عثمان بن علي بن عمر الخزرجي الصقلي أبو عمرو النحوي: روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي وأبو محمد ابن بري النحوي وأبو البقا صالح بن عادي العذري الانماطي المصري نزيل قفط، وقال: أنشدني أبو عمرو عثمان بن علي الصقلي لنفسه:
هين عليها أن ترى الصبا | يتجرع الأوصاب والكربا |
من لم يصد بتكلف قنصا | وتعمد للصيد لم يعبا |
لا تعبثي يا هذه بفتى | أخذت جفونك قلبه غصبا |
أو ما علمت بأنه رجل | لما دعاه هواكم لبى |
أقول لناقتي إذ بلغتني | لقد أصبحت مني باليمين |
فلم أجعلك للغربان نحلا | ولا قلت اشرقي بدم الوتين |
رحلت فعلمت الفؤاد رحيلا | وبكت فصيرت الأسيل مسيلا |
وحدا بها حاد حدا بي للنوى | لكن منا قاتلا وقتيلا |
وإذا الحبيب أراد قتل محبه | جعل الفراق إلى الممات سبيلا |
وإذا بلغت المرتضى فتسيبي | إذ ليس يحوجني أسوم رحيلا |
دمع رأى برق الحمى فتحدرا | وجوى ذكرت له الحمى فتسعرا |
لو لم يكن هجر لما عذب الهوى | أنا أشتهي من هاجري أن يهجرا |
بيني وبين الحب نسبة عنصر | فمتى وصلت وصلت ذاك العنصرا |
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى | فأين حلاوات الرسائل والكتب |
بني الحب على الجور فول | أنصف المحبوب فيه لسمج |
ليس يستحسن في دين الهوى | عاشق يحسن تلفيق الحجج |
يهون عليها أن أبيت متيما | وأصبح محزونا وأضحي مغرما |
صلي مدنفا أو واعديه وأخلفي | فقد يترجى الآل من شفه الظما |
ضمان على عينيك قتلي وإنما | ضمان على عيني أن تبكيا دما |
ليفدك ما أسأرت مني فإنها | حشاشة صب أزمعت أن تصرما |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 4- ص: 1608