ابن الشبل البغدادي محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد ابن يوسف بن الشبل، البغدادي، أبو علي: شاعر حكيم. من أهل بغداد، مولدا ووفاة. أقرأ علوم الفلسفة والأدب، ونظم الشعر الجيد. وكان ظريفا نديما. له (ديوان شعر) وأشهر شعره قصيدتان، مطلع أولاهما:
#بربك أيها الفلك المدار
ومطلع الثانية:
#غاية الحزن والسرور انقضاء
أوردهما ابن أبي أصيبعة برمتهما، وسماه ’’الحسين بن عبد الله’’. وقال الصفدي بعد أن سماه’’محمد بن الحسين’’: وزعم بعضهم أنه الحسين بن عبد الله.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 100
ابن الشبل محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبل أبو علي الشاعر الحكيم البغداذي توفي في المحرم سنه ثلث وسبعين وأربع ماية ودفن بباب حرب، كان شاعرا مجيدا له ديوان، سمع غريب الحديث من أحمد بن علي الباذي وكان ظريفا نديما مطبوعا، وزعم بعضهم أنه الحسين بن عبد الله، من شعره:
لا تظهرن لعاذل أو عاذر | حاليك في السراء والضراء |
فلرحمة المتوجعين حزازة | في القلب مثل شماتة الأعداء |
يفني البخيل بجمع المال مدته | وللحوادث والأيام ما يدع |
كدودة القز ما تبنيه يهدمها | وغيرها بالذي تبنيه ينتفع |
بربك أيها الفلك المدار | أقصد ذا المسير أم اضطرار |
مدارك قل لنا في أي شيء | ففي إفهامنا عنك انبهار |
فطوق في المجرة أم لآل | هلالك أم يد فيها سوار |
وفيك الشمس رافعة شعاعا | بأجنحة قوادمها قصار |
ودنيا كلما وضعت جنينا | عراه من نوايبها طوار |
هي العشواء ما خبطت هشيم | هي العجماء ما جرحت جبار |
فإن يك آدم أشقى بنيه | بذنب ماله منه اعتذار |
فكم من بعده غفر وعفو | تغبر ما تلا ليلا نهار |
لقد بلغ العدو بنا مناه | وحل بآدم وبنا الصغار |
وتهنا ضايعين كقوم موسى | ولا عجل أضل ولا خوار |
فيا لك أكلة ما زال فيها | علينا نقمة وعليه غار |
نعاقب في الظهور وما ولدنا | ويذبح في حشا الأم الحوار |
ونخرج كارهين كما دخلنا | خروج الضب أخرجه الوجار |
وكانت أنعما لو أن كونا | نشاور قبله أو نستشار |
وما أرض عصته ولا سماء | ففيم يغول أنجمها انكدار |
غاية الحزن والسرور انقضاء | ما لحي من بعد ميت بقاء |
لا لبيد بأربد مات حزنا | وسلت عن شقيقها الخنساء |
مثل ما في التراب يبلى الفتى فالحـ | ـزن يبلى من بعده والبكاء |
عن أن الأموات مروا وبقوا | غصصا لا تسيغها الأحياء |
إنما نحن بين ظفر وناب | من خطوب أسودهن ضراء |
نتمنى وفي المنى قصر العمـ | ـر فنغدو كما نسر نساء |
صحة المرء للسقام طريق | وطريق الفناء هذا البقاء |
بالذي نغتدي نموت ونحيى | أقتل الداء للنفوس الدواء |
ما لقينا من غدر دنيا فلا كا | نت ولا كان أخذها والعطاء |
صلف تحت راعد وسراب | كرعت فيه مومس خرقاء |
راجع جودها عليها فمهما | يهب الصبح يسترد المساء |
ليت شعري حلما تمر به الأيـ | ـام أم ليس تعقل الأشياء |
من فساد يكون في عالم الكو | ن فما للنفوس منه اتقاء |
وقليلا ما يصحب المهجة الجسـ | ـم ففيم الشقا وفيم العناء |
قبح الله لذة لشقانا | نالها الأمهات والآباء |
نحن لولا الوجود لم نألم الفقـ | ـد فإيجادنا علينا بلاء |
ولقد أيد الإله عقولا | حجة العود عندها الإبداء |
غير دعوى قوم على الميت شيء | أنكرته الجلود والأعضاء |
