التصنيفات

محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني مولى الأسلميين: أحد أوعية العلم وصاحب التصانيف الكثيرة، سمع من مالك بن أنس والثوري ومعمر بن راشد وابن أبي ذئب وغيرهم، وروى عنه جماعة من الأعيان، وكاتبه محمد بن سعد الزهري، وكان عارفا برأيي مالك وسفيان الثوري.
وقال أبو داود الحافظ: بلغني أن ابن المديني قال: كان الواقدي يروي ثلاثين ألف حديث غريب. وكان إلى حفظه المنتهى في المغازي والسير والأخبار وأيام الناس والوقائع والفقه وغير ذلك. ولقي الواقدي ابن جريج وابن عجلان ومعمرا وثور بن يزيد.
وقال الإمام إبراهيم الحربي: الواقدي أمين الناس على الاسلام.
وقال البخاري: سكتوا عنه.
وقال محمد بن إسحاق: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه.
وقال مصعب بن الزبير: والله ما رأينا مثل الواقدي. وقال أيضا: الواقدي ثقة مأمون.
وقال الإمام إبراهيم الحربي: من قال ان مسائل مالك وابن أبي ذئب تؤخذ من
أوثق من الواقدي فلا تصدقه.
وقال الحافظ الدراوردي: الواقدي أمير المؤمنين في الحديث.
وقال محمد بن سلام الجمحي: الواقدي عالم دهره.
وقال جابر بن كردي: سمعت يزيد بن هارون يقول: الواقدي ثقة. ووثقه أيضا أبو عبيد القاسم بن سلام.
وقال الخطيب في تاريخه: قدم الواقدي بغداد وولي قضاء الجانب الشرقي منها، وهو ممن طبق الأرض شرقها وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف الأخبار أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم والأحداث الكائنة في وقته وبعد وفاته وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك، وكان جوادا مشهورا بالسخاء (انتهى) .
وسئل معن القزاز عن الواقدي فقال: أنا أسأل عن الواقدي؟ الواقدي يسأل عني؛ يعني تحري الواقدي في معرفة الرجال.
قال المؤلف: وهو مع ذلك ضعفه طائفة من المحدثين كابن معين وأبي حاتم والنسائي وابن عدي وابن راهويه والدارقطني. أما في أخبار الناس والسير والفقه وسائر الفنون فهو ثقة بإجماع. وكان الرشيد ولاه القضاء بشرقي بغداد ثم ولاه المأمون القضاء بعسكر المهدي، وكان يكرم جانبه ويبالغ في رعايته.
وكتب الواقدي إلى المأمون مرة يشكو ضائقة ركبه بسببها دين، وعين مقداره، فوقع المأمون على قصته بخطه: فيك خلتان سخاء وحياء، فالسخاء أطلق يديك بتبذير ما ملكت، والحياء حملك على أن ذكرت لنا بعض دينك، وقد أمرنا لك
بضعف ما سألت، وإن كنا قصرنا عن بلوغ حاجتك فبجنايتك على نفسك، وإن كنا بلغنا بغيتك فزد في بسطة يدك فإن خزائن الله مفتوحة ويده بالخير مبسوطة، وأنت حدثتني حين كنت على قضاء الرشيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير: يا زبير إن مفاتيح الرزق بإزاء العرش ينزل الله سبحانه للعباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن كثر كثر له ومن قلل قلل عليه، قال الواقدي: وكنت نسيت الحديث، وكان تذكيره لي به أعجب من صلته.
وعن ابن أبي الأزهر قال: حدثني أبو سهل الداري عمن حدثه عن الواقدي قال: كان لي صديقان أحدهما هاشمي، وكنا كنفس واحدة فنالتني ضيقة شديدة وحضر العيد، فقالت امرأتي: أما نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس والشدة، وأما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبي رحمة لهم لأنهم يرون صبيان الجيران قد تزينوا في عيدهم وأصلحوا ثيابهم وهم على هذه الحال من الثياب الرثة، فلو احتلت بشيء نصرفه في كسوتهم، قال: فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة علي بما حضر فوجه إلي كيسا مختوما ذكر أن فيه ألف درهم، فما استقر قراري إذ كتب إلي الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي، فوجهت إليه الكيس بحاله، وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلي مستحييا من امرأتي، فلما دخلت عليها وأخبرتها بما فعلت استحسنت ما كان مني ولم تعنفني عليه، فبينا أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته، فقال لي اصدقني عما فعلته فيما وجهت إليك، فعرفته الخبر على وجهه فقال: إنك وجهت إلي وما أملك على الأرض إلا ما بعثت به إليك، وكتبت إلى صديقنا أسأله المواساة فوجه إلي كيسي بخاتمي، قال الواقدي: فتواسينا الكيس أثلاثا. ونمي الخبر إلى المأمون فدعاني فشرحت له الخبر فأمر لنا بسبعة آلاف دينار لكل واحد ألفا دينار، وللمرأة ألف دينار.
وروى ابن سعد عن الواقدي أنه قال: ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي.
وقال يعقوب بن شيبة لما تحول الواقدي من الجانب الغربي يقال إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر، وقيل كان له ستمائة قمطر كتب.
ولد سنة ثلاثين ومائة وتوفي عشية يوم الاثنين حادي عشر ذي الحجة سنة سبع ومائتين عن سبعة وسبعين عاما، ودفن في مقابر الخيزران.
وله من الكتب كتاب الاختلاف يحتوي على اختلاف أهل المدينة والكوفة في الشفعة والصدقة والعمرى والرقبى والوديعة وعلى كتب الفقه الباقية. كتاب غلط الحديث. كتاب السنة والجماعة وذم الهوى. كتاب ذكر القرآن. كتاب الآداب.
كتاب الترغيب في علم القرآن. التاريخ الكبير. كتاب التاريخ والمغازي والبعث.
أخبار مكة. كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. كتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. كتاب السقيفة وبيعة أبي بكر. كتاب سيرة أبي بكر ووفاته. كتاب الردة والدار. كتاب السيرة. كتاب أمر الحبشة والفيل. كتاب حرب الأوس والخزرج. كتاب المناكح. كتاب يوم الجمل.
كتاب صفين. كتاب مولد الحسن والحسين. كتاب مقتل الحسين. كتاب فتوح الشام. كتاب فتوح العراق. كتاب ضرب الدنانير والدراهم. كتاب مراعي قريش والأنصار في القطائع ووضع عمر الدواوين. كتاب الطبقات. تاريخ الفقهاء .

