قيس بن سعد قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي المدني: وال، صحابي. من دهاة العرب، ذوي الرأي والمكيدة في الحرب، والنجدة. وأحد الأجواد المشهورين. كان شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سيادتهم. وكان يحمل راية الأنصار مع النبي (ص) ويلي أموره، وفي البخاري أنه كان بين يدي النبي (ص) بمنزلة الشرطي من الأمير. وصحب عليا في حلافته، فاستعمله على مصر سنة 36 –37 هـ ، وعزل بمحمد بن أبي بكر. وعاد إلى علي، فكان على مقدمته يوم صفين. ثم كان مع الحسن بن علي حتى صالح معاوية، فرجع إلى المدينة. وتوفي بها في آخر خلافة معاوية. وقيل: هرب من معاوية (سنة 58) وسكن تفليس فمات فيها. له 16 حديثا. ولم يكن في وجهه شعر. وكان من أطول الناس ومن أجملهم.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 206

قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري توفي سنة ستين وهي السنة التي توفي فيها معاوية. هو من كبار الصحابة وكان من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وكان حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الراية من أبيه ودفعها إليه. كان كريما شجاعا طوالا جدا أمد الناس قامة، وما في وجهه طاقة شعر، وكانت الأنصار تقول وددنا لو نشتري لقيس بأموالنا لحية، وكان ذلك جميلا. وكان من دهاة العرب، أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والشجاعة والسخاء، وكان شريف قومه غير مدافع، وكان أبوه وجده كذلك. وكان يقول: ’’لولا الإسلام عكرت مكرا لا تطيقه العرب’’، وعنه إنه قال: ’’لولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ يقول: المكر والخديعة في النار لكنت من أمكر هذه الأمة.
كرمه
قال إبراهيم بن سور بن هلال الثقفي في كتاب الغارات: كان قيس مع بعض الصحابة في سفر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ينفق عليهم ويفضل، فقال أحدهم: إن هذا لا يقوم به مال أبوك فأمسك يدك، فلما قدموا من سفرهم، قال سعد لذلك القائل: أردت أن تبخل ابني، إنا قوم لا نستطيع البخل، وكان قيس يقول في دعائه اللهم ارزقني حمدا ومجدا، فإنه لا حمد إلا بفعل، ولا مجد إلا بمال اللهم وسع علي فإن القليل لا يسعني ولا أسعه. وعن جابر في قصة جيش العرة أن قيسا كان في ذلك الحين وإنه كان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك فهنأه أمير الجيش وهو أبو عبيدة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الجود من شيمة أهل هذا البيت. وجاءته عجوز كانت تألفه، فقال لها كيف حالك؟ فقالت ما في بيتي جرذ، فقال ما أحسن ما سألت، لأكثرت جرذ بيتك املؤوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا.
ولائه لعلي عليه السلام
كان مخلصا في الولاء لعلي عليه السلام عارفا بقدره، وبلغ به الأمر أن خاصم أباه حين ذكر أمامه مرة كلاما كان سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في حق علي، فقال قيس لأبيه: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب ثم تطلب الخلافة ويقول أصحابك منا أمير ومنكم أمير، والله لا كلمتك من رأسي بعد هذا كلمة أبدا.
وقال عنه الفضل بن شاذان: أنه كان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام. وقال ابن أبي الحديد: كان قيس من كبار شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وقاتل بمحبته وولائه، وشهد مع حروبه كلها، وكان مع الحسن عليه السلام ونقم عليه صلحه معادية، وكان طالبي الرأي مخلصا اعتقاده ووده. وقال لإبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات: كان قيس من شيعة علي مناصحا له ولولده، ولم يزل على ذلك إلى أن مات.
توليته مصر وعزله عنها
قال إبراهيم: لما ولي علي عليه السلام الخلافة قال لقيس من كلام له: سر إلى مصر فقد وليتك، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن، واشتد على المريب وارفق على العامة والخاصة فالرفق أيمن. فقال قيس من كلام له: وأما ما أوصيتني به من الرفق والإحسان، فالله تعالى هو المستعان على ذلك. فخرج قيس في سبعة من أهله حتى دخل مصر، فصعد المنبر وأمر بكتاب معه فقرئ على الناس، فيه: من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد الله إليكم، الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله يحسن صنيعه وقدره وتذكيره اختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله وبعث به أبناءه إلى عبادة، فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم من الفضل أن بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إليهم فعلمهم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض وأدبهم لكيما يهتدوا وجمعهم لكيما لا يتفرقوا وزكاهم لكيما لا يطهرا فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله إليه فعليه صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه، ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا أميرين منهم أحسنا السيرة ثم توفيا فولي من بعدهما وال أحدث أحداثا فوجدت الأمة عليه مقالا، فقالوا ثم نقموا فتغيروا ثم جاءوني فبايعوني وأنا أستهدي الله الهدى وأستعينه على التقوى، إلا وأن لكم علينا العمل بكتاب الله وسنة رسوله والقيام بحقه والنصح لكم بالغيب والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل. وقد بعثت لكم قيس الأنصاري أمير فوازروه وأعينوه على الحق. وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم والشدة على مريبكم والرفق بعوامكم وخواصكم وهو ممن أرضى هديه وأرجو صلاحه ونصحه أسأل الله لنا ولكم عملا زاكيا جميلا ورحمة واسعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فلما فرغ من قراءة الكتاب قام قيس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل وكبت الظالمين. أيها الناس أنا بايعنا خير من نعلم من بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقوموا فبايعوا على كتاب الله وسنة رسوله فإن نحن لم نعمل بكتاب الله وسنة رسوله فلا بيعة لنا عليكم. فقام الناس فبايعوا. واستقامت أمور مصر وأعمالها لقيس وبعث عليها عماله إلا أن قرية منها قد أعظم أهلها مثل عثمان، وبها رجل من بني كنانة يقال له يزيد بن الحارث، فبعث إلى قيس: أنا لا نأتيك فابعث عمالك فالأرض أرضك، ولكن أقرنا على حالنا حتى ننظر إلى ما يصير إليه أمر الناس. ووثب مسلمة بن مخلد الأنصاري فنعى عثمان ودعا إلى الطلب بدمه، فأرسل إليه قيس ويحك أعلي تثبت والله ما أحب أن لي ملك الشام ومصر وإني قتلتك فاحقن دمك. فأرسل إليه مسلمة، إني كاف عنك ما دمت أنت والي مصر. وبعث قيس إلى الذين اعتزلوا إني لا أكرهكم على البيعة ولكني أدعكم وأكف عنكم فهادنهم وهادن مسلمة بن مخلد، وجبى الخراج، وليس أحد ينازعه. وخرج علي عليه السلام إلى الجمل وقيس على مصر، ورجع إلى الكوفة والبصرة وهو بمكانة، فكان أثقل خلق الله على معاوية لقرب مصر وأعمالها من الشام ومخافة أن يقبل علي بأهل العراق ويقبل إليه قيس بأهل مصر فيقع بينهما. وكتب معاوية إلى قيس وعلي يومئذ بالكوفة قبل أن يسير إلى صفين:
من معاوية بن أبي سفيان إلى قيس بن سعد سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو. أما بعد إن كنتم فقمتم على عثمان في عثرة رأيتموها أو ضربة سوط ضربها أو شتمه رجلا أو تسييره أحدا أو في استعماله الفتيان من أهله فإنكم قد علمتم إن كنتم تعلمون أن دمه لم يكن ليحل لكم بذلك فقد ركبتم عظيما من الأمر وجئتم شيئا إذا فتب يا قيس إلى ربك إن كنت من المجلبين على عثمان إن كانت التوبة قبل الموت تفي شيئا، وأما صاحبك فقد استيقن أنه أغرى الناس بقتله وحملهم على قتله، وأنه لم يسلم من دمه عظيم قومك، فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل وبايعنا على علي في أمرنا هذا ولك سلطان العراقين إن أنا ظفرت ما بقيت ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان وسيلتي غير هذا ما تحب فإنك لا تسألني شيئا إلا أثبته واكتب إلي رأيك فيما كتبت إليك. فلما جاء إليه كتاب معاوية أحب أن يرافقه ولا يبدي له أمره ولا يعجل له حرية فكتب إليه:
أما بعد فقد وصل إلي كتابك وفهمت الذي ذكرت من أمر عثمان وذلك أمر لم أقاربه وذكرت أن صاحبي هو الذي أغرى الناس بعثمان ودسهم إليه حتى قتلوه، وهذا أمر لم أطلع عليه وذكرت لي أن عظيم عشيرتي لم تسلم من دم عثمان فلعمري أن أولى الناس كان في أمره عشيرتي. وأما ما سألتني من مبايعتك على الطلب بدمه وما عرضت علي فقد فهمته وهذا أمر لي فيه نظر وفكر، وليس هذا مما يعجل إلى مثله. وإن كان عنك وليس يأتيك من قبلي شيء تكرهه حتى نرى وترى إن شاء الله تعالى والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. فلما قرأ معاوية كتابه لم يره إلا مقاربا مباعدا، ولم يأمن من أن يكون في ذلك مخادعا مكايدا، فكتب إليه:
أما بعد فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فأعدك سلما ولم أرك تباعد فأعدك حربا، أراك كحبل الجرور، وليس مثلي يصافح بالخدايع ولا يخادع بالمكايد ومعه عدد الرجال وأعنة الخيل فإن قبلت الذي عرضت عليك فلك ما أعطيتك وإن أنت لم تفعل أملأ عليك مصر خيلا ورجلا والسلام. فلما قرأ قيس كتابه وعلم أنه لا يقبل منه المدافعة والمطاولة أظهر له ما في نفسه فكتب إليه:
من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان. أما بعد فالعجيب من استسقاطك رأيي والطمع في أن تسومني، لا أبا لغيرك الخروج من طاعة أولى الناس بالأمر وأقوالهم بالحلق وأهداهم سبيلا وأقربهم من رسول الله وسيلة وتأمرني بالدخول في طاعتك طاعة أبعد الناس من هذا الأمر وأقوالهم بالزور وأضلهم سبيلا وأنآهم من رسول الله وسيلة، ولذلك قوم ضالون مضلون طواغيت إبليس. وأما قولك إنك تملأ علي مصر خيلا ورجلا فلئن لم أشغلك في ذلك حتى يكون منك إنك لذو جد. والسلام.
فلما أتى معاوية كتاب قيس أيس ونقل مكانه عليه وكان أن يكون مكانه غيره أحب إليه، فأظهر للناس أن قيسا قد بايعكم فادعوا الله له وقرأ عليهم كتابه الذي لان فيه وقاربه واخلق كتابا نسبه إلى قيس فقرأه على أهل الشام. قال: فشاع في الشام كلها أن قيسا صالح معاوية. وأتت عيون علي إليه بذلك فأعظمه وأكبره وتعجب له ودعا ابنيه حسنا وحسينا وابنه محمدا وعبد الله بن جعفر فأعلمهم بذلك وقال ما رأيكم؟ فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فأعزل قيسا عن مصر. قال علي والله إني غير مصدق بهذا على قيس. فقال عبد الله أعزله يا أمير المؤمنين فإن كان ما قد قيل حقا فلا يعتزل لك أن عزلته. قال: وإنهم لكذلك إذ جاءهم كتاب من قيس بن سعد فيه:
أما بعد فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أكرمك لله وأعزك أن قبلي رجالا معتزلين سألوني أن أكف عنهم وأدعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس فترى ويرون، وقد رأيت أن أكف عنهم ولا أعجل بحربهم وأن تألفهم فيما بين ذلك لعل الله أن يقبل بقلوبهم ويفرقهم عن ضلالهم إن شاء الله والسلام. فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين إنك إن أطعته في تركهم واعتزالهم أستشري الأمر وتفاقمت الفتنة وقعد عن بيعتك كثير ممن تريده على الدخول فيها، ولكن مره بقتالهم. فكتب إليه علي يشير بقتالهم، وأجابه قيس بأن الرأي ترك قتالهم، فلما أجابه بذلك قال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين إبعث محمد بن أبي بكر إلى مصر يكفيك أمرها واعزل قيسا فوالله لبلغني أن قيسا يقول إن سلطانا لا يتم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء، والله ما أحب أن لي سلطان الشاك مع سلطان مصر وأنني قلت ابن مخلد. وكان عبد الله بن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لامه، وكان يحب أن يكون له أمرة وسلطان، فاستعمل علي محمد بن أبي بكر على مصر وكتب معه كتابا إلى أهل مصر قدمها، فقال له قيس ما بال أمير المؤمنين؟ ما غيره؟ أدخل أحد بيني وبينه؟ أمنزلا هذا السلطان سلطانك، كان بينهما نسب، كان قيس متزوجا (قريبة) بنت أبي قحافة أخت أبي بكر، فكان قيس زوج عمة محمد، فقال قيس لا والله لا أقيم معك ساعة واحدة وغضب حين عزله علي، وخرج من مصر مقبلا إلى المدينة، ولم يمض إلى علي بالكوفة.
