محمد الرشيد باي محمد بن حسين بن علي تركي، أبو عبد الله، المعروف بمحمد الرشيد : أمير تونس. ولد فيها وولاه أبوه بعض الاعمال. وبرع في الادب. ولما قتل أبوه (سنة 1153 ه) قصد الجزائر، وعاد منها بجيش قاتل به الباشا علي ابن محمد (انظر ترجمته) وتم له الفوز، فدخل تونس وبويع فيها (سنة 1169) وحسنت سيرته. ومات بتونس. له (ديوان شعر).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 104
محمد الرشيد باي محمد الرشيد بن حسين بن علي تركي، الأمير الشاعر، اعتنى والده بتربيته وتعليمه واختصه بإمامه الشيخ الحاج يوسف برنقيز، فاعتكف على إقرائه العلوم العقلية والدينية إلى أن بلغ خمس عشرة سنة فقدمه رجال الدولة بموافقة والده وليا للعهد، ومع توليه هذه الخطة لازم قراءة العلم، وظهر ولوعه بالأدب، وأبدع رقيق الشعر باعتناء قاضي محلته وأستاذه الشيخ محمد بن محمد الشافعي بن القاضي، ومن انضم إليه من الأدباء.
ولما زالت دولة والده وخشي سطوة ابن عمه علي باشا الأول خرج من القيروان هو وأخواه علي باي ومحمود باي ومعهم أتباعهم الموالون لهم أوائل صفر سنة 1153 فقصدوا الجزائر وطلبوا من حاكمها نصرتهم على ابن عمهم، وبعد طول المقام جهزهم بمحلة (جيش) خرجوا بها في ربيع الأول سنة 1159.
كان أمير المحلة حسين باي قسنطينة، فوصلوا إلى الكاف، ووافتهم نجوع العرب بالرجال والعون لكن أمير المحلة ردها بدون كبير قتال، ورجع إلى الجزائر بدون حصول المأمول، ولبث صابرا إلى أن استؤنفت الكرة، ودخل تونس بصحبة الجيش الجزائري وأطاحوا بدولة علي باشا.
وقد عم فضله سائر الموفين بعهده من أصدقائه ومن أدركهم من رجال دولة والده إلى أن مرض نحو العشرة أيام، وتوفي ليلة الاثنين 14 جمادى الثانية سنة 1172.
ودفن بتربة والده، وقد رثاه الشيخ محمد الورغي بقصيدة نقشت على قبره طالعها:
هذا ضريح للإمام الأمجد | فخر الملوك السيد ابن السيد |
بشرى له إذ جاء في تاريخه | بأحسن حور زينت لمحمد |
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 255