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2595

محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مديني أبو عبد الله قاضي بغداد سمعت عبد الملك بن محمد يقول، حدثنا عبد الوهاب بن الفرات الهمداني سألت
يحيى ابن معين عن الواقدي فقال ليس بثقة.
حدثنا ابن حماد، حدثنا معاوية، عن يحيى، قال: محمد بن عمر بن واقد ضعيف.
وفي موضع آخر ليس بشيء (ح) وحدثنا بن حماد، حدثنا معاوية قلت ليحيى لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك قال أستحي من ابنه، وهو لي صديق قلت فماذا يقول: قال: كان يقلب حديث يونس يصيرها عن معمر ليس بثقة.
قال معاوية قال لي أحمد بن حنبل هو كذاب.
حدثنا ابن أبي بكر، حدثنا عباس سمعت يحيى يقول الواقدي ليس بشيء.
حدثنا الجنيدي، حدثنا البخاري قال مات محمد بن عمر الواقدي أبو عبد الله الأسلمي المدني قاضي بغداد تركوه سنة سبع ومئتين لاثنتي عشرة مضين من ذي الحجة كذبه أحمد.
سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري محمد بن عمر المديني قاضي بغداد متروك الحديث تركه أحمد، وابن نمير.
وقال النسائي محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث.
حدثنا أحمد بن محمد الجواربي، حدثنا أحمد بن رجاء الفريابي، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزل بالحجر ملك.
حدثنا عمر بن سنان، حدثنا أحمد بن الفضل بن الدهقان، قال: حدثنا الواقدي، حدثنا معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب أسعد الحميري وقال هو أول من كسا البيت
أخبرنا عمر، حدثنا أحمد، حدثنا الواقدي، حدثنا عبد الله بن المنيب عن عثيم بن كثير بن كليب الجهني، عن أبيه، عن جده وله صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب.
حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص التستري، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا محمد بن عمر الأسلمي عن أخيه شملة بن عمر عن عمر بن كثير بن شيبة الأشجعي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خدر الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، وعبد الله بن إسحاق المدائني، قالا: حدثنا الحسين بن علي بن زيد الصدائي، حدثنا محمد بن عمر المدني، حدثنا عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير عن معمر بن راشد، عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا فرع، ولا عتيرة.
حدثنا زيد بن عبد العزيز بن حيان، حدثنا الحسين بن مرزوق، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن عمار بن أبي زينب، عن القاسم، عن عائشة قالت كان أحب الطيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسك والعود.
حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي، حدثنا أبو بكر بن إسحاق الصاغاني، حدثنا محمد بن عمر الأسلمي، حدثنا ابن أبي سبرة عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من وجد سعة فليضح.
حدثنا جعفر بن أحمد بن مروان، حدثنا عبد الله بن الوليد بن هشام، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا معمر عن جابر عن عامر عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذبيحة الغلام أن تؤكل إذا سمى.
حدثنا علي بن أحمد بن مروان، حدثنا الحسن بن داود بن مهران، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، قال: حدثنا سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان من نعمة الله مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
حدثنا أبو همام البكراوي، حدثنا سليمان الشاذكوني، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهد عن يعقوب بن عبد الله الأشج عن بسر بن سعيد سألت زيد بن خالد الجهني، قال: قلت أوصى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد؟ قال: لا، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي.
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا كثير بن زيد عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تحريك الأصبع في الصلاة مذعرة للشيطان
حدثنا ابن صاعد، حدثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثني محمد بن عمر خال بكر بن عبد الوهاب، حدثني عاصم بن عمر عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج.
قال الشيخ: وهذه الأحاديث التي أمليتها للواقدي والتي لم أذكرها كلها غير محفوظة، ومن يروي عنه الواقدي من الثقات فتلك الأحاديث غير محفوظة عنهم الامن رواية الواقدي والبلاء منه ومتون أخبار الواقدي غير محفوظة، وهو بين الضعف.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 5( 1997) , ج: 7- ص: 480

محمد بن عمر بن واقد الواقدي مولى بني سهم من أسلم أبو عبد الله مدني عداده في البغداديين سكن بغداد وولي القضاء بها للمأمون وولي القضاء قبل الرشيد. روى عن مالك حديثا وفقها ومسائل وفي حديثه عنه منقطع كثيرا وغرائب وكذلك في مسائله عنه منكرات على مذهبه لا توجد عند غيره تكلم فيها الناس وطرحه أحمد ويحيى وابن نمير والنسائي وغيرهم.
وكان واسع العلم كثير المعرفة أديبا نبيلا عالما بالحديث والسير والمغازي والأخبار. قال أحمد بن عبد الله بن صالح: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث منه وقيل فيه: هو كذاب ليس بثقة ولا يكتب حديثه ذكره أبو عمر المقري في طبقات القراء. وقال: روى القراءة عن نافع بن نعيم وعيسى بن وردان سليمان بن مسلم بن جماز.
حدث الواقدي عن محمد بن إسحاق وعن الزهري عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير: ’’يا زبير إن خزائن الرزق مفتحة بإزاء العرش فمن كثر كثر الله عليه ومن قلل قلل الله له’’. توفي الواقدي ببغداد ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين وهو بن ثمان وسبعين سنة مولده سنة ثلاثين ومائة.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 161