قال إبراهيم: ثم أقبل قيس حتى قدم المدينة فجاءه حسان بن ثابت وكان عثمانيا، فقال له: نزعك علي بن أبي طالب وقد قتلت عثمان فبقي عليك الأثم ولم يحسن لك الشكر، فزجره قيس، وقال: يا أعمى القلب يا أعمى البصر، والله لولا أن ألقي بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك، ثم أخرجه من عنده. ثم إن قيسا وسهل بن حنيف خرجا حتى قدما على علي بالكوفة فخبره قيس الخبر وما كان بمصر فصدقه وشهد مع علي صفين هو وسهل بن حنيف. وفي التعليق على عزل قيس عن مصر كتب عباس محمود العقاد في كتاب ’’عبقرية الإمام’’:
عزله الإمام لأنه شك فيه، وكان أصحاب علي يحرضونه على عزله وهو يستمهلهم ويراجع رأيه فيه حتى اجتمعت الشبهات لديه، فعزله غير واثق من التهمة، ولكنه كذلك غير واثق من البراءة. وشبهاته مع ذلك لم تكن بالقليلة ولا بالضعيفة، فإن قيس بن سعد لم يدخل مصر إلا بعد أن مر بجماعة من حزب معاوية فأجازوه ولم يحاربوه وهو في سبعة نفر لا يحمونه من بطشهم، فحبسوه حين أجازوه من العثمانية الهاربين إلى مصر من دولة علي في الحجاز. ولما بايع المصريون عليا على يديه بقي العثمانيون لا يبايعون ولا يثورون وقالوا له: أمهلنا حتى يتبين لنا الأمر، فأمهلهم وتركهم وادعين حيث طاب لهم المقام بجوار الإسكندرية. ثم أغراه معاوية بمناصرته والخروج على الإمام فكتب إليه كلاما لا إلى الرفض ولا إلى القبول، ويصح لمن سمع بهذا الكلام أن يحسبه مراوغا لمعاوية أو يحسبه مترقبا لساعة الفصل بين الخصمين. ثم اشتد وعيده حين أنذره معاوية. وأراد الإمام أن يستقين من الخصومة بين قيس ومعاوية فأمر قيسا أن يحارب المتخلفين عن البيعة فلم يفعل. فتعاظم شك الإمام وأصحابه وكثر المشيرون عليه بعزل قيس واستقدامه. إلى أن يقول العقاد.
ومن عجائب هذه القصة أم معاوية ندم على تقريب قيس من جوار علي وقال: ’’لو أمددته بمائة ألف لكانوا أهون علي من قيس’’. وعلى نفس الموضوع على عبد الحميد بن أبي الحديد شارح النهج فقال: ليس يمكن أن يقال إن محمد بن أبي بكر لم يكن بأهل لولاية مصر، لأنه كان شجاعا زاهدا فاضلا صحيح العقل والرأي، وكان مع ذلك من المخلصين في محبة أمير المؤمنين عليه السلام والمجتهدين في طاعته وممن لا يهتم عليه ولا يرتاب بنصحه وهو ربيبه وخريجه ويجري مجرى أحد أولاده لتربيته له وإشفاقه عليه، ثم كان المصريون على غاية المحبة له والإيثار لولايته. ولما حاصر عثمان وطالبوه بعزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح عنهم اقترحوا تأمير محمد بن أبي بكر عليهم، فكتب له عثمان بالعهد إلى مصر، وسار معه حتى تعقبه كتاب عثمان إلى عبد الله بن أبي سرح في أمره وأمر المصريين بما هو معروف فعادوا جميعا. إذن فلم يكن من ظاهر الرأي ووجه التدبير إلا توليه محمد بن أبي بكر على مصر لما ظهر من ميل المصريين إليه وإيثارهم له واستحقاقه لذلك بتكامل خصال الفضل فيه، فكان الظن قويا باتفاق الرعية على طاعته وانقيادهم إلى نصرته واجتماعهم على محبته ه.
روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم
لقيس عدة أحاديث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وروى عن عبد الرحمن أبي ليلى وعروة بن الزبير والشعبي وميمون بن أبي شبيب وعريب بن حميد الهمداني وجماعة. وقال محمد بن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني شيخ من بلمصطلق عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الجعرانة سنة ثمان بعث قيس بن سعد بن عبادة إلى ناحية اليمن وأمره أن يطأ صداء (قبيلة من اليمن) فعسكر قناة في أربعمائة من المسلمين وقدم رجل من صداء فسأل عن ذلك البعث فأخبرهم فخرج سريعا حتى ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئتك وافدا على من ورائي فأردد الجيش وأنا لك بقومي فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم منهم بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا فأسلموا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على من ورائهم من قومهم ورجعوا إلى بلادهم ففشا فيهم الإسلام فوافى النبي صلى الله عليه وسلم مائة رجل منهم في حجة الوداع.
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين أن أمير المؤمنين عليه السلام لما عزم على المسير إلى صفين دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم فقام فيمن قام قيس بن سعد بن عبادة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين انكمش بنا إلى عدونا ولا تعرج فوالله لجهادهم أحب إلي من جهاد الترك والروم لأدهانهم في دين الله واستذلا والأنصار والتابعين بإحسان إذا غضبوا على رجل حبسوه أو ضربوه أو رحموه أو سيروه وفيئنا له في أنفسهم حلال ونحن لهم فيما يزعمون قطين، قال: يعني رقيق، فقال أشياخ الأنصار منهم خزيمة بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وغيرهما لم تقدمت أشياخ قومك وبدأتهم يا قيس بالكلام فقال: أما إني عارف بفضلكم معظم لشأنكم ولكني وجدت في نفسي الضغن الذي جاش في صدوركم حين ذكرت الأحزاب ’’1ه’’ وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين أن معاوية لما تعاظمت عليه الأمور يوم صفين جمع خواص أصحابه فقال لهم أنه قد غمني رجال من أصحاب علي وعد فيهم قيس بن سعد في الأنصار فعبأ لكل رجل منهم رجلا من أصحابه فجعل من قريش بسر بن أرطاة لقتال قيس بن سعد فخرج بسر في الخيل فلقي قيس بن سعد في كماة الأنصار فاشتدت الحرب بينهما وبرز قيس وهو يقول:

