عبيد الله بن عمر عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي: صحابي، من انجاد قريش وفرسانهم. ولد في عهد رسول الله (ص) واسلم بعد اسلام ابيه. ثم سكن المدينة. وغزا افريقية مع عبد الله بن سعد. ورحل إلى الشام في ايام علي، فشهد (صفين) مع معاوية، وقتل فيها.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 195

عبيد الله بن عمر (ب د ع) عبيد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي، أبو عيسى. تقدم نسبه عند أخيه «عبد الله».
ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من شجعان قريش وفرسانهم، سمع أباه، وعثمان بن عفان، وأبا موسى، وغيرهم.
روى زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر ضرب ابنه عبيد الله بالدرة، وقال: أتكتني بأبي عيسى؟ وهل كان له من أب؟! وشهد عبيد الله صفين مع معاوية، وقتل فيها. وكان سبب شهوده صفين أن أبا لؤلؤة لما قتل أباه عمر رضي الله عنه فلما دفن عمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، قيل لعبيد الله: قد رأينا أبا لؤلؤة والهرمزان نجيا، والهرمزان يقلب هذا الخنجر بيده، وهو الذي قتل به عمر، ومعهما «جفينة» وهو رجل من العباد جاء به سعد بن أبي وقاص يعلم الكتاب بالمدينة «وابن فيروز»، وكلهم مشرك إلا الهرمزان. فغدا عليهم عبيد الله بالسيف، فقتل الهرمزان وابنته وجفينة، فنهاه الناس فلم ينته. وقال: والله لأقتلن من يصغر هؤلاء في جنبه. فأرسل إليه صهيب عمرو بن العاص، فأخذ السيف من يده، وصهيب كان قد وصى إليه عمر بالصلاة عليه ويعلم بالناس إلى أن يقوم خليفة. فلما أخذ عمرو السيف وثب عليه سعد بن أبي وقاص فتناصبا وقال: قتلت جاري وأخفرتني! فحبسه صهيب حتى سلمه إلى عثمان لما استخلف.
فقال عثمان: أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق! فأشار عليه المهاجرون أن يقتله، وقال جماعة منهم عمرو بن العاص: قتل عمر أمس ويقتل ابنه اليوم! أبعد الله الهرمزان وجفينة! فتركه وأعطى دية من قتل. وقيل: إنما تركه عثمان لأنه قال للمسلمين: من ولي الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد عفوت عن عبيد الله. وقيل: إن عثمان سلم عبيد الله إلى القماذيان بن الهرمزان ليقتله بأبيه. قال القماذيان: فأطاف بى الناس وكلموني في العفو عنه، فقلت: هل لأحد أن يمنعني منه؟ قالوا: لا. قلت: أليس إن شئت قتلته؟ قالوا: بلى. قلت: قد عفوت عنه.
قال بعض العلماء: ولو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون على عثمان: عدل ست سنين.
ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حدا من حدود الله.
وهذا أيضا فيه نظر، فإنه لو عفا عنه ابن الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وقد أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عبيد الله كذلك حيا حتى قتل عثمان وولي علي الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عبيد الله، فأراد قتله فهرب منه إلى معاوية، وشهد معه صفين وكان على الخيل، فقتل في بعض أيام صفين قتلته ربيعة، وكان على ربيعة زياد بن خصفة الربعي، فأتت امرأة عبيد الله، وهي بحرية ابنة هانئ الشيباني تطلب جثته، فقال زياد: خذيها، فأخذتها ودفنته.
وكان طويلا، قيل: لما حملته زوجته على بغل كان معترضنا عليه، وصلت يداه ورجلاه إلى الأرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عمر، فبعث به إلى عبد الله بن عمر. وقيل: بل قتله رجل من همدان، وقيل: قتله عمار بن ياسر، وقيل: قتله رجل من بني حنيفة، وحنيفة من ربيعة. وكانت صفين في ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 800