محمد بن عمر بن واقد ويكنى أبا عبد الله الواقدي مولى لبني سهم من أسلم. وكان قد تحول من المدينة فنزل بغداد وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين. وكان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح وباختلاف الناس في الحديث والأحكام واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه. وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها.
وحدثني أحمد بن مسبح قال: حدثني عبد الله بن عبيد الله قال: قال لي الواقدي: حج أمير المؤمنين هارون الرشيد فورد المدينة فقال ليحيى بن خالد: أرتاد لي رجلا عارفا بالمدينة والمشاهد. وكيف كان نزول جبريل. ع. على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن أي وجه كان يأتيه. وقبور الشهداء. فسأل يحيى بن خالد. فكل دله
علي. فبعث إلي فأتيته وذلك بعد العصر فقال لي: يا شيخ إن أمير المؤمنين أعزه الله يريد أن تصلي عشاء الآخرة في المسجد وتمضي معنا إلى هذه المشاهد فتوقفنا عليها والموضع الذي يأتي جبريل. ع. وكن بالقرب. فلما صليت عشاء الآخرة إذا أنا بالشموع قد خرجت وإذا أنا برجلين على حمارين. فقال يحيى: أين الرجل؟
فقلت: ها أنا ذا. فأتيت به إلى دور المسجد فقلت: هذا الموضع الذي كان جبريل يأتيه. فنزلا عن حماريهما فصليا ركعتين ودعوا الله ساعة ثم ركبا وأنا بين أيديهما. فلم أدع موضعا من المواضع ولا مشهدا من المشاهد إلا مررت بهما عليه. فجعلا يصليان ويجتهدان في الدعاء. فلم نزل كذلك حتى وافينا المسجد وقد طلع الفجر وأذن المؤذن. فلما صارا إلى القصر قال لي يحيى بن خالد: أيها الشيخ لا تبرح. فصليت الغداة في المسجد. وهو على الرحلة إلى مكة. فأذن لي يحيى بن خالد عليه بعد أن أصبحت. فأدنى مجلسي وقال لي: إن أمير المؤمنين أعزه الله لم يزل باكيا. وقد أعجبه ما دللته عليه. وقد أمر لك بعشرة آلاف درهم. فإذا بدرة مبدرة قد دفعت إلي.
وقال لي: يا شيخ خذها مبارك لك فيها. ونحن على الرحلة اليوم. ولا عليك أن تلقانا حيث كنا واستقرت بنا الدار إن شاء الله. ورحل أمير المؤمنين وأتيت منزلي ومعي ذلك المال. فقضينا منه دينا كان علينا. وزوجت بعض الولد. واتسعنا. ثم إن الدهر أعضنا فقالت لي أم عبد الله: يا أبا عبد الله ما قعودك وهذا وزير أمير المؤمنين قد عرفك وسألك أن تصبر إليه حيث استقرت به الدار؟ فرحلت من المدينة وأنا أظن القوم بالعراق. فأتيت العراق فسألت عن خبر أمير المؤمنين فقالوا لي: هو بالرقة. فأردت الانصراف إلى المدينة فنظرت فإذا أنا بالمدينة مختل الحال. فحملت نفسي على أن أصير إلى الرقة. فصرت إلى موضع الكرى فإذا أنا بعدة فتيان من الجند يريدون الرقة. فلما رأوني قالوا: أيها الشيخ أين تريد؟ فخبرتهم بخبري وأني أريد الرقة.
فنظرنا في كرى الجمالين فإذا هي تضعف علينا. فقالوا: أيها الشيخ هل لك أن تصير إلى السفن فهو أرفق بنا وأيسر علينا من كرى الجمال؟ فقلت لهم: ما أعرف من هذا شيئا والأمر إليكم. فصرنا إلى السفن فاكترينا. فما رأيت أحدا كان أبر بي منهم ولا أشفق ولا أحوط. يتكلفون من خدمتي وطعامي ما يتكلفه الولد من والده. حتى صرنا إلى موضع الجواز بالرقة. وكان الجواز صعبا جدا. فكتبوا إلى قائدهم بعدادهم وأدخلوني في عدادهم. فمكثنا أياما ثم جاءنا الإذن بأسمائنا فجزت مع القوم فصرت
إلى موضع في خان نزول. فأقمت معهم أياما وطلبت الإذن على يحيى بن خالد فصعب علي. فأتيت أبا البحتري وهو بي عارف. فلقيته فقال لي: يا أبا عبد الله أخطأت على نفسك وغررت ولكن لست أدع أن أذكرك له. وكنت أغدو إلى بابه وأروح فقلت نفقتي واستحييت من رفقائي وتخرقت ثيابي وأيست من ناحية أبي البختري فلم أخبر رفقائي بشيء. وعدت منصرفا إلى المدينة فمرة أنا في سفينة.
ومرة أمشي حتى وردت السيلحين. فبينا أنا مستريح في سوقها إذا أنا بقافلة من بغداد.
فسألت من هم فأخبروني أنهم من أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبهم بكار الزبيري أخرجه أمير المؤمنين ليوليه قضاء المدينة. والزبيري أصدق الناس لي. فقلت أدعه حتى ينزل ويستقر ثم آتيه. فأتيته بعد أن استراح وفرغ من غذائه. فاستأذنت عليه فأذن لي. فدخلت فسلمت عليه فقال لي: يا أبا عبد الله ماذا صنعت في غيبتك؟
فأخبرته بخبري وبخبر أبي البختري. فقال لي: أما علمت أن أبا البختري لا يحب أن يذكرك لأحد ولا ينبه باسمك. فما الرأي؟ فقلت: الرأي أن أصير إلى المدينة. فقال:
هذا رأي خطأ. خرجت من المدينة على ما قد علمت. ولكن الرأي أن تصير معي فأنا الذاكر ليحيى أمرك. فركبت مع القوم حتى صرت إلى الرقة. فلما عبرنا الجواز قال لي: تصير معي. فقلت: لا. أصير إلى أصحابي وأنا مبكر عليك غدا لنصير جميعا إلى باب يحيى بن خالد إن شاء الله. فدخلت على أصحابي فكأني وقعت عليهم من السماء. ثم قالوا لي: يا أبا عبد الله ما كان خبرك فقد كنا في غم من أمرك؟ فخبرتهم بخبري. فأشار علي القوم بلزوم الزبيري وقالوا: هذا طعامك وشرابك لا تهتم له.
فغدوت بالغداة إلى باب الزبيري فخبرت بأنه قد ركب إلى باب يحيى بن خالد.
