القزويني محمد بن عبد الرحمن بن عمر، ابو المعالي، جلال الدين القزويني الشافعي، من احفاد ابي دلف العجلي: قاض، من ادباء الفقهاء. اصله من قزوين، ومولده بالموصل. ولي القضاء في ناحية بالروم، ثم قضاء دمشق سنة 724هـ ، فقضاء القضاة بمصر (سنة 727) ونفاه السلطان الملك الناصر إلى دمشق سنة 738 ثم ولاه القضاء بها، فاستمر إلى ان توفي. من كتبه (تلخيص المفتاح -ط) في المعاني والبيان، و (الايضاح -ط) في شرح التلخيص، و (السور المرجاني من شعر الارجاني). وكان حلو العبارة، اديبا بالعربية والتركية والفارسية، سمحا، كثير الفضائل.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 192
القزويني جلال الدين قاضي القضاة اسمه محمد بن عبد الرحمن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن الحسن ابن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن دلف بن أبي دلف العجلي القزويني جلال الدين أبو المعالي بن سعد الدين بن أبي القاسم بن إمام الدين ولد سنة 666 وسكن الروم مع والده وأخيه واشتغل وتفقه حتى ولي قضاء ناحية بالروم وله دون العشرين ثم قدم دمشق وسمع من العز الفاروثي وطائفة وأخذ عن الأيكي وغيره وخرج له البرزالي جزءا من حديثه وحدث به وتفقه واشتغل في الفنون وأتقن الأصول والعربية والمعاني والبيان وكان فهما ذكيا فصيحا مفوها حسن الإيراد جميل الذات والهيئة والمكارم وكان جميل المحاضرة حسن الملتقى جوادا حلو العبارة حاد الذهن جيد البحث منصفا فيه مع الذكاء والذوق في الأدب حسن الخط وأول ما ولي القضاء ببعض بلاد الروم ولما ولي أخوه قضاء دمشق ناب عنه ثم عن ابن صصري ووقع بينه وبين ابن صصري في سنة خمس وسبعمائة حدة وأنكر عليه إثباته أشياء لم يأذن له في إثباتها فحلف أنه لم يفعل فمنعه الثبوت على الأيتام فلم يلبث أن مات خطيب جامع دمشق فولي الخطابة وعزله ابن صصري من النيابة ثم طلبه الناصر وشافهه بقضاء الشام في سنة 24 وكان قدومه على البريد يوم الجمعة فاتفق أنه اجتمع مع الناصر ساعة وصوله فأمره أن يخطب بجامع القلعة ففعل ثم لما فرغ نزل فقبل يد السلطان واعتذر بأنه من أثر السفر ولم يكن يظن أن السلطان يأمره بالخطابة فشكره وسأله عن حاله وكم عليه من الدين فذكر أن عليه ثلاثين ألفا فأمر بوفائه عنه وكان تنكز رافع عنه وقال هذا عليه ديون كثيرة وابنه نحس ما يصلح أن يلي أبوه القضاء فيحتمله الناس فقال الناصر أنا أوفي دينه وادع ابنه عندي بالقاهرة فباشر القضاء والخطابة جميعا فلم يزل إلى أن استدعي في جمادى الآخرة سنة 27 فطلب إلى مصر وولي قضاء الديار المصرية بعد صرف ابن جماعة وكان جوادا صرف مال الأوقاف على الفقراء والمحتاجين واستناب بدمشق ابن جملة والفخر المصري ثم لما ولي القضاء بالقاهرة عظم أمره جدا حتى كان يقدم القصص للسلطان في دار العدل فلا ترد له شفاعة وربما رمل على يد السلطان بنفسه وحج مع السلطان فأعانه بمال له صورة وأحسن إلى المصريين والشاميين وكان لهم ذخرا وملجأ ولم يزل على حاله إلى ان أعيد إلى قضاء الشام نقلا من القاهرة بسبب أولاده وخصوصا ابنه عبد الله فإنه أسرف في الرشوة واللهو ومعاشرة المماليك وعمر دارا فصرف عليها فوق العشرين ألف دينار فعظمت الشناعة وفرح به أهل الشام فأقام قليلا وتعلل وأصابه فالج فمات منه وأسفوا عليه كثيرا وللشعراء فيه مدائح كثيرة ومرائي عديدة وكان يرغب الناس في الاشتغال بأصول الفقه وفي المعاني والبيان وتصنيفه المسمى تلخيص المفتاح مشهور وكان مليح الصورة فصيح العبارة كبير الذقن موطأ الأكناف جم الفضيلة يحب الأدب ويحاضر به ويستحضر نكته قوي الخط وكان يعظم الأرجاني الشاعر ويقول إنه لم يكن