تنبع أهمية الكتاب في أنه جمع لنا مئتي سيرة من سير كبار أعيان العالم الإسلامي من رجال ونساء عاشوا حوالي القرن التاسع للهجرة - الخامس عشر الميلادي، في مصر وسوريا والحجاز والعراق والأندلس، وقضاة، ومقرئين ومحدثين وشعراء وغيرهم، وطريقة السيوطي في وضع التراجم أنه يذكر بعد اسم المترجم ولقبه وكنيته، سنة ميلاده وأسماء شيوخه ومصنفاته وسنة وفاته.
ومما يزيد من أهمية الكتاب أن بعض المترجمين لا نجد لهم أثراً لسيرهم في غير هذا المصدر. ومن الكتب التي اعتمد عليها السيوطي في وضع كتابه هذا (معجم البقاعي)
كتاب "طبقات الحفاظ" لجلال الدين السيوطي (ت911هـ) من أبرز كتب التراجم التي صنّفت في علم الحديث، حيث جمع فيه المؤلف سير حُفّاظ الحديث النبوي الشريف منذ عهد الصحابة إلى زمنه، مرتبًا إياهم وفق تسلسل زمني طبقي.
قسّم السيوطي الكتاب إلى أربع وعشرين طبقة، بدأها بالصحابة الكرام، فذكر في:
الطبقة الأولى: الصحابة، ورأسها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
الطبقة الثانية: كبار التابعين، ورأسها علقمة بن قيس.
الطبقة الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين، ورأسها الحسن البصري.
الطبقة الرابعة: صغار التابعين.
ثم تابع سرد الطبقات حتى الطبقة الرابعة والعشرين، وهي طبقة المعاصرين له أو من قارب عصره، فذكر حفاظ الحديث في كل جيل، مشيرًا إلى أبرز أعمالهم، ومروياتهم، ومكانتهم في علم الحديث.
ويُعد الكتاب ذيلًا وتكملة لكتاب "طبقات الحفاظ" للإمام الذهبي، إلا أن السيوطي أضاف طبقات جديدة ووسّع في تراجم بعض الأعلام. الكتاب مرجع مهم لدارسي علوم الحديث والمهتمين بتاريخ الرجال والحفاظ.