فطعن خيل بسر وبرز له بسر فطعن قيسا فضربه قيس بالسيف فرده على عقبيه ورجع القوم جميعا ولقي الفضل. ودعا معاوية يوما بصفين النعمان بن بشير الأنصاري ومسلمة بن مخلد الأنصاري ولم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال حتى ما أسأل عن فارس إلا قالوا قتلته الأنصار أما والله لأرينهم بأعدائهم من رجال لم يغذهم التمر يقولون نحن الأنصار قد والله آووا ونصروا ولكن أفسدوا حقهم بباطلهم فغضب النعمان وقال يا معاوية لا تلومن الأنصار بسرعهم في الحرب فإنهم كذلك كانوا في الجاهلية وأما دعاؤهم إلى النزال فقد رأيتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما لقاؤك إياهم في أعدادهم من قريش فقد علمت ما لقيت قريش منهم وأما التمر والطفشيل فإن التمر كان لنا فلما إن ذقتموه شاركتمونا فيه وأما الطفشيل فكان لليهود فلما أكلناه غلبناهم عليه كما غلبت قريش على السخينة ثم تكلم مسلمة بن مخلد بما يشبه ذلك وقال في آخر كلامه وأما التمر والطفشيل فيجران عليك نسب السخينة والخرنوب وانتهى الكلام إلى الأنصار فجمع قيس بن سعد عبادة الأنصاري الأنصار وقام قيهم خطيبا فقال:
إن معاوية قد قال ما بلغكم وأجاب عنكم صاحبكم فلعمري لئن غظتم اليوم لقد غظتموه بالأمس وإن وترتموه في الإسلام لقد وترتموه في الشرك وما لكم إليه من ذنب أعظم من نصرة هذا الدين الذي أنتم عليه فجدوا اليوم جدا تنسون ما كان أمس وجدوا غدا جدا تنسون ما كان اليوم وأنتم مع هذا اللواء الذي كان يقاتل عن يمينه جبرائيل وعن يساره ميكائيل والقوم مع لواء أبي جهل والأحزاب وأما التمر فإنا لم نغرسه ولكن غلبنا عليه من غرسه وأما الطفشيل فلو كان طعامنا سمينا به كما سميت قريش السخينة ثم قال قيس بن سعد في ذلك:
فلما بلغ شعره معاوية دعا عمرو بن العاص فقال ما ترى في شتم الأنصار فقال أرى أن توعد ولا تشتم قال معاوية إن قيس بن سعد يقوم كل يوم خطيبا وهو يريد أن يفينا غدا إن لم يحبسه حابس الغد فما الرأي قال الرأي التوكل والصبر وأن تبعث إلى رجال من رؤساء الأنصار فتعاتبهم فبعث إليهم فمشوا إلى قيس فقالوا إن معاوية لا يريد شتمنا فكف عن شتمه فقال إن مثلي لا يشتم ولكن لا أكف عن حربه حتى ألقى الله. وتحركت الخيل غدوة فظن قيس أن معاوية فيها فحمل على رجل يشبهه فضربه ثم انصرف وهو يقول:
فلما تحاجز الفريقان شتمه معاوية شتما قبيحا وشتم الأنصار فغضب النعمان ومسلمة فأرضاهما بعدما هما أن ينصرفا إلى قومهما ثم إن معاوية سأل النعمان أن يخرج إلى قيس فيعاتبه ويسأله السلم فخرج فقال له قيس ألستم معشر الأنصار تعلمون إنكم أخطأتم في خذل عثمان وقتلتم أنصاره يوم الجمل وحملتم خيولكم على أهل الشام بصفين فلو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا لكانت واحدة بواحدة ولكنكم خذلتم حقا ونصرتم باطلا ثم لم ترضوا حتى أوغلتم في الحرب ودعوتم إلى البراز ثم لا ينزل بعلي أمر قط إلا هونتم عليه المصيبة ووعدتموه بالظفر وقد أخذت الحرب منا ومنكم ما قد رأيتم فاتقوا الله في البقية فضحك قيس ثم قال ما كنت أراك يا نعمان تجزي على هذه المقالة أنه لا ينصح أخاه من غش نفسه وأنت والله الغاش الضال المضل أما ذكرك عثمان فإن كانت الأخبار تكفيك فخذ مني واحدة قتل عثمان من لست خيرا منه وخذله من هو منك وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكت وأما معاوية فوالله إن لو اجتمعت عليه العرب لقاتلته الأنصار وأما قولك أنا لسنا كالناس فنحن في هذه الحرب كما كنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نتقي السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ولكن انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلا طليقا أو إعرابيا أو يمانيا مستدرجا بغرور وانظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان الذين رضي الله عنهم ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك وغير صويحبك ولستما والله ببدريين ولا أحديين ولا لكما سابقة في الإسلام ولا آية في القرآن ولعمري لئن شغبت علينا فقد شغب علينا أبوك وقال قيس في ذلك:
وقال نصر أن عليا عليه السلام دعا قيس بن سعد يوم صفين فأثنى عليه خيرا وسوده على الأنصار. ولما بعث الحسن عليه السلام عبيد الله بن العباس على مقدمته إلى لقاء معاوية أمره أن يشاور قيس ين سعد وسعيد بن قيس الهمداني وكانا معه ولما خطب الحسن عليه السلام الناس وحثهم على الجهاد معه فتثاقلوا قام قيس في جماعة فأنبوا الناس ولاموهم وحرضوهم وكلموا الحسن عليه السلام بمثل كلام عدي بن حاتم المذكور في ترجمته فقال لهم الحسن عليه السلام صدقتم رحمكم الله ما زلت أعرفكم بصدق النية والوفاء والقبول والمودة الصحيحة فجزاكم الله خيرا ولما انسل عبيد الله بن العباس ليلا من عسكر الحسن عليه السلام إلى عسكر معاوية وأصبحوا بغير أمير صلى بهم قيس بن سعد ثم خطبهم فقال أيها الناس لا يهولنكم ولا يعظمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله الورغ ’’أي الجبان’’ إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خيرا قط إن أباه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يقاتله ببدر فأسره كعب بن عمرو الأنصاري فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ فداه فقسمه بين المسلمين وأن أخاه ولاه علي عليه السلام على البصرة فسرق مال الله ومال المسلمين فاشترى به الجواري وزعم أن ذلك له حلال وإن هذا ولاه أيضا على اليمن فهرب من بسر بن أرطاة وترك ولده حتى قتلوا وصنع الآن هذا الذي صنع فتنادى الناس الحمد لله الذي أخرجه من بيننا إمض بنا إلى عدونا فنهض بهم وخرج إليهم بسر بن أرطاة في عشرين ألفا فصاحوا بهم هذا أميركم قد بايع وهذا الحسن قد صالح فعلام تقتلون أنفسكم فقال لهم قيس اختاروا إما القتال مع غير إمام أو تبايعون بيعة ضلال فقالوا بل نقاتل بلا إمام فخرجوا وضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم وكتب معاوية إلى قيس يدعوه ويمنيه فكتب إليه قيس لا والله لا تلقاني أبدا إلا وبيني وبينك الرمح فكتب إليه معاوية أما بعد فإنما أنت يهودي ابن يهودي تشقي نفسك وتقتلها فيما ليس لك فإن ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وعزلك وإن ظهر أبغضهما إليك نكل بك وقتلك وقد كان أبوك أوتر غير قوسه ورمى غير غرضه وأكثر الحز وأخطأ المفصل فخذله قومه وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا والسلام. فكتب إليه قيس بن سعد إنما أنت وثن ابن وثن من هذه الأوثان دخلت في الإسلام كرها وأقمت عليه فرقا وخرجت منه طوعا ولم يجعل الله لك فيه نصيبا لم تتقدم بإسلامك ولم يحدث نفاقك ولم تزل حربا لله ورسوله وحزبا من أحزاب المشركين فأنت عدو الله ورسوله والمؤمنين من عباده وذكرت أبي ولعمري ما أوتر إلا قوسه ولا رمى إلا غرضه وزعمت إني يهودي ابن يهودي ولقد علمت وعلمنا أن أبي من أنصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه وصرت إليه والسلام. فلما قرأ معاوية كتابه غاظه وأراد إجابته فقال له عمرو بن العاص مهلا إن كاتبته أجابك بأشد من هذا وإن تركته دخل فيما دخل فيه الناس فأمسك عنه وانصرف قيس بمن معه إلى الكوفة. وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين أنه لما صالح الحسن عليه السلام. معاوية اعتزل قيس بن سعد في أربعة آلاف وأبي أن يبايع (وفي رواية) لأبي الفرج أن معاوية أرسل إلى قيس يدعوه إلى البيعة فأتي به قال وكان رجلا طويلا يركب الفرس ورجلاه يخطان في الأرض وما في وجهه طاقة شعر فلما أرادوا بأن يدخلوه إليه قال إني حلفت أن لا ألقاه إلا وبيني وبينه الرمح أو السيف فأمر معاوية رمح أو سيف فوضع بينه وبينه ليبر يمينه فأقبل قيس على الحسن فقال أنا في حل من بيعتك قال نعم فألقي لقيس كرسي وجلس معاوية على سريره فقال له معاوية هل تبايع قال نعم فوضع يده على فخذه ولم يمدها إلى معاوية فجاء معاوية عن سريره واكب على قيس حتى مسح يده على يده فما رفح قيس إليه يده ’’اه’’ ومرض قيس فاستبطأ إخوانه عن عيادته فسال عنهم فقيل إنهم يستحون ممالك عليهم من الدين فقال أخزى الله ما لا يمنع الأخوان من الزيارة ثم أمر مناديا من كان لقيس عليه دين فهو في حل منه فكسرت درجته بالعشي لكثرة من عاده.
وقال قيس يوم صفين:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 452