للعجم نظيره واختصر ديوانه فسماه الشذر المرجاني من شعر الأرجاني قال الذهبي عظم شأنه لما ولي قضاء الديار المصرية وبلغ من العز ما لا يوصف وكان فصيحا حلو العبارة مليح الصورة سمحا جوادا حليما كثير التجمل مات في منتصف جمادى الأولى سنة 739 وشيعه عالم عظيم وكثر التأسف عليه وسيرته تحتمل على كراريس وما كل مات يعلم يقال هذا كلام الذهبي على عادته في الرمز إلى الحط على من يخشى غائلة التصريح فيه وكان في جهتهم للأوقاف أموال وكذا للأيتام فباع أملاكه وأثاثه وكتبه وأوفى ما عليه من الديون حتى احتاج إلى وفاء ما عليه للأشرفية فقوم من كتبه ما وفى به الدين وجعلها وفقا فيه ولما خرج إلى الشام كانت عدة المحائر التي حمل فيها عياله وعيال أولاده ستين محارة كذا ذكره اليوسفي في سيرة الناصر محمد وذكر أنه شاهد ذلك قال وكان محببا إلى الناس لكنهم يكثرون الشكوى من أولاده وكان كثير المكارم والتصدق والبر لأرباب البيوت ويقال إنه لم يوجد من القضاة منزلة عند سلطان تركي نظير منزلة جلال الدين وكان يحتمل ما ينقل إليه من سير ولده حتى كان يقول لوالي المدينة اكبس فلانا ثم يرسل إليه يقول لا تفعل فبقي في حياء من والده ولما ولي قضاء الشام رفعت قصة في حق الشيخ علاء الدين القونوي ثم الخطيب جلال الدين القزويني وفيها أن جلال الدين لا يصلح للقضاء ونسبوه إلى شرب الخمر ونسبوا أولاده لفعل الفواحش فقرئت على السلطان واتهم بكتابتها جماعة إلى أن تأملها كاتب السر فوجد فيها علاء الدين الكونوي بالكاف فحزر أنها خط هندي ففحص عن أمرها إلى أن وجدوا فقيرا نزل عن قرب خانقاه سعيد السعداء وكان أولا مقيما بدمشق فوقع بينه وبين القاضي جلال الدين كلام أوجب انتقاله إلى مصر فكتب الرقعة ودسها إلى أن رفعت للسلطان في دار العدل وأمر بتعزيره وشهرته فوقعت فيه شفاعة فأطلق
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
محمد بن عبد الرحمن بن عمر قاضي القضاة جلال الدين القزويني قدم دمشق من بلاده هو وأخوه قاضي القضاة إمام الدين وأعاد بالمدرسة البادرائية ثم ناب في القضاء بدمشق عن أخيه ثم عن قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى ثم ولي خطابة دمشق ثم ضاء القضاة بها ثم انتقل إلى قضاء القضاة بالديار المصرية لما أضر القاضي بدر الدين بن جماعة فأقام بها مدة ثم صرف عنها وأعيد إلى قضاء الشام
وكان رجلا فاضلا متفننا له مكارم وسؤدد
وكان يذكر أنه من نسل أبي دلف العجلي
وهو مصنف كتاب التلخيص في المعاني والبيان وكتاب الإيضاح فيه
ذكره الشيخ جمال الدين بن نباتة في سجع المطوق فقال الإمام المقدم على التحقيق والغمام المنشئ في مروج مهارقه كل روض أنيق والسابق لغايات
العلوم الذي خلي له نحوها عن الطريق والبازي المطل على دقائقها الذي اعترف له بالتقصير ذوو التحليق والهادي لمذاهب السنة الذي يشهد البحث أن بحر فكره عميق والحبر الذي لا تدعي نفحات ذكره الزهر والصحيح أنها أعطر من المسك الفتيق ناهيك به من رجل على حين فترة من الهمم وظلمة من الدهر لا كالظلم أطلعه الشرق كوكبا ملأ نوره الملا لا بل بدرا لا يغتر بأشعة تواضعه الأعلون فيشرئبون إلى لا بل صبحا يحمد لديه الطالب سراه لا بل شمسا يتمثل في شخصه علماء الدهر الغابر فكان مرآة مرآه
وذكره القاضي شهاب الدين ابن فضل الله في كتابه مسالك الأبصار فقال من ولد أبي دلف ومن مدد ذلك السلف ولي أبوه وأخوه وشبهت النظراء ولم يؤاخوه ولي الخطابة وشآفنها ورقى أعواد المنابر وهز غصنها وكان
صدر المحافل إذا عقدت وصيرفي المسائل إذا انتقدت وكان طلق اليدين وطرق الكرم وإن كان بالدين
انتهى
