ابن مردنيش محمد بن سعد بن محمد بن أحمد بن مردنيش الجذامي، ابو عبد الله: ملك شرق الاندلس. كان عزيز الجانب، شجاعا، قوى الساعد، فيه ميل إلى اللهو يعاب به. ولي مرسية (Murcie) وضم اليها بلنسية وشاطبة ودانية. وتنقلت به الاحوال، وارتكب وزر الاستعانة بالفرنج على حرب الموحدين. واتسع نطاق امارته، فطمع بقرطبة واشبيلية. وكاد يستولي على جميع الاندليس، فنهض الموحدون لقتاله، فتقهقهر. وحصروه بمرسيه، فمات في اثناء الحصار، قال الصفدي: سقته والدته السم، ولما احس بالموت امر اهله بتسليم البلاد إلى ابن عبد المؤمن الموحدي.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 137

صاحب مرسية محمد بن سعد بن مردنيش الأمير أبو عبد الله صاحب الشجاعة والإقدام بمرسية ونواحيها، تنقلت به الأحوال وملك مرسية وبلنسية واستعان بالفرنج على حرب الموحدين واستفحل شأنه بعد موت عبد المؤمن، سقته والدته السم لما خافته ومات سنة سبع وستين وخمس ماية، وأمر أهله لما أحس بالموت أن يسلموا البلاد إلى أبي يعقوب ابن عبد المؤمن لأنه جاء إليه في ماية ألف.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0

محمد بن سعد ابن محمد بن مردنيش الجذامي الأندلسي، الملك أبو عبد الله، صاحب مرسية وبلنسية.
كان صهرا للملك المجاهد الورع أبي محمد عبد الله بن عياض، فلما توفي ابن عياض، اتفق رأي أجناده على تقديم ابن مردنيش هذا عليهم، وكان صغير السن شابا، لكنه كان ممن يضرب بشجاعته المثل، وابتلي بجيش عبد المؤمن يحاربونه، فاضطر إلى الاستعانة بالفرنج، فلما توفي الخليفة عبد المؤمن تمكن ابن مردنيش، وقوي سلطانه، وجرت له حروب وخطوب.
ذكره اليسع في ’’تاريخه’’، وقال: نازلت الروم المرية عند علمهم بموت ابن عياض، ولكون ابن مردنيش شابا، ولكن عنده من الإقدام ما لا يوجد في أحد حتى أضر به في مواضع شاهدناها معه، والرأي قبل الشجاعة، وإلا فهو في القوة والشجاعة في محل لا يتمكن منه أحد في عصره، ما استتم خمسة عشر عاما حتى ظهرت شجاعته، فإن العدو نازل إفراغة، فقرب فارس منهم إلى السور، فخرج محمد، وأبوه سعد لا يعرف، فالتقيا على حافة النهر، فضربه محمد ألقاه مع حصانه في الماء، فلما كان الغد طلب فارس من الروم مبارزته، وقال: أين قاتل فارسنا بالأمس؟ فامتنع والده من إخراجه له، فلما كان وقت القائلة وقد نام أبوه، ركب حصانه، وخرج حتى وصل إلى خيام العدو، فقيل للملك: هذا ابن سعد. فأحضره مجلسه، وأكرمه، وقال: ما تريد؟ قال: منعني أبي من المبارزة، فأين الذي يبارز؟ فقال: لا تعص أباك. فقال له: لا بد. فحضر المبارز، فالتقيا، فضر العلج محمدا في طارقته، وضرب هو العلج ألقاه، ثم أومأ إليه بالرمح ليقتله، فحالت الروم بينهما، وأعطاه الملك جائزة.
ومن شجاعته يوم نوله: كان في مائة فارس، والروم في ألف، فحمل بنفسه، فاجتمعت فيه أكثر من عشرين رمحا، فما قلبوه، ولولا حصانة عدته لهلك، فكشف عنه أصحابه، وانهزم الروم، فاتبعهم من الظهر إلى الليل، ثم هادن الروم عشر سنين.
قلت: ولليسع بن حزم في ابن مردنيش عدة تواريخ، وقال: له في المملكة خمسة وعشرون عاما إلى تاريخنا هذا.
قلت: أحسبه تملك بعيد الأربعين وخمس مائة.
قال: ولم تزل الأيام تخدمه، وقد اهتم بجمع الصناع لآلات الحروب وللبناء والترخيم، واشتغل ببناء القصور العجيبة والنزه والبساتين العظيمة، وصاهر الرئيس القائد أبا إسحاق بن همشك.
قلت: هذا كان في أيام الملك نور الدين، ولا أذكر متى توفي، فلعله بعد الستين وخمس مائة.
نعم، قد مر في ترجمة ابن عياض أنه ابن مردنيش بقي إلى سنة ثمان وستين.
حيدرة بن مفرج، أخوه، ابن حمدين:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 64