قيس بن سعد بن عبادة (ب د ع) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف ابن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي، يكنى: أبا الفضل. وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الملك. وأمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة.
وكان من فضلاء الصحابة، وأحد دهاة العرب وكرمائهم، وكان من ذوي الرأي الصائب والمكيدة في الحرب، مع النجدة والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سيادتهم.
أنبأنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهما بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا محمد بن مرزوق البصري، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير- قال الأنصاري: مما يلي من أموره.
قال: وحدثنا أبو عيسى حدثنا أبو موسى، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت منصور بن زاذان يحدث عن ميمون بن أبي شبيب، عن قيس بن سعد بن عبادة: «أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخدمه- قال: فمر بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد صليت، فضربني برجله، وقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله». قال ابن شهاب: كان قيس بن سعد يحمل راية الأنصار مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قيل: إنه كان في سرية فيها أبو بكر وعمر، فكان يستدين ويطعم الناس، فقال أبو بكر وعمر: إن تركنا هذا الفتى أهلك مال أبيه! فمشيا في الناس، فلما سمع سعد قام خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب؟ يبخلان علي ابني.
قال ابن شهاب: كانوا يعدون دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة رهط، يقال لهم: «ذوو رأي العرب ومكيدتهم»: معاوية، وعمرو بن العاص، وقيس بن سعد، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء. فكان قيس وابن بديل مع علي، وكان المغيرة معتزلا في الطائف، وكان عمرو مع معاوية.
وقال قيس: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «المكر والخديعة في النار»، لكنت من أمكر هذه الأمة. وأما جودة فله فيه أخبار كثيرة لا نطول بذكرها.
ثم إنه صحب عليا لما بويع له بالخلافة، وشهد معه حروبه، واستعمله علي على مصر، فكايده معاوية فلم يظفر منه بشيء، فكايد عليا وأظهر أن قيسا قد صار معه يطلب بدم عثمان، فبلغ الخبر عليا، فلم يزل به محمد بن أبي بكر وغيره حتى عزله، واستعمل بعده الأشتر، فمات في الطريق، فاستعمل محمد بن أبي بكر، فأخذت مصر منه، وقتل.
ولما عزل قيس أتى المدينة، فأخافه مروان بن الحكم، فسار إلى علي بالكوفة، ولم يزل معه حتى قتل. فصار مع الحسن، وسار في مقدمته إلى معاوية، فلما بايع الحسن معاوية، دخل قيس في بيعة معاوية، وعاد إلى المدينة، وهو القائل يوم صفين:

روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه أبو عمار عريب بن حميد الهمداني، وابن أبي ليلى، والشعبي، وعمرو بن شرحبيل، وغيرهم.
أنبأنا أبو الفضل الطبري الفقيه بإسناده إلى أحمد بن علي: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن قيس بن سعد رواية قال: لو كان العلم متعلقا بالثريا لناله ناس من فارس. وتوفي سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين.
وكان ليس في وجهه لحية ولا شعرة، فكانت الأنصار تقول: وددنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا. وكان مع ذلك جميلا.
أخرجه الثلاثة.
قال أبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية باطل لا أصل له.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1017

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 4- ص: 404

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 4- ص: 124

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي.
تقدم نسبه في ترجمة والده، مختلف في كنيته، فقيل أبو الفضل، وأبو عبد الله، وأبو عبد الملك.
وذكر ابن حبان أن كنيته أبو القاسم. وأمه بنت عم أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم.
وقال ابن عيينة، عن عمرو بن دينار: كان قيس ضخما حسنا طويلا إذا ركب الحمار خطت رجلاه الأرض. وقال الواقدي: كان سخيا كريما داهية.
وأخرج البغوي، من طريق ابن شهاب، قال: كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان من ذوي الرأي من الناس وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختط بها دارا، ثم كان أميرها لعلي. وفي «مكارم الأخلاق» للطبراني، من طريق عروة بن الزبير: كان قيس بن سعد بن عبادة يقول: اللهم ارزقني مالا، فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال.
وذكر الزبير أنه كان سناطا: ليس في وجهه شعرة، فقال: إن الأنصار كانوا يقولون، وددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. قال أبو عمر: وكذلك كان شريح، وعبد الله بن الزبير، لم يكن في وجوههم شعر.
وفي «صحيح البخاري»، عن أنس: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. وأخرج البخاري في التاريخ، من طريق خريم بن أسد، قال: رأيت قيس بن سعد وقد خدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين.
وقال أبو عمر: كان أحد الفضلاء الجلة من دهاة العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والسخاء والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، وكان أبوه وجده كذلك.
وفي «الصحيح» عن جابر في قصة جيش العسرة أنه كان في ذلك الجيش، وأنه كان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك، ونهاه أمير الجيش وهو أبو عبيدة، وفي بعض طرقه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الجود من شيمة أهل ذلك البيت». رويناه في «الغيلانيات»، وأخرجه ابن وهب من طريق بكر بن سوادة، عن أبي جمرة بن جابر.
وأخرج ابن المبارك، عن ابن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- أن رجلا استقرض من قيس بن سعد ثلاثين ألفا، فلما ردها عليه أبى أن يقبلها، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد، وأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح الراية من أبيه، فدفعها له.
روى قيس بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أبيه. روى عنه أنس، وثعلبة بن أبي مالك، وأبو ميسرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعروة، وآخرون.
وصحب قيس عليا، وشهد معه مشاهده. وكان قد أمره على مصر، فاحتال عليه معاوية فلم ينخدع له، فاحتال على أصحاب علي حتى حسنوا له تولية محمد بن أبي بكر فولاه مصر، وارتحل قيس، فشهد مع علي صفين، ثم كان مع الحسين بن علي حتى صالح معاوية، فرجع قيس إلى المدينة، فأقام بها.
وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال قيس: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب.
قال خليفة وغيره: مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة، وقال ابن حبان: كان هرب من معاوية، ومات سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك قال: وقيل: مات في آخر خلافة معاوية.
قلت: وقول خليفة ومن وافقه هو الصواب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 5- ص: 359

