أبو سفيان صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس ابن عبد مناف: صحابى، من سادات قريش في الجاهلية. وهو والد معاوية رأس الدولة الاموية. كان من رؤساء المشركين في حرب الاسلام عند ظهوره: قاد قريشا وكنانة يوم احد ويوم الخندق لقتال رسول الله (ص) واسلم يوم فتح مكة (سنة 8 ه) وابلى بعد اسلامه البلاء الحسن. وشهد حنينا والطائف، ففقت عينيه يوم الطائف ثم فقت الاخرى يوم اليرموك، فعمى. وكان من الشجعان الابطال، قال المسيب: فقدت الاصوات يوم اليرموك الاصوت رجل يقول: يانصر الله اقترب. قال فنظرت، فاذا هو أبو سفيان، تحت راية ابنه زيد. ولما توفي رسول الله (ص) كان أبو سفيان عامله على نجران. ثم اتى الشام، وتوفى بالمدينة، وقيل بالشام.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 201
صخر بن حرب (ب د ع) صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي، أبو سفيان القرشي الأموي. وله كنية أخرى: أبو حنظلة، بابنه حنظلة.
وأم أبي سفيان صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي عمة ميمونة بنت الحارث بن حزن، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد قبل الفيل بعشر سنين، وأسلم ليلة الفتح، وشهد حنينا والطائف، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية، كما أعطى سائر المؤلفة، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، فقال له أبو سفيان: والله إنك لكريم، فداك أبي وأمي، والله لقد حاربتك فلنعم المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرا. وفقئت عين أبي سفيان يوم الطائف، واستعمله رسول صلى الله عليه وسلم على نجران، فمات النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وال عليها، ورجع إلى مكة فسكنها برهة، ثم عاد إلى المدينة فمات بها.
وقال الواقدي: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران، حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان العامل للنبي صلى الله عليه وسلم على نجران عمرو ابن حزم.
وقيل: إن عين أبي سفيان الأخرى فقئت يوم اليرموك، وشهد اليرموك، وكان هو القاص في جيش المسلمين. يحرضهم ويحتهم على القتال.
روى عنه ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل...
قال يونس بن عبيد: كان عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وأبو سفيان لا يسقط لهم رأى في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رأي.
ولما عمى أبو سفيان كان يقوده مولى له.
وتوفي سنة إحدى وثلاثين، وعمره ثمان وثمانون سنة، وقيل: توفي سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل: سنة أربع وثلاثين. وقيل: كان عمره ثلاثا وتسعين سنة.
وكان ربعة، عظيم الهامة، وقيل: كان قصيرا دحداحا، وصلى عليه عثمان بن عفان.
ونحن نذكره في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى فإنه بكنيته أشهر.
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 560
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 3- ص: 9
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 392
أبو سفيان صخر بن حرب (ب ع س) أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وهو والد يزيد ومعاوية وغيرهما.
ولد قبل الفيل بعشر سنين، وكان من أشراف قريش، وكان تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم، وكان يخرج أحيانا بنفسه وكانت إليه راية الرؤساء التي تسمى العقاب، وإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعتها بيد الرئيس.
وقيل: كان أفضل قريش رأيا في الجاهلية ثلاثة: عتبة، وأبو جهل، وأبو سفيان. فلما أتى الله بالإسلام أدبروا في الرأي.
وهو الذي قاد قريشا كلها يوم أحد، ولم يقدمها قبل ذلك رجل واحد إلا يوم ذات نكيف قادها المطلب. قاله أبو أحمد العسكري.
وكان أبو سفيان صديق العباس، وأسلم ليلة الفتح. وقد ذكرنا إسلامه في اسمه. وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، كل واحد مثله. وشهد الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففقئت عينه يومئذ، وفقئت الأخرى يوم اليرموك. وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل، ويقول: «يا نصر الله، اقترب». وكان يقف على الكراديس يقص ويقