كتاب "قلائد العقيان في محاسن الأعيان" لابن خاقان يُعد من أبدع كتب التراجم الأدبية في الأندلس، يتميز بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين جمال العبارة وبلاغة السرد. جمع فيه المؤلف تراجم لطوائف متعددة من أهل الأندلس، مع النفاذ العميق إلى جوهر الشخصيات المترجَمة، بأسلوب أدبي ساحر وصفه القدماء بأنه "كالسحر الحلال والماء الزلال".
اتبع ابن خاقان منهجًا متميزًا يقوم على إبراز المحاسن والعيوب بصدق فني راقٍ، ما أضفى على الكتاب روحًا نقدية وتحليلية. وقد نال إعجاب النقاد المعاصرين له، ومنهم البطليوسي الذي أبدى إعجابه الشديد بفنية الكتاب وبلاغة مؤلفه، واصفًا إياه بأنه يفوق أقرانه في البيان والذوق الأدبي.
الكتاب ليس مجرد تراجم، بل هو عمل أدبي رفيع، يعكس ذوق المؤلف وثقافته، وقدرته على التقييم الموضوعي، ويعد من أهم مصادر دراسة الأندلسيين وأدبهم في القرون الأخيرة من الحضارة الأندلسية.