الكناني محمد بن صالح بن عيسى بن محمد، أبو عبد الله الكناني : مؤرخ، أديب، له نظم وموشحات. من أهل القيروان. كان له فيها حانوت للتجارة. وصنف (ديباجة الاعيان - خ) بخطه مهيأ للطبع في تونس، ترجم به لتسعة عشر عالما ممن قرأ عليهم، و (تكميل الصلحاء والاعيان لمعالم الايمان في أولياء القيروان - ط) ظفر بمخطوطته محمد العنابي، وصدره بترجمة للكناني وآخرين.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 165

الكناني محمد بن صالح عيسى الكناني القيرواني من سلالة الشيخ عمر الكناني صاحب زاوية القيروان، الفقيه المؤرخ، الصوفي، الشاعر، قرأ على علماء القيروان كعلي بن عبد الله البليش، وعلي بن قاسم الحليوي، ومحمد صدام، ومحمد صالح الجودي، ومحمد بوهاها، وغيرهم، وبهم تخرج، ولم يبارح القيروان لطلب العلم، وباشر خطة العدالة ببلده.
وكانت فيه غفلة كما صرح محمد بن عبد المؤمن.
وفي سنة 1275/ 1859 أنابه شيخه محمد المعيلل شيخ الطريقة القادرية عنه لما اشتد به المرض، وبعد وفاته أسندت له مشيختها. وهو قادري الطريقة، ومن الآخذين عن الشيخ محمد الإمام المنزلي شيخ الطريقة القادرية وناشرها بالقطر التونسي في القرن الثالث عشر. كان يحترف التجارة أيضا، وله حانوت تجارة بالقيروان، وسافر مرة إلى تونس لبيع بضاعة اللفة (المنسوجات الصوفية) واجتمع بأفراد من أهل العلم من بينهم الشيخ عاشور القسنطيني، وسافر بعدها إلى تونس مرات كثيرة وكان سفره أول مرة إلى تونس سنة 1247/ 1831 لتسوية قضايا لوالده، واتصل بالعلماء والأدباء.
وفي سنة 1265/ 1849 سافر لأداء فريضة الحج، وتعرف على جماعة من كبار العلماء.
وفي سنة 1277/ 1860 أقام بتونس مدة، وفي نفس السنة سمي حاكما بالمجلس الجنائي بالقيروان تطبيقا لقانون عهد الأمان، واستقال منه بعد قليل.
عند ما أسس الوزير خير الدين إدارة الأوقاف في سنة 1291/ 1874 سمي ممثلا لها في القيروان وبعد مدة قدم استقالته لتقدم سنه.
ومنذ سنة 1275/ 1859 صار شيخا للطريقة القادرية ونجح بعد عامين في جمع الأتباع وانقسمت القادرية إلى زاويتين متنافستين، واحتفظ بوظيفته شيخا للقادرية إلى أن مات ليلة الأربعاء في 12 شوال أو الخميس في 13 منه سنة 1292/ 10 - 11 نوفمبر 1875.
وكان شاعرا له مدائح كثيرة في الشيخ عبد القادر الجيلاني. ونظم في أغراض أخرى كالرثاء والغزل، وشعره ضعيف النسج.
مؤلفاته:
1 - تكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان، ط. بتونس 1970 بتحقيق الأستاذ محمد العنابي.
2 - ديوان شعر.
3 - ديباجة الأعيان، ترجم فيه لتسعة عشر عالما ممن أخذ عنهم العلم والأدب، وقد أطنب في الكتابة عنهم سالكا سبيل السجع، ومقلدا لطريقة صاحب قلائد العقبان، ولا يخلو سجعه من تكلف واشتمل الكتاب على كثير من الشعر الطريف الرقيق، منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس (مكتبة ح. ح عبد الوهاب). قال الأستاذ محمد العنابي: وفي النية إبرازه للطبع، وقد مضى على هذا الوعد ثلاث عشرة سنة ولم يطبع.
4 - تأليف في مناقب المشايخ الوحيشيين، ألفه للشيخ أبي الضياء بكار ابن الحاج محمد الوحيشي وجعل فيه شجرة لنسلهم من أولهم إلى عصره.
المراجع:
- الأعلام 6/ 165 (ط 5/).
- مقدمة كتاب تكميل الصلحاء والأعيان لمحقق الكتاب محمد العنابي.
- المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 384 - 386، وما ورد فيه من معلومات تخص حياته أخذها من مورد الظمآن للشيخ محمد الجودي القيرواني.

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 176