ابن سيرين محمد بن سيرين البصري، الانصار باولاء، ابو بكر: امام وقته في علوم الدين بالبصرة. تابعي. من اشراف الكتاب. مولده ووفاته في البصرة. نشأ بزازا، في اذنه صمم. وتفقه وروى الحديث، واشته بالورع وتعبير الرؤيا. واستكتبه انس بن مالك، بفارس. ةكان ابوه مولي لانس ينسب له كتاب (تعبير الرؤيا -ط) ذكره ابن النديم، وهو غر (متخب الكلام في تفسير الاحلام) المطبوع، المنسوب اليه ايضا، وليس له.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 154

العابر محمد بن سيرين البصري أبو بكر الأنصاري الرباني صاحب التعبير مولى أنس بن مالك، كان سيرين من سبي جرجرايا فكاتب أنسا على مال جليل فوفاه، ولد محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر أو عثمان، سمع أبا هريرة وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر وعدي بن حاتم وأنسا وعبيدة السلماني وشريحا وطايفة، وكان قصيرا عظيم البطن له وفرة يفرق شعره كثير المزح والضحك يخضب بالحناء وكان إذا ذكر الموت مات كل عضو منه، يصوم يوما ويفطر يوما وما كان عند سلطان أصلب منه، قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم مما كانت ورأيت حمامة أخرى التقمت أخرى فخرجت أصغر مما دخلت ورأيت أخرى التقمت أخرى فخرجت كما دخلت سواء، فقال ابن سيرين: أما التي خرجت أكبر فذلك الحسن سمع الحديث فيجوده بمنطقه ويصل فيه من مواعظه وأما التي خرجت أصغر فهو محمد بن سيرين يسمع الحديث فينقص منه وأما التي خرجت كما دخلت فهو قتادة فهو أحفظ الناس، وقيل له: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا، فقال: هذا الحسن يموت قبلي ثم أتبعه وهو أرفع مني. وقد جاء عنه في التعبير عجايب وكان له في ذلك تأييد إلهي، روى عنه الجماعة، توفي سنة عشر وماية، وكانت أمه صفية مولاة أبي بكر رضي الله عنه، وكان الأصمعي يقول: الحسن البصري سيد سمح وإذا حدث الأصم بشيء يعني ابن سيرين فاشدد يديك وقتادة حاطب ليل.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0

ابن سيرين العابر اسمه محمد بن سيرين، تقدم ذكره في المحمدين في مكانه.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

