كتاب "نظم العقيان في أعيان الأعيان" للإمام جلال الدين السيوطي (ت911هـ)، هو مؤلف في التراجم يجمع بين الفائدة العلمية والصياغة الأدبية، ضمّ مئتي ترجمة لعدد من أعلام القرن التاسع الهجري، من الرجال والنساء، في مختلف الأقاليم الإسلامية.
ركّز السيوطي على أعلام عاشوا في: مصر، الشام، الحجاز، العراق، والأندلس.
شملت التراجم: قضاة، محدّثين، مقرئين، شعراء، فقهاء، أطباء، وغيرهم.
منهجه في الترجمة:
يذكر الاسم، واللقب، والكنية
ثم سنة الميلاد، وأسماء الشيوخ، والمصنفات، وسنة الوفاة.
الصياغة كانت شعرية فنية، حيث صاغ كثيرًا من التراجم نظمًا بليغًا.
مصدرٌ فريد لبعض الشخصيات التي لم تُذكر في غيره.
استقى مادته من مصادر مثل معجم البقاعي.
يجمع بين التوثيق والتأريخ الأدبي، ويعكس اهتمام السيوطي بحفظ سير معاصريه.
يُعد الكتاب مرجعًا نفيسًا في علم التراجم الأدبية، ومصدرًا مهمًا لتاريخ النخبة العلمية والأدبية في القرن التاسع الهجري.
كتاب "طبقات الحفاظ" لجلال الدين السيوطي (ت911هـ) من أبرز كتب التراجم التي صنّفت في علم الحديث، حيث جمع فيه المؤلف سير حُفّاظ الحديث النبوي الشريف منذ عهد الصحابة إلى زمنه، مرتبًا إياهم وفق تسلسل زمني طبقي.
قسّم السيوطي الكتاب إلى أربع وعشرين طبقة، بدأها بالصحابة الكرام، فذكر في:
الطبقة الأولى: الصحابة، ورأسها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
الطبقة الثانية: كبار التابعين، ورأسها علقمة بن قيس.
الطبقة الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين، ورأسها الحسن البصري.
الطبقة الرابعة: صغار التابعين.
ثم تابع سرد الطبقات حتى الطبقة الرابعة والعشرين، وهي طبقة المعاصرين له أو من قارب عصره، فذكر حفاظ الحديث في كل جيل، مشيرًا إلى أبرز أعمالهم، ومروياتهم، ومكانتهم في علم الحديث.
ويُعد الكتاب ذيلًا وتكملة لكتاب "طبقات الحفاظ" للإمام الذهبي، إلا أن السيوطي أضاف طبقات جديدة ووسّع في تراجم بعض الأعلام. الكتاب مرجع مهم لدارسي علوم الحديث والمهتمين بتاريخ الرجال والحفاظ.
كتاب "طبقات المفسرين" للإمام جلال الدين السيوطي (849–911هـ) هو من أبرز كتب التراجم التي خُصصت للمفسرين، وقد بلغ عدد تراجم الكتاب 136 ترجمة. رتّب السيوطي المترجمين فيه ترتيبًا هجائيًا، واستهلّ كتابه بمقدمة بيّن فيها منهجه وأصناف المفسرين، فقسّمهم إلى أربع فئات:
مفسرو السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم.
المحدّثون الذين صنفوا تفاسير مسندة بالأسانيد.
علماء أهل السنة ممن تناولوا معاني القرآن وأحكامه وإعرابه.
المبتدعة كالمعتزلة والشيعة، وذكر منهم المشاهير فقط.
اهتم السيوطي بتوثيق جهود علماء أهل السنة، وميّز بين النقلة والمؤولة، فجاء الكتاب مرجعًا مهمًّا لتاريخ علم التفسير وأعلامه.