لمحة عن الكتاب

من أهم مصادر التراث العربي التي استقصت أخبار المصنفين وما صنفوه، ويضم أكثر من أربعمائة ترجمة من تراجم المصنفين وأسماء مصنفاتهم، ونتفاً من أشعارهم، وطرائف أخبارهم، وقد صدره مؤلفه بمقدمة ضاع قسم كبير منها، وافتتحه بتراجم المحمدين، فبدأ بترجمة محمد بن إدريس الشافعي باعتباره "أول من صَنَّفَ الفقه ودوَّنه" ثم أتبعهم بتراجم من سمي إبراهيم، فالذي يليه حسب ترتيب حروف المعجم، ولم يلتزم ابن أنجب بمنهج محدد في تراجم هذا الكتاب. فهناك تراجم طويلة ذكر فيها الأشياء الأساس في الترجمة، كالاسم والكنية، وبعض الشيوخ والتلاميذ، والمصنفات، وتاريخ المولد والوفاة، وأضاف إلى ذلك بعض الاستطرادات التاريخية، أو النكات الأدبية، أو ما استحسن من أشعار وأخبار المترجم. وهناك تراجم قصيرة في سطر أو سطرين أخل فيها بما سبق ذكره من أركان الترجمة.
وعلى الرغم من أغلب من ترجمهم ابن أنجب في هذا الكتاب سبق أن ترجموا في كتاب الفهرست للنديم، ومعجم الأدباء لياقوت، إلا أن كتاب الدر الثمين يضم مجموعة هامة من تراجم شيوخ أبن أنجب ومعاصريه. وهو فيها عمدة لغيره، ومصدر هام لا يستغنى عنه؛ لأنه استقى بعض أخبار مترجميه منهم مباشرة، دون عزو أو إسناد، كما وقف على مؤلفاتهم، وقرأ بعضها عليهم، وأشار إلى ذلك في غير ما موضع من هذا الكتاب.
كما يضم الدر الثمين طائفة هامة من الأخبار التاريخية، وأخبار بعض المدارس والرباطات، وتاريخ افتتاحها، وذكر بعض الشيوخ الذين دَرَّسُوا بها، وغير ذلك من الفوائد، التي لا تخفى أهميتها، وإن ذكرت عرضا في تراجم المصنفين. إلا أن الجانب الطريف والهام في هذا الكتاب، والذي يهم علماء الفهرسة والمتتبعين لأخبار الكتب، بشكل خاص؛ هو ما يتعلق ببعض أخبار ابن أنجب نفسه، وبعض أسماء مصنفاته التي لا تزال مفقودة إلى الآن، فقد ذكر منها ستة عشر عنوانا من نفائس كتبه، منها ما لا نجد له ذكرا في غير هذا الكتاب. كما وجدنا فيه أيضا أخبارا في غاية الأهمية عن بعض المؤلفات التي قرأها، أو تملكها في خزانته الخاصة، أو وقف عليها في خزانة المدرسة النظامية، إلى غير ذلك من أخبار المصنفات والمصنفين التي أتحفنا بتا ابن الساعي في دره الثمين.
هذا وقد اعتمد ابن أنجب في جمع بعض هذه الأخبار على مجموعة هامة من مصادر التراث، ولَقِفَ البعض الآخر من أفواه شيوخه، أو ما شاهده أو طالعه في كتب المتأخرين. ولاشك أن عمله كخازن للكتب في خزانتين عظيمتين كخزانة المدرسة النظامية، وخزانة المدرسة المستنصرية، قد ساعده على جمع هذا الكم الهائل من أخبار المؤلفين ومُؤلفاتهم.

الطبعات

دار النشر تاريخ النشر رقم الإصدار عدد الأجزاء
دار الغرب الإسلامي - تونس 2009 1 1

لمحة عن المؤلف