محمد بن سيرين أبو بكر الأنصاري الإمام، شيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري، الأنسي، البصري، مولى أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وكان أبوه من سبي جرجرايا، تملكه أنس، ثم كاتبه على ألوف من المال، فوفاه، وعجل له مال الكتابة قبل حلوله، فتمنع أنس من أخذه لما رأى سيرين قد كثر ماله من التجارة، وأمل أن يرثه، فحاكمه إلى عمر -رضي الله عنه- فألزمه تعجيل المؤجل.
قال أنس بن سيرين: ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وولدت بعده بسنة قابلة.
سمع: أبا هريرة، وعمران بن حصين، وابن عباس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبيدة السلماني، وشريحا القاضي، وأنس بن مالك، وخلقا سواهم.
روى عنه: قتادة، وأيوب، ويونس بن عبيد، وابن عون، وخالد
الحذاء، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي، وقرة بن خالد، ومهدي بن ميمون، وجرير بن حازم، وأبو هلال محمد بن سليم، ويزيد بن إبراهيم التستري، وعقبة بن عبد الله الأصم، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو بكر سلمى الهذلي، وحيان بن حصين، وشبيب بن شيبة، وسليمان بن المغيرة، وخليد بن دعلج.
قال خالد بن خداش: حدثنا حماد، عن أنس بن سيرين:
ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
قال الحاكم: هكذا وجدت في كتابي: عمر.
وقال غيره: عثمان.
قلت: الثاني أشبه، ولو كان أولاهما الأول، لكان ابن سيرين في سن الحسن، ومعلوم أن محمدا كان أصغر بسنوات، لكن يشهد للأول: قول عارم، عن حماد بن زيد: عاش ابن سيرين نيفا وثمانين سنة.
ويشهد للثاني: قول ميسرة، عن معلى بن هلال، حدثنا يونس بن عبيد، قال: مات محمد بن سيرين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
حماد بن زيد: عن هشام، عن ابن سيرين، قال:
حج بنا أبو الوليد، فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت، ونحن سبعة ولد سيرين، فقال له: هؤلاء بنو سيرين.
فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا من أم.
قال: فما أخطأ.
وكان يحيى أخا محمد من أمه.
وقيل: بل معبد كان أخا محمد لأمه.
قال هشام بن حسان: أدرك محمد ثلاثين صحابيا.
عمر بن شبة: حدثنا يوسف بن عطية:
رأيت ابن سيرين قصيرا، عظيم
البطن، له وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح والضحك، يخضب بالحناء.
قال ابن عون: كان محمد يأتي بالحديث على حروفه، وكان الحسن صاحب معنى.
عون بن عمارة: حدثنا هشام، حدثني أصدق من أدركت؛ محمد بن سيرين.
قال حبيب بن الشهيد: كنت عند عمرو بن دينار، فقال: والله ما رأيت مثل طاووس.
فقال أيوب السختياني - وكان جالسا -: والله لو رأى محمد بن سيرين، لم يقله.
معاذ بن معاذ: سمعت ابن عون يقول: ما رأيت مثل محمد بن سيرين.
وعن خليف بن عقبة، قال: كان ابن سيرين نسيج وحده.
وقال حماد بن زيد: عن عثمان البتي، قال:
لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من ابن سيرين.
وعن شعيب بن الحبحاب، قال:
كان الشعبي يقول لنا: عليكم بذلك الأصم -يعني: ابن سيرين -.
وقال ابن يونس: كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء.
وقال عوف الأعرابي: كان ابن سيرين حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب.
حماد بن زيد: عن عاصم، سمعت مورقا العجلي يقول:
ما رأيت أحدا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين.
وقال عاصم: وذكر محمد عند أبي قلابة، فقال: اصرفوه كيف شئتم، فلتجدنه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه.
حماد: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال:
ومن يستطيع ما يطيق؟! محمد يركب مثل حد السنان.
النضر بن شميل: عن ابن عون، قال:
ثلاثة لم تر عيناي مثلهم: ابن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، كأنهم التقوا، فتواصوا.
وقد وقف على ابن سيرين دين كثير من أجل زيت كثير أراقه؛ لكونه وجد في بعض الظروف فأرة.
حماد بن سلمة: عن ثابت:
قال لي محمد: يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطبة.
فقيل: هذا ابن سيرين، أكل أموال الناس، وكان عليه دين كثير.
وقال أبو عوانة: رأيت محمد بن سيرين في السوق، فما رآه أحد إلا ذكر الله.
محمد بن عمر الباهلي: سمعت سفيان يقول:
لم يكن كوفي ولا بصري له مثل ورع محمد بن سيرين.
وعن زهير الأقطع: كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت، مات كل عضو منه على حدة.
وقال ابن عون: كان محمد يرى أن أهل الأهواء أسرع الناس ردة، وأن هذه نزلت فيهم: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا، فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} [الأنعام: 68]، وما رأيت أحدا أسخى نفسا من ابن عون.
مسلم بن إبراهيم: عن قرة، قال:
أكلت عند ابن سيرين، فقال: إن الطعام أهون من أن يقسم عليه.
وعن ثابت البناني، قال:
كان الحسن متواريا من الحجاج، فماتت بنت له، فبادرت إليه رجاء أن يقول لي: صل عليها.
فبكى، حتى ارتفع نحيبه، ثم قال لي: اذهب إلى محمد بن سيرين، فقل له: ليصل عليها.
فعرف حين جاء الحقائق، أنه لا يعدل بابن سيرين أحدا.
الأنصاري: حدثنا ابن عون، قال:
كان إبراهيم بن الحسن، والشعبي: يأتون بالحديث على المعاني، وكان القاسم، وابن سيرين، ورجاء بن حيوة: يقيدون الحديث على حروفه.
خارجة بن مصعب: عن ابن عون، عن محمد، قال:
ما رأيت سود الرؤوس أفقه من أهل الكوفة، إلا أن فيهم حدة.
قال محمد بن جرير الطبري: كان ابن سيرين فقيها، عالما، ورعا، أديبا، كثير الحديث، صدوقا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك، وهو حجة.
حماد بن زيد: عن أيوب:
قال محمد: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
الفضل بن محمد الشعراني: حدثنا عمرو بن عون، حدثنا هشيم، حدثنا منصور بن زاذان، عن ابن سيرين، قال:
نزل بنا أبو قتادة، فبينا هو على سطح لنا - قال: ونحن عشرة من ولد سيرين - فانقض كوكب من السماء، فأتبعناه أبصارنا، فنهانا أبو قتادة عن ذلك.
وعن شعيب بن الحبحاب: قلت لابن سيرين: ما ترى في السماع من أهل الأهواء؟
قال: لا نسمع منهم ولا كرامة.
الحاكم: حدثني عمر بن جعفر البصري، حدثنا الحسن بن صالح الأهوازي بالبصرة، حدثنا سليمان الشاذكوني، حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين:
أنه كان يحدثه الرجل، فلا يقبل عليه، ويقول: ما أتهمك، ولا الذي يحدثك، ولكن من بينكما أتهمه.
قال سليمان: إنما يقع الكذب بالذي وضع الحديث على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وقال قرة بن خالد: سمعت محمدا يقول: ذهب العلم وبقيت منه شذرات في أوعية شتى.
خالد بن خداش: حدثنا مهدي بن ميمون، قال:
رأيت محمد بن سيرين يحدث بأحاديث الناس، وينشد الشعر، ويضحك حتى يميل، فإذا جاء بالحديث من المسند، كلح وتقبض.
أشهل بن حاتم: عن ابن عون، عن محمد، قال:
قال عمر لابن مسعود - أو لأبي مسعود -: إنك تفتي الناس ولست بأمير، ول حارها من تولى قارها.
قال: وقال حذيفة: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: من يعلم ما نسخ من القرآن.
قالوا: ومن يعلم ما نسخ من القرآن؟
قال: عمر، أو أمير لا يجد بدا، أو أحمق متكلف.
ثم قال ابن سيرين: ولست بواحد من هذين، ولا أحب أن أكون الثالث.
يزيد بن طهمان: عن محمد بن سيرين، قال:
كان معاوية لا يتهم في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال الحارث بن أبي أسامة: حدثني محمد بن سعد، قال:
سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس به؟ فقال:
كان باع من أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص جارية، فرجعت إلى محمد، فشكت أنها تعذبها، فأخذها محمد، وكان قد أنفق ثمنها، فهي التي حبسته، وهي التي تزوجها سلم بن زياد، وأخرجها إلى خراسان، وكان أبوها يلقب: كركرة.
وقال المدائني : كان سبب حبسه أن أخذ زيتا بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فظن أنها وقعت في المعصرة، وصب الزيت كله، وكان يقول: إني ابتليت بذنب أذنبته منذ ثلاثين سنة.
قال: فكانوا يظنون أنه عير رجلا بفقر.
إسماعيل بن زكريا: عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، قال:
لقد أتى على الناس زمان وما يسأل عن إسناد الحديث، فلما وقعت الفتنة، سئل عن إسناد الحديث، فينظر من كان من أهل البدع، ترك حديثه.
قال أشعث: كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام، تغير لونه حتى تقول: كأنه ليس بالذي كان.
وقال يونس: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح.
هشيم: عن منصور:
كان محمد يضحك حتى تدمع عيناه، وكان الحسن يحدثنا ويبكي.
سليمان بن حرب: حدثنا عمارة بن مهران، قال:
كنا في جنازة حفصة بنت سيرين، فوضعت الجنازة، ودخل محمد بن سيرين صهريجا يتوضأ.
فقال الحسن: أين هو؟
قالوا: يتوضأ صبا صبا، دلكا دلكا، عذاب على نفسه وعلى أهله.
حماد: عن ابن عون: سمع ابن سيرين ينهى عن الجدال، إلا رجاء إن كلمته أن يرجع.
قال محمد بن عمرو: سمعت محمد بن سيرين يقول:
كاتب أنس بن مالك أبي أبا عمرة على أربعين ألف درهم، فأداها محمد بن سيرين.
قال عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: هذه مكاتبة سيرين عندنا، وكان قينا.
قال ابن شبرمة: دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أر أجبن من فتوى منه، ولا أجرأ على رؤيا منه.
قال يونس بن عبيد: لم يكن يعرض لمحمد أمران في ذمته، إلا أخذ بأوثقهما.
قال بكر بن عبد الله المزني: من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا، فلينظر إلى محمد بن سيرين.
وقال هشام بن حسان: كان محمد يتجر، فإذا ارتاب في شيء، تركه.
وقال ابن عون: كان محمد من أشد الناس إزارء على نفسه.
وقال غالب القطان: خذوا بحلم ابن سيرين، ولا تأخذوا بغضب الحسن.
حماد بن سلمة: عن أيوب، قال: كان محمد يصوم يوما، ويفطر يوما.
وقال ابن عون: كان محمد يصوم عاشوراء يومين، ثم يفطر بعد ذلك يومين.
قال جرير بن حازم: كنت عند محمد، فذكر رجلا، فقال: ذاك الأسود.
ثم قال: إن لله، إني اغتبته.
معاذ بن معاذ: عن ابن عون:
أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن، فقبل، وبعث إلى ابن سيرين، فلم يقبل.
ضمرة بن ربيعة: عن رجاء، قال:
كان الحسن يجيء إلى السلطان، ويعيبهم، وكان ابن سيرين لا يجيء إليهم، ولا يعيبهم.
قال هشام: ما رأيت أحدا عند السلطان أصلب من ابن سيرين.
حماد بن زيد: عن أيوب:
رأيت الحسن في النوم مقيدا، ورأيت ابن سيرين في النوم مقيدا.
أبو شهاب الحناط: عن هشام بن حسان:
أن ابن سيرين اشترى بيعا من منونيا، فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفا، فعرض في قلبه شيء، فتركه.
قال هشام: ما هو -والله- بربا.
محمد بن سعد: سألت الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس؟
قال: اشترى طعاما بأربعين ألفا، فأخبر عن أصل الطعام بشيء، فكرهه، فتركه، أو تصدق به، فحبس على المال، حبسته امرأة، وكان الذي حبسه مالك بن المنذر.
وقال هشام: ترك محمد أربعين ألفا في شيء ما يرون به اليوم بأسا.
وعنه، قال: قلت مرة لرجل: يا مفلس، فعوقبت.
قال أبو سليمان الداراني - وبلغه هذا - فقال: قلت ذنوب القوم، فعرفوا من أين أتوا، وكثرت ذنوبنا، فلم ندر من أين نؤتى.
قريش بن أنس: حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار : أن السجان قال لابن سيرين: إذا كان الليل، فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت، فتعال.
قال: لا والله، لا أكون لك عونا على خيانة السلطان.
قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين، فقال:
رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة، فخرجت منها أعظم ما كانت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة، فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤة، فخرجت كما دخلت.
فقال ابن سيرين: أما الأولى: فذاك الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه، وأما التي صغرت فأنا، أسمع الحديث فأسقط منه، وأما التي خرجت كما دخلت فقتادة، فهو أحفظ الناس.
ابن المبارك: عن عبد الله بن مسلم المروزي، قال:
كنت أجالس ابن سيرين، فتركته، وجالست الإباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فأتيت ابن سيرين، فذكرته له، فقال: مالك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-!
وعن هشام بن حسان، قال:
قص رجل على ابن سيرين، فقال: رأيت كأن بيدي قدحا من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح، وبقي الماء.
فقال له: اتق الله، فإنك لم تر شيئا.
فقال: سبحان الله!
قال ابن سيرين: فمن كذب فما علي، ستلد امرأتك وتموت، ويبقى ولدها.
فلما خرج الرجل، قال: والله ما رأيت شيئا.
فما لبث أن ولد له، وماتت امرأته.
قال: ودخل آخر، فقال: رأيت كأني وجارية سوداء نأكل في قصعة
سمكة.
قال: أتهيئ لي طعاما وتدعوني؟
قال: نعم.
ففعل، فلما وضعت المائدة، إذا جارية سوداء!
فقال له ابن سيرين: هل أصبت هذه؟
قال: لا.
قال: فادخل بها المخدع.
فدخل، وصاح: يا أبا بكر، رجل -والله-.
فقال: هذا الذي شاركك في أهلك.
أبو بكر بن عياش: عن مغيرة بن حفص، قال:
سئل ابن سيرين، فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا.
قال: هذا الحسن يموت قبلي، ثم أتبعه، وهو أرفع مني.
قد جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي.
حماد بن زيد: حدثنا أنس بن سيرين، قال:
كان لمحمد سبعة أوراد، فإذا فاته شيء من الليل، قرأه بالنهار.
حماد: عن ابن عون: أن محمدا كان يغتسل كل يوم.
قلت: كان مشهورا بالوسواس.
قال مهدي بن ميمون: رأيته إذا توضأ فغسل رجليه، بلغ عضلة ساقيه.
قال قرة بن خالد: كان نقش خاتم محمد بن سيرين كنيته: أبو بكر، ورأيته يتختم في الشمال.
قال محمد بن عمرو: سمعت ابن سيرين يقول: عققت عن نفسي بختية.
وقال مهدي بن ميمون: رأيت ابن سيرين يلبس طيلسانا، ويلبس كساء أبيض في الشتاء، وعمامة بيضاء وفروة.
وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة، والطيالس، والعمائم.
يحيى بن خليف: حدثنا أبو خلدة، قال:
رأيت ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية، قد أرخى ذوائبها من خلفه، ورأيته يخضب بالصفرة.
قال أبو الأشهب: رأيت عليه ثياب كتان.
معن بن عيسى: حدثنا محمد بن عمرو:
رأيت ابن سيرين يخضب بحناء وكتم، ورأيته لا يحفي شاربه.
قال حميد الطويل: أمر ابن سيرين سويدا أن يجعل له حلة حبرة يكفن فيها.
وقال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين، قالت:
كانت والدة محمد حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا، اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد، صبغ لها ثيابا، وما رأيته رافعا صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي إليها.
بكار بن محمد: عن ابن عون:
أن محمدا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه، ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها.
أزهر: عن ابن عون، قال:
كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلا بسيئة، ذكره هو بأحسن ما يعلم.
وجاءه ناس، فقالوا: إنا نلنا منك، فاجعلنا في حل.
قال: لا أحل لكم شيئا حرمه الله.
جعفر بن برقان: عن ميمون بن مهران، قال:
قدمت الكوفة، وأنا أريد أن أشتري البز، فأتيت ابن سيرين بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفا من أصناف البز، قال: هل رضيت؟
فأقول: نعم.
فيعيد ذلك علي ثلاث مرات، ثم يدعو رجلين، فيشهدهما، وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية، فلما رأيت ورعه، ما تركت شيئا من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته، حتى لفائف البز.
أبو كدينة: عن ابن عون، قال:
كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زيف أو ستوق، لم يشتر به، فمات يوم مات وعنده خمس مائة زيوفا وستوقة.
عبد الوهاب بن عطاء: أنبأنا ابن عون، قال:
كانت وصية محمد بن سيرين: ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة أهله وبنيه؛ أن يتقوا الله، ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به: {... إبراهيم بنيه ويعقوب: يا بني، إن الله اصطفى لكم الدين، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132]، وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنى والكذب، وأوصى فيما ترك: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي...، فذكر الوصية.
محمد بن سعد: أنبأنا بكار بن محمد السيريني، حدثني أبي، عن أبيه؛ عبد الله بن محمد بن سيرين، قال:
لما ضمنت على أبي دينه، قال لي: بالوفاء؟
قلت: بالوفاء.
فدعى لي بخير، فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى قومنا ماله ثلاث مائة ألف درهم، أو نحوها.
قال أيوب السختياني: أنا زررت على محمد القميص -يعني: لما كفنه -.
وروى: أيوب، عن محمد:
أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار، ويكف.
قال غير واحد: مات محمد بعد الحسن البصري بمائة يوم، سنة عشر ومائة.
خالد بن خداش: حدثنا حماد بن زيد، قال:
مات ابن سيرين لتسع مضين من شوال، سنة عشر ومائة.
أبو صالح كاتب الليث: حدثني يحيى بن أيوب:
أن رجلين تآخيا، فتعاهدا إن مات أحدهما قبل الآخر أن يخبره بما وجد، فمات أحدهما، فرآه
الآخر في النوم، فسأله عن الحسن البصري؟
قال: ذاك ملك في الجنة لا يعصي.
قال: فابن سيرين؟
قال: ذاك فيما شاء واشتهى، شتان ما بينهما.
قال: فبأي شيء أدرك الحسن؟
قال: بشدة الخوف والحزن.
جماعة: سمعوا المحاربي، حدثنا حجاج بن دينار، قال:
كان الحكم بن جحل صديقا لابن سيرين، فحزن على ابن سيرين حتى كان يعاد.
ثم قال: رأيته في المنام في حال كذا وكذا، فسألته لما سرني: ما فعل الحسن؟
قال: رفع فوقي سبعين درجة.
قلت: بم؟ فقد كنا نرى أنك فوقه!
قال: بطول الحزن.
وقد كان الأوزاعي أشار عليه يحيى بن أبي كثير أن يرتحل إلى البصرة، للقي محمد بن سيرين، فأتى، فوجده في مرض الموت، فعاده، ولم يسمع منه - رحمه الله تعالى -.
وبلغني أن اسم أمه: صفية، مولاة لأبي بكر الصديق.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 363