فأتيت باب يحيى بن خالد فقعدت مليا فإذا صاحبي قد خرج فقال لي: يا أبا عبد الله أنسيت أن أذاكره أمرك ولكن قف بالباب حتى أعود إليه. فدخل ثم خرج إلي الحاجب فقال لي: ادخل. فدخلت عليه في حالة خسيسة. وذلك في شهر رمضان وقد بقي من الشهر ثلاثة أيام أو أربعة. فلما رآني يحيى بن خالد في تلك الحال رأيت أثر الغم في وجهه. وسلم علي وقرب مجلسي. وعنده قوم يحادثونه. فجعل يذاكرني الحديث بعد الحديث فانقطعت عن إجابته وجعلت أجيء بالشيء ليس بالموافق لما يسأل.
وجعل القوم يجيبون بأحسن الجواب وأنا ساكت. فلما انقضى المجلس وخرج القوم خرجت فإذا خادم ليحيى بن خالد قد خرج فلقيني عند الستر فقال لي: إن الوزير
يأمرك أن تفطر عنده العشية. فلما صرت إلى أصحابي خبرتهم بالقضية وقلت: أخاف أن يكون غلط بي. فقال لي بعضهم: هذه رغيفان وقطعة جبن وهذه دابتي تركب والغلام خلفك. فإن أذن لك الحاجب بالدخول دخلت ودفعت ما معك إلى الغلام.
وإن تكن الأخرى صرت إلى بعض المساجد فأكلت ما معك وشربت من ماء المسجد. فانصرفت فوصلت إلى باب يحيى بن خالد وقد صلى الناس المغرب. فلما رآني الحاجب قال: يا شيخ أبطأت وقد خرج الرسول في طلبك غير مرة. فدفعت ما كان معي إلى الغلام وأمرته بالمقام. فدخلت فإذا القوم قد توافوا. فسلمت وقعدت.
وقدم الوضوء فتوضأنا وأنا أقرب القوم إليه. فأفطرنا وقربت عشاء الآخرة فصلي بنا ثم أخذنا مجالسنا. فجعل يحيى يسألني وأنا منقطع والقوم يجيبون بأشياء هي عندي على خلاف ما يجيبون. فلما ذهب الليل خرج القوم وخرجت خلف بعضهم فإذا غلام قد لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه قابلة قبل الوقت الذي جئت فيه يومك هذا. وناولني كيسا ما أدري ما فيه إلا أنه ملأني سرورا. فخرجت إلى الغلام فركبت ومعي الحاجب حتى صيرني إلى أصحابي. فدخلت عليهم فقلت: اطلبوا لي سراجا. ففضضت الكيس فإذا دنانير. فقالوا لي: ما كان رده عليك؟ فقلت: إن الغلام أمرني أن أوافيه قبل الوقت الذي كان في ليلتي هذه. وعددت الدنانير فإذا خمسمائة دينار. فقال لي بعضهم: علي شراء دابتك. وقال آخر: علي السرج واللجام وما يصلحه. وقال آخر: علي حمامك وخضاب لحيتك وطيبك. وقال آخر:
علي شراء كسوتك فانظر في أي الزي القوم. فعددت مائة دينار فدفعتها إلى صاحب نفقتهم فحلف القوم بأجمعهم أنهم لا يرزؤوني دينارا ولا درهما. وغدوا بالغداة كل واحد على ما انتدب لي فيه. فما صليت الظهر إلا وأنا من أنبل الناس. وحملت باقي الكيس إلى الزبيري فلما رآني بتلك الحال سر سرورا شديدا. ثم أخبرته الخبر فقال لي: إني شاخص إلى المدينة. فقلت: نعم إني قد خلفت العيال على ما قد علمت.
فدفعت إليه مائتي دينار يوصلها إلى العيال. ثم خرجت من عنده فأتيت أصحابي بجميع ما كان معي من الكيس. ثم صليت العصر فتهيأت بأحسن هيئة. ثم حضرت إلى باب يحيى بن خالد. فلما رآني الحاجب قام إلي فأذن لي فدخلت على يحيى فلما رآني في تلك الحال نظرت إلى السرور في وجهه. فجلست في مجلسي ثم ابتدأت في الحديث الذي كان يذاكرني به والجواب فيه. وكان الجواب على غير ما
كان يجيب به القوم. فنظرت إلى القوم وتقطيبهم لي. وأقبل يحيى يسائلني عن حديث كذا وحديث كذا فأجيب فيما يسألني. والقوم سكوت ما يتكلم أحد منهم بشيء. فلما حضرت المغرب تقدم يحيى فصلى. ثم أحضر الطعام فتعشينا. ثم صلى بنا يحيى عشاء الآخرة وأخذنا مجالسنا. فلم نزل في مذاكرة. وجعل يحيى يسأل بعض القوم فينقطع. فلما كان وقت الانصراف انصرف القوم وانصرفت معهم فإذا الرسول قد لحقني فقال: إن الوزير يأمرك أن تصير إليه في كل يوم في الوقت الذي جئت فيه يومك هذا. وناولني كيسا. فانصرفت ومعي رسول الحاجب حتى صرت إلى أصحابي وأصبت سراجا عندهم فدفعت الكيس إلى القوم فكانوا به أشد سرورا مني. فلما كان الغد قلت لهم: أعدوا لي منزلا بالقرب منكم واشتروا لي جارية وغلاما خبازا وأثاثا ومتاعا. فلم أصل الظهر إلا وقد أعدوا لي ذلك. وسألتهم أن يكون إفطارهم عندي فأجابوا إلى ذلك بعد صعوبة شديدة. فلم أزل آتي يحيى بن خالد في كل ليلة في الوقت كلما رآني ازداد سرورا. فلم يزل يدفع إلي في كل ليلة خمسمائة دينار حتى كان ليلة العيد فقال لي: يا أبا عبد الله تزين غدا لأمير المؤمنين بأحسن زي من زي القضاة. واعترض له فإنه سيسألني عن خبرك فأخبره. فلما كان صبيحة يوم العيد خرجت في أحسن زي. وخرج الناس. وخرج أمير المؤمنين إلى المصلى.
فجعل أمير المؤمنين يلحظني. فلم أزل في الموكب. فلما كان بعد انصرافه صرت إلى باب يحيى بن خالد ولحقنا يحيى بعد دخول أمير المؤمنين منزله فقال لي: يا أبا عبد الله ادخل بنا. فدخلت ودخل القوم فقال لي: يا أبا عبد الله ما زال أمير المؤمنين يسألني عنك فأخبرته بخبر حجتنا وأنك الرجل الذي سايرته تلك الليلة. وأمر لك بثلاثين ألف درهم. وأنا متنجزها لك غدا إن شاء الله. ثم انصرفت يومي ذلك فدخلت من الغد على يحيى بن خالد فقلت: أصلح الله الوزير. حاجة عرضت وقد قضيت على الوزير أعزه الله بقضائها. فقال لي: وما ذلك؟ فقلت: الإذن إلى منزلي.
