يُعد كتاب الإصابة من أعظم الموسوعات التراجمية في التاريخ الإسلامي، وأوسعها في جمع أسماء الصحابة، إذ ضمّ أكثر من 12,000 ترجمة. ألّفه الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ)، ورتبه على حروف المعجم، مقسِّمًا كل حرف إلى أربعة أقسام. عُني فيه بتمييز من ثبت لقاؤه بالنبي ﷺ ممن لم يثبت، مع تحرير الأوهام التي وقعت في كتب سابقة. امتاز بدقّة التوثيق، وشمول مصادر متعددة من كتب الحديث، والتفسير، والرقائق، والجرح والتعديل. كما اهتم بذكر المشاهد والسير والأحداث المرتبطة بالصحابي المترجَم له. وقد عدّه العلماء زبدة ما أنتجه هذا الفن في أوج نضجه العلمي.
يُعدّ كتاب «الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة» للحافظ ابن حجر العسقلاني من أوسع كتب التراجم، وأول مؤلف يستوعب تراجم قرن كامل، متناولًا فيه أكثر من 5400 شخصية بين علماء وأمراء ونساء بارزات من محدثات وأديبات. ابتدأ تأليفه سنة 830هـ وواصل التكميل فيه حتى سنة 837هـ، وفتح الباب لتلامذته لاستدراك ما فاته. أتبعه بذيل سماه «تاريخ المئة التاسعة» بلغ فيه إلى سنة 832هـ، وذكر فيه 604 ترجمة. استفاد في التأليف من عمله كقيّم على المكتبة المحمودية، ومن خبرته الواسعة بالمصادر. الكتاب توأم لعمله الآخر «إنباء الغمر بأنباء العمر» الذي دوّن فيه وقائع حياته وسير معاصريه، وبلغ من دقة ملاحظاته أنه يصدر أحكامًا نقدية متزنة على المترجمين، تجمع بين التوثيق والتقويم العلمي. الكتاب من أهم مصادر تراجم القرن الثامن الهجري، وذُيّل به تاريخ ابن كثير و«وفيات» ابن رافع السلامي.