ابن سيرين ومنهم ذو العقل الرصين والورع المتين، المطعم للإخوان والزائرين، ومعظم الرجاء للمذنبين والموحدين، أبو بكر محمد بن سيرين كان ذا ورع وأمانة وحيطة وصيانة، كان بالليل بكاء نائحا وبالنهار بساما سائحا يصوم يوما ويفطر يوما وقيل: إن التصوف البذل والإطعام والطول والإنعام

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون، قال: قيل لمحمد بن سيرين: يا أبا بكر إن رجلا قد اغتابك فتحله؟ قال: «ما كنت لأحل شيئا حرمه الله»

حدثنا أحمد بن إسحاق قال: قال: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال: ثنا أبو عمير، قال: ثنا ضمرة، قال: قال السري بن يحيى أو غيره لابن سيرين: إني قد اغتبتك فاجعلني في حل قال: «إني أكره أن أحل ما حرم الله تعالى»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا عبيد الله بن محمد، قال: سمعت شيخا، يذكر عن محمد، قال: وسئل مرة عن فتيا فأحسن الإجابة فيها فقال له رجل: والله يا أبا بكر لأحسنت الفتيا فيها أو القول فيها قال: وعرض كأنه يقول: ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا فقال محمد: «لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا روح، قال: ثنا هشام، عن محمد بن سيرين، قال: " كان مما يقول للرجل إذا أراد أن يسافر في التجارة: اتق الله تعالى واطلب ما قدر لك في الحلال، فإنك إن تطلبه من غير ذلك لم تصب أكثر ما قدر لك "

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا روح، قال: ثنا ابن عون، قال: سمعت محمدا، يقول في شيء راجعته فيه: " إني لم أقل لك: ليس به بأس، وإنما قلت لك: لا أعلم به بأسا "

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا عباس بن الفضل الأسفاطي، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حصن بن أبي بكر الباهلي، وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا عثمان بن عمر الضبي، قال: ثنا القاسم بن أمية الحذاء، قال: ثنا الحكم بن سنان، كلاهما عن يحيى بن عتيق، قال: قلت لمحمد بن سيرين: الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسبة يتبعها حياء من أهلها له في ذلك أجر قال: «أجر واحد بل له أجران أجر لصلاته على أخيه وأجر لصلته الحي»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا أسود بن عامر، قال: ثنا حماد، عن حبيب، عن ابن سيرين، قال: «إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه»

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: ثنا الأشعث، قال: «كان محمد بن سيرين إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا ابن علية، عن أيوب، قال: كان محمد بن سيرين يقول: «لا تكرم أخاك بما يشق عليك»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز، قال: كتب إلينا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، قال: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين فقدم عليه فقال: كيف تركت أهل مصرك؟ قال: «تركتهم والظلم فيهم فاش»، قال ابن عون: كان يرى أنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا شبيب بن شيبة، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول: «الكلام أوسع من أن يكذب فيه ظريف»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، قال: كلمت محمد بن سيرين في رجل وقلت: يا أبا بكر، إنه من أهل العلم ثم رجعت إليه من الغد فقلت: يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا؟ قال: " بعيد مما قلت يرى أنه يعلم العلم ولا يقول لما لم يسمعه: لم أسمعه "

حدثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا إبراهيم بن سعدان، قال: ثنا بكر بن بكار، قال: ثنا أبو حرة، قال: «كان محمد بن سيرين يكره أن يقول للمرأة، طمثت ولكن كما قال الله تعالى حاضت»

حدثنا أبو محمد بن حيان، قال: ثنا محمد بن العباس، قال: ثنا زياد بن يحيى، عن عمران بن عبد العزيز، قال: سمعت محمد بن سيرين، وسئل، عمن يسمع القرآن فيصعق قال: «ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم القرآن من أوله إلى آخره فإن سقطوا فهم كما يقولون»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا أبو خليفة، قال: ثنا محمد بن سلام، قال: كان سلم بن قتيبة يأتي محمد بن سيرين على برذون ثم أتاه راجلا قال: «ما فعل برذونك؟» قال: بعته قال: «ولم؟» قال: لمئونته، قال: «أتراه خلف رزقه عندك»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا محمد بن جشم، قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: ثنا عمر بن هارون، عن قرة بن خالد، عن ابن سيرين، أنه كان يقول:
[البحر الرجز]
إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق "

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن يحيى بن ثعلب، قال: ثنا محمد بن سلام الجمحي، قال: ثنا الأصمعي، قال لقيت ابن أبي عطارد وهو شيخ هرم فقلت له: ما حفظت عن أبيك عن ابن سيرين؟ قال: حدثني أبي، أن محمد بن سيرين، قال له: «انكح امرأة تنظر في يدك، ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر في يدها»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز، قال: كتب إلينا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، قال: لما حضرت الوفاة محمد بن سيرين قال لابنه يا بني: «اقض عني وتقض عني، إلا الوفاء» قال: يا أبت أعقق عنك؟ قال: «إن الله تعالى لقادر أن يأجرني وإياك فيما صنعت من خير»

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا إبراهيم بن نائلة، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا أبو هلال، عن غالب، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: «من سره أن ينظر إلى أورع أهل زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين، فوالله ما أدركنا من هو أورع منه»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا علي بن سهل، قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول، قال: سمعت مورقا العجلي، يقول: «ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا أبو العباس السراج، قال: ثنا محمد بن عمرو الباهلي، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: «لم يكن كوفي ولا بصري ورع مثل ورع محمد بن سيرين»

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: ثنا أبو شهاب، عن هشام، عن ابن سيرين، «أنه اشترى بيعا فأشرف فيه على ثمانين ألفا فعرض في قلبه منه شيء فتركه»، قال: هشام ما هو بربا

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا أبو إسحاق الطالقاني، قال: ثنا ضمرة، عن السري بن يحيى، قال: «لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفا في شيء دخله»، قال السري: فسمعت سليمان التيمي يقول: لقد تركه في شيء ما يختلف فيه أحد من العلماء "

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا [ص:267] موسى بن هلال، قال: سمعت هشام بن حسان، يذكره قال: كان ابن سيرين إذا دعي إلى وليمة أو إلى عرس يدخل منزله فيقول: " اسقوني شربة سويق فيقال له: يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو إلى العرس تشرب سويقا، قال: «إني أكره أن أحمل حر جوعي على طعام الناس»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن هشام، قال: " أوصى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن يغسله محمد بن سيرين. فقيل له في ذلك وكان محبوسا فقال: أنا محبوس قالوا: قد استأذنا الأمير فأذن لك. قال: إن الأمير لم يحبسني، إنما حبسني الذي له الحق، فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن يحيى بن نصر، قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي قال: ثنا ابن عون، قال: «كان محمد لا يطعم عند كل أحد فكان إذا دعي إلى وليمة أجاب ولم يطعم وكان يخرج الزيوف من ماله»

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: ثنا أبو الربيع، قال: ثنا حماد بن زيد، عن هشام، قال: سمعت ابن سيرين، يقول: «المسلم المسلم عند الدرهم والدينار»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا أزهر، عن ابن عون، قال: " كان محمد يكره أن يشتري بهذه الدنانير والدراهم المحدثة التي عليها اسم الله ويقول: «المسلم عبد الدرهم»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا علي بن سهل، قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال: ذكر محمد بن سيرين عند أبي قلابة فقال: «وأينا يطيق مأ يطيق محمد بن سيرين، محمد يركب مثل حد السنان»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبو بكر، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عاصم، قال: «لم يكن ابن سيرين يترك أحدا يمشي معه»

حدثنا محمد بن أحمد أبو أحمد الجرجاني، قال: ثنا أحمد بن موسى بن [ص:268] العباس، قال: ثنا إسماعيل بن سعيد الكسائي، قال: ثنا النجم بن بشير، عن إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، قال: كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال: يا أبا بكر، ما تقول في كذا؟ قال: «ما أحفظ فيها شيئا»، فقلنا له: فقل فيها برأيك قال: «أقول فيها برأيي ثم أرجع عن ذلك الرأي، لا والله»

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد، قال: ثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال: ثنا المحاربي، عن جعفر بن مرزوق، قال: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين، والحسن، والشعبي، قال: فدخلوا عليه فقال لابن سيرين: يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا؟ قال: «رأيت ظلما فاشيا» قال: فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه ابن سيرين فقال: إنك لست تسأل إنما أنا أسأل، فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين، فأما ابن سيرين فلم يأخذها

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، قال: كتب إلينا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: سمعت يونس بن عبيد يصف الحسن وابن سيرين فقال: «أما ابن سيرين، فإنه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما»

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا أسود بن عامر، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن سيرين، وقال، لي: «رأيت ذلك الرجل الأسود» ثم قال: «استغفر الله ما أرانا إلا وقد اغتبناه»

حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال: ثنا جعفر بن عامر البزار، قال: ثنا أحمد بن عبد المجيد، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، قال كان لابن سيرين منازل لا يكريها إلا من أهل الذمة فقيل له في ذلك، قال: «إذا جاء رأس الشهر رعته وأكره أن أروع مسلما»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا أزهر بن سعد، قال: ثنا ابن عون، قال: دخلت على محمد بن سيرين وبين يديه شهدة فقال: «هلم فكل فإن الطعام أهون من أن يقسم عليه»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: [ص:269] ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن منصور، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا قرة بن خالد، قال: أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي فقال لي محمد: إن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: «الطعام أهون من أن يقسم عليه»

