النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ابن علي بن ابي طالب، ابوعبد الله، الملقب بالارقط وبالمهدي وبالنفس الزكية: احد الامراء الاشراف من الطالبين. ولد ونشأ بالمدينة. وكان يقال له صريح قريش، لان امه وجداته لم يكن فهن ام ولد. وسماه أهل بيته بالمهدي. وكان غزير العلم، فيه شجاعة وحزم وسخاء. ولما بدأ الانحلال في دولة بني امية بالشام، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سرا، وفيهم بعض بني العباس، وقيل: كان من دعاته ابو العباس (السفاح) وابو جعفر (المنصور) ثم ذهب ملك الامويين، وقامت دولة العباسيين؛ فتخلف هو واخوه ابراهيم عن الوفود على السفاح، ثم على المنصور. ولم يخف على المنصور ما في نفسه، فطلبه واخاه، فتواريا بالمدينة، فقبض على أبيهما واثني عشر من اقاربهما، وعذبهم، فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين. وقيل: طرحهم في بيت وطين عليهم حتى ماتوا. وعلم محمد (النفس الزكية) بموت ابيه، فخرج من مخبأه ثائرا، في مئتين وخمسين رجلا، فقبض على امير المدينة، وبايعه اهلها بالخلافة. وارسل اخاه ابراهيم إلى البصرة فغلب عليها وعلى الاهواز وفارس. وبعث الحسن بن معاوية إلى مكة فملكها. وبعث عاملا إلى اليمن. وكتب اليه (المنصور) يحذره عاقبة عمله، ويمنيه بالامان وواسع العطاء، فاجابه: (لك عهد الله ان دخلت في بيعتي ان اؤمنك على نفسك وولدك) وتابعت بينهما الرسل، فانتدب المنصور لقتاله ولي عهده عيسى بن موسى العباسي، فسار اليه عيسى باربعة الاف فارس، فقاتله محمد بثلاثمئة على ابواب المدينة. وثبت لهم ثباتا عجيبا، فقتل منهم بيده في احدى الوقائع سبعين فارسا. ثم تفرق عنه اكثر انصاره، فقتله عيسى في المدينة، وبعث برأسه إلى المنصور. وكان شديد السمرة، ضخما، يشهونه في قتاله بالحمزة. وهو ابو (الاشتر العلوي) عبد الله، السابقة ترجمته.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 220