ابن النشائي محمد بن عبد القاهر بن ابي بكر النشائي، ناصر الدين: اديب، له شعر. من كتاب الانشاء السلطاني. كان احد موقعي (الدست) في دولة الملك الناصر. بينه وبين صلاح الصفدي مساجلات شعرية، في الالغاز وغيرها، اورد الصفدي بعضها في الوافي وقال: وربما اثبتها في كتابي (الحان السواجع).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 214
ابن عبد القاهر ناصر الدين ابن النشابي محمد بن عبد القاهر بن أبي بكر ابن عبد الله القاضي ناصر الدين ابن القاضي تقي الدين المعروف بالنشابي، هو أحد كتاب الإنشاء السلطاني يكتب جيدا وينظم وينثر وهو أحد أعيان كتاب الإنشاء المتقدمين عند صاحب الديوان ساكن محتشم مهذب الأخلاق مفرط الحياء حسن التودد والصحبة، سألته عن مولده فقال: في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة ثمان عشرة وسبع ماية، قرأ العربية والعروض والمعاني والبيان، رتب كاتبا بين يدي الوزير نجم الدين محمود بن شروين هو وناصر الدين ابن البرلسي مدة وزارته الأولى والثانية، وجهز صحبة الأمير بدر الدين جنكلى بن البابا لما توجه لحصار الكرك فأعجبه تأتيه وشكره وأثنى عليه وهو ممن يكتب المهمات في الديوان من أجوبة البريد والإنشاء وعلى الجملة فأعجبتني حركاته وسكناته وما يأتيه وما يذره، ثم إنه في دولة الملك الناصر حسن رتب في جملة موقعي الدست الشريف واختص بخدمة الأمير سيف الدين شيخو إلى أن أمسك، وأول ما رآني في الديوان بالقاهرة كتب إلي وأنا بين الجماعة قد حضرت مطلوبا من الشام إلى مصر في الأيام الصالحية ورتبت من جملة كتاب الإنشاء:
بشراك يا مصر بمولى زكى | فقد تشرفت به من نزيل |
وصرت قدسا بخليل أتى | فحبذا القدس إذا والخليل |
مولاي قد شرفت قدري بما | نظمته من حسن لفظ جميل |
ونقطة الخاء غدت تحتها | فها أنا بعد خليل جليل |
يا كاتبا بفضله | كل أديب يشهد |
ما اسم عليل قلبه | وفضله لا يجحد |
ليس بذي جسم يرى | وفيه عين ويد |
يا عالما لنحوه | حسن المعاني يسند |
ومن له فضايل | بين الورى لا تجحد |
أهديت لغزا لفظه | كالدر إذ ينضد |
عجل بشرى موسم | وكان عيدا يوجد |
فابق إلى أمثاله | عليك ألفا يرد |
ما اسم رباعي غدا | من حبه الصب دنف |
تحذف منه أولا | فما ترى غير ألف |
اسم الذي ألغزته | عن حبه لا أنصرف |
سالف صبري خانني | في سالف الخد الترف |
هل اللثام فريد الحسن قد حسره | عن وجهه ولعقلي في الهوى سحره |
أم الخمار أماطته محجبة | أم النسيم سرى مستصحبا سحره |
أم السماء أتاجتنا زواهرها | أم محدق الروض قد أهدى لنا زهره |
أم الحميا تبدت في الكؤوس لنا | تجلى فتغدو بها الألباب مستتره |
أم المليحة زارتنا على مهل | لا تختشي غيرة الواشي ولا غيره |
أم الحمايم في سجع ترجعه | أبدت فنونا بأفنان لها نضره |
أم الأغاني إذا أطربن منشدة | بعودها وتري قد حركت وتره |
أم طيب العيش باللذات متعنا | صفوا وآلى بأن لا نلتقي كدره |
أم الأحاديث ناجانا بها كلف | عن الأحبة فارتحنا بما ذكره |
أم شنف السمع ألفاظ لمية أم | سمير ذاك الحمى أبدا لنا سمره |
أم الجواهر أم شعر جوى دررا | لو نالها البحر أمسى قاذقا درره |
تالله لا شيء مما فهت قايله | إلا ونظم كمال الدين قد فخره |
من كان ذا مبتداه في الشبيبة لا | شك بأن تحمد العقبى لنا خبره |
أصل كريم وفرع زان دوحته | قد جاء ينقل عن جد العلى أثره |
ومن يكن نجل قوم في الورى شرفوا | لا غرو يحوي لدى تحجيله غرره |
يا ابن الذين لهم في المجد منقبة | آلت معارفها أن لا ترى نكره |
سادو وشادو بآراء مسددة | مباني الملك حتى جملوا سيره |
ما النظم إلا ختام فض عندهم | لما أتتهم معاني القول مبتكره |
وإن دعوا غرر الألفاظ نحوهم | جاءت إليهم سراعا وهي مبتدره |
جمالهم جمل الدست الشريف كما | أضحى من الكاتبين الخير والبرره |
تمت فضايله عمت فواضله | قامت دلايله بالدين مشتهره |
قدر علي تدانى من تواضعه | كالبدر يدنو على بعد لمن نظره |
فليهنك اليوم هذا الخيم إن له | خيرا ووصفا ذكا طبا لمن ذكره |
وليهننا منك مولى زان منشأه | إنشاء نظم به الألفاظ مفتخره |
قصيدة قصدت قلبي لتملكه | وكم شبيهي هوى الحسناء قد أسره |
راقت بأحرفها طرفي وأعينها | أظن منها عيون الغيد منكسره |
تضمنت وصف من أعلامه خفقت | في الخافقين ببث العلم منتشره |
نعم الخليل تشرفنا بصحبته | أقام في الفضل بيتا بالعلى عمره |
قد راق نظما فنظم العقد في خجل | وفاق نثر نجوم الأفق ما نثره |