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أبو مسلم الكشي، قال: ثنا بكار بن محمد السيريني، قال: ثنا ابن عون، قال: «ما أتينا محمد بن سيرين في يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا»

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، قال: ثنا يحيى بن مطرف، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا أبو خلدة، قال: دخلت على محمد بن سيرين أنا وابن عون، وسهم الفرائضي فقال: «ما أدري ما أتحفكم به كلكم في بيته خبز ولحم» فقدم إلينا شهدة وجعل يقطع لنا بيده ونأكل

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا أبو خلدة، قال: دخلنا على محمد بن سيرين فقال: " ما أدري ما أتحفكم به، كلكم في بيته خبز ولحم، يا جارية هات تلك الشهدة فجاءت بها فجعل يقطع ويأكل ويطعمنا

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا عبد الله بن وهب الغزي، قال: ثنا محمد بن أبي السري قال: ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، قال: كان في أهل ابن سيرين فرح فأتاهم فرقد السبخي يهنئهم فأتوه بخبيص فأبى أن يأكله فأتوه بسمن وعسل وخبز نقي فجعل يأكل فقال ابن سيرين: «وهل الذي تركت إلا هذا الذي تأكله؟»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا علي بن مسلم، قال: ثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، عن أبيه، قال: دخلت على محمد بن سيرين في يوم حار فرأى في وجهي اللغب فقال: يا جارية هات لحبيب غداء هات هات " حتى قال ذلك مرارا قلت: «لا أريده» قال: «هات» فلما جاءت به قلت: لا أريده قال: «كل لقمة وأنت بالخيار فلما أكلت لقمة نشطت فأكلت حتى شبعت»

حدثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا [ص:270] إبراهيم بن حبيب، عن هشام، قال: «كان آل ابن سيرين لا يدخل عليهم داخل إلا قربوا له طعاما حتى إذا كان آخرا وخفت حالهم كانوا يشترون من ذلك البسر المطبوخ أو المغلي فإذا دخل داخل قدموا إليه من ذلك البسر»

حدثنا عثمان بن محمد العثماني، قال: ثنا أبو روق، قال: ثنا عبد الله بن الفضل، قال: ثنا الأصمعي، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، أنه «حين ركبه الدين خفف مطعمه حتى كنت آوي له وكان أكثر ما يأتدم به السمك الصغار»

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن يحيى بن ثعلب، قال: ثنا محمد بن سلام، قال: ثنا الأصمعي، قال: ثنا أبو هلال الراسبي، قال: «دعانا محمد بن سيرين إلى الغداء وكان أدمه السمك الصغار فما قام منا إلا أبو عطارد»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا عمرو بن زرارة، وحدثنا أبو محمد بن حيان، قال: ثنا إبراهيم بن الحسن، قال: ثنا يعقوب الدورقي، قالا: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن عون، قال: " ما رأيت أحدا أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين كان يتلو هذه الآيات: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} [الصافات: 35] ويتلو: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} [المدثر: 42] الآية، ويتلو: {لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى} [الليل: 15] " لفظ يعقوب

حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول قال الحسن: «إنما هي طاعة الله أو النار»

وقال ابن سيرين: «إنما هي رحمة الله أو النار»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا أزهر بن سعد، قال: ثنا ابن عون، عن محمد، قال: «كانوا يرجون في الموقوف حتى الحمل في بطن أمه»

حدثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن يحيى بن نصر، قال: ثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا ابن عون: قال: قرأ رجل عند محمد بن سيرين: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض} [الأحزاب: 60] الآية، فقال محمد: «لا نعلم شيئا أرجى للمنافقين من هذه الآية ما علمناه أغرى بهم حتى مات صلى الله عليه وسلم»

حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال: ثنا النعمان بن أحمد، قال: ثنا [ص:271] محمد بن عبد الملك، قال: ثنا الهيثم بن عبيد، قال: ثنا سهيل أخو حزم القطعي لا أعلم إلا أنه هو ذكره قال: سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج فأقبل عليه فقال: «مه أيها الرجل فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله تعالى حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه فسوف يأخذ للحجاج ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا إبراهيم بن حسن الباهلي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: «إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا عمر بن بحر الأسدي، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري، يخبر عبد الله بن السري قال: قال ابن سيرين: " إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو، قلت لرجل من أربعين سنة: يا مفلس " فحدث به أبا سليمان الداراني، فقال: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبي وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر التمار، قال: ثنا جدي، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، قال: قال لي محمد بن سيرين: " يا أبا محمد لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى أقمت على المصطبة فقيل: هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس " وكان عليه دين كثير

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، قال: ثنا أبو عبد الله، قال: حدثني عبد الملك بن قريب، قال: سمعت بعض، من يحدث عن ابن عون، قال: «لما ركب ابن سيرين الدين خفف مطعمه حتى أويت له وكان أكثر أدمه هذا السمك الصغار»

حدثنا مخلد بن جعفر، قال: ثنا جعفر الفريابي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، قال: «كان لمحمد بن سيرين سبعة [ص:272] أوراد يقرؤها بالليل، فإذا فاته منها شيء قرأه من النهار»

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أبو يعلى الموصلي، قال: ثنا محمد بن الحسين البرجلاني، قال: حدثني أزهر، عن ابن عون، قال: أنبأني يوسف، عن عبد الله بن الحارث: أن محمدا، نام عن العشاء حتى تفرطت ثم قام فصلاها ثم أحيا بقية ليله "

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: حدثني ضمرة، عن ابن شوذب، قال: " كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما، وكان الذي يفطر فيه: يتغدى فلا يتعشى، ثم يتسحر ويصبح صائما "

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثناه عبد الله بن أحمد، قال: حدثني نصر بن علي، قال: ثنا بشر بن عمر، قال: حدثتني أم عباد، امرأة هشام بن حسان قالت: «كنا نزولا مع محمد بن سيرين في داره فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خياط، قال: ثنا سيدان، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: سمعت أبا عوانة، قال: «رأيت محمد بن سيرين في السوق فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني نصر بن علي، قال: حدثني موسى بن المغيرة، قال: " رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله تعالى فقال له رجل: يا أبا بكر في هذه الساعة قال: «إنها ساعة غفلة»

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا الحميدي، وحدثنا عبد الرحمن بن العباس، قال: ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: ثنا إسحاق بن إسماعيل، ومحمد بن عباد، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثني زهير الأقطع، قال: «كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته»

حدثنا أحمد بن جعفر، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي قال: ثنا يحيى بن إسحاق، قال: ثنا مهدي بن ميمون، قال: أخبرنا الجريري: قال: [ص:273] كنا عند محمد بن سيرين فلما أردنا القيام قلنا: دعوة يا أبا بكر قال: «اللهم تقبل منا أحسن ما نعمل وتجاوز عنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون»

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أبو يعلى، قال: ثنا شيبان قال: ثنا سلام بن مسكين، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول: «إذا اتقى الله العبد في اليقظة لا يضره ما رئي له في النوم»

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال: ثنا محمد بن يزيد، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي قال: كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا قال له: «اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام»

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أحمد بن الحسن بن هارون، قال: ثنا عبد الله بن محمد العكي، قال: حدثني جعفر بن عبد الله بن كردوس، قال: حدثني أبي قال: قال لي محمد بن سيرين: " رأيت جليسا لي في المنام فإذا ساقاه من ذهب فقلت له: ما صنع الله بك؟ فقال: غفر لي وأدخلني الجنة وأبدلني بدل ساقي ساقين من ذهب أسرح بهما في الجنة حيث شئت قلت: بماذا؟ قال: بعزل الأذى عن الطريق "

حدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا علي بن الحسن القطان، قال: ثنا محمد بن زياد الزيادي، قال: ثنا حماد بن زياد، عن هشام بن حسان، قال: حدثني بعض، آل سيرين قال: «ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي قال: ثنا إسماعيل، عن ابن عون، قال: دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئا؟ قالوا: «لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا أزهر بن سعد، قال: ثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: «كانت شجرة في البرية تعبد من دون الله فأخذ رجل فأسا فخرج إليها فقطعها فغفر له»

حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: ثنا شجاع بن مخلد، قال: ثنا أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين، قال: «كانوا يرون حسن الخلق عونا على الدين»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال: ثنا زكريا الساجي، قال: ثنا عباس الباكسائي، قال: ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن هشام، عن محمد بن سيرين، قال: «كانوا يعشقون من غير ريبة»

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، قال: ثنا أحمد بن القاسم بن مساور، قال: ثنا خالد بن خداش، قال: ثنا مهدي بن ميمون، قال: «كان محمد بن سيرين يتمثل الشعر ويذكر الشيء ويضحك حتى إذا جاء الحديث من السنة كلح وانضم بعضه إلى بعض»

حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز، عن ضمرة، عن السري بن يحيى، وابن شوذب قالا: «كان ابن سيرين ربما ضحك حتى يستلقي ويمد رجليه»

حدثنا عثمان بن محمد العثماني، قال: ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام، قال: ثنا المقوم، يعني يحيى بن حكيم، قال: ثنا قريش بن أنس، قال: ثنا حبيب بن الشهيد قال: «كان ابن سيرين لا يئن على بلاء وربما ضحك حتى تدمع عيناه»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا عمرو بن رسته، قال: ثنا يوسف بن عطية أبو سهل، قال: «رأيت محمد بن سيرين وكان كثير المزاح كثير الضحك»

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: ثنا أحمد بن علي الأبار، قال: ثنا ابن حيان، قال: ثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: «كان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول مرحبا بالمدرفشين» يعني أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: ثنا علي بن محمد بن حاتم، قال: ثنا حامد بن محمد، قال: ثنا محمد بن عباد، قال: ثنا الحسن بن إسحاق بصري، عن سعيد بن أبي عروبة، عن محمد بن سيرين، أنه قال: «الرمان بين الفاكهة كجبريل بين الملائكة»

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا خلف بن عبيد الله الضبي، قال: ثنا نصر [ص:275] بن علي قال الأصمعي، قال: ثنا جويرية، قال: قلت لمحمد بن سيرين: إني اشتريت جارية عظيمة الشفة فقال: «ذاك أوثر لقبلتها»