فقد اشتد الشوق إلى العيال والصبيان. فقال لي: لا تفعل. فلم أزل أنازله حتى أذن لي واستخرج لي الثلاثين الألف درهم. وهيئت لي حراقة بجميع ما فيها. وأمر أن يشترى لي من طرائف الشام لأحمله معي إلى المدينة. وأمر وكيله بالعراق أن يكتري لي إلى المدينة لا أكلف نفقة دينار ولا درهم. فصرت إلى أصحابي فأخبرتهم بالخبر وحلفت عليهم أن يأخذوا مني ما أصلهم به. فحلف القوم أنهم لا يرزؤوني دينارا ولا
درهما. فو الله ما رأيت مثل أخلاقهم فكيف ألام على حبي ليحيى بن خالد؟ وحدثني أحمد بن مسبح قال: حدثني عبد الله بن عبيد الله قال: كنت عند الواقدي جالسا إذ ذكر يحيى بن خالد بن برمك. قال فترحم عليه الواقدي فأكثر الترحم. قال فقلنا له: يا أبا عبد الله إنك لتكثر الترحم عليه. قال: وكيف لا أترحم على رجل أخبرك عن حاله؟ كان قد بقي علي من شهر شعبان أقل من عشرة أيام وما في المنزل دقيق ولا سويق ولا عرض من عروض الدنيا. فميزت ثلاثة من إخواني في قلبي فقلت أنزل بهم حاجتي. فدخلت على أم عبد الله وهي زوجتي فقالت: ما وراءك يا أبا عبد الله وقد أصبحنا وليس في البيت عرض من عروض الدنيا من طعام أو سويق أو غير ذلك. وقد ورد هذا الشهر؟ فقلت لها: قد ميزت ثلاثة من إخواني أنزل بهم حاجتي. فقالت: مدنيون أو عراقيون؟ قال قلت: بعض مديني وبعض عراقي.
فقالت: اعرضهم علي. فقلت لها: فلان. فقالت: رجل حسيب ذو يسار إلا أنه منان لا أرى لك أن تأتيه. فسم الآخر. فسميت الآخر فقلت: فلان. فقالت: رجل حسيب ذو مال إلا أنه بخيل لا أرى لك أن تأتيه. قال فقلت فلان. فقالت: رجل كريم حسيب لا شيء عنده ولا عليك أن تأتيه. قال فأتيته فاستفتحت عليه الباب فأذن لي عليه فدخلت. فرحب وقرب وقال لي: ما جاء بك أبا عبد الله؟ فأخبرته بورود الشهر وضيق الحال. قال ففكر ساعة ثم قال لي: ارفع ثني الوسادة فخذ ذلك الكيس فطهره واستنفقه. فإذا هي دراهم مكحلة. فأخذت الكيس وصرت إلى منزلي فدعوت رجلا كان يتولى شراء حوائجي فقلت: اكتب من الدقيق عشرة أقفزة. ومن الأرز قفيزا. ومن السكر كذا. حتى قص جميع حوائجه. فبينا نحن كذلك إذ سمعت دق الباب فقلت:
انظروا من هذا. فقالت الجارية: هذا فلان بن فلان بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقلت: ائذني له. فقمت له عن مجلسي ورحبت به وقربت وقلت له: يا ابن رسول الله ما جاء بك؟ فقال لي: يا عم أخرجني ورود هذا الشهر وليس عندنا شيء. ففكرت ساعة ثم قلت له: ارفع ثني الوسادة فخذ الكيس بما فيه. فأخذ الكيس. ثم قلت لصاحبي: اخرج. فخرج. فدخلت أم عبد الله فقالت لي: ما صنعت في حاجة الفتى؟ فقلت لها: دفعت إليه الكيس بأسره. فقالت: وفقت وأحسنت. ثم فكرت في صديق لي بقرب المنزل فانتعلت وخرجت إليه فدققت الباب فأذن لي.
فدخلت فسلم علي ورحب وقرب ثم قال لي: ما جاء بك أبا عبد الله؟ فخبرته بورود
الشهر وضيق الحال. ففكر ساعة ثم قال لي: ارفع ثني الوسادة فخذ الكيس. فخذ نصفه وأعطنا نصفه. فإذا كيسي بعينه. فأخذت خمسمائة درهم ودفعت إليه خمسمائة وصرت إلى منزلي فدعوت الرجل الذي كان يلي شراء حوائجي فقلت له: اكتب خمسة أقفزة دقيق. فكتب لي جميع ما أردت من حوائجي. فبينا أنا كذلك إذا أنا بداق يدق الباب فقلت للخادم: انظري من هذا. فخرجت ثم رجعت إلي فقالت: خادم نبيل. فقلت لها: ائذني له. فنزل فإذا كتاب من يحيى بن خالد يسألني المصير إليه في وقته ذلك. فقلت للرجل: اخرج. ولبست ثيابي وركبت دابتي ثم مضيت مع الخادم فأتيت منزل يحيى بن خالد. رحمه الله. فدخلت عليه وهو جالس في صحن داره. فلما رآني وسلمت عليه رحب وقرب وقال: يا غلام مرفقة. فقعدت إلى جانبه فقال لي: أبا عبد الله تدري لم دعوتك؟ قلت: لا. فقال: أسهرتني ليلتي هذه فكرة في أمرك وورود هذا الشهر وما عندك. فقلت: أصلح الله الوزير! إن قصتي تطول.
فقال لي: إن القصة كلما طالت كان أشهى لها. فخبرته بحديث أم عبد الله وحديث إخواني الثلاثة وما كان من ردها لهم. وخبرته بحديث الطالبي وخبر أخي الثاني المواسي له بالكيس. فقال: يا غلام دواة. فكتب رقعة إلى خازنه. فإذا كيس فيه خمسمائة دينار. فقال لي: يا أبا عبد الله استعن بهذا على شهرك. ثم رفع رقعة إلى خازنه فإذا صرة فيها مائتا دينار فقال: هذا لأم عبد الله لجزالتها وحسن عقلها. ثم رفع رقعة أخرى فإذا مائتا دينار فقال: هذا للطالبي. ثم رفع رقعة أخرى فإذا صرة فيها مائتا دينار فقال: هذا للمواسي لك. ثم قال لي: انهض أبا عبد الله في حفظ الله. قال فركبت من فوري فأتيت صاحبي الذي واساني بالكيس فدفعت إليه المائتي دينار وخبرته بخبر يحيى بن خالد. فكاد يموت فرحا. ثم أتيت الطالبي فدفعت إليه الصرة وأخبرته بخبر يحيى بن خالد. فدعا وشكر. ثم دخلت منزلي فدعوت أم عبد الله فدفعت إليها الصرة فدعت وجزت خيرا. فكيف ألام على حب البرامكة. يحيى بن خالد خاصة؟ وتوفي وهو على القضاء في ذي الحجة سنة سبع ومائتين وصلى عليه محمد بن سماعة التميمي وهو يومئذ على القضاء ببغداد في الجانب الغربي. وأوصى محمد بن عمر إلى عبد الله بن هارون أمير المؤمنين فقبل وصيته وقضى دينه. وكان لمحمد بن عمر يوم مات ثمان وسبعون سنة.
قال محمد بن سعد: أخبرني أنه ولد في أول سنة ثلاثين ومائة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 493

