مؤرج بن عمرو بن الحارث بن منيع بن ثور بن سعد بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس السدوسي البصري النحوي الأخباري: هو من أعيان أصحاب الخليل عالم بالعربية والحديث والأنساب، أخذ عن أبي زيد الأنصاري وصحب الخليل بن أحمد وسمع الحديث من شعبة بن الحجاج وأبي عمرو بن العلاء وغيرهما، وأخذ عنه أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي وغيره، وكان قد رحل مع المأمون إلى خراسان فسكن مدينة مرو، وقدم نيسابور وأقام بها وكتب عنه مشايخها، ويقال إن الأصمعي كان يحفظ ثلث اللغة، وكان الخليل يحفظ ثلث اللغة، وكان مؤرج يحفظ الثلثين، وكان أبو مالك يحفظ اللغة كلها.
وقال أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، أخبرني عمي قال، أخبرني مؤرج أنه قدم من البادية ولا معرفة له بالقياس في العربية، قال: فأول ما تعلمت القياس في حلقة أبي زيد الأنصاري بالبصرة.
وقال محمد بن العباس أيضا: أهدى أبو فيد مؤرج السدوسي إلى جدي محمد بن أبي محمد كساء، فقال جدي فيه:
سأشكر ما أولى ابن عمرو مؤرج | وأمنحه حسن الثناء مع الود |
أغر سدوسي نماه إلى العلا | أب كان صبا بالمكارم والمجد |
أتينا أبا فيد نؤمل سيبه | ونقدح زندا غير كاب ولا صلد |
فأصدرنا بالفضل والبذل والغنى | وما زال محمود المصادر والورد |
كساني ولم أستكسه متبرعا | وذلك أهنى ما يكون من الرفد |
كساء جمال إن أردت جمالة | وثوب شتاء إن خشيت من البرد |
كسانيه فضفاضا إذا ما لبسته | ترنحت مختالا وجرت عن القصد |
ترى حبكا فيه كأن اطرادها | فرند حسام نصله سل من غمد |
سأشكر ما عشت السدوسي بره | وأوصي بشكر للسدوسي من بعدي |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2731