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا علي بن سعيد الرازي، قال: ثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: ثنا أبو عاصم، عن قرة بن خالد، قال: قلت لمحمد بن سيرين: هل كانوا يتمازحون؟ فقال: ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر ويقول:
[البحر الوافر]
يحب الخمر من كيس الندامى ... ويكره أن تفارقه الفلوس "

حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا أحمد بن حماد بن سفيان، قال: حدثني عبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب، قال: حدثني عمي صالح بن عبد الكبير، قال: حدثني عمي أبو بكر بن شعيب، قال: كنت عند محمد بن سيرين فجاءه إنسان فسأله عن شيء، من الشعر وذاك قبل صلاة العصر فأنشد هذه الأبيات: «
[البحر المتقارب]
كأن المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل
يعل به برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل»
ثم دخل في الصلاة

حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا أحمد بن حماد قال: ثنا إبراهيم الجوهري، قال: حدثني يحيى بن خليف بن عقبة، عن أبيه، قال: سئل محمد بن سيرين أينشد الرجل وهو على وضوء؟ فقال:
[البحر البسيط]
أنبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول
أسنانها مائة أو زدن واحدة ... سائر الخلق منها بعد ممطول "
ثم قال: «الله أكبر»

حدثنا أحمد بن السندي، قال: ثنا محمد بن العباس المؤدب، قال: ثنا خالد بن خداش، قال: ثنا حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد، قال: «مثل الذي يجلس ولا يخلع نعليه مثل دابة يوضع عنها الحمل، ولا يوضع عنها الإكاف»

أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير في كتابه، وحدثني عنه أبو عمرو العثماني، [ص:276] قال: ثنا أبو العباس بن مسروق، قال: ثنا محمد بن سنان، قال: ثنا عمر بن حبيب، عن ابن عون، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول: " ثلاثة ليس معهم غربة: حسن الأدب وكف الأذى ومجانبة الريب "

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الحسن بن السميدع، قال: ثنا موسى بن أيوب، قال: ثنا علي بن بكار، قال: ثنا الحسن بن دينار، عن محمد بن سيرين: " أن رجلين اختصما في تخوم أرض فأوحى الله عز وجل إليها فكلمتهما فقالت: يا مسكينان أو يا شقيان تختصمان في ولقد ملكني ألف أعور سوى الأصحاء "

حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، قال: ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن زيد، قال: ثنا هشام، عن محمد، قال: «لم تر هذه الحمرة التي في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما ولم تفقد الخيل البلق في المغازي حتى قتل عثمان رضي الله تعالى عنه»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن علي بن حبيش، قال: ثنا أحمد بن القاسم بن مساور، قال: ثنا أحمد بن محمد الصفار، قال: ثنا مرحوم بن عبد العزيز، قال: سمعت أبي يقول: لما كانت فتنة يزيد بن المهلب انطلقت أنا ورجل إلى ابن سيرين فقلنا: ما ترى؟ فقال: «انظروا إلى أسعد الناس حين قتل عثمان فاقتدوا به» قلنا: هذا ابن عمر كف يده غرائب أخباره في تعبير الرؤيا

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: ثنا أحمد بن علي الأبار، قال: ثنا عبد الله بن عون، قال: ثنا أبو يحيى الحماني، قال: ثنا قطبة بن عبد العزيز، عن يوسف الصباغ، عن ابن سيرين، قال: «من رأى ربه تعالى في المنام دخل الجنة»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا مروان بن سالم، قال: ثنا مسعدة بن اليسع، عن خالد بن دينار، قال: كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال: يا أبا بكر رأيت في المنام كأني أشرب [ص:277] من بلبلة لها ثقبان فوجدت أحدهما عذبا والآخر ملحا قال ابن سيرين: «اتق الله لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها»

حدثنا عمر بن محمد بن حاتم، قال: ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال: ثنا عفان، قال: ثنا حماد بن زيد، ووهيب، قالا: ثنا أيوب، عن أبي قلابة، أن رجلا قال لأبي بكر: رأيت كأني أبول دما قال: «تأتي امرأتك وهي حائض؟» قال: نعم قال: «اتق الله ولا تعد»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا مروان بن سالم، قال: ثنا مسعدة، عن أبي جعفر، عن ابن سيرين: أن رجلا رأى في المنام كأن في حجره صبيا يصيح فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: «اتق الله ولا تضرب العود»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا مروان، قال: ثنا مسعدة، عن سليمان، عن حبيب: أن امرأة رأت في المنام أنها تحلب حية فقصت على ابن سيرين فقال ابن سيرين: «اللبن فطرة والحية عدو وليست من الفطرة في شيء هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء»

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال: ثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، قال: ثنا مغيرة بن حفص، قال: رأى الحجاج بن يوسف في منامه رؤيا كأن حوراوين أتتاه فأخذ إحداهما وفاتته الأخرى فكتب بذلك إلى عبد الملك، فكتب إليه عبد الملك: هنيئا يا أبا محمد، فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: «أخطأت استه الحفرة، هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الأخرى» قال: فأدرك الجماجم وفاتته الأخرى

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو هشام، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا مغيرة، قال: رأى ابن سيرين: كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ في وصيته قال: «يموت الحسن وأموت بعده هو أشرف مني»

حدثنا أحمد بن بندار، قال: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال: ثنا محمد بن يزيد، قال: ثنا يحيى بن يمان، قال: ثنا الحارث بن مشقف، قال: قال رجل لابن سيرين: إني رأيت كأني ألعق عسلا من جام من جوهر فقال: «اتق الله وعاود القرآن فإنك رجل قرأت القرآن ثم نسيته»

قال: وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأني أحرث أرضا لا تنبت قال: «أنت رجل تعزل عن امرأتك»

حدثنا أحمد بن بندار، قال: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال: ثنا محمد بن يزيد، قال: ثنا يحيى بن اليمان، قال: ثنا مبارك بن يزيد البصري، قال: قال رجل لابن سيرين: رأيت في المنام كأني أغسل ثوبي وهو لا ينقى قال: «أنت رجل مصارم لأخيك»

قال: وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأني أطير بين السماء والأرض قال: «أنت رجل تكثر المنى»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا الحميدي، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا هشام بن حسان، قال جاء رجل إلى ابن سيرين وأنا عنده، فقال: إني رأيت كأن على رأسي تاجا من ذهب فقال له ابن سيرين: «اتق الله فإن أباك في أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد أن تأتيه»، قال: فما زاده الرجل الكلام حتى أدخل يده في حجزته فأخرج كتابا من أبيه يذكر فيه ذهاب بصره وإنه في أرض غربة ويأمر بالإتيان إليه "

حدثنا محمد بن أحمد بن علي، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: ثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه»

حدثنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الموصلي، قال: ثنا محمد بن أحمد بن المثنى، قال: ثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن محمد بن سيرين، قال: " كانوا لا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم، وإلى أهل البدعة فلا نأخذ حديثهم " أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة، وأبو سعيد [ص:279] الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وأنس بن مالك وجماعة

حدثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا هوذة بن خليفة، قال: ثنا عوف، عن محمد، وخلاس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صام أحدكم يوما فنسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال أنبأنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل، وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث محمد رواه عن محمد من التابعين جماعة منهم قتادة، وأيوب السختياني، وخالد الحذاء، وحبيب بن الشهيد وغيرهم

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: ثنا سعيد بن عامر قال: ثنا هشام، وثنا عبد الله بن جعفر قال: ثنا إسماعيل بن عبد الله قال ثنا بكر بن بكار قال: ثنا ابن عون قالا: عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله تعالى فيها خيرا إلا أعطاه إياه» قال: ويقللها لفظ هشام رواه عن ابن عون، شعبة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن في جماعة قالوا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: ثنا حجاج بن محمد، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عبد الله بن عون، عن محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حديث شعبة تفرد به عنه حجاج، وعنه أحمد بن حنبل، ورواه عن محمد، أيوب، وسلمة بن علقمة، ويزيد بن إبراهيم وهو حديث صحيح متفق عليه

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم قال: ثنا إبراهيم بن زهير، قال: ثنا مكي بن إبراهيم، قال: ثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال سليمان عليه السلام: أطوف الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله، [ص:280] ولم يستثن، فطاف على مائة امرأة فلم تلد إلا امرأة ولدت نصف إنسان " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان استثنى لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل» رواه وهيب بن خالد، وجماعة عن أيوب، عن محمد نحوه وهو صحيح ثابت متفق على صحته

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، وفاروق الخطابي، في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي، قال: ثنا بكار السيريني، قال: ثنا عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر فقال: «ما هذا يا بلال؟» فقال: تمر أدخره فقال: «ويحك يا بلال أما تخاف أن يكون له بخار في النار، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا» هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد ورواه هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين تفرد به عنه حرب بن ميمون

حدثنا محمد بن عمرو بن أسلم الحافظ، قال: ثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: ثنا بشر بن سيحان، قال: ثنا حرب بن ميمون، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا»

حدثنا القاضي محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي قال: ثنا محمد بن نعيم، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته» قال أبو عاصم: ما تجد لأبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما فضيلة مثل هذه لأن طينتهما من طينة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد، لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه، وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة

حدثنا محمد بن عمرو بن أسلم الحافظ، قال: ثنا محمد بن بكر، قال: ثنا محمد [ص:281] بن جامع، قال: ثنا معلى بن ميمون، عن حجاج بن الأسود، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} [النساء: 93] قال: «إن جازاه» هذا حديث غريب من حديث محمد لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال: ثنا محمد بن خلف وكيع، قال: حدثني محمد بن إبراهيم مربع قال: ثنا سعيد بن أسد بن موسى، قال: ثنا أبو العوام القطان، عن قتادة، عن مطر الوراق، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإيمان يمان إلى لخم وجذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رءوس السعف لينصروا الله ورسوله» هذا حديث غريب من حديث محمد بن سيرين رواه تابعي عن تابعي؛ لأن قتادة من التابعين ومطرا من التابعين ومحمد بن سيرين من التابعين تفرد به أبو العوام وهو عمران بن داود القطان