توفي القاضي جلال الدين بدمشق في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة
وفيه يقول القاضي صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي وكيل بيت المال وإمام الأدب في هذا العصر من قصيدة امتدحه بها
هذا الإمام الذي ترضى حكومته | خلاف ما قاله النحوي في الصحف |
حبر متى جال في بحث وجاد فلا | تسأل عن البحر والهطالة الوطف |
له على كل قول بات ينصره | وجه يصان عن التكليف بالكلف |
قد ذب عن ملة الإسلام ذب فتى | يحمي الحمى بالعوالي السمر والرعف |
ومذهب السنة الغراء قال به | وثقف الحق من حيف ومن جنف |
يأتي بكل دليل قد حكى جبلا | فليس ينسفه ما مغلط النسفي |
وقد شفى العي لما بات منتصرا | للشافعي برغم المذهب الحنفي |
يحيي دروس ابن إدريس مباحثه | فحبذا خلف منه عن السلف |
فما أرى ابن سريج إن يناظره | من خيل ميدانه فليمض أو يقف |
ولو أتى مزني الفقه أغرقه | ولم يعد قطرة في سحبه الذرف |
وقد أقام شعرا الأشعري فما | يشك يوما ولا يشكو من الزيف |
وليس للسيف حد يستقيم به | ولو تصدى له ألقاه في التلف |
والكاتبي غدا في عينه سقم | إذا راح ينظر من طرف إليه خفي |
من معشر فخرهم أبقاه شاعرهم | في قوله إنما الدنيا أبو دلف |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 9- ص: 158
محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن على بن أحمد ابن دلف ابن أبي دلف العجلي القزويني
جلال الدين مؤلف تلخيص المفتاح الذي شرحه السعد بالمختصر والمطول وشرحه جماعة من العلماء ولد سنة 666 ست وستين وستمائة وسكن الروم مع والده وأخيه واشتغل وتفقه حتى ولي القضاء بالروم وهو دون العشرين ثم قدم دمشق وسمع من جماعة من أهلها واشتغل في الفنون وأتقن الأصول والعربية والمعاني والبيان وكان فهما ذكيا فصيحا مفوها حسن الإيراد جميل المعاشرة ولما ولي أخوه قضاء دمشق ناب عنه ثم عن ابن صصري ثم طلبه الناصر وشافهه بقضاء الشام في سنة 724 وكان قدومه على الناصر في يوم الجمعة فاتفق أنه اجتمع بالناصر ساعة وصوله فأمره أن يخطب بجامع القلعة ففعل ثم لما فرغ فقبل يد السلطان واعتذر بأنه على أثر السفر ولم يكن يظن أن السلطان يأمره بالخطابة فشكره السلطان وسأله كم عليه من الدين فقال ثلاثون ألفا فأمر بوفائها عنه فاستقر في قضاء الشام حتى استدعي في سنة 727 وولى قضاء الديار المصرية وكان جوادا ممدحا كثير البر والإحسان وعظم قدره في ولايته بالديار المصرية فكان السلطان لا يرد له شفاعة وكان أولاده يسرفون في الرشوة ومعاشرة الأحداث فكان ذلك سبب صرفه عن قضاء الديار المصرية وعاد إلى قضاء الديار الشامية ورفعت عليه قصة إلى السلطان وفيها أنه يشرب الخمر ويفعل ويفعل فاتهم السلطان بكتابتها جماعة ثم تأملها كاتب السر فوجد فيها علاء الدين الكونوي بالكاف مكان القاف فعلم أن كاتبها هندي ثم فحصوا عنه فوجدوه فكان ساكنا بدمشق ووقع بينه وبين القاضي كلام فزور تلك القصة كذبا فأمر بتعزيره ومات صاحب الترجمة منتصف جمادى الأول سنة 739 تسع وثلاثين وسبعمائة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 183
محمد بن عبد الرحمن بن عمر قاضي القضاة جلال الدين القزويني
ولد بالموصل وأخذ عن أبيه وعن الايكى، وقدم دمشق من بلاده هو وأخوه قاضي القضاة إِمام الدين وناب في القضاء عن أخيه، ثم ولى خطابة دمشق فأقام بها مدة، ثم ولى القضاء بالشام ثم بالقاهرة ثم أخرج منها إلى الشام فمات قاضياً بها سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن ثلاث وسبعين سنة -سامحه اللَّه- مما يحكى عنه من سماحة نفسه، له تلخيص في المعانى والبيان والإيضاح.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1