أبو العبر الهاشمي محمد بن أحمد بن عبد الله الهاشمي: نديم، شاعر أديب، حافظ للأخبار، من أهل بغداد. قال جحظة: لم أر أحفظ منه، و لا أجود شعرا، ولم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعملها بيده. وصنف كتبا، منها ’’المنادمة وأخلاق الخلفاء والأمراء’’ و’’ جامع الحماقات وحاوي الرقاعات’’. وكان خليعا هزالا، حبسه المأمون وقال هذا عار على بني هاشم ! ثم أطلقه. وكان المتوكل يرمي به في المنجنيق إلى البركة فاذا علا في الهواء يقول: الطريق، جاءكم المنجنيق! حتى يقع في البركة، فتطرح عليه الشباك ويصاد فيخرج. وله نوادر كثيرة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 307
أبو العبر الهاشمي محمد بن أحمد الهاشمي وقال صاحب الأغاني: اسمه أحمد بن عبد الله، والظاهر أنه الصحيح لأنه كانت كنيته أبا العباس فصيرها أبا العبر ثم كان يزيد فيها في كل سنة حرفا فمات وهو أبو العبر طزد طبك طبري بك بك بك، وكان شاعرا ترك الجد وعدل إلى الهزل، ويعرف والده بحمدون الحامض، حبسه الأمير اسحق بن إبراهيم الطاهري أمير بغداذ وقال: هذا عار على بني هاشم، فصاح في المحبس نصيحة لأمير المؤمنين فأخرج فقال له اسحق: هات نصيحتك! فقال: الكشكية أصلحك الله لا تطيب إلا بكشك، فضحك وقال: هو فيما أرى مجنون، فقال أبو العبر: إنما أمتخط حوت، فقال: ويلك ما معنى قولك؟ فقال: أصلحك الله زعمت أنني مججت نون وأنا أمتخط حوت، فأطلقه وقال: أظنك في حبسك مأثوم، فقال: لا ولكنك في ماء بصل، فقال: أخرجوه عني ولا يقيم ببغداذ فهذا عار على أهل البيت، وكان في مبدأ أمره صالح الشعر فرأى أن شعره مع توسطه لا ينفق مع أبي تمام والبحتري وإضرابهما فعدل إلى الحمق وكسب بذلك أضعاف ما كسبه كل شاعر بالجد، ومن قوله الصالح:
لا أقول الله يظلمني=كيف أشكو غير متهم #وإذا ما الدهر ضعضعني=لم تجدني كافر النعم #قنعت نفسي بما رزقت=وتناهت في العلى هممي #ليس لي مال سوى كرمي=وبه أمنى من العدم قال عبد العزيز بن أحمد: كان أبو العبر يجلس بسر من رأى في مجلس يجتمع إليه فيه المجان يكتبون عنه وكان يجلس على سلم وبين يديه بلوعة فيها ماء وحمأة قد سد مجراها وبيده قصبة طويلة وعلى رأسه خف وفي رجليه قلنسيتان ومستمليه في جوف بئر وحوله ثلثة يدقون بالهواوين حتى تكثر الجلبة ويقل السماع ويصيح مستمليه في البئر ثم يملى عليهم فإن ضحك أحد ممن حضر قاموا فصبوا على رأسه من البلوعة إن كان وضيعا وإن كان ذا مروءة رشوا عليه بالقصبة من مائها ثم يجلس في الكنيف إلى أن ينقضى المجلس فلا يخرج منه حتى يغرم درهمين، ومن شعره الصالح: | كأني بعض السمك #ويضحك لي هك هك وقال بعضهم: رأيته ببعض آجام سر من رأى وهو عريان لا يواريه شيء وبيده اليمنى باشق وباليسرى قوس وعلى رأسه قطعة رئة في حبل مشدود بأنشوطة وفي ذكره شعر مفتول فيه شص قد ألقاها في الماء ليصيد السمك وعلى شفتيه دوشاب ملطخ فقيل له: خرب بيتك ماذا تفعل؟ فقال: أصطاد بجميع جوارحي، وقد عقد له الآبي في الكتاب السابع من نثر الدر بابا في نوادره ليس فيها ما سقته له هاهنا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
أبو العبر أحمد بن عبد الله أبو العبر تقدم في محمد بن أحمد فليكشف من هناك.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0