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 522

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 3- ص: 423

عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية، وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه.
ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ثبت أنه غزا في خلافة أبيه، قال مالك في «الموطأ»، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة، فرحب بهما وسهل، وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت: ثم قال: بلى. ها هنا مال من مال الله، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلفكما، فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، ففعلا.
وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أكل الجيش أسلفكما، فقالا: لا. فقال عمر: أديا المال وربحه.
فأما عبد الله فسكت، وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمناه. فقال: أديا المال. فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا، فقال عمر: قد جعلته قراضا، فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا نصف ربحه. سنده صحيح.
وأخرج الزبير بن بكار من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: جاءت امرأة عبيد الله بن عمر إلى عمر فقالت له: يا أمير المؤمنين، اعذرني من أبي عيسى. قال: ومن أبو عيسى؟ قالت: ابنك عبيد الله. قال: يا أسلم. اذهب فادعه ولا تخبره فذكر القصة.
وهذا كله يدل على أنه كان في زمن أبيه رجلا، فيكون ولد في العهد النبوي. وفي صحيح البخاري أن عمر فارق أمه لما نزلت: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر}. قلت: وكان نزولها في الحديبية في أواخر سنة سبع.
وفي البخاري قصة في باب «نقيع»: التمر ما لم يسكر من كتاب الأشربة: وقال عمر: إني وجدت من عبيد الله ريح شراب، فإني سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته. وهذا وصله مالك عن الزهري، عن السائب بن يزيد- أن عمر خرج عليهم، فقال... فذكره، لكن لم يقل عبيد الله. وقال فلان.
وأخرجه سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عن الزهري، فسماه، وزاد: قال ابن عيينة: فأخبرني معمر عن الزهري، عن السائب، قال: فرأيت عمر يجلدهم.
قال أبو عمر: كان عبيد الله من شجعان قريش وفرسانهم. ولما قتل أبو لؤلؤة عمر عمد عبيد الله ابنه هذا إلى الهرمزان وجماعة من الفرس فقتلهم.
وسبب ذلك ما أخرجه ابن سعد من طريق يعلى بن حكيم، عن نافع، قال: رأى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق السكين التي قتل بها عمر، فقال: رأيت هذه أمس مع الهرمزان وجفينة، فقلت: ما تصنعان بهذه السكين؟ فقالا: نقطع بها اللحم، فإنا لا نمس اللحم.
فقال له عبيد الله بن عمر: أنت رأيتها معهما؟ قال: نعم، فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما واحدا بعد واحد، فأرسل إليه عثمان، فقال: ما حملك على قتل هذين الرجلين؟ فذكر القصة.
وأخرج الذهلي في الزهريات، من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب- أن عبد الرحمن بن أبي بكر قال- حين قتل عمر: إني انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي، فنفروا مني، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فانظروا
بماذا قتل! فنظروا فإذا الخنجر على النعت الذي نعت عبد الرحمن، فخرج عبيد الله مشتملا على السيف، حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني ننظر إلى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حر السيف قال: لا إله إلا الله، ثم أتى جفينة وكان نصرانيا فقتله، ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثا. وأقبل عبد الله بالسيف صلتا، وهو يقول: والله لا أترك بالمدينة شيئا إلا قتلته. قال: فجعلوا يقولون له: ألق السيف، فيأبى ويهابوه إلى أن أتاه عمرو بن العاص، فقال له: يا ابن أخي، أعطني السيف، فأعطاه إياه، ثم ثار إليه عثمان، فأخذ بناصيته حتى حجز الناس بينهما، فلما استخلف عثمان قال: أشيروا علي فيما فعل هذا الرجل. فاختلفوا، فقال عمرو بن العاص: إن الله أعفاك أن يكون هذا الأمر، ولك على الناس سلطان، فترك وودى الرجلين والجارية.
وقال الحميدي: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال: قال علي: لئن أخذت عبيد الله لأقتلنه بالهرمزان.
وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة، قال: كان رأي علي أن يقتل عبيد الله بالهرمزان لو قدر عليه.
وقد مضى لعبيد الله بن عمر هذا ذكر في ترجمة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
وقيل: إن عثمان قال لهم: من ولي الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد عفوت عن عبيد الله بن عمر.
وقيل: إنه سلمه للعماديان بن الهرمزان، فأراد أن يقتص منه فكلمه الناس، فقال: هل لأحد أن يمنعني من قتله؟ قالوا: لا. قال: قد عفوت.
وفي صحة هذا نظر، لأن عليا استمر حريصا على أن يقتله بالهرمزان، وقد قالوا: إنه هرب لما ولى الخلافة إلى الشام. فكان مع معاوية إلى أن قتل معه بصفين، ولا خلاف في أنه قتل بصفين مع معاوية. واختلف في قاتله، وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 5- ص: 41

ابن أمير المؤمنين عمر عبيد الله بن عمر بن الخطاب. ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل مع معاوية يوم صفين سنة سبع وثلاثين للهجرة. قال ابن عبد البر: ولا حفظ له عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا رواية. وكان من أنجاد قريش وفرسانهم، وهو القائل:

ورثاه أبو زبيد الطائي ورثاه أيضا كعب بن جعيل. وهجاه الصلتان العبدي. ولما قتل حمل على بغل فذكر أن يديه ورجليه خطتا الأرض من فوق البغل. وروى ابن وهب عن السري بن يحيى عن الحسن بن عبيد الله: قتل الهرمزان بعد أن أسلم، وعفا عنه عثمان فلما ولي علي خشيه على نفسه فهرب إلى معاوية. وقيل لعلي: هذا عبيد الله بن عمر عليه جبة خز وفي يده سواك يقول: سيعلم غدا علي إذا التقينا! فقال علي: دعوه فإنما دمه دم عصفور!

