مازن الطائي الصحابي مازن بن الغضوبة، وقيل: الغضوب، وقيل: الغضب، الخطامي - فخذ من طيء - الطائي العماني. حدثني من لفظه الإمام الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس رحمه الله بالقاهرة قال: أنا علي بن محمد الثعلبي، أنا محمد بن غسان بن عاقل وغيره، أنا علي بن الحسن الدمشقي، أنا زاهر ووجيه، أنا طاهر الشحاميان، أنا أبو حامد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني، ثنا علي بن حرب، ثنا هشام بن محمد بن السائب، عن أبيه عن عبد الله العماني، عن مازن بن الغضوبة، قال: كنت أسدن صنما بسمال قرية بعمان، فعقرنا ذات يوم عنده عتيرة، وهي الذبيحة، فسمعنا صوتا من الصنم يقول: (يا مازن اسمع تسر، ظهر خير وبطن شر، بعث نبي من مضر، بدين الله الكبر، فدع نحيتا من حجر، تسلم من حر سقر).
قال: ففزعت لذلك، فقلت: إن هذا لعجبا، ثم عترت بعد أيام عتيرة أخرى، فسمعت صوتا من الصنم يقول: (أقبل إلي أقبل، تسمع ما لا يجهل، هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، فآمن به كي تعدل، عن حر نار تشعل، وقودها بالجندل). فقلت: إذا هذا لعجبا، وإنه لخير يراد بي. فبينما نحن كذلك، إذ قدم رجل من أهل الحجاز، قلنا: ما الخبر وراءك؟ قال: ظهر رجل يقال له أحمد، يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي الله، فقلت: هذا نبأ ما سمعت. فثرت إلى الصنم، فكسرته جذاذا، وركبت راحلتي، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت:
كسرت بادر أجذاذا وكان لنا | ربا نظيف به ضلا بتضلال |
بالهامشي هدانا من ضلالتنا | ولم يكن دينه مني على بال |
يا راكبا بلغا عمرا وإخوتها | أني لمن قال: ربي بادر، قال |
إليك رسول الله خبت مطيتي | تجوب الفيافي من عمان إلى العرج |
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى | فيغفر لي ربي وأرجع بالفلج |
إلى معشر خالفت في الله دينهم | فلا رأيهم رأيى ولا شرجهم شرجي |
وكنت امرءا بالزغب والخمر مولعا | شبابي حتى آذن الجسم بالنهج |
فبدلني بالخمر خوفا وخشية | وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي |
فأصبحت همي في الجهاد ونيتي | فلله ما صومي ولله ما حجي |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0