محمد بن عمر بن واقد الأسلمي. مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي. ويكنى أبا عبد الله. وكان من أهل المدينة فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه فلم يزل بها. وخرج إلى الشام والرقة. ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي. فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين. ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. وقد روى عن محمد بن عجلان وربيعة والضحاك بن عثمان ومعمر وابن جريج وثور بن يزيد ومعاوية بن صالح والوليد بن كثير وعبد الحميد بن جعفر وأسامة بن زيد ومخرمة بن بكير وأفلح بن سعيد وأفلح بن حميد ويحيى بن عبد الله بن أبي قتادة وابن أبي ذيب. وكان عالما بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 241

محمد بن عمر [ق] بن واقد الأسلمي، مولاهم الواقدي المدني القاضي، صاحب التصانيف، وأحد أوعية العلم على ضعفه.
قال ابن ماجة: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا شيخ لنا، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، فذكر حديثا في اللباس يوم الجمعة، وحسبك أن ابن ماجة لا يجسر أن يسميه، وهو الواقدي قاضى بغداد.
قال أحمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث، يلقى حديث ابن أخي الزهري
على معمر ونحو ذا.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال - مرة: لا يكتب حديثه / وقال البخاري وأبو حاتم: متروك.
وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث.
وقال الدارقطني: فيه ضعف.
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
وقال ابن الجوزي وغيره: هو محمد بن أبي شملة.
دلسه بعضهم.
وأما البخاري فذكر ابن أبي شملة بعد الواقدي.
وقال أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو: سمعت ابن المديني يقول.
الواقدي يضع الحديث.
أبو أمية الطرسوسى، حدثنا الواقدي، حدثنا مالك وابن أبي الرجال، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة - مرفوعا: صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون.
على بن موسى المخرمى، حدثنا الواقدي،
[حدثنا مالك] عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن عبد الله بن علقمة بن الفغواء، عن ابن عمر، عن صفية بنت أبي عبيد، عن حفصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحرم من الرضاع إلا عشر رضعات.
قال مجاهد بن موسى: ما كتبت عن أحد أحفظ من الواقدي.
قلت: صدق، كان إلى حفظه المنتهى في الاخبار والسير، والمغازى والحوادث وايام الناس، والفقه، وغير ذلك.
وقال أحمد بن علي الابار: بلغني عن سليمان الشاذكوني أنه قال: إما أن يكون الواقدي أصدق الناس، وإما أن يكون أكذب الناس، وذاك أنه كتب عنه، فلما أن أراد أن يخرج بالكتاب
[أتاه به] فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا.
قال: وكان يعرف رأى سفيان ومالك، ما رأيت مثله قط.
وقال أبو داود: بلغني أن علي بن المديني قال: كان الواقدي يروي ثلاثين ألف حديث غريب.
وقال المغيرة بن محمد المهلبى: سمعت ابن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي، لا أرضاه في الحديث، ولا في الانساب، ولا في شئ.
وقال إسحاق بن الطباع: رأيت الواقدي في طريق مكة يسئ الصلاة.
الواقدي، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب أسعد الحميرى، وقال: هو أول من كسا البيت.
الطبراني - في المعجم الأوسط، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن ريسان، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا شعيب بن طلحة، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن أبي بكر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما حر جهنم على أمتى كحر الحمام.
محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا محمد بن عمر الأسلمي، عن أخيه شملة، عن عمر بن كثير بن شيبة الأشجعي، عن أبيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خدر الوجه من النبيذ يتناثر منه الحسنات.
الصغانى، حدثنا الواقدي، حدثنا كثير بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: تحريك الاصابع في الصلاة مذعرة للشيطان.
ولد الواقدي سنة ثلاثين ومائة، ولقى ابن جريج، وابن عجلان، ومعمرا، وثور ابن يزيد، وكان جده واقد مولى لعبد الله بن بريدة بن الحصيب.
قال البخاري: سكتوا عنه، ما عندي له حرف.
وقال ابن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث.
وقال محمد بن سلام الجمحى: هو عالم دهره.
وقال إبراهيم الحربى: الواقدي أمين الناس على الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم فيها شيئا.
وقال مصعب الزبيري: والله ما رأينا مثل الواقدي قط.
وعن الدراوردي، قال: الواقدي أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن سعد: قال الواقدي: ما من أحد إلا كتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي.
وقال يعقوب بن شيبة: لما تحول الواقدي من الجانب الغربي يقال: إنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر.
وقيل: كان له ستمائة قمطر كتب.
وقد وثقه جماعة، فقال محمد بن إسحاق الصغانى: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه.
وقال مصعب: ثقة مأمون.
وسئل معن القزاز عنه، فقال: أنا أسأل عن الواقدي والواقدى يسأل عنى.
وقال جابر بن كردى: سمعت يزيد بن هارون يقول: الواقدي ثقة، وكذا وثقه أبو عبيد.
وقال إبراهيم الحربى: من قال إن مسائل مالك وابن أبي ذئب تؤخذ عن أوثق من الواقدي فلا يصدق.
قال الخطيب في تاريخه: قدم الواقدي بغداد، وولى قضاء الجانب الشرقي منها، قال: وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف
أخبار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازى والسير، والطبقات وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم، والاحداث الكائنة في وقته وبعد وفاته، وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك - إلى أن قال: وكان جوادا مشهورا بالسخاء.
قلت: وقد سقت جملة من أخبار الواقدي وجوده وغير ذلك في تاريخي الكبير.
ومات وهو على القضاء سنة سبع ومائتين في ذي الحجة واستقر الاجماع على وهن الواقدي.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 3- ص: 662