    عبيد الله بن عمر بن الخطاب ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحفظ له رواية عنه ولا سماعا منه، وكان من أنجاد قريش وفرسانهم، وهو القائل:

    #حاشا نبي الله والشيخ الاغر قتل عبيد الله بن عمر بصفين مع معاوية، وكان على الخيل يومئذ، ورثاه أبو زيد الطائي، وقصته في قتل الهرمزان وجفينة وبنت أبي لؤلؤة فيها اضطراب.
    حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري، حدثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج، حدثنا حامد بن يحيى، وعبد الرحمن بن يعقوب، وسعيد ابن رستم، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن ابن محمد بن علي، عن أبيه، قال: قيل لعلي: هذا عبيد الله بن عمر عليه جبة خز، وفي يده سواك، وهو يقول: سيعلم غدا علي إذا التقينا! فقال علي: دعوه فإنما دمه دم عصفور. وحدثنا خلف، حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثني إبراهيم بن سليمان، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، قال: أصيب عبيد الله بن عمر يوم صفين، فاشترى معاوية سيفه، فبعث به إلى عبد الله ابن عمر. قال جويرية: فقلت لنافع: هو سيف عمر الذي كان له؟ قال: نعم قلت: فما كانت حليته؟ قال: وجدوا في نعله أربعين درهما.
    قال أبو عمر رحمه الله: خرج عبيد الله بن عمر بصفين في اليوم الذي قتل فيه، وجعل امرأتين له بحيث تنظران إلى فعله، وهما أسماء بنت عطارد بن الحاجب التميمي، وبحرية بنت هانئ بن قبيصة الشيباني، فلما برز شدت عليه ربيعة،
    فتثبت بينهم، وقتلوه، وكان على ربيعة يومئذ زياد بن خصفة التميمي، فقط عبيد الله بن عمرو ميتا قرب فسطاطه ناحية منه، وبقي طنب من طنب الفسطاط لا وتد له، فجروا عبيد الله بن عمر إلى الفسطاط، وشدوا الطنب برجله شدا، وأقبلت امرأتاه حتى وقفتا عليه، فبكتا وصاحتا، فخرج زياد بن خصفة فقيل له: هذه بحرية بنت هانئ بن قبيصة. فقال: ما حاجتك يا بنت أخي؟
    فقالت: زوجي قتل، تدفعه إلي. فقال: نعم، فخذيه فجاءت ببغل فحملته عليه، فذكروا أن يديه ورجليه خطتا الأرض من فوق البغل، ورثاه كعب ابن جعيل، وهجاه الصلتان العبدي.
    حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا يحيى، حدثنا ابن وهب، حدثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، أن عبيد الله ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل بصفين، وأن رجلا ضرب أطناب فسطاطه بأوتاد، فعجز منها وتد، فأخذ رجل عبيد الله بن عمر فربطه حتى أصبح.
    وروى ابن وهب، عن السري بن يحيى، عن الحسن- أن عبيد الله ابن عمر قتل الهرمزان بعد أن أسلم، وعفا عنه عثمان، فلما ولي علي خشي على نفسه، فهرب إلى معاوية، فقتل بصفين.

    • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 3- ص: 1010

    عبيد الله بن عمر بن الخطاب. .... الحيرة وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص. وكان يعلم الكتاب بالمدينة.
    قال عبيد الله فضربته بالسيف فلما وجد حس السيف صلب بين عينيه. وانطلق عبيد الله فقتل ابنة أبي لؤلؤة. وكانت تدعي الإسلام. وأراد عبيد الله ألا يترك سبيا بالمدينة يومئذ إلا قتلة. فاجتمع المهاجرون الأولون فأعظموا ما صنع عبيد الله من قتل هؤلاء واشتدوا عليه وزجروه عن السبي فقال: والله لأقتلنهم وغيرهم. يعرض ببعض المهاجرين.
    فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع إليه سيفه فأتاه سعد فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان حتى حجز بينهما الناس. فأقبل عثمان وذلك في الثلاثة الأيام الشورى قبل أن يبايع له حتى أخذ برأس عبيد الله بن عمر وأخذ عبيد الله برأسه. ثم حجز بينهما. وأظلمت الأرض يومئذ على الناس فعظم ذلك في صدور الناس وأشفقوا أن تكون عقوبة حين قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن يعقوب عن أبي وجزة عن أبيه قال: رأيت عبيد الله يومئذ وإنه ليناصي عثمان وإن عثمان ليقول: قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما في الحق تركك. قال فعجبت لعثمان حين ولي كيف تركه. ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فلفته عن رأيه.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون عن عمران بن مناح قال: جعل سعد بن أبي وقاص يناصي عبيد الله بن عمر حين قتل الهرمزان وابنة أبي لؤلؤة. وجعل سعد يقول وهو يناصيه:

