يحيى بن يحيى بن سعيد المعروف بابن ماري المسيحي من أهل البصرة: كان كاتبا أديبا شاعرا عارفا بالطب عالما بالنحو واللغة متفننا، وكان يتكسب بالكتابة والطب ويمتدح الأكابر والأعيان. روى عنه جماعة من الأفاضل منهم أبو حامد المعروف بالعماد الكاتب الأصبهاني وغيره، وصنف المقامات الستين أحسن فيها وأجاد. وكانت وفاته بالبصرة في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمائة. ومن شعره:
نعم المعين على المروءة للفتى | مال يصون عن التبذل نفسه |
لا شيء أنفع للفتى من ماله | يقضي حوائجه ويجلب أنسه |
وإذا رمته يد الزمان بسهمه | غدت الدراهم دون ذلك ترسه |
لاموا على صب الدموع كأنهم | لا يعرفون صبابتي وولوعي |
كفوا فقد وعد الحبيب بزورة | ولذا غسلت طريقه بدموعي |
نفرت هند من طلائع شيبي | واعترتها سآمة من وجومي |
هكذا عادة الشياطين ينفر | ن إذا ما بدت نجوم الرجوم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2835