وإذا كان بالعيان خفاء | كيف بالغيب يستبين الخفاء |
أناة أيها الفلك المدار | أنهب ما تطرف أم جبار |
ستفنى مثل ما تفني وتبلى | كما تبلي فيدرك منك ثار |
وما أهل المنازل غير ركب | مطاياهم رواح وابتكار |
لنا في الدهر آمال طوال | نرجيها وأعمار قصار |
واهون بالخطوب على خليع | إلى اللذات ليس له عذار |
فآخر يومه سكر تجلى | غوايته وأوله خمار |
وكأنما الإنسان فيه غيره | متكونا والحسن فيه معار |
متصرف وله القضاء مصرف | ومكلف وكأنه مختار |
طورا تصوبه الحظوظ وتارة | حظ تحيل صوابه الأقدار |
تعمى بصيرته ويبصر بعدما | لا يسترد الفايت استبصار |
فتراه يؤخذ قلبه من صدره | ويرد فيه وقد جرى المقدار |
فيظل يضرب بالملامة نفسه | ندما إذا لعبت به الأفكار |
لا يعرف التفريط في إيراده | حتى يبينه له الأصدار |
إذا جار الزمان على كريم | أعار صديقه قلب العدو |
إن تكن تجزع من دمـ | ـعي إذا فاض فصنه |
أو تكن أبصرت يوما | سيدا يعفو فكنه |
أنا لا أصبر عمن | لا يحل الصبر عنه |
كل ذنب في الهوى يغـ | ـفر لي ما لم أخنه |
قالوا القناعة عز والكفاف غنى | والذل والعار حرص النفس والطمع |
صدقتم من رضاه سد جوعته | إن لم يصبه بماذا عنه يقتنع |
قالوا وقد مات محبوب فجعت به | وبالصبى وأرادوا عنه سلواني |
ثانيه في الحسن موجود فقلت لهم | من أين للهوى الثاني صبى ثان |
بنا إلى الدير من درتا صبابات | فلا تلمني فما تغني الملامات |
لا يبعدن وإن طال الزمان به | أيام لهو عهدناه وليلات |
فكم قضيت لبانات الشباب بها | غنما وكم بقيت عندي لبانات |
ما أمكنت دولة الأفراح مقبلة | فانعم ولذ فإن العيش تارات |
قبل ارتجاع الليالي وهي عارية | وإنما لذة الدنيا إعارات |
قم فاجل في فلك الظلماء شمس ضحى | بروجها الدهر طاسات وكاسات |
لعله إن دعا داعي الحمام بنا | نقضي وأنفسنا منا رويات |
بم التعلل لولا ذاك من زمن | أحياؤه باعتياد الهم أموات |
دارت تحيي فقابلنا تحيتها | وفي حشاها لقرع المزج روعات |
عذراء أخفى مزاج الماء سورتها | لم يبق من روحها إلا حشاشات |
مدت سرادق برق من أبارقها | على مقابلها منها ملالات |
فلاح في أذرع الساقين أسورة | تبرا وفوق نحور الشرب جامات |
قد وقع الدهر سطرا في صحيفته | لا فارقت شارب الخمر المسرات |
خذ ما تعجل واترك ما وعدت به | فعل اللبيب فللتأخير آفات |
وللسعادة أوقات ميسرة | تعطي السرور وللأحزان أوقات |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 3- ص: 0
ابن الشبل البغدادي اسمه محمد بن الحسين، وتقدم ذكره في المحمدين، فليطلب هناك.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
ابن الشبل شاعر العصر، أبو علي، محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الشبل بن أسامة السامي، البغدادي، الحريمي.
له ’’ديوان’’ مشهور.
حدث عن: أبي الحسن بن البادي، وغيره.
روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام، وأبو سعد بن الزوزني، وشجاع الذهلي، وآخرون.
ونظمه في الذروة.
كتب عنه الحافظ الخطيب، وطول ابن النجار ترجمته بمقطعات.
مات في المحرم سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة، وله اثنتان وسبعون سنة.
وقد سمع: غريب الحديث من ابن البادي.
أتسز، الجرجاني:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 504