الذهلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي، أبو الطاهر: فقيه مالكي محدث. من قضاة مصر. كان محدث زمانه. أصله من البصرة. ولى قضاء ’’مدينة المنصور ’’ نحو أربعة أشهر (سنة 329) ثم ولاه المستكفي قضاء الشرقية (ببغداد) سنة 334 نحو خمسة أشهر. وولى قضاء مصر سنة 348 فاستمر إلى أن دخل ’’جوهر’’ مصر، فأقره، وألزمه أن يجكم في المواريث والطلاق والهلال بقول الشيعة. ووصل ’’المعز’’ فأشرك معه في القضاء علي بن النعمان. وأصيب بفالج، فصرف عن العمل سنة 360 وأقام بمصر إلى أن توفي. وكان شاعرا حسن البديهة، مناظرا قوي الحجة، جوادا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 311
القاضي أبو الطاهر الذهلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بالباء الموحدة المضمومة والجيم المفتوحة والياء الساكنة والراء القاضي أبو الطاهر الذهلي البغداذي نزيل مصر وقاضيها، ولي قضاء واسط وجانب بغداذ وقضاء دمشق ثم قضاء مصر معها واستناب على دمشق وسمع وروى، وثقه الخطيب وكان مفوها حسن البديهة شاعرا حاضر الحجة علامة عارفا بأيام الناس وكان غزير الحفظ لا يمله جليسه، قال عبد الغني: لما تلقى القاضي أبو الطاهر المعز بالإسكندرية سأله المعز فقال: يا قاضي كم رأيت خليفة؟ قال واحدا، قال: من هو؟ قال أنت والباقون ملوك، فأعجبه ذلك ثم قال له أحججت؟ قال: نعم! قال وسلمت على الشيخين؟ قال شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده، فازداد به المعز إعجابا وتخلص من ولي العهد إذ لم يسلم عليه بحضرة المعز فأجازه المعز يومئذ بعشرة آلاف درهم، وتوفي سنة سبع وستين وثلث ماية
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
الذهلي الإمام العالم المسند المحدث، قاضي القضاة، أبو الطاهر، محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير الذهلي البغدادي المالكي، قاضي الديار المصرية.
ولد سنة تسع وسبعين ومائتين، وسمع وهو ابن تسع سنين.
حدث عن بشر بن موسى الأسدي، وأبي مسلم الكجي، وأبي شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وعمر بن حفص السدوسي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وخلف بن عمرو العكبري، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن هارون الحمال، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وجعفر بن محمد الفريابي، والحسن بن علي بن الوليد الفسوي، وأحمد بن أبي عوف البزوري، وأحمد بن عمرو القطراني، وموسى بن زكريا، وأبي العباس ثعلب، وأمثالهم.
وكان ثقة في الحديث.
انتقى عليه الدارقطني نحوا من مائة جزء، وحدث عنه: هو، وتمام الرازي، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبو العباس بن الحاج الإشبيلي، ومحمد بن الفضل بن نظيف، وأبو الحسن القابسي، ومحمد بن الحسين الطفال، وعلي بن منير الخلال، وخلق سواهم.
وثقه أبو بكر الخطيب.
قال ابن ماكولا: أخبرنا أبو القاسم بن ميمون الصدفي، أخبرنا عبد الغني الحافظ قال: قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب ’’العلم’’ ليوسف القاضي، فلما فرغ قلت: كما قرئ عليك؟ قال: نعم، إلا اللحنة بعد اللحنة، قلت: أيها القاضي، فسمعته معربا؟ قال: لا، فقلت: هذه بهذه، وقمت من ليلتي فجلست عند اليتيم النحوي.
قال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضى المتقي لله في سنة تسع وعشرين وثلاث مائة أبا الطاهر محمد بن أحمد الذهلي، وله أبوة في القضاء، سديد المذهب، متوسط الفقه، على مذهب مالك، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون، ويناظرون بحضرته، وكان يتوسط بينهم، ويتكلم بكلام سديد، ثم صرف بعد أربعة أشهر، ثم استقضي على الشرقية في سنة أربع وثلاثين، وعزل بعد أشهر.
قال عبد الغني: سألت أبا الطاهر عن أول ولايته القضاء فقال: سنة عشر وثلاث مائة، وقد كان ولي البصرة، وقال لي: كتبت العلم سنة ثمان وثمانين ومائتين.
قال عبد الغني: وقد قرأ القرآن وهو ابن ثمان سنين، وكان مفوها، حسن البديهة، شاعرا علامة، حاضر الحجة، عارفا بأيام الناس، غزير المحفوظ، لا يمله جليسه من حسن حديثه، وكان سمحا كريما، ولي قضاء مصر سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، وأقام على قضائها ثماني عشرة سنة.
قال عبد الغني: وسمعت الوزير أبا الفرج يعقوب بن يوسف يقول: قال لي الأستاذ كافور: اجتمع بالقاضي أبي الطاهر فسلم عليه، وقل له: إنه بلغني أنك تنبسط مع جلسائك، وهذا الانبساط يقل هيبة الحكم، فأعلمته بذلك، فقال: قل للأستاذ: لست ذا مال أفيض به على جلسائي، فلا أقل من خلقي، فأخبرت الأستاذ فقال: لا تعاوده، فقد وضع القصعة.
قال عبد الغني: وسمعت أحمد بن محمد بن سعرة، أنه سمع أبا بكر بن مقاتل يقول: أنفق القاضي أبا الطاهر بيت مال خلفه له أبوه.
قال الحافظ عبد الغني: لما تلقى أبو الطاهر المعز أبا تميم بالإسكندرية ساءله المعز، فقال: يا قاضي، كم رأيت من خليفة؟ قال: واحد. قال: من هو؟ قال: أنت، والباقون ملوك. فأعجبه ذلك، ثم قال له: أحججت؟ قال: نعم. قال: وسلمت على الشيخين؟ قال: شغلني عنهما النبي -صلى الله عليه وسلم، كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده، فازداد به المعز إعجابا، وتخلص من ولي العهد؛ إذ لم يسلم عليه بحضرة المعز، فأجازه المعز يومئذ بعشرة آلاف درهم.
وحدثني زيد بن علي الكاتب: أن القاضي أبا الطاهر السدوسي أنشده لنفسه:
إني وإن كنت بأمر الهوى | غرا فستري غير مهتوك |
أكنى عن الحب ويبكي دما | قلبي ودمعي غير مسفوك |
فظاهري ظاهر مستملك | وباطني باطن مملوك |
يا طالبا بعد قتلي | الحج لله نسكا |
تركتني فيك صبا | أبكي عليك وأبكى |
وكيف أسلوك قل لي | أم كيف أصبر عنكا |
روحي فداؤك هذا | جزاء عبدك منكا |
يا طالبا بعد قتلي | الحج لله نسكا |
يعز علي بعدك يا علي | فلي أرق إذا رقد الخلي |
وما لي في اصطباري عنك عذر | وعذرك في مقارقتي جلي |
ومن يك مفلسا من فرط وجد | فإني من صباباتي ملي |
وما لي حيلة تدنيك فاذهب | لك الرحمن من دوني ولي |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 258
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن صالح بن عبد الله بن أسامة أبو الطاهر الذهلي
القاضي السدوسي البصري البغدادي المالكي ولي قضاء بغداد وواسط ودمشق ومصر وكان أبوه ولي قضاء البصرة وواسط وكان يستخلف ولده هذا. دخل أبو طاهر مصر سنة أربعين وثلاثمائة وحج منها وعاد إليها وتولى القضاء بها ولم يتول قضاء مصر أحد من القضاة الذين تولوا قضاء بغداد غيره وغير يحيى بن أكثم. وروى أبو طاهر عن أبي غالب: علي بن أحمد بن النضر وإسحاق بن خالويه والحسين بن الكميت وأبي مسلم الكجي وأبي خليفة: الفضل بن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي ويوسف بن يعقوب القاضي وجماعة كثيرة من الأعيان.
وقال بن زولاق: كان أبو الطاهر كثير الحديث والأخبار واسع المذاكرة قد عنى به أبوه فسمعه في سنة سبع وثمانين ومائتين فأدرك جماعة منهم علي بن محمد السمسار وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما كثيرا تركته اختصارا وحدث ببغداد يسيرا ونزل مصر فحدث بها وأكثر وكتب عنه عامة أهلها وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني وأبو أسامة الهروي والحافظ عبد المغني بن سعيد وأبو العباس الصيرفي وخلائق لا يحصون كثرة.
وذكره بن ماكولا فقال: كان ثقة ثبتا كثير السماع فاضلا وهو ثبت جليل في الحديث والقضاء وكان يذهب إلى قول مالك بن أنس
وربما اختار وكان من أهل القرآن والعلم والأدب متفننا في علوم وله كتاب في الفقه أجاب فيه عن مسائل مختصر المزني على قول مالك بن أنس واختصر تفسير الجياني وتفسير البلخي وكان يخالف قول مالك في الحكم باليمين مع الشاهد ويحكى أن أباه وإسماعيل القاضي كان لا يحكمان به وكانا مالكيين وكان إذا شهد عنده الشاهد الواحد ليس معه سواه رد الحكم.
ومما استحسن من كلام أنه تلقى الخليفة المعز لدين الله بالإسكندرية وهو أحد الخلفاء العبيديين وكان مع الخليفة قاضيه النعمان بن محمد فلما جلس أبو طاهر عنده سأله الخليفة عن أشياء منها: أنه قال له كم رأيت من خليفة؟ فقال: واحد فقال: ومن هو؟ فقال: أنت والباقي ملوك ثم قال له: حججت؟ قال: نعم قال: وزرت؟ قال: نعم قال: سلمت على الشيخين؟ قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده.