محمد بن عمر الواقدي
قاضي بغداد عن مالك ومعمر متروك الحديث قاله البخاري

  • دار الثقافة - الدار البيضاء-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 146

محمد بن عمر بن واقد الواقدي: قال النسائي: يضع الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، والبلاء منه. -ق-

  • مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 368

محمد بن عمر الواقدي
متروك الحديث

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1976) , ج: 1- ص: 92

محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي
مولاهم المدني أبو عبد الله الواقدي. م سنة 207 هـ رحمه الله تعالى.
من أشهر مؤرخي الإسلام وقدمائهم وأشهر من روى عنه كاتبه: محمد بن سعد.
له: 1 - كتاب المناكح.
2 - كتاب مداعي قريش والأنصار.
3 - وضع عمر الدواوين.
4 - تصنيف القبائل ومراتبها وأنسابها.

  • دار الرشد، الرياض-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 50

محمد بن عمر، الواقدي، مدني، قاضي بغداد.
عن معمر، ومالك.
سكتوا عنه.
تركه أحمد، وابن نمير.
مات سنة سبع ومئتين، أو بعدها بقليل.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 1

محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي مولاهم المدني قاضي بغداد
روى عن الثوري والأوزاعي وابن جريج وخلق
وعنه الشافعي ومحمد بن سعد كاتبه وأبو عبيد القاسم وآخرون
كذبه أحمد وتركه ابن المبارك وغيره وقال النسائي وابن معين ليس بثقة مات سنة سبع وقيل تسع ومائتين

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 149

محمد بن عمر بن واقد الواقدي
قاضي العراق عن ابن عجلان وثور وابن جريج وعنه الشافعي والصاغاني والحارث بن أبي أسامة قال البخاري وغيره متروك بن ماجة حدثنا بن أبي شيبة حدثنا شيخ لنا عن عبد الحميد بن جعفر في لباس الجمعة فهو الواقدي مات في ذي الحجة 207 ق

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

محمد بن عمر الواقدي قاضي بغداد

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 78

(ق) محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم أبو عبد الله المدني قاضي بغداد.
قال النسائي: الكذابون الوضاعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة. فذكر منهم الواقدي كذا هو، وفي ’’ الطبقات ’’ المتميز: ليس ثقة لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث. كذا قاله ابن الجوزي وكأنه غير جيد.
وقال الدارقطني: فيه ضعف مختلف فيه بين على حديثه.
وقال أبو أحمد الجرجاني: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
وفي ’’ الأفراد والغرائب ’’ لأبي الحسن علي بن عمر: كان يعرف بابن أبي شملة.
وسأل الحربي سليمان بن إسحاق بن الخليل فقال: أي مسائل مالك أقرأ ابن وهب أو ابن القاسم؟ فقال: مسائل الواقدي: قال أبو إسحاق: ومن زعم أن
مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي فلا تصدقه.
وقال محمد بن أسد – فيما ذكره أبو أحمد الحاكم إملاء على محمد الأسلمي: وأصحابنا يرون الإمساك عن حديثه.
[ق 11/ب].
وقال علي ابن المديني: عنده عشرون ألف حديث لم يسمع بها وفي موضع آخر: ليس هو بموضع للرواية لضعفه، وإبراهيم بن أبي يحيى كذاب وهو عندي أحسن حالاً من الواقدي.
وقال الشافعي: كتبه كذب وصل حديثين لا يوصلان، وقال بندار: ما رأيت أكذب منه، وقال أبو زرعة: متروك الحديث، وقال أبو داود: ولا أكتب حديثه ولا أحدث عنه ما أشك أنه كان ينقل الحديث ليس ينظر للواقدي في كتاب إلا بين [فيه] أمره، وروى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي ينظر في كتبه كثيراً ولم يكن ينكر عليه سوى جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحداً، قال الحربي: وليس هذا بعيب قد فعله الزهري وابن إسحاق ولم يزل أحمد يوجه في كل جمعة حنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد فيأخذ له جزين جزءين من حديث محمد بن عمر ينظر فيهما ثم يردهما ويأخذ غيرهما.
وفي رواية محمد بن علي بن عبد الله بن المديني عن أحمد: الواقدي يركب الأسانيد.
وفي السير لأبي القاسم المغربي.. والتي ذكر كنية سعيد بن العاص
رفع بها الواقدي وذلك أن الرشيد بعث حجابه وأذن للناس.. بالمدن؛ فدخل محمد بن عمر فجلس متأخراً فلما استوثق المجلس قال الحاجب: إن أمير المؤمنين سائلكم ما كنية سعيد بن العاص فأمسكوا جميعاً، فقال الواقدي: عن أيها يسأل أمير المؤمنين عن الكبير أم عن الصغير؟ فقال: عنهما جميعاً. فقال: الكبير: أبو أحيحة والصغير: أبو عمرو، فرفعه الرشيد إلى صدر المجلس ووصله صلة كبيرة [] على أبو يوسف القاضي ويحيى بن خالد إلى العراق أن يعد فتولى القضاء.
وقال إسحاق بن راهويه: هو عندي ممن يضع، وقال الجوزجاني: لم يكن مقنعاً.
وفي ’’ التاريخ الصغير ’’ للبخاري: ما عندي عنه حرف وما عرفت من حديثه فلا أقنع به وهو ذاهب، وفي موضع آخر: سكتوا عنه.
وفي كتاب ’’ الفهرست ’’ لابن إسحاق: كان يتشيع وهو حسن المذهب يلزم التقية وهو الذي روى أن علياً كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب أبي العرب عن الشافعي: كان بالمدينة سبع رجال يضعون الأسانيد الواقدي أحدهم.
وقال أبو بشر الدولابي: هو متروك الحديث، وفي كتاب ابن الجارود: تركوه.
وقال أبو حاتم الرازي: وجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين مناكير قلنا: يحتمل أن تكون تلك الأحاديث المناكير منه ويحتمل أن تكون منهم ثم نظرنا [ق 12/أ] إلى حديثه عن ابن أبي ذئب ومعمر فإنه يضبط حديثهم فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه.
وفي كتاب العقيلي: منكر الحديث متروك.
وقال الساجي: في حديثه نظر واختلاف سمعت العباس العنبري يحدث عن الواقدي ويطريه، ثنا بدر بن مجاهد، ثنا الشاذكوني قال: كان الواقدي يدخل البادية فيسأل الأعراب ومعه خيط فيعقده ولا يكتب، وكان ربما سقط منه في طريقه فتجده الأعراب فتقول: هذا خيط ابن واقد فيأتونه به في المدينة.
ثنا أحمد بن محمد، ثنا عمرو الناقد قال قلت: فالواقدي يحفظ عن الثوري عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور؟ فقال: نعم حدثناه سفيان فقلت: أمله علي.
فقال: ثنا سفيان عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن ثابت.
فقلت: الحمد لله الذي أوقعك أنت تعرف أنساب الجن ومثل هذا يخفى عليك؟ قال أبو يحيى: والحديث حديث قبيصة عن سفيان وكان أحمد بن حنبل لا يشتغل بذكر الواقدي انتهى.
المزي ذكر عن الساجي أن الواقدي متهم فينظر.
وفي تاريخ البخاري: مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل.
وفي ’’ التعريف بصحيح التاريخ ’’: صلى عليه محمد بن سماعة وكان قد أوصى إلى المأمون فقبل وصيته.
وسئل عنه يحيى بن معين فقال: روى المغازي وأخبار الناس وتفنن فيها وجلب فأكثر فاتهم لذلك، وقيل لأحمد بن حنبل: من أثبت في معمر الواقدي أو عبد الرزاق؟ قال: زعم الواقدي أن عنده عشرة آلاف حديث لمعمر ليست لغيره فنظرنا إلى من هو أقدم مجالسة لمعمر منه فلم يوجد عنده هذا فمن ها هنا أومئ إليه في الإكثار.
وفي ’’ التاريخ الصغير ’’ لمحمد بن إسماعيل: ما عندي للواقدي حرف وما عرفت من حديثه فلا أقنع به.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 10- ص: 1