حدثنا محمد بن محمد بن مكي، قال: ثنا محمد بن عمرو بن هشام، قال: ثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا عمر بن عبد الله بن رزين، عن محمد يعني ابن الفضل، عن التيمي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع لا يشبعن من أربع: أرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعين من نظر، وعالم من علم " غريب من حديث محمد ومن حديث التيمي، وهو سليمان بن طرخان التيمي تفرد به عنه محمد بن الفضل وهو محمد بن عطية ولم نكتبه إلا من حديث عمر بن عبد الله بن رزين قاضي نيسابور ثبت ثقة

حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: ثنا أحمد بن علي الخزاز، قال: ثنا سعيد بن سليمان، عن سلام الطويل، عن زيد العمي، عن منصور بن زاذان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال زيد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله عز وجل ملائكة في السماء أبصر بعمل بني آدم من بني آدم بنجوم السماء، فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم فسموه وقالوا: أفلح [ص:282] الليلة فلان فاز الليلة فلان، وإذا رأوا رجلا يعمل بمعصية الله تعالى قالوا: خسر الليلة فلان هلك الليلة فلان " هذا حديث غريب من حديث محمد تفرد به عنه منصور بن زاذان وهو تابعي من قرى واسط وعنه زيد العمي حدث به الأئمة الأعلام، عن أبي النضر، عن سلام

حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، قال: ثنا أيوب، قال: ثنا إبراهيم بن سعدان، قال: ثنا بكر بن بكار، قال: ثنا أبو حرة، قال: ثنا محمد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري: أنه خرج في سرية فأصابتهم مجاعة فأتوا على حي فأتتهم جارية فقالت: إن رجالنا خلوف وإن سيد الحي سليم، فهل فيكم من راق؟ فذهبت وقرأت عليه بأم القرآن حتى برأ قال: فأعطونا شاة وأطعمونا طعاما قال: فأكلنا من الطعام وهبنا الشاة فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه فقال: «من أين علمت أنها رقية؟» قال: لا والله إلا أني افتعلتها، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوها واضربوا لي فيها بسهم» رواه عن محمد من التابعين أيوب السختياني، وعبد الله بن عون، ولم أكتبه عاليا من حديث أبي حرة إلا من حديث بكر بن بكار

حدثنا علي بن حميد الواسطي، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا محمد بن مقاتل، قال: ثنا محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يحب المؤمن إذا كان فقيرا متعففا» غريب من حديث محمد بن سيرين لم نكتبه إلا من حديث زيد، ومحمد بن الفضل بن عطية

