق وجرير، وقيل إن ديوانه يربى على خمسين ألف بيت شعر، كتب إلى ابن العصب الأشناني البغداذي:

فكتب الجواب إليه:
وقال ابن سكرة:
وقال:
وينسب إليه وهو لطيف جدا:
وله البيتان المشهوران اللذان بنى الحريري عليهما المقامات الكرجية وهما:
وقد اشتهر كثيرا ونظم الناس على هذا الأسلوب كثيرا، لما قرأت المقامات الحريرية على الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي الثناء محمود الكاتب الحلبي رحمه الله ووصلت إلى بيتي ابن سكرة أنشدني لبعضهم مواليا:
ثم إنه التفت إلى الحاضرين وقال: هل فيكم من يحفظ من نوع بيتي ابن سكرة شيئا؟ فأنشد بعد الحاضرين قول ابن التعاويذي:
وسكت الجماعة فأنشدته لابن قزل:
وأنشدته له أيضا:
وأنشدته أيضا قول الآخر:
فأعجبه ذلك وعلقه ثم إنه قال: إلا أن من خاصة هذا النوع أنه لا بد أن يكون بعض السبعة موصوفا ليقوم الوزن بذلك، فاستقريت ما أحفظه فكان كذلك والعلة في هذا أنها سبعة ألفاظ ويريد الناظم أن يأتي بها في بيت واحد فيضطره الوزن إلى زيادة لفظة ليكون كل أربعة في نصف، وبقي هذا الكلام في ذهني ولم أكن إذ ذاك مشتغلا بغير التحصيل والقراءة والمطالعة إلى أن اشتغلت ببعض العمل فأردت امتحان الخاطر المخاطر بنظم شيء في هذه المادة بحيث أن يكون سبعة ألفاظ بغير زيادة وصف فاتفق لي أن قلت:
وقلت أيضا:
وقلت أيضا في الجمع بين ثمانية:
وقلت أيضا:
وللناس في هذا النوع كثير ولكن خفت تطويل هذه الترجمة بايراد ما يحضرني في ذلك فأخرت كل شيء أعرفه ليرد في ترجمة قايله، توفي ابن سكرة سنة خمس وثمانين وثلث ماية.
الحاجب الملك المنصور الأندلسي محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن الوليد القحطاني المعافري الأندلسي الحاجب الملك المنصور أبو منصور، كان مدبر دولة المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي، عمد أول تغلبه إلى خزاين كتب المستنصر فأبرز ما فيها من صنوف التواليف بمحضر خواصه العلماء وأمرا بإفراد ما فيها من كتب الأوايل حاشى كتب الطب والحساب وأمر بإحراقها وأحرقت وطم بعضها وكانت كثيرة جدا فعل ذلك تحببا إلى العوام وتقبيحا لرأي المستنصر، غزا ما لم يغزه أحد من الملوك وفتح كثيرا وكان المؤيد معه صورة ودانت له الأندلس، وكان إذا حضر من غزوه نفض غباره وجمعه وأمر عند موته أن يذر ما جمع على كفنه، وتوفي مبطونا بمدينة سالم سنة ثلث وتسعين وثلث ماية، وللشعراء فيه أمداح كثيرة، وكان ربما صلى العيد فحدثت له نية في الغزو فلم يرجع إلى القصر وسار لوجهته على الفور. وأصابه النقرس فكان يغزو في محفة وكان مجدودا في الحروب، غزا إحدى وخمسين غزوة، قال صاحب الريعان والريحان: والروم تعظم قبره إلى اليوم، وكانت مدته ستا وعشرين سنة وولى بعده ابنه عبد الملك بن محمد، والحاجب محمد بن عبد الله بن أبي عامر المذكور هو الذي فرق شمل القبايل بالأندلس ودون الدواوين للمرتزقة من الجنود وألزم الناس المعاون دون الحركات على قدر غلاتهم فصار العرب وأصناف الناس رعية وإنما كان الناس من قبل هذا يجاهدون في قبايلهم وعلى أموالهم وحرك الأنفة بين المضرية واليمانية واستظهر بالبربر والموالي وكان مبلغ المرتزقين في ديوانه اثنى عشر ألف فارس وأربع ماية، ثلث من العرب وثلث من البربر وثلث من الموالي لكي لا يتألف على خلافه صنف فيستظهر بالصنفين على مخالفيه وكان حزر المطوعين معه من أهل الأندلس اثنين وعشرين ألف فارس، وملك من العدوة إلى سجلماسة وبني مدينة الزاهرة بشرقي قرطبة على النهر الأعظم محاكيا للزهراء وبنى قنطرة رشنشاقة على النهر الأعظم محاكيا للجسر الأكبر بقرطبة وزاد في الجامع مثليه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0

ابن سكرة شاعر وقته ببغداد، أبو الحسن، محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي، من ذرية المنصور.
شاعر مديد الباع في فنون الإبداع، صاحب مجون وسخف، وإن زمانا جاد به وبابن الحجاج لكريم. يشبهان بجرير والفرزدق.
ولابن سكرة ديوان في أربع مجلدات.
وله البيتان:

مات سنة خمس وثمانين وثلاث مائة في ربيع الآخر.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 459