وكم له من تصانيف سرت وله | محاضرات أفادت كل من حضره |
لكن لحصري ثناه لست مقتدرا | والنفس منه على الإكثار مقتدره |
فازدد فديتك من علم تحصله | فليس يخلو اشتغال المرء من ثمره |
واجهد لترضي في الأفعال خير أب | رضاه يكسوك من نيل المنى حبره |
من طاعة العبد للمولى إذا أمره | أن لا يكون له عند الجواب شره |
فما أقول بعثث الروض في ورق | إذ كل حرف متى حققته زهره |
بل أنت بحر بموج الجود مضطرب | طمى فأهدى إلى وراده درره |
يا مالكا لقياد العلم والأدب | ومن أتى في فنون النظم بالعجب |
ومن بدا في تصانيف العلوم بما | يزري على الروض بل يربى على الذهب |
سألت مني حبرا منك عن بلدي | ومولدي وعن اسمي ثم عن نسبي |
وما اسم بيتي الذي أعزى إليه وما | شيء أعانيه من حال ومن سبب |
أسمى محمد أن تسأل وشهرتنا | بالشهرزوري وعبد القاهر اسم أبي |
والجد قل عابد الرحمن لا ألف | من قبل باء وسكن بابه تصب |
وبعده مثل وصفي فيكم حسن | وبعد ذلك عبد القاهر احتسب |
وبعده حسن أيضا ويتبعه | منهم علي لك العليا من الرتب |
وبعده قاسم ثم المظفر يا | من لم يزل ظافرا في المجد بالأرب |
وبعد ذاك علي يا علي ففز | برتبة قد سمت عزا على الشهب |
وقاسم ثم عبد الله آخر ما | علمته وإلى شيبان منتسبي |
والكل قاضي قضاة غير ثالثنا | فإنه إذ دعي للحكم لم يجب |
ومذهبي شافعي يا مالكي وكذا | من مر من سلفي الماضي وآل أبي |
وبيتنا فيه من قد جاوزوا عددا | سبعين كانوا قضاة الناس في الحقب |
وكم لنا غيرهم من كل مشتهر | بالدين والعلم والإحسان والأدب |
ودارنا الموصل المحروس جانبها | كنا أولى عزها قدما أبا عن أب |
وقد ولدت بها يوم العروبة في | إهلال ذي القعدة المشهور في العرب |
في عام ثامن تسعين وست مئ | لهجرة المصطفى الهادي النبي العربي |
وأن ترد نسبي للأم والدها | من آل بيت كسيرات ذوي الحسب |
وكلهم من بني شيبان فاجتمعت | لي الخؤولة والأعمام في النسب |
وقد رحلت إلى بغداذ مجتهدا | في خدمة العلماء السادة النجب |
وعدت منها إلى أرضي فكنت بها | خطيبها دايما عشرا من الحقب |
وبعد ذاك أتيت الشام لا برحت | محروسة من عوادي الدهر والنوب |
وجئت للناصر السامي برتبته | على جميع ملوك العجم والعرب |
عام الثلثين قد زادت ثمانية | ميمما ملكا أندى من السحب |
فعمنا منه بالإحسان معتنيا | بما تقدم من نصح ومن قرب |
وساق أهلي وأطفالي وتم به | لي كل ما كنت أرجوه من الأرب |
وأنفذ الأمر أن تجري كفايتنا | من بره نتقاضاها بلا تعب |
ولم تزل تلك حتى الآن ليس لنا | شيء سواها من الأتعاب والنصب |
ومذ سكنت دمشق واستقر بها | حالي جعلت حديث المصطفى طلبي |
أرويه عن كل من تعلو روايته | من الرواة الثقات السادة النجب |
وأخدم العلم لا ألوي على أحد | ولست أجعل غير العلم مكتسبي |
ولا ألم بغير الخيرين ذوي الـ | ـحديث أهل التقى والفضل والأدب |
أعلاهم الحافظ المزي وقدوتنا | شيخ الحديث الإمام الحافظ الذهبي |
فالله ينفعنا طرا بهم وبمن | لقيت من منتم للعلم منتسب |
وقد شرحت ووفيت الحديث بما | سألته شاكرا تسحين ظنك بي |
لا زال علمك منثورا وذكرك مشـ | ـهورا وقدرك مرفوعا على الرتب |
يا من إذا أهديت شكري له | لم أخش في ذلك من عاذل |
أعدت للدنيا فنون العلى | إعادة الحلى إلى العاطل |
ظهرت في الفضل على أهله | كمظهر الحق على الباطل |
قد جاءك المملوك في حاجة | ليس لها غيرك من كافل |
رسايل الفاضل مسؤلة | فجد بها فضلا على السايل |
وما تعدى رجل يبتغي | فضايل الفضل من الفاضل |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0
محمد بن عبد القاهر بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد بن منصور محمد بن عبد القاهر بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد بن منصور بن أحمد المصري الرئيس ناصر الدين النشائي ولد سنة 718 وتعانى الآداب وكتب في الإنشاء ثم ولي توقيع الدست في أيام يلبغا وحظي عنده وعين لكتابة السر فلم يوافق وكان ينوب عن كاتب السر وعظم جاهه أثنى عليه ابن حبيب ومات في 12 ذي الحجة سنة سبعين وسبعمائة ومن شعره
زارت كما شئت والليل ارتدى حبره | فخلت أن الدجى أهدى لنا قمره |
تبارك الله سواها لنا بشرا | يكاد مر بها من وجه البشره |
ترخى النقاب محياها فتثنى لي | سودا وكم حسرة في فارق حسره |
وكم أحذر قلبي نبل أعينها | وليس يأخذ من ألحاظها حذره |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0