أبو عبد الملك قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي. تقدم في الأسماء.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 221

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي قد نسبنا أباه في بابه، فأغنى ذلك عن الرفع في نسبه هاهنا، يكنى أبا الفضل وقيل أبا عبد الله. وقيل أبا عبد الملك. أمه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة. قال الواقدي: كان قيس بن سعد بن عبادة من كرام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسخيائهم ودهاتهم. قال أبو عمر: كان أحد الفضلاء الجلة، وأحد دهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحروب مع النجدة والبسالة والسخاء والكرم، وكان شريف قومه غير مدافع، هو وأبوه وجده. صحب قيس بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو وأبوه وأخوه سعيد بن سعد بن عبادة. وقال أنس بن مالك: كان قيس بن سعد بن عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم مكان صاحب الشرطة من الأمير، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يوم فتح مكة إذ نزعها من أبيه لشكوى قيس بن سعد يومئذ. وقد قيل: إنه أعطاها الزبير. ثم صحب قيس بن سعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هو وقومه، ولم يفارقه حتى قتل، وكان قد ولاه على مصر فضاق به معاوية وأعجزته فيه الحيلة، وكايد فيه عليا، ففطن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكيدته فلم يزل به الأشعث وأهل الكوفة حتى عزل قيسا، وولى محمد بن أبي بكر، ففسدت عليه مصر.
وروى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال قيس بن سعد: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب. ولما أجمع الحسن على مبايعة معاوية خرج عن عسكره، وغضب، وبدر منه فيه قول خشن أخرجه الغضب، فاجتمع إليه قومه، فأخذ لهم الحسن الأمان على حكمهم، والتزم لهم معاوية الوفاء بما اشترطوه، ثم لزم قيس المدينة، وأقبل على العبادة حتى مات بها سنة ستين رضي الله عنه وقيل: سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية، وكان رجلا طوالا سناطا.
وروى ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، قال: حدثني بكر بن سوادة، عن أبي حمزة، عن جابر، قال: خرجنا في بعث كان عليهم قيس بن سعد بن عبادة، فنحر لهم تسع ركائب، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا له ذلك من فعل قيس بن سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت. وهو القائل: اللهم ارزقني حمدا ومجدا.
فإنه لا حمد إلا بفعال، ولا مجد إلا بمال.
حدثنا أحمد بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن يونس، عن بقي، عن أبي بكر، قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان قيس بن سعد بن عبادة مع الحسن بن علي رضي الله عنهم على مقدمته، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعد ما مات علي رضي الله عنه، وتبايعوا على الموت. فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبي قيس أن يدخل، وقال لأصحابه: ما شئتم، إن شئتم جالدت بكم حتى يموت الأعجل منا، وإن شئتم أخذت لكم أمانا. فقالوا: خذ لنا أمانا، فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا، وألا يعاقبوا بشيء، وانه رجل منهم، ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئا، فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ.
وروى عبد الله بن المبارك، عن جويرية، قال: كتب معاوية إلى مروان: أن اشتر دار كثير بن الصلت منه، فأبى عليه، فكتب معاوية إلى مروان: أن خذه بالمال الذي عليه، فإن جاء به، وإلا بع عليه داره.
فأرسل إليه مروان فأخبره، وقال: إني أؤجلك ثلاثا، فإن جئت بالمال، وإلا بعت عليك دارك. قال: فجمعها إلا ثلاثين ألفا، فقال: من لي بها؟
ثم ذكر قيس بن سعد بن عبادة فأتاه فطلبها منه فأقرضه، فجاء بها إلى مروان، فلما رآه أنه قد جاءه بها ردها إليه ورد عليه داره، فرد كثير الثلاثين ألفا على قيس، فأبى أن يقبلها قال ابن المبارك: فزعم لي سفيان ابن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- أن رجلا استقرض من قيس بن
سعد بن عبادة ثلاثين ألفا، فلما ردها عليه أبى أن يقبلها، وقال: إنا لا نعود في شيء أعطيناه. وهو القائل بصفين:

وقصته مع العجوز التي شكت إليه أنه ليس في بيتها جرد. فقال: ما أحسن ما سألت! أما والله لأكثرن جرذان بيتك، فملأ بيتها طعاما وودكا وإداما- مشهورة صحيحة. وكذلك خبره أنه توفي أبوه عن حمل لم يعلم به، فلما ولد- وقد كان سعد رضي الله عنه قسم ماله في حين خروجه من المدينة بين أولاده، فكلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في ذلك قيسا، وسألاه أن ينقض ما صنع سعد من تلك القسمة، فقال: نصيبي للمولود، ولا أغير ما صنع أبي ولا أنقضه- خبر صحيح من رواية الثقات أيضا.
روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين، وهو معدود في المدنيين.
ذكر الزبير بن بكار أن قيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن الزبير، وشريحا القاضي، لم يكن في وجوههم شعرة ولا شيء من لحية. وذكر غير الزبير أن الأنصار كانت تقول: لوددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. وكان مع ذلك جميلا رضي الله عنه.
قال أبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية كذب وزور مختلق ليس له إسناد، ولا يشبه أخلاق قيس ولا مذهبه في معاوية، ولا سيرته في نفسه، ونزاهته، وهي حكاية مفتعلة وشعر مزور، والله أعلم.
ومن مشهور أخبار قيس بن سعد بن عبادة أنه كان له مال كثير ديونا على الناس، فمرض واستبطأ عواده، فقيل له: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر مناديا ينادي: من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو له. فأتاه الناس حتى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إليه- ذكر هذا الخبر صاحب كتاب «الموثق» وغيره.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1289

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج
ويكنى أبا عبد الملك. وكان علي بن أبي طالب قد ولاه مصر ثم عزله عنها. فقدم قيس المدينة ثم لحق بعلي بالكوفة فلم يزل معه. وكان على شرطة الخميس.
قال: أخبرنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا الأجلح عن أبي إسحاق عن يريم بن سعد قال: رأيت قيس بن سعد على شرطة الخميس. قال ثم أتى دجلة فتوضأ ومسح على الخفين. قال فكأني أنظر إلى أثر الأصابع على الخف. ثم تقدم فأم الناس.
قال محمد بن عمر: ولم يزل قيس بن سعد مع علي حتى قتل علي فصار مع الحسن بن علي. رضي الله عنهما. فوجهه على مقدمته يريد الشام. ثم صالح الحسن بن علي معاوية فرجع قيس إلى المدينة فلم يزل بها حتى توفي في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 121

قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي أبو القاسم خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين من وقت قدومه المدينة إلى أن قبضه الله إلى جنته وكان على مقدمة علي بن أبي طالب يوم صفين، فلما ولي معاوية أغضى عنه سنين ثم طلبه سنة ثمان وخمسين فهرب منه وسكن تفليس منجحرا غير أن ينتشر فلما علم انجحاره سكت عنه فلم يزل في بيته منجحرا إلى أن مات بها سنة خمس وثمانين في ولاية عبد الملك بن مروان آخر مشاهير الصحابة أجمعين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 101

قيس بن سعد بن عبادة، الأنصاري، الخزرجي.
قال مسدد: عن عيسى بن يونس، عن أبيه، عن يريم بن أسعد الخارفي، قال: رأيت قيس بن سعد، وكان خدم النبي عشر سنين، مسح على خفيه.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1

قيس بن سعد بن عبادة أبو عبد الله الخزرجي
صاحب شرطة النبي صلى الله عليه وسلم عن الشعبي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وجماعة وكان ضخما مفرط الطول سيدا جوادا من ذوي الرأي والدهاء والتقدم مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

قيس بن سعد بن عبادة بن عبد الله بن دلام بن أسد بن الحارث
ويقال ابن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المدني كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عبد الملك له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم وكان من دهاة أصحابه وكرامهم وأسخيائهم وله أخ يسمى سعيد بن سعد بن عبادة عداده في الصحابة وكان واليا لعلي بن أبي طالب على اليمن
روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى في الجنائز

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 25

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج الخزرجي
كنيته أبو القاسم وقد قيل أبو عبد الملك خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين من وقت قدومه المدينة إلى أن قبض كان على مقدمة على يوم صفين ثم هرب من معاوية سنة ثمان وخمسين وسكن تفليس سنة خمس وثمانين في ولاية عبد الملك بن مروان وقد قيل مات في آخر ولاية معاوية بن أبي سفيان

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيم بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج
حدثنا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا ابن لهيعة عن ابن هبيرة قال: سمعت شيخاً يحدث عن قيس بن سعد بن عبادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل مسكر خمرٌ، وكل مسكر حرامٌ»
حدثنا أحمد بن علي الخزاز، ومحمد بن العباس قالا: نا أحمد بن يونس، نا زهيرٌ، عن عمرو بن قيس، عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد قال: «كان صدقة الفطر مما أمرنا به، فلما نزلت الزكاة لم نؤمر به، ولم ننه عنه، وكان صوم عاشوراء مما أمرنا به، فلما فرض شهر رمضان لم نؤمر به ولم ننه عنه»
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا طاهر بن أبي أحمد، نا أبي، عن قيس، عن منصور، عن طلحة بن مصرف، عن هزيل، عن قيس بن سعد قال: نظرت من قترة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الاستئذان من أجل النظر»
حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو شيبة، عن جابر، عن الشعبي، عن قيس بن سعد بن عبادة قال: «ما رأيت شيئاً يصنع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قد رأيته، إلا أنه كان يغلس له في العيد، ولا أرى ذلك يفعل»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1

قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة
أحد بني ساعدة بن كعب من الخزرج يكنى أبا عبد الملك له صحبة سكن الكوفة قدمها مع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ثم تحول إلى المدينة توفي في آخر إمرة معاوية بالمدينة روى عنه أبو هبيرة يريم بن أسعد وعمرو بن شرحبيل وأبو نجيح سمعت أبي يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا الأنصاري قال حدثني أبي نا ثمامة يعني عمه عن أنس قال كان قيس بن سعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كصاحب الشرطة من الأمة.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 7- ص: 1