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 263

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 263

محمد بن سيرين. ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك. وكان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا. وكان به صمم. قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: من أين كان أصل محمد بن سيرين؟ فقال: من سبي عين التمر. وكان مولى أنس بن مالك.
قال: أخبرنا خالد بن خداش قال: حدثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال: ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثني أبي أن أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة طيبها ثلاثة من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعوا لها وحضر إملاكها ثمانية عشر بدريا فيهم أبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون. قال: وقال بكار بن محمد: ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولدا من امرأة واحدة لم يبق منهم غير عبد الله ابن محمد.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن سيرين قال: دخل علينا زيد بن ثابت ونحن ستة إخوة فيهم محمد قال: إن شئتم أخبرتكم من أخو كل واحد لأمه. هذا وهذا لأم. وهذا وهذا لأم. وهذا وهذا لأم. فما أخطأ شيئا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة قال: قالت أمي لهشام بن حسان:
عن من يحدث محمد من أصحاب النبي. ص؟ قال: عن ابن عمر وأبي هريرة.
قالت: وسمع منهم؟ قال: نعم.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة قال: قالت أمي لهشام بن حسان: عن من يحدث محمد من أصحاب النبي. ص؟ قال: عن ابن عمر وأبي هريرة. قالت: وسمع منهم؟ قال: نعم.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا سليم بن أخضر عن ابن عون قال:
لم يكن محمد يرفع من حديث أبي هريرة إلا ثلاثة أحاديث لا يجيء إلا بالرفع. أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى إحدى صلاتي العشاء. وقوله: جاء أهل اليمن. وحديث ثالث نسيه سليمان.
قال: وقال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد قال: كنت أسمع الحديث من عشرة المعنى واحد واللفظ مختلف.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا ابن عون قال: كان محمد يحدث بالحديث على حروفه.
قال: وأخبرت عن أمية بن خالد عن شعبة قال: قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد: نبئت عن ابن عباس إنما سمعه من عكرمة لقيه أيام المختار بالكوفة.
قالوا: وقد روى محمد أيضا عن زيد بن ثابت وأنس بن مالك ويحيى بن الجزار وشريح وغيره.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا السري بن يحيى قال: سمعت ابن سيرين يقول: يرحم الله شريحا إن كان ليدني مجلسي.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه كان يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذونه.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: كان محمد بن سيرين
إذا حدث كأنه يتقي شيئا كأنه يحذر شيئا.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: قال محمد بن سيرين:
إياكم والكتب فإنما تاه من كان قبلكم. أو قال: ضل من كان قبلكم بالكتب. قال بكار: ولم يكن لجدي ولا لأبي ولا لابن عون كتاب فيه تمام حديث واحد.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سليم بن أخضر قال: حدثنا ابن عون قال: سمعت محمدا يقول: لو كنت متخذا كتابا لاتخذت رسائل النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق أن محمد بن سيرين كان لا يرى بأسا أن يكتب الحديث فإذا حفظه محاه.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن شعيب قال: قال لنا الشعبي: عليكم بذاك الأصم. يعني محمد بن سيرين.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن غالب القطان قال:
خذوا بحلم محمد ولا تأخذوا بغضب الحسن.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا محمد بن عمرو أبو سهل الأنصاري قال: سمعت محمد بن سيرين يكره أن يكتب الباء ثم يمدها إلى الميم حتى يكتب السين. قال: ويقول: انظر ما كتبت: بسم الله. ثم يقول فيه قولا شديدا.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: سمعت محمد ابن سيرين كان يكره أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم لفلان ويقول: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من فلان إلى فلان.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق قال: رأى محمد رجلا يكتب بريقه في نعليه فقال محمد: يسرك أن تلحس نعلك؟
فألقاها من يده.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا ابن زيد قال: حدثنا يونس قال: قال الحسن احتسابا وسكت محمد احتسابا.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا الأشعث عن محمد بن سيرين قال: كنا إذا جلسنا إليه حدثنا وتحدثنا وضحك وسأل عن الأخبار. فإذا سئل عن شيء من الفقه والحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا وما رآه رجل في شيء فقال له محمد: إني قد أعلم ما تريد وأنا أعلم بالمراء منك ولكن لا أريد أن أماريك.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا عاصم الأحول قال: سمعت مورقا العجلي يقول: ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد.
قال: وقال أبو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعا وأملككم لنفسه. قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت محمد بن سيرين يحدث رجلا فقال: ما رأيت الرجل الأسود. ثم قال: أستغفر الله ما أراني إلا قد اغتبت الرجل.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا طلق بن وهب الطاحي قال: دخلت على محمد بن سيرين وقد كنت اشتكيت فقال: ائت فلانا فاستوصفه فإنه حسن العلم بالطب. ثم قال: ولكن ائت فلانا فإنه أعلم منه. ثم قال:
أستغفر الله ما أراني إلا قد اغتبته.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام قال: سمعت محمدا يقول: ما حسدت أحدا شيئا قط برا ولا فاجرا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال: قال محمد: لو شئت أن أزن ما آكل.
قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا هشام قال: قال محمد: إني لأزن طعامي وزنا.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عثمان البتي قال:
لم يكن أحد بهذه النقرة أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا ابن عون قال: قال محمد في شيء راجعته فيه: إني لم أقل ليس به بأس إنما قلت لا أعلم به بأسا.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثني غير واحد ممن أثق به وأصدقه عن
سوار بن عبد الله قال: كان محمد والحسن سيدي أهل هذا المصر عربيها ومولاها.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: قال محمد: لو يعلم الذي يتكلم أن كلامه يكتب عليه لقل كلامه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد قال:
أخبرنا أيوب قال: رأيت ابن سيرين مقيدا في المنام.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن بعض أهله قال: ما رابه شيء إلا تركه منذ نشأ. يعني محمدا.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق أن أعرابيا دخل على ابن سيرين فجعل يسأله عن أشياء من أمر دينه فجعل يجيبه وثم سلم ابن قتيبة فقال رجل: سله ما يقول في القدر. فقال: يا أبا بكر ما تقول في القدر؟ قال:
أي القوم أمرك بهذا؟ ثم سكت ساعة. ثم قال محمد: إن الشيطان ليس له على أحد سلطان. ولكن من أطاعه أهلكه.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد. وأخبرنا بكار بن محمد قالا: قال أخبرنا ابن عون قال: جاء رجل إلى محمد فذكر له شيئا من القدر. فقال محمد: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} النحل: 90. قال: ووضع إصبعي يديه في أذنيه وقال: إما أن تخرج عني وإما أن أخرج عنك! قال: فخرج الرجل. قال:
فقال محمد: إن قلبي ليس بيدي وإني خفت أن ينفث في قلبي شيئا فلا أقدر على أن أخرجه منه فكان أحب إلي أن لا أسمع كلامه.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام قالا:
ما رأينا أحدا أعظم رجاء لأهل القبلة من ابن سيرين.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال: لم يبلغ محمدا حديثان قط أحدهما أشد من الآخر إلا أخذ بأشدهما. قال:
وكان لا يرى بالآخر بأسا وكان قد طوق لذلك.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل وعفان قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال:
قال أبو قلابة: وأينا يطيق ما يطيق محمد؟ محمد يركب مثل حد السنان.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: كان محمد يركب مثل حد السيف.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثني أبي أن ابن سيرين اشترى هذه الأرض التي برستاق جرجرايا وصارت في يدي محمد وفي يدي أخيه يحيى فأخذ بخراجها.
وكان فيها كرم فأرادوا يعصرونه فقال محمد: لا تعصروه بيعوه رطبا. قالوا: لا ينفق عنا. قال: فاجعلوه زبيبا. قالوا: لا يجيء منه الزبيب. فضرب الكرم وألقاه في الماء وانحدر.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا هشام بن حسان قال:
حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت أم محمد امرأة حجازية. وكان يعجبها الصبغ. وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد لا ينظر في بقائه فإذا كان كل يوم عيد صبغ لها ثيابها. قالت: وما رأيته رافعا صوته عليها قط وكان إذا كلمها كلمها كالمصغي إليها بالشيء.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون أن محمدا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضا من خفضه كلامه عندها. قال: سألت محمد ابن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حين حبس له قال: كان اشترى طعاما بأربعين ألف درهم فأخبر عن أصل الطعام بشيء كرهه فتركه أو تصدق به وبقي المال عليه. فحبس به حبسته امرأة. وكان الذي حبسه مالك بن دينار.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا أبي أن محمد بن سيرين كان باع من أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي جارية فرجعت إلى محمد فشكت أنها تعذبها فأخذها محمد وكان قد أنفق ثمنها فهي التي حبسته وهي التي تزوجها سلم بن زياد وأخرجها إلى خراسان وكان أبوها يلقب كركرة.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم قال: حدثنا شعبة عن قتادة قال: دخلت على ابن سيرين السجن وهو يكتب رجلا سعرا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد ابن سيرين قال: لعمري لقد شهرت.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني قال: قال لي محمد بن سيرين: يا أبا محمد إنه لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة. فلم يزل بي البلاء حتى أخذ بلحيتي فأقمت على المصطبة فقيل: هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس. وكان عليه دين.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن هشام عن ابن سيرين أنه اشترى طعاما بيعا منونيا فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفا فعرض في قلبه منه شيء فتركه. قال هشام: والله ما هو بربا.
قال: أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال: قال لي أبي خليف بن عقبة كان ابن سيرين يسبح وحده.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب قال: أخبرني عثمان البتي قال: دخلت على ابن سيرين فقال: يا عثمان ما يقول الناس في القدر؟
فقلت: منهم من يثبته ومنهم من يقول ما قد بلغك. فقال: لم ترد القدر علي؟ إنه من يرد الله به خيرا يوفقه لطاعته ومحابه من الأعمال. ومن يرد به غير ذلك يعذبه غير ظالم.
قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء قال: كان محمد بن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما. فإذا وافق صومه اليوم الذي يفطر يشك فيه أنه من شعبان أو من رمضان صامه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وهشام أن ابن سيرين كان يصوم يوما ويفطر يوما.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: أخبرنا أنس بن سيرين قال: كانت لمحمد سبعة أوراد فكان إذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون أن محمدا كان يغتسل كل يوم.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال محمد: نفسي تكلفني أشياء وددت أنها لا تكلفني.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد
قال: أنا في بلاء شديد أشتهي أن أشبع فلا أشبع وأشتهي أن أروى فلا أروى.
قال: أخبرنا عارم قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد أنه كان إذا تلا هذه الآية: {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} آل عمران: 141.
قال: اللهم محصنا ولا تجعلنا كافرين.
قال: أخبرنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون قال: كانا إذا ذكروا عند محمد رجلا بسيئة ذكره محمد بأحسن ما يعلم.
قال: أخبرنا أزهر عن ابن عون قال: جاء ناس إلى محمد فقالوا: إنا قد نلنا منك فاجعلنا في حل. فقال: لا أحل لكم شيئا حرمه الله عليكم.
قال: أخبرنا أزهر عن ابن عون قال: كان محمد إذا نام وجه نفسه. قال: وربما استلقى على ظهره.
قال: أخبرنا أزهر السمان عن ابن عون قال: ما أخطأني يوم عيد إلا أتيت محمدا فيه فلا يعدمني أن أصيب فيه خبيصا أو فالوذقا. قال: وكان يدارئ به البول.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: ما أتينا محمدا في يوم عيد قط ألا أطعمنا فيه خبيصا أو فالوذقا. وكان لا يخرج يوم الفطر حتى يأمر بزكاة رمضان فتطيب ويرسل بها إلى المسجد الجامع. ثم يخرج إلى العيد.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن عون قال:
كان محمد يكره أن يقرأ القرآن إلا كما أنزل. يكره أن يقرأه ثم يتكلم ثم يعود فيقرأ.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا هشام عن محمد قال: كان إذا ودع رجلا قال: اتق الله واطلب ما قدر لك من حلال فإنك إن أخذته من حرام لم تصب أكثر مما قدر لك.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا هشام عن محمد قال: كانوا يقولون المسلم المسلم عند الدراهم.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون قال: كان محمد بن سيرين يأتيني إلى الحانوت ويجيئني الرجال فأعرض عليهم المتاع فيقول لهم محمد: إن شئتم أخرجه لكم إلى الدار. قال: فأخرجه لهم إلى الدار.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا ابن عون أن محمد بن سيرين كان إذا
استسلف مالا وزنه بشيء وختمه. فإذا قضاه وزنه بذلك الوزن ثم دفعه إليه. قال محمد: الوزن يزيد وينقص.
قال: أخبرنا محمد بن الصلت قال: حدثنا أبو كدينة عن عبد الله بن عون قال:
كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زائف أو ستوق لم يشتر به. فمات يوم مات وعنده خمس مائة ستوقة وزيوف.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا ميمون بن مهران قال: قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز. فأتيت محمد بن سيرين وهو يومئذ بالكوفة فساومته. فجعل إذا باعني صنفا من أصناف البز قال: هل رضيت؟ فأقول:
نعم. فيعيد ذلك علي ثلاث مرات. ثم يدعو رجلين فيشهدهما على بيعنا ثم يقول:
انقل متاعك. وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية. فلما رأيت ورعه ما تركت شيئا من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته حتى لفائف البز.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدثنا أبو هلال قال: رأيت محمد بن سيرين يخرج وهو متوشح عاقد ثوبه على عاتقه فيقعد في المسجد.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد قال: كان سعيد بن جبير خائفا إنه فعل ما فعل. ثم أتى مكة يفتي الناس.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد أنه كان يكره أن يشارط القسام. قال: وكان يكره الرشوة في الحكم. وقال:
حكم يأخذون عليه أجرا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا معاذ عن ابن عون أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن فقبل وبعث إلى ابن سيرين فلم يقبل.
قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد قال: ختن هشام بن حسان بنيه فدعا حيارى آل المهلب. قال: فقيل لمحمد: ألا ترى ما صنع أبو عبد الله؟ قال: لا تنجلوا أبا عبد الله لا تنجلوا أبا عبد الله.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن غالب قال: أتيت محمدا وذكر مزاجه فسألته عن هشام فقال: توفي البارحة أما شعرت؟ فقلت: {إنا لله وإنا إليه راجعون} البقرة: 156! فضحك.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: رأيت محمدا إذا توضأ فغسل رجليه بلغ الوضوء عضلة ساقيه.
قال: أخبرنا مسلم قال: حدثنا قرة بن خالد قال: رأيت محمدا يكنس مسجده بثوبه.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومسلم قالا: حدثنا قرة قال: كان نقش خاتم محمد بن سيرين كنيته أبو بكر.
قال: أخبرنا روح بن عبادة قال: حدثنا هشام أن نقش خاتم محمد كنيته أبو بكر.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام أن نقش خاتم محمد مثله.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: رأيت على ابن سيرين حلقة من فضة ويتختم في الشمال.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن عون قال: خرجت مع محمد لما خرج إلى ابن هبيرة. فلما حضرت الصلاة قال لي: تقدم فصل بنا. فصليت.
قال: فقلت له: أليس كنت تقول لا يتقدم إلا من جمع القرآن فكيف قدمتني؟ قال:
وقلت صنعت شيئا كرهه محمد لنفسه. قال: فذكرت له ذلك فقال: إني كرهت أن أتقدم فيقول الناس هذا محمد يؤم الناس.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا ابن عون عن محمد قال: كانوا يكرهون تخطي رقاب الناس في الجمعة. قال: وقال محمد: إنهم يقولون إن ابن سيرين يتخطى رقاب الناس. قال: وأنا لا أتخطى رقاب الناس ولكني أجيء فيعرفني الرجل فيوسع لي فأمضي. ثم يعرفني الآخر فيوسع لي فأمضي.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: أدركت مسجد محمد بن سيرين ومسجد أنس ومسجد حفصة بالعرانيس المعراة في دار سيرين لا يدخلها صبي ولا أحد.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن حبيب بن الشهيد عن ثابت البناني قال: ماتت ابنة للحسن وهو متوار فأتيته فقال: افعلوا كذا. وافعلوا
كذا. ورجوت أن يأمرني أن أصلي عليها فقال: إذا أخرجتموها فمروا محمد بن سيرين يصل عليها.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: سمعت محمد ابن سيرين يقول: عففت عن نفسي بعد أن كنت رجلا ببختية. قال: أخبرنا أبو أسامة عن مهدي بن ميمون قال: رأيت ابن سيرين يلبس طيلسانا. وكان يلبس كساء أبيض في الشتاء وعمامة بيضاء وفروة.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: رأيت محمد ابن سيرين يلبس الثياب اليمنة والطيالسة والعمائم.
قال: أخبرنا يحيى بن خليف قال: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت محمد بن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية قد أرخى ذؤابتها من خلفه.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا أبو الأشهب قال: رأيت على ابن سيرين ثياب كتان.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن سيرين يذكر عن أنس بن مالك أنه قال: سألته عن خضاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بلغ ذلك ولكن أبو بكر خضب بالحناء والكتم. قال ابن سيرين: فخضبت يومئذ بالحناء والكتم.
قال: أخبرنا يحيى بن خليف بن عقبة قال: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت ابن سيرين يخضب بالصفرة.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو كعب قال: كان محمد بن سيرين يقول للخراز إذا خرز له خفا: لا تبل الخيوط بريقك.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: رأيت ابن سيرين لا يحفي شاربه كما يحفي بعض الناس.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرني حميد أن محمد بن سيرين أمر سويدا أبا محفوظ أن يجعل له حلة حبرة يكفن فيها.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا ابن عون قال: كانت وصية ابن
سيرين ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة بنيه وأهله أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين. وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: {يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} البقرة: 132. وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنا والكذب. وأوصى فيما ترك: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عبد الله بن محمد بن سيرين قال: لما ضمنت عن أبي دينه قال لي: بالوفاء؟ قلت: بالوفاء. فدعا لي بخير.
قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: حدثنا أبي قال: قضى عبد الله بن محمد بن سيرين عن أبيه ثلاثين ألف درهم فما مات عبد الله بن محمد حتى قومنا ماله ثلاث مائة ألف درهم أو نحوا من ثلاث مائة ألف.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار ويكف.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال: تجعل له أزرار ولا تزر عليه. قال أيوب: أنا زررت على محمد.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: مات محمد يوم الجمعة. وغسله أيوب وابن عون. ولا أدري من حضر معهم.
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن عمر وقال محمد بن سعد:
وأخبرت عن هشيم عن منصور قالا: هلك محمد بن سيرين بعد الحسن بمائة يوم وذلك سنة عشر ومائة. وأخبرنا بكار بن محمد قال: توفي محمد بن سيرين وقد بلغ نيفا وثمانين سنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 143

محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك: من سبي عين التمر، ومات سنة عشر ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة. وكان الشعبي يقول: عليكم بذاك الرجل الأصم يعين محمد بن سيرين.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 88

محمد بن سيرين الأنصاري التابعي الإمام في التفسير والحديث والفقه وتعبير
الرؤيا
وقد توفي سنة عشرين ومائة

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 14

محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان وكان سيرين أبوه مكاتبا لانس بن مالك وهم اخوة أربعة محمد وأنس ومعبد ويحيى وحفصة وكريمة أولاد سيرين حمل عن ستتهم العلم وكان محمد بن سيرين من اورع التابعين وفقهاء أهل البصرة وعبادهم وكان يعبر الرؤيا رأى ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالبصرة في شوال بعد الحسن بمائة يوم وقبره بإزاء قبر الحسن بالبصرة مشهور يزار وقد زرتهما غير مرة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 143

محمد بن سيرين
..

  • دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 129

محمد بن سيرين، أبو بكر، مولى أنس بن مالك، الأنصاري، البصري.
قال لي حيوة، عن ضمرة بن ربيعة، عن السري بن يحيى، قال: مات الحسن سنة عشر ومئة قبل ابن سيرين بمئة يوم.
سمع أبا هريرة، وابن عمر، سمع منه الشعبي، وأيوب، وقتادة.
قال عارم: عن حماد بن زيد، عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، قال: حججت زمن عبد الله بن الزبير، فسمعت ابن الزبير.
وقال لي عبد الأعلى بن حماد: قال: حدثنا بشر بن منصور، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: كنا عند علقمة، فدخل الربيع بن خثيم، فقال: أقلوا الكلام، إلا من تسع.
وقال لي عبد الله بن عثمان: أخبرنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عاصم، قال: سمعت مورقاً العجلي، قال: ما رأيت أفقه في ورعه من محمد بن سيرين.
قال عاصم: وذكر محمد عند أبي قلابة، فقال: اصرفوه حيث شئتم، فلتجدنه أشدكم ورعاً وأملككم لنفسه.
قال: وحدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال: من يستطيع ما يطيق محمد، يركب مثل حد السنان.
وعن شعيب بن الحبحاب، قال: قال لي الشعبي: عليكم بذاك الأصم، يعني محمداً.
حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا قريش بن أنس، قال: حلف عوف، أنه لم ير أحداً أعلم بكتاب الله، ولا بطريق الجنة وطريق النار، من الحسن، ولم أر أحداً أعلم بتجارة، ولا بقضاء، ولا بفرائض، ولا بحساب، من محمد.
حدثني أحمد بن سليمان، قال: سمعت ابن علية؛ كنا نسمع ابن سيرين ولد في سنتين بقيتا من إمارة عثمان، ومحمد أكبر من أنس.
وروى حجاج، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من نسي، فأكل، أو شرب، فليتم صومه.
وقال لنا موسى: حدثنا أبان، قال: حدثنا قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم...، مثله.
وقال لي محمد بن سلام: قال: حدثنا عبدة، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال لي عبدان: أخبرنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا هشام، قال: حدثنا محمد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم...، مثله.
وقال لي مسدد: حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من استقاء فعليه القضاء.
قال أبو عبد الله: ولم يصح.
وإنما يروى هذا، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، رفعه.
وخالفه يحيى بن صالح، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكم بن ثوبان، سمع أبا هريرة، قال: إذا قاء أحدكم فلا يفطر، فإنما يخرج، ولا يولج.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 1

محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر بن أبي عمرة البصري
مولى أنس بن مالك
قال العجلي من أروى الناس عن شريح وعبيدة
وقال ابن سعد ثقة مأمون عال رفيع فقيه إمام كثير العلم والورع
وقال مورق العجلي ما رأيت أفقه في روعه ولا أورع في فقهه منه
وقال ابن عون لم أر في الدنيا مثل ثلاثة ابن سيرين بالعراق والقاسم ابن محمد بالحجاز ورجاء بن حيوة بالشام ولم يكن في هؤلاء مثل محمد
وقال عثمان التيمي لم يكن بالبصرة أحد أعلم منه بالقضاء
وقال ابن حبان ثقة فاضل حافظ متقن يعبر الرؤيا رأى ثلاثين من الصحابة
ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ومات في شوال سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 38

محمد بن سيرين أبو بكر
أحد الأعلام عن أبي هريرة وعمران بن حصين وعنه بن عون وهشام بن حسان وقرة وجرير ثقة حجة كبير العلم ورع بعيد الصيت له سبعة أوراد بالليل مات في تاسع شوال سنة 11 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

محمد بن سيرين الأنصاري
مولى أنس بن مالك كنيته أبو بكر
مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وكان من أورع أهل البصرة فقيها فاضلا حافظاً متقنا ضابطا يعبر الرؤيا مات في شوال سنة عشر ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة بعد الحسن بمائة يوم
روى عن أبي هريرة في الإيمان والصلاة وغيرهما وعمران بن حصين في العتق وغيره وقال في حديث السهو وأخبرت عن عمران أنه قال ثم سلم وعبيدة السلماني في الصلاة والزكاة وأنس بن مالك في الصلاة والحج واللعان والبيوع وعبد الله بن شقيق في الصلاة والصوم وأم عطية في الصلاة والجنائز وحفصة بنت سيرين وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري في النكاح وأخيه معبد بن سيرين في النكاح والطب ويونس بن جبير وحميد بن عبد الرحمن الحميري في الوصايا وابن عمر في الوصايا وعبد الرحمن بن أبي بكرة في الديات وحميد بن عبد الرحمن في الديات وقيس بن عباد في الفضائل وجندب في الفتن
روى عنه أيوب وابن عون وهشام وسلمة بن علقمة وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد وقرة بن خالد ويحيى بن عتيق وقتادة وعاصم الأحول وجرير بن حازم وخالد الحذاء

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

محمد بن سيرين أبو بكر البصري

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 41

محمد بن سيرين الأنصاري كنيته أبو بكر
وكان سيرين مكاتباً لأنس بن مالك مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وكان أنس بن مالك كاتب أباه سيرين على عشرين ألف درهم وكان محمد بن سيرين من أورع أهل البصرة وكان فقيها فاضلا حافظاً متقنا يعبر الرؤيا رأى ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه قتادة والناس مات في شهر شوال سنة عشرة ومائة وهو بن سبع وسبعين سنة بعد الحسن بمائة يوم وصلى عليه النضر بن عمرو المقرئ من أهل الشام وقبره بإزاء قبر الحسن بالبصرة مشهور يزار وكان محمد بن سيرين كاتب أنس بن مالك بفارس

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1

محمد بن سيرين بصري
تابعي ثقة يكنى أبا بكر وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة وإنما تأدب بالكوفيين من أصحاب عبد الله

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

محمد بن سيرين (ع)
الإمام الرباني، أبو بكر، مولى أنس بن مالك، وأصل سيرين من جرجرايا.
سمع: أبا هريرة، وعمران بن حصين، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم.
وعنه: أيوب، وابن عون، وقرة بن خالد، وأبو هلال محمد بن سليم، وعوفٌ، وهشام بن حسان، ويونس، ومهدي بن ميمون، وجرير بن حازم، وخلق.
وكان إماماً غزير العلم، ثبتاً، علامةً في التعبير، رأساً في الورع، وأمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق.
قال مورق العجلي: ما رأيت أحداً أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من ابن سيرين.
وقال ابن عون: لم تر عيناي مثل ابن سيرين، والقاسم، ورجاء بن حيوة.
وقال أبو عوانة: رأيت ابن سيرين في السوق، فما رآه أحدٌ إلا ذكر الله تعالى.
وقيل: كان إذا ذكر الموت، مات كل عضوٍ منه.
وقال يونس: كان ابن سيرين صاحب ضحكٍ ومزاح.
وقال ابن حبان: كان من أورع التابعين، وفقهاء البصرة، وعبادهم، وكان يعبر الرؤيا. رأى ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي بعد الحسن بمئة يومٍ في شوال سنة عشرٍ ومئة.
قال ابن حبان: وقبره بإزاء قبر الحسن بالبصرة مشهور يزار، وقد زرتهما غير مرة.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

محمد بن سيرين

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

محمد بن سيرين

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1

محمد بن سيرين أبو بكر
مولى أنس بن مالك البصري
روى عن أبي هريرة وعمران بن حصين وابن عمرو أنس بن مالك وعدي بن حاتم وابن الزبير وحبيبة روى عنه الشعبي وقتادة وأيوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون وسليمان التيمي وخالد الحذاء وعوف وداود بن أبي هند سمعت أبي يقول ذلك نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال بن سيرين سمع من عمران بن حصين.
نا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي نا سعيد بن عامر نا حميد الأسود سمعت بن عون يقول كان بصر محمد بالعلم كبصر التاجر الأريب بتجارته قال بعض أهل العربية الأريب العاقل نا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال نا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان عن عوف قال كان محمد حسن العلم بالتجارة حسن العلم بالقضاء حسن العلم بالفرائض.
نا عبد الرحمن نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا قريش بن أنس عن حبيب يعني بن الشهيد قال كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً فقال ما رأيت أحداً قط مثل طاوس قال وأيوب إلى جنبي فقال أما والله لو قد رأى محمداً ما حلف على هذا.
نا عبد الرحمن حدثني أبي نا بن الطباع نا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب قال كان الشعبي يقول لنا عليكم بذاك الأصم يعني ابن سيرين.
نا عبد الرحمن أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلي قال نا عون بن عمارة نا هشام بن حسان قال حدثني أصدق من رأيت من البشر محمد بن سيرين نا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يتقدم عليه أحد وهو فوق أبي صالح ذكوان نا عبد الرحمن نا محمد بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل محمد بن سيرين من الثقات.
نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال محمد بن سيرين ثقة نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن محمد بن سيرين فقال بصري ثقة نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قد سمع ابن سيرين من أبي قتادة الأنصاري حديثاً أنه قال إذا انقض الكوكب فلا تتبعوه أبصاركم وكان أبو قتادة نزل على ابن سيرين.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1