ابن الحكيم محمد بن عبد الرحمن بن ابراهيم اللخمي الرندي، ابو عبد الله، المعروف بابن الحكيم: وزير اندلسي، له نظم ونثر. ولد برندة، وان اسلافه من اشبيلية يعرفون ببني فتوح. وانتقل من ردنة إلى غرناطة، فاستكتب في ديوانها. ولما ولي ابو عبد اله محمد (المعروف بالمخلوع) قلده الوزارة والتابة، ثم لقب بذي الوزارتين، وصار صاحب امره ونهيه. واستمر إلى ان توفي بغناطة قتيلا. وكانت لع عناية بالرواية واقتناء نفائس الكتب، قال المقري: (جمع من امهاتها العتيقة، واصولها ارائقة الانيقة، ما لم يجمعه في تلك الاعصر احد سواه) وقال لسان الدين ابن الخطيب: (كان اعلم الناس بنقد الشعر، واشدهم فطنة لحسنة وقبيحه، ومع ذلك فكانت بضاعته فيه مزجاة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 192
محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سعيد محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سعيد بن محمد ابن فتوح بن محمد بن أيوب بن محمد بن الحكيم اللخمي أبو عبد الله الاشبيلي الأصل ولد برندة سنة ستين وستمائة ونشأ بها وقرأ على علي بن يوسف العبدري القراآت السبع وعلى أبي القاسم بن الأيسر واخذ عن والده وفي رحلته عن أبي اليمن بن عساكر وعبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحراني وخليل بن أبي بكر المراغي والحافظ شرف الدين الدمياطي ونحوهم وبدمشق عن أحمد بن شيبان والفخر ابن البخاري وغيرهما وكان رحيله إلى الحج سنة 83 وجاور ثم دخل دمشق ورجع إلى بلاده مدح ابن أحمر في سنة 686 بقصيدة أولها
هل إلى ردعشيات الوصال | سبل أم ذاك من ضرب المحال |
قضيب مائس من فرق دعص | تعمم بالدجى فوق النهار |
ولاح بخده ألف ولام | فصار رمعرفا بين الدراري |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 2- ص: 0
محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سعيد بن محمد بن فتوح بن محمد بن أيوب بن محمد اللخمي. من أهل ’’رندة’’ أبو عبد الله، ويعرف بابن الحكيم، ذو الوزارتين، الكاتب الأديب البليغ الشهير الذكر بالأندلس، أصل سلفه من ’’إشبيلية’’ محمد بن فتوح في دولة بني عباد. ويحيى جد والده هو المعروف بالحكيم، لطبة، وكانوا قديما يعرفون ببني فتوح.
قدم ذو الوزارتين أبو عبد الله على حضرة غرناطة في خلافة الأمير عبد الله: محمد بن محمد على أثر قفوله من الحج فألحقه بكتابه، وأقام يكتب له في ديوان الإنشاء إلى أن توفي الأمير المذكور في ثاني شعبان سنة 701 وتقلد الملك بعده ولي عهده: الأمير أبو عبد الله المخلوع فقلده الوزارة والكتابة وكان مشتركا معه في الوزارة كالوزير الجليل التقي أبو سلطان عبد العزيز وسلطان الداني، فلما توفي الوزير أبو سلطان الداني افره سلطانه بالوزارة ولقبه بذي الوزارتين وصار صاحب أمره ونهيه.
مولده ببلد رندة في شهر ربيع الأول سنة 660.
وكان علما في الفضيلة والسراوة، ومكارم الأخلاق، يكتب خطوطا على الأنواع كلها جميلة الانطباع، خطيبا فصيح القلم، زاكي الشيم مؤثرا لأهل العلم والأدب، بارا بأهل الفضل والحسب، نفقت في مدته للفضائل أسواق، وأشرقت بأمداده الأفاضل في الآفاق. ورحل إلى المشرق فكانت إجازته البحر من المرية، فقضى فريضة الحج، وأخذ عمن لقي هنالك من الشيوخ، فمشيخته مشيخة وافرة، وكان رفيقه في وجهته أبو عبد الله ابن رشيد، وكانت له عناية بالرواية، وولوع بالأدب، وصبابة باقتناء الكتب.
أخذ عنه أبو إسحاق بن أبي العاصي التنوخي، والخطيب أبو عبد الله ابن رشيد، وابنه الوزير أبو بكر محمد بن محمد بن الحكيم.
قال أبو العباس بن خاتمة: ومن شعره ما أنشدنيه ابنه أبو بكر مقدمه على المرية غازيا مع الجيش قال: أنشدني أبي:
ولما رأيت الشيب حل بمفرقي | نذيرا بترحال الشباب المفارق |
رجعت إلى نفسي فقلت لها: انظري | إلى ما أرى هذا ابتداء الحقائق!؟ |
انظر إلي ففي اليوم معتير | إن كنت ممن بعين القلب قد لحظا |
بالأمس أدعى سعيدا والورى حولي | واليوم يدعى سعيدا من بي أتعظا |
فقدت حياتي بالفراق ومن غدا | بحال نوى عمن يحب فقد فقد |
ومن أجل بعدي عن يدار ألفتها | جحيم فؤادي قد تلظى وقد وقد |
أوارى أواري والدموع تيبنه | ومن لي بإطفاء الغرام وقد وقد |
فلا تعذلا من بان عنه حبيبه | فمن فقد الأحباب يوما فقد فقد |
سج الكتاب وعنه | واختم على مكتنه |
واحذر عليه من مخا | لة الرقيب بجفنه |
واجعل لسانك سجنه | كي لا ترى في سجنه |
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 2- ص: 0