فأرضى الخليفة وتخلص من ولي عهده وكان لم يسلم عليه بحضرة الخليفة فازداد الخليفة به عجبا وخلع عليه وأبقاه على ولايته. وأجازه بعشرة آلاف درهم. وأقام النعمان بن محمد بمصر لا ينظر في شيء اختيارا.
ولما أسن وضعف عزله العزيز بالله وولى علي بن النعمان فكانت ولاية أبي الطاهر ست عشرة سنة وقيل ثمان عشرة سنة وقيل إنه لم يعزل بل استعفى قبل موته بيسير. ومولده سنة تسع وسبعين ومائتين وهي سنة النجباء ولد فيها هو وجعفر بن الفرات والحسين بن القاسم بن عبيد الله وغيرهم.
وقال رحمه الله: كتبت العلم بيدي ولي تسع سنين. وتوفي بمصر سنة سبع وستين وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة وقيل غير ذلك.
دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 305
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحير بن صالح بن عبد الله ابن أسامة أبو طاهر الذهلي القاضي السدوسي البصري البغدادي المالكي. ولي قضاء البصرة، وواسط، ودمشق، ومصر، وكان أبوه ولي قضاء البصرة، وواسط، وكان يستخلف ولده هذا.
دخل أبو طاهر مصر سنة أربعين وثلاثمائة، وحج منها وعاد إليها، وتولى القضاء بها، ولم يتول قضاء مصر أحد من القضاة الذين تولوا قضاء بغداد غيره، وغير يحيى بن أكثم.
روى أبو طاهر عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر، وإسحاق بن خالويه، والحسين بن الكميت، وأبي مسلم الكجي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، وجعفر بن محمد الفريابي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجماعة كثيرة من الأعيان.
قال ابن زولاق: وكان أبو طاهر كثير الحديث والأخبار، واسع المذاكرة، قد عنى به أبوه فسمعه في سنة سبع وثمانين ومائتين، فأدرك جماعة منهم علي بن محمد السمسار، وعبد الله بن الإمام أحمد، وغيرهما.
وحدث ببغداد يسيرا، ونزل مصر فحدث بها وأكثر، وكتب عنه عامة أهلها.
وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني، وأبو أسامة الهروي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وأبو العباس الصيرفي، وخلائق لا يحصون كثرة.
وذكره ابن ماكولا فقال: كان ثقة ثبتا كثير السماع فاضلا، وكان من بيت جليل في الحديث والقضاء، وكان يذهب إلى قول مالك بن أنس، وربما اختاره، وكان من أهل القرآن والعلم والأدب مفننا في علوم.
وله «كتاب في الفقه» أجاب فيه عن مسائل «مختصر المزني» على قول مالك بن أنس، واختصر «تفسير الجياني» و «تفسير البلخي» وكان يخالف قول مالك في الحكم باليمين مع الشاهد، ويحكى أن أباه وإسماعيل القاضي كانا لا يحكمان به، وكانا مالكيين، وكان إذا شهد عنده الشاهد الواحد ليس معه سواه رد الحكم، ومما استحسن من كلامه أنه تلقى الخليفة المعز لدين الله بالإسكندرية وهو أحد الخلفاء العبيديين، وكان مع الخليفة قاضيه النعمان بن محمد، فلما جلس أبو طاهر عنده سأله الخليقة عن أشياء، منها:
أنه قال له: كم رأيت من خليفة؟ فقال: واحدا، فقال: ومن هو؟ فقال: أنت، والباقي ملوك.
ثم قال: أحججت؟ قال: نعم، فقال: وزرت؟ قال: نعم قال: سلمت على الشيخين؟ قال: شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم، كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده، فأرضى الخليفة وتخلص من ولي عهده، وكان لم يسلم عليه بحضرة الخليفة، فازداد به الخليفة عجبا، وخلع عليه، وأبقاه على ولايته، وأجازه بعشرة آلاف درهم.
وأقام النعمان بن محمد بمصر لا ينظر في شيء اختيارا، ولما أسن وضعف عزله العزيز بالله، وولي ابن النعمان، فكانت ولاية أبي الطاهر ست عشرة سنة، وقيل ثمان عشرة سنة، بل استعفى قبل موته بيسير.
ومولده سنة تسع وسبعين ومائتين، وهي سنة النجباء، ولد فيها هو وجعفر بن الفرات، والحسين بن القاسم بن عبيد الله، وغيرهم.
وقال رحمه الله: كتبت العلم بيدي ولي تسع سنين. وتوفي بمصر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وله ثمان وثمانون سنة، وقيل غير ذلك.
ذكره القاضي عياض رحمه الله.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 72
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير، أبو طاهر الذهلي.
سمع يوسف بن يعقوب القاضي، وموسى بن هارون، وطبقته.
سمع منه الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد.
قال الخطيب: ثقة. توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 8- ص: 1