يوسف نور الدين الفيومي يوسف بن محمد بن أحمد بن صالح بن صارم بن مخلوف، نور الدين ابن تقي الدين ابن جلال الدين ابن تقي الدين الأنصاري الخزرجي الفيومي؛ مولده سنة ثمان وسبعين وست مائة. اجتمعت به بالديار المصرية وبصفد وبدمشق غير مرة، وكتب إلي شعرا وأجبته عنه. أعرفه وهو شاهد العمائر للأمير سيف الدين بكتمر الساقي، ثم إنه ورد إلى صفد وأقام بها مدة في خدمة الأمير سيف الدين طشتمر النائب بها، ثم إنه توجه معه إلى حلب ثم عاد إلى مصر ورأيته بها سنة خمس وأربعين وسبع مائة، وكتب إلي بالقاهرة لما قدمت إليها في السنة المذكورة ثم أنشدنيه من لفظه:
وجدنا أنس مولانا فلما | وجدنا الأنس لم نقنع بذاكا |
وهام الطرف مني في انتظار | يروم من الصبابة أن يراكا |
عجزت عن المزار فكنت ممن | نواك به، كفينا من نواكا |
ولا عتب على شيخ ضعيف | إذا ما قام لم يملك حراكا |
فعش لمسرة الأحباب إنا | إذا ما عشت عشنا في ذراكا |
أشبه عصفرا في الروض يزهى | وتشبيهي لهيئته مقارب |
ككنز فيه بلور عليه | دنانير، ومهلكها عقارب |
في حلب أبصرت أعجوبة | تخرج أذكى الناس من عقله |
شخصا رشيق القد عذب | اللمى لا تقدر الروم على مثله |
وهو بلا عقل جريح الحشا | والدود لا يشبع من أكله |
لا يبرح البول على رأسه | والقيد لا ينفك من رجله |
له عيون وهو أعمى وفي | عينيه أولاد على شكله |
يا من سما بين الورى قدره | اكشف لنا عنه وعن أصله |
عجبت لمعسول الرضاب مهفهف | يحاكي أنابيب القنا حال نبته |
تناقض معناه الغريب فبوله | على الرأس راس والشوارب في أسته |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 29- ص: 0