عبد الله بن الحسين عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد الحسني الهاشمي، من آل عون: امير شرقي الاردن، ثم ملك المملكة الاردنية الهاشمية. ولد بمكة، تلقى مبادئ العلوم في الاستانة ايام اقامة ابيه فيها. وعاد مع ابيه إلى الحجاز سنة 1326هـ ، وسى نائبا عن مكة، في مجلس النواب العثماني سنة 1327 فكان يقيم بعض شهور السنة في العاصمة العثمانية، ويقيتها في الحجاز. وقام مع والده، في الثورة على الترك (سنة 1334 - 1916م) فقاد جيشا حاصر الحامية العثمانية (التركية) في الطائف، إلى ان استسلمت. وارسله ابوه نجدة لاخيه (علي بن الحسين) في حصاره للمدينة، فأقام مرابطا في (وادي العيص) إلى ان انتهت الحرب العامة واستسلمت حامية المدينة. واراد العودة إلى مكة، فأمره ابوه بالسير إلى (تربة) لاخضاع خالد بن لؤي والزحف على نجد! فقصدها (سنة 1337هـ ، 1918م) وعاجله ابن لؤي (انظر ترجمته) فانهزم، ناجيا بعدد قليل من الضباط، واضاع كل ما كان معه من مال ورجال. ثم سماه ابوه وكيلا لوزارة الخارجية، فأقام يتردد بين مكة وجدة. ونشأ خلاف بين ابيه والممثل البريطاني، فجنح عبد الله إلى اللين، فعنفه ابوه، فاستقال (سنة 1339هـ). واستولى الفرنسيون على سورية، فرحلت جمهرة من شبانها، إلى جهات معان، وابرقت إلى ابيه الحسين (انظر ترجمته) تطلب النجدة لاستعادة اوطانها، فأرسله ابوه على رأس قوة صغيرة إلى معان. فأقام مدة، يعلن انه زاحف لانقاذ سورية. وهيئت له اسباب الانتقال إلى (عمان) فدخلها (سنة 1339هـ ، - 1921م) وانعقدت عليه الامال الضخام. وابرق اليه والده يخبره بأن وزير المستعمرات البريطانية المستر ايستون تشرشل يرغب في ان يراه في القدس. فذهب الىى تشرشل، ووضعا اسس (الامارة) في شرقي الاردن. وعاد إلى عمان وهو اميرها، يحكم اتفاقه مع الوزير البريطاني. واقام، وتناسى ما جاء مناجله. ونفى بعض كبار الوطنيين إلى الحجاز، بعد ان انفض من حوله آخرون. وسمي (ملكا) سنة 1365هـ ، - 1946م، فتحول اسم (امارة شرقي الاردن) إلى (المملكة الاردنية الهاشمية) ولكا كانت معركة فلسطين مع اليهود، اخذ عليه تخلي جيشه الذي كان يقوده ضابط بريطاني، عن بلدتي (الرملة) و (لد) لليهود. وتصدى له بعض شبان العرب من الفلسطينيين، على ملأ من الناس، وهم مجتمعون لصلاة الجمعة، في المسجد الاقصى بالقدس، فأطلق عليه احدهم الرصاص، فقتل في الحال. وكان كما وصفته في كتاب آخر: مطاع اللسان، له شئ من الاطلاع على الادبين العربي والتركي، مولعا بالمحاجة والمناظرة، مدلا بنفسه، ميالا إلى الراحةن مغرما بالشطرنج، ملولا لما هو من جد الامر، كثير المزاح مع خاصته. ونشر كتابا سماه (مذكراتي - ط) قال في مقدمته انه (دفتر حياته) وفيه اوهام ومفتريات. وقد ترجم إلى الانكليزية ونشر بها، وفي آخره رسالة قال انها من تأليفه سماها (موجز التاريخ الاسلامي).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 4- ص: 82