محمد بن عمر، أبو عبد الله الواقديّ.
من أهل المدينة، قدم بغداد وولي القضاء للمأمون أربع سنين. وكان عالما بالمغازي والسّير والفتوح، واختلاف الناس في الحديث وأحكامهم، وإجماعهم على ما أجمعوا عليه، وكان عظيم القدر في كثرة الرّواية والتصنيف لفنون العلم، جوادا، وقدره عند أهل المدينة عظيم، وكان أحفظ الناس لكلّ شيء إلا القرآن، فإنه لم يكن يحفظه.
وكان عليه دين وطولب به، فكتب إلى المأمون رقعة يسأله قضاء دينه، فكتب على رقعته: فيك خلّتان: السخاء والحياء، أمّا السخاء، فهو الذي أطلق على ما ملكته، وأمّا الحياء فهو الذي منعك من إعلامنا ما أنت عليه، وقد أمرنا لك بكذا وكذا، فإن كنّا أصبنا إرادتك في بسط يدك، وإلاّ فخزائن الله مفتوحة، وأنت كنت حدّثتني عن الزّهريّ، عن أنس، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال للزّبير: «يا زبير، باب الرّزق مفتوح، بإزاء العرش، ينزل الله إلى العباد على قدر نفقاتهم، فمن قلّل قلّل له، ومن كثّر كثّر له». فقال الواقدي: وكنت نسيت هذا الحديث، فكان إذكاره إياي به أحبّ إليّ من جائزته، وكانت الجازية مائة ألف درهم.
وكان للواقديّ ستّ مائة قمطر كتبا، وكان كلّ قمطر منها حمل رجل، وكان حفظه أكبر من كتبه، وكان له مملوكان يكتبان ليلا ونهارا تصانيفه.
فمن ذلك: كتاب التاريخ والمغازي والمبعث، وكتاب أخبار مكة، وكتاب الطبقات، وكتاب فتوح الشام، وكتاب فتوح العراق، وكتاب الجمل، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب السّيرة، وكتاب أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وكتاب الرّدة والدار، وكتاب حروب الأوس والخزرج، وكتاب صفّين، وكتاب أمر الحبشة والفيل، وكتاب وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكتاب السّقيفة وبيعة أبي بكر رضي الله عنه، وكتاب المناكح، وكتاب ذكر الأذان، وكتاب سيرة أبي بكر رضي الله عنه ووفاته، وكتاب الترغيب في علم القرآن، وكتاب غلط الرّجال، وكتاب مراعي قريش والأنصار في القطائع، وكتاب وضع عمر رضي الله عنه الدواوين وتصريف القبائل، وكتاب مولد الطاهرين: الحسن والحسين ومقتل أبيهما عليهم السلام، وكتاب ضرب الدنانير والدراهم، وكتاب تاريخ الفقهاء، وكتاب الآداب، وكتاب التاريخ الكبير، وكتاب غلط الحديث، وكتاب السّنة والجماعة وذمّ الهوى وترك الخروج في الفتن، وكتاب اختلاف أهل المدينة والكوفة في الفقه.
كانت وفاة الواقديّ في ذي الحجة من سنة سبع ومائتين، وأوصى إلى المأمون فقبل وصيّته وقضى دينه، ومات عن ثمان وسبعين سنة.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 121

محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الأسلمي الواقدي
قاضي بغداد قال أحمد بن حنبل هو كذاب كان يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحو ذا وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء لا يكتب حديثه وقال البخاري والرازي والنسائي متروك الحديث وذكر الرازي والنسائي أنه كان يضع الحديث وقال الدارقطني فيه ضعف وقال ابن عدي أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1986) , ج: 3- ص: 1

محمد بن عمر الواقدي
مختلف فيه. فيه ضعف بين في حديثه.

  • مكتبة المعارف، الرياض - السعودية-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

محمد بن عمر بن محمد الواقدي الأسلمي أبو عبد الله القاضي
مولى لبني سهم ولي القضاء ببغداد ومات بها روى عن معمر وابن أبي ذئب ومالك والأوزاعي والثوري روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة ويحيى بن أبي الخصيب سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه حامد بن يحيى البلخي نا عبد الرحمن حدثني أبي نا معاوية بن صالح أبي عبيد الله الأشعري الدمشقي قال سمعت سنيد بن داود يقول كنا عند هشيم فدخل الواقدي فسأله هشيم عن باب ما يحفظ فيه فقال له الواقدي ما عندك يا أبا معاوية فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب ثم قال للواقدي ما عندك فحدثه ثلاثين حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ثم قال سألت مالكاً وسألت بن أبي ذئب وسألت وسألت فرأيت وجه هشيم يتغير وقام الواقدي فخرج فقال هشيم لئن كان كذاباً فما في الدنيا مثله وإن كان صادقاً فما في الدنيا مثله نا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى قال قال لي الشافعي كتب الواقدي كذب حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري نا إسحاق بن منصور قال قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقى حديث بن أخي الزهري على معمر ونحو هذا قال إسحاق بن راهوية كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي الواقدي ليس بشيء نا عبد الرحمن قال سألت أبي عن محمد بن عمر الواقدي المديني فقال متروك الحديث قال يحيى بن معين نظرنا في حديث الواقدي فوجدنا حديثه عن المدنيين عن شيوخ مجهولين أحاديث مناكير فقلنا يحتمل أن تكون تلك الأحاديث المناكير منه ويحتمل أن تكون منهم ثم نظرنا إلى حديثه عن بن أبي ذئب ومعمر فإنه يضبط حديثهم فوجدناه قد حدث عنهما بالمناكير فعلمنا أنه منه فتركنا حديثه نا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن محمد بن عمر الواقدي فقال ضعيف قلت يكتب حديثه قال ما يعجبني إلا على الاعتبار ترك الناس حديثه.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1