الخجندي محمد بن عبد اللطيف بن محمد المهلبي الازدي الاصفهاني، أبو بكر صدر الدين الخجندي الشافعي: صدر العراق في زمانه علما ومهابة. كان السلاطين يصدرون عن رأيه. ورد بغداد وتولى تدريس النظامية ووعظ بها وبجامع القصر. وكان أشبه بالوزراء منه بالعلماء، يمشي أو يجلس للدرس والسيوف حوله مشهورة. خرج من بغداد إلى اصبهان فنزل بقرية بين همذان والكرخ فنام وهو في عافية وأصبح ميتا، فحمل إلى اصبهان ودفن بسيلان. من تصنيفه (التلويح - خ) في النجف، اختصر به قانون ابن سينا وزاد فيه فوائد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 217
ابن عبد اللطيف صدر الدين الخجندي محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت بن الحسن بن علي المهلبي الخجندي صدر الدين أبو بكر الأصبهاني، كان رئيس أصبهان والمقدم عند السلاطين، قدم بغداذ وولي تدريس النظامية وجلس بها للوعظ تارة وبجامع القصر أخرى، يحضر مجلسه الأعيان وحدث ببغداذ ويروي الأحاديث على منبره مسندة، ومن شعره:
أنفق جسورا واسترق الورى | ولا تخف خشية إملاق |
الناس أكفاء إذا قوبلوا | إن فاق شخص فبإنفاق |
تقي الدين يا أقضى البرايا | ويا رب النهى والألمعيه |
ويا من راح أثنيتي عليه | تضوع كمثل فطرته الذكيه |
أهز إلي منك بجذع علم | فوايده تساقط لي جنيه |
لأنك لا تسامى في علوم | نزلت بها منازلك العليه |
ونظمك نظم مصري طباعا | حلاوته لذلك قاهريه |
ودأبك فتح باب النصر حقا | وغيرك شغله بالباطليه |
أفدنا إننا فقراء فهم | لما تملي فضايلك الغنيه |
تقرر أن فعالا فعولا | مبالغتان في اسم الفاعليه |
فكيف تقول فيما صح منه | وما الله بظلام البريه |
أيعطى القول إن فكرت فيه | سوى نفي المبالغة القويه |
وكيف إذا توضأنا بماء | طهور وهو رأي الشافعيه |
أزلنا الوصف عنه بفرد فعل | وذاك خلاف رأي المالكيه |
فأوضح ما ادلهم علي حتى | تغادرني على بيضا نقيه |
فإن يدجو ظلام الشك مني | فذهنك ذو قناديل مضيه |
ودم للمشكلات تميط عنها | أذى فهم لأذهان صديه |
جلوت علي ألفاظا جليه | وسقت إلي أبكارا سنيه |
ونظمت الكواكب في عقود | فأزرت بالعقود الجوهريه |
وأبدعت المسير من نظام | فما لمسير عندي مزيه |
لآل مثل بدر التم نورا | ولكن في النهار لنا مضيه |
حلاوتها تخالط كل قلب | ومن حشو وحوشي نقيه |
أتت من حافظ الآداب طرا | وقلبي مغرم بالحافظيه |
وتعزى للخليل فما فؤادي | يميل هوى لغير السكريه |
فهمت بما فهمت من المعاني | ولم أظفر بنكتتها الخفيه |
لأن العجز مني غير خاف | وما لي في العلوم يد قويه |
تأفف صاغة الآداب مني | وما لي للإجابة صالحيه |
ومن جاء الحروب بلا سلاح | كمن عقد الصلاة بغير نيه |
فخذ ما قد ظفرت به جوابا | فما أنا قدر فطرتك الذكيه |
فظلام كبزاز وأيضا | فقد تأتي بمعنى الظالميه |
وقد ينفى القليل لعلة في | فوايده بنفي الأكثريه |
وقد ينحا به التكثير قصدا | لكثرة من يضام من البريه |
وأما قوله ماء طهور | ونصرته لقول المالكيه |
فجاء على مبالغة فعول | وشاع مجيئه للفاعليه |
وقد ينوى به التكثير قصدا | لكثرة من يروم الطاهريه |
وأيضا فهو يغسل كل جزء | ولاء وهو رأي الشافعيه |
فخذها من محب ذي دعاء | أتى منه الروي بلا رويه |
له فيكم موالاة حلت إذ | أصول الود منه قاهريه |
فإن مرت إذا مرت فعفوا | فإن الستر شيمتك العليه |
فمرسل شعره ما فيه طعم | تجاب به القوافي السكريه |
ماذا أقول وليس عندي خصلة | تختار إلا دنست بمعايب |
أمسى لي التفريط أمرا لازما | وغدا لي التقصير ضربة لازب |
والستر أولى بي ولكن أمركم | حتم وندبكم معزر عاتبي |
فاعذر كلاما باديا من نادب | يعزى لقلب واجب من واجب |
وما أنا والسير في متلف | يبرح بالذكر الضابط |
رأت العدا عباس جدك طاهرا | فأتوا إلى عليا نداك بشافع |
أهنيك بالعيد الذي جل عندما | خلعت عليه من علاك حلالا |
وحاولت تعجيل البشارة والهنا | فأرسلت من قبل الهلال هلالا |
والله لم أذهب لبحر سلوة | لكم ولا تفريج قلب موجع |
لكنه لما تأخر مدة | أحببت تعجيل الوفاء بأدمعي |
منذ بعدتم فسري بعيد | وبعدكم لم أتمتع بعيد |
وكيف يهوي العيد أو نزهة | شهيد وجدان ودمع يزيد |
فالبحر من تيار دمع له | يبكي به والعيد عيد الشهيد |
وصال ولكن واصل القلب وجده | وجمع ولكن وافق الجفن سهده |
ودمع إذا غاض الدماء تمده | وحب إذا حال الغرام يجده |
وقلب إذا هب النسيم يمليه اشـ | ـتياقا إلى أوطان من لا يوده |
غزال غزتني بالسهام لحاظه | وبالسيف جفناه وبالرمح قده |
يحاكي منامي في التناقص عطفه | ويشبه سقمي في التزايد صده |
أثار بقلبي النار سحر بطرفه | وخد بخدي موطن الدمع خده |
يقوى مدى الأيام ميثاق هجره | وينقض في كل الأحايين عهده |
تبدى وقد أرخى ذوايبه على | قباء له في الخصر أحكم شده |
فشدت عهود الوجد مذ حل شعره | وحلت عقود الصبر مذ شد بنده |
لئن شبهوا بالشمس والبدر وجهه | فنور حبيبي لا كسوف يرده |
وإن شبهوا بالنرجس الغض طرفه | فهذا قياس ليس يخفى مرده |
وإن شبهوا بالورد حمرة خده | فخد حبيبي ليس يذبل ورده |
وإن شبهوا بالخمرة الصرف ريقه | فما عقلوا من أين للخمر برده |
يلومونني إذ همت فيه صبابة | وما حيلة الصب الذي غاب رشده |
وداع دنا للصب منه عذاب | وبين عسى يدني نواه إياب |
وقلب على جمر الغضا متقلب | وطرف يروي الخد منه سحاب |
ووجد أناخت بالبواد ركايب | له حين زمت للحبيب ركاب |
رعى الله سادات تدانى رحيلهم | ولاحت لهم يوم الفراق قباب |
ففودي ودمعي ذاك عاد شبابه | مشيبا وهذا بالدماء يشاب |
وكان انقلاب الليل صبحا موافقا | منى كن لي أن البياض خضاب |
وليلي ونومي ذاك طال لبعدهم | وذا طار إذ بالبين طار غراب |
وجسمي وعقلي ذاك يفنى صبابة | عليهم وهذا بالخبال يصاب |
وفكري وصبري ذاك ترداد وصله | وهذا له عني نوى وذهاب |
لئن رحلوا بالجسم عنا وقوضوا | فإن لهم منا القلوب صحاب |
وإن جانبونا واستقلوا فعندنا | نداهم لنا منه جنى وجناب |
وإن نقلوا عن مصر للشام دارهم | فإن انتقال البدر ليس يعاب |
وإن أوحشت مصر فأنس جميلهم | لها من تدانيه قرى وقراب |
لقد ضم كل الفضل في ضمن فضله | كما ضمت العلياء منه ثياب |
وأعجزت الألباب غاية وصفه | فقصر عنها كاتب وكتاب |
ندون أدناها فأما محبة | فنصبو وإما ضده فيصاب |
فدمت على مر الزمان ممتعا | عداك ومن يشناك منك عصاب |
وعاد ظلام البيت بالعود زايلا | وعاد مشيب الوصل وهو شباب |
ولا زال عني من ثنايك طيب | ولا صفرت لي من نداك وطاب |
عبدك لا شعر له طايل | ولا يساوي نثره سمسمه |
وأعجمي النطق من أجل ذا | أرسل يا مولاي بالترجمه |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0
الخجندي العلامة الأكمل، صدر الدين، أبو بكر محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي، ثم الأصبهاني الشافعي.
سمع أبا علي الحداد وغيره.
قال السمعاني: كان صدر العراق على الإطلاق، إماما فحلا، مناظرا، مليح الوعظ، جوادا مهيبا، كان السلطان محمود يصدر عن رأيه، وكان بالوزراء أشبه منه بالعلماء، وكان يروي الحديث على المنبر من حفظه.
وقال ابن الجوزي: قدم وولي التدريس النظامية، حضرت مناظرته. وهو يتكلم بكلمات معدودة كأنها الدر، ووعظ بجامع القصر، وما كان يندار في الوعظ، وكان مهيبا، وحوله السيوف.
قال السمعاني: ذهب إلى أصبهان، فنزل قرية بقرب همذان، فنام في عافية، وأصبح ميتا في شوال سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة.
قال ابن الأثير: جرت لموته فتنة قتل فيها خلق أصبهان.
ابن المتوكل، ابن القلانسي:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 149
محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت بن الحسن بن علي أبو بكر المهلبي من أولاد المهلب بن أبي صفرة على ما ذكر بعضهم
صدر الدين الخجندي أبو بكر
من أهل أصبهان
كان رئيسها والمقدم عند السلاطين
قدم بغداد وولي تدريس النظامية
وكان يعظ بها وبجامع القصر
وسمع بأصبهان أبا علي الحداد وغانم بن أحمد وأبا القاسم إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج وطبقتهم
قال ابن السمعاني كان إماما فاضلا مناظرا فحلا واعظا مليح الوعظ سخي النفس جوادا
قال وكان بالوزراء أشبه من العلماء ثم قال وكان يروي الحديث على رأس المنبر من حفظه
قلت ومن شعره
أنفق جسورا واسترق الورى | ولا تخف خشية إملاق |
الناس أكفاء إذا قوبلوا | إن فاق شخص فبإنفاق |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 6- ص: 133
محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت أبو بكر الخُجندى صدر الدين.
إمام بارع سبق في الطبقة التاسعة عشرة مع والده في طبقة أصحاب الوجوه.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1