ابن مسرة محمد بن عبد الله بن مسرة، ابو عبد الله: متصوف متفلسف اندلسي، من دعاة الاسمعيلية. من أهل قرطبة. قال الحميدي: (له طريقة في البلاغة وتدقيق في غوامض اشارات الصوفية، وتآليف في المعاني، ونسبت اليه بذلك مقالات نعوذ باله منها !) وقال اب الفرضي: (اتهم بالزندقة فخرج فارا، وتردد بالمشرق مدة، ثم انصرف إلى الاندلس. وكان يحرف التأويل في كثير من القرآن، وقد رد عليه جاعة من أهل المشرق). وفي تاريخ قضاة الاندلس ان القاضي ابن زرب وضع كتابا في الرد على ابن سرة، واستتاب بعض اتباعه، و (احرق ما وجد عندهم من كتبه واوضاعه).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 223
محمد بن عبد الله بن مسرة بن نجيح من أهل قرطبة؛ يكنى أبا عبد الله.
سمع: من أبيه، ومن محمد بن وضاح، والخشني. وخرج إلى المشرق في آخر أيام الأمير عبد الله رحمه الله.
قال لي الخطاب بن مسلمة: إتهم بالزندقة فخرج فارا، وتردد بالمشرق مدة، فاشتغل بملاقاة أهل الجدل، وأصحاب الكلام، والمعتزلة، ثم آنصرف إلى الأندلس فأظهر نسكا وورعا، واغتر الناس بظاهره، فاختلفوا إليه وسمعوا منه، ثم ظهر الناس على سوء معتقده. وفتح مذهبه فانقبض من كان له إدراك وعلم، وتمادى في صحبته آخرون غلب عليهم الجهل فدانوا بنحلته.
وكان: يقول بالاستطاعة، وانفاذ الوعيد، ويحرف التأويل في كثير من القرآن.
وكان: مع ذلك يدعى التكلم على تصحيح الأعمال، ومحاسبة النفوس على حقيقة الصدق في نحو من الكلام ذي النون الأخميمي، وأبي يعقوب النهر جوري.
وكان: له لسان يصل به إلى تأليف الكلام، وتمويه الألفاظ، وإخفاء المعاني.
وقد رد عليه جماعة من أهل المشرق منهم: أحمد بن محمد بن زياد الاعرابي، وأحمد بن محمد بن سالم التستري. ولأحمد بن خالد في الرد عليه صحيفة أخبرنا بها عنه أبو محمد الباجي.
وقال ابن حارث: الناس في ابن مسرة فرقتان: فرقة تبلغ به مبلغ الإمامة في العلم والزهد، وفرقة تطعن عليه بالبدع لما ظهر من كلامه في الوعد والوعيد، وبخروجه عن العلوم المعلومة بأرض الأندلس الجارية على مذهب التقليد والتسليم.
وقال لي الباجي: توفي محمد بن مسرة سنة تسع عشرة وثلاث مائة.
وقال لي محمد بن عمر: توفي في صدر شوال سنة تسع عشرة وثلاث مائة. وجدت بخط أحمد بن سعد: ولد محمد بن عبد الله بن مسرة ليلة الثلاثاء في الثلث الأول من الليل لسبع مضين من شوال سنة تسع وستين ومائتين. ووجدت ذلك بخط أبيه.
وقال بعضهم: توفي يوم الأربعاء بعد صلاة العصر، ودفن يوم الخميس بعد صلاة العصر لخمس خلون من شوال سنة تسع عشرة وثلاث مائة. وهو ابن خمسين سنة وثلاثة أشهر.
مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 2- ص: 41