    والشعر لكلاب بن علاط أخي الحجاج بن علاط. فقال عبيد الله:
    فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلم عبيد الله ويرفق به حتى أخذ سيفه منه وحبس في السجن حتى أطلقه عثمان حين ولي.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عتبة بن جبيرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: ما كان عبيد الله يومئذ إلا كهيئة السبع الجرب يعترض العجم بالسيف حتى حبس في السجن. فكنت أحسب أن عثمان إن ولي سيقتله لما كنت أراه صنع به. كان هو وسعد أشد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه.
    [أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال علي لعبيد الله بن عمر: ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها؟ قال فكان رأي علي حين استشاره عثمان ورأي الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله.] لكن
    عمرو بن العاص كلم عثمان حتى تركه. فكان علي يقول: لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان لاقتصصت منه.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني هشام بن سعد قال: حدثني من سمع عكرمة مولى ابن عباس قال: كان رأي علي أن يقتل عبيد الله بن عمر لو قدر عليه.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال: لما استخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار فقال: أشيروا علي في قتل هذا الذي فتق في الدين ما فتق. فأجمع رأي المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتله. وقال جل الناس: أبعد الله الهرمزان وجفينة. يريدون يتبعون عبيد الله أباه.
    فكثر ذلك القول فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على الناس فأعرض عنه. فتفرق الناس عن كلام عمرو بن العاص.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني ابن جريج أن عثمان استشار المسلمين فأجمعوا على ديتهما ولا يقتل بهما عبيد الله بن عمر. وكانا قد أسلما وفرض لهما عمر. وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان فلم يزل معه فقتل بصفين.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال:
    سمعت رجلا من أهل الشام يحدث في مجلس عمرو بن دينار فسألت عنه بعد فقيل هو يزيد بن يزيد بن جابر يقول: إن معاوية دعا عبيد الله بن عمر فقال: إن عليا كما ترى في بكر بن وائل قد حامت عليه فهل لك أن تسير في الشهباء؟ قال: نعم. فرجع عبيد الله إلى خبائه فلبس سلاحه ثم إنه فكر وخاف أن يقتل مع معاوية على حاله فقال له مولى له: فداك أبي! إن معاوية إنما يقدمك للموت. إن كان لك الظفر فهو يلي وإن قتلت استراح منك ومن ذكرك فأطعني واعتل. قال: ويحك قد عرفت ما قلت. فقالت له امرأته بحرية بنت هانئ: ما لي أراك مشمرا؟ قال: أمرني أميري أن أسير في الشهباء. قالت: هو والله مثل التابوت لم يحمله أحد قط إلا قتل. أنت تقتل وهو الذي يريد معاوية. قال: اسكتي والله لأكثرن القتل في قومك اليوم. فقالت: لا يقتل هذا.
    خدعك معاوية وغرك من نفسك وثقل عليه مكانك. قد أبرم هذا الأمر هو وعمرو بن العاص قبل اليوم فيك. لو كنت مع علي أو جلست في بيتك كان خيرا لك. قد فعل
    ذلك أخوك وهو خير منك. قال: اسكتي. وهو يبتسم ضاحكا. لترين الأسارى من قومك حول خبائك هذا. قالت: والله لكأني راكبة دابتي إلى قومي أطلب جسدك أواريه. إنك مخدوع. إنما تمارس قوما غلب الرقاب فيهم الحرون ينظرونه نظر القوم إلى الهلاك لو أمرهم بترك الطعام والشراب ما ذاقوه. قال: أقصري من العذل فليس لك عندنا طاعة. فرجع عبيد الله إلى معاوية فضم إليه الشهباء. وهم اثنا عشر ألفا.
    وضم إليه ثمانية آلاف من أهل الشام فيهم ذو الكلاع في حمير. فقصدوا يؤمون عليا فلما رأتهم ربيعة جثوا على الركب وشرعوا الرماح حتى إذا غشوهم ثاروا إليهم واقتتلوا أشد القتال ليس فيهم إلا الأسل والسيوف. وقتل عبيد الله وقتل ذو الكلاع. والذي قتل عبيد الله زياد بن خصفة التيمي. وقال معاوية لامرأة عبيد الله: لو أتيت قومك فكلمتهم في جسد عبيد الله بن عمر. فركبت إليهم ومعها من يجيرها فأتتهم فانتسبت فقالوا: قد عرفناك. مرحبا بك فما حاجتك؟ قالت: هذا الجسد الذي قتلتموه فأذنوا لي في حمله. فوثب شباب من بكر بن وائل فوضعوه على بغل وشدوه وأقبلت امرأته إلى عسكر معاوية فتلقاها معاوية بسرير فحمله عليه وحفر له وصلى عليه ودفنه ثم جعل يبكي ويقول: قتل ابن الفاروق في طاعة خليفتكم حيا وميتا فترحموا عليه وإن كان الله قد رحمه ووفقه للخير. قال تقول بحرية وهي تبكي عليه وبلغها ما يقول معاوية فقالت: أما أنت فقد عجلت له يتم ولده وذهاب نفسه ثم الخوف عليه لما بعد أعظم الأمر. فبلغ معاوية كلامها فقال لعمرو بن العاص: ألا ترى ما تقول هذه المرأة؟ فأخبره فقال: والله لعجب لك. ما تريد أن يقول الناس شيئا؟ فو الله لقد قالوا في خير منك ومنا فلا يقولون فيك؟ أيها الرجل إن لم تغض عما ترى كنت من نفسك في غم. قال معاوية: هذا والله رأيي الذي ورثت من أبي.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه قال: اختلف علينا في قتل عبيد الله بن عمر. فقائل يقول قتلته ربيعة. وقائل يقول قتله رجل من همدان.
    وقائل يقول قتله عمار بن ياسر. وقائل يقول قتله رجل من بني حنيفة.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عمر بن محمد بن عمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعد أبي الحسن مولى الحسن بن علي قال: خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي عليا. وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين. فمررنا برجل أعور من همدان يدعى مذكورا
    قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلم ثم قال: من أنت؟ فقال: رجل من همدان. فقال له الحسن: ما تصنع هاهنا؟ فقال:
    أضللت أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا أنتظر رجعتهم. قال: ما هذا القتيل؟ قال: لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا وبين ذلك يقول أنا الطيب بن الطيب. وإذا ضرب قال: أنا ابن الفاروق. فقتله الله بيدي. فنزل الحسن إليه فإذا عبيد الله بن عمر وإذا سلاحه بين يدي الرجل فأتى به عليا فنفله علي سلبه وقومه أربعة آلاف.
    أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا الحسن بن عمارة عن أبيه عن أبي رزين قال: كنت مع مولاي بصفين فرأيت عليا بعد ما مضى ربع الليل يطوف على الناس يأمرهم وينهاهم. فأصبحوا يوم الجمعة فالتقوا وتقاتلوا أشد القتال. والتقى عمار بن ياسر وعبيد الله بن عمر فقال عبيد الله: أنا الطيب بن الطيب. فقال له عمار بن ياسر:
    أنت الخبيث بن الطيب. فقتله عمار. ويقال قتله رجل من الحضارمة.
    قال محمد بن عمر: وحدثني غير الحسن بن عمارة بغير هذا الإسناد أن عبيد الله بن عمر قطع أذن عمار يومئذ. والثبت عندنا أن أذن عمار قطعت يوم اليمامة.

    • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 10

    عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي أمه بنت حارثة بنت وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية بن سفيان

    • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 108

    عبيد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي.
    أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي، قتل يوم صفين، وكان مع معاوية.

    • مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 7- ص: 1

    عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي
    أمه بنت حارثة بن وهب الخزاعي قتل يوم صفين وكان مع معاوية

    • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 5- ص: 1

    عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي:
    ذكره ابن عبد البر. وقال: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ولا أحفظ له رواية ولا سماعا منه. وكان من أنجاد قريش وفرسانهم. وقتل بصفين مع معاوية، وكان على الخيل يومئذ.
    وسبب ميله إلى معاوية: أنه خاف من على من أجل الهرمزان. وكان يقال إنه قتله في زمن عثمان وعفى عنه، وقضية قتله له مضطربة على ما قال أبو عمر، وهو القائل [من الرجز]:

    حاشا نبى الله والشيخ الأغر
    وقال ابن قدامة: ذكروا أنه جئ ببغل، فحمل عليه - يعنى بعد قتله - فكانت يداه ورجلاه تخطان الأرض من فوق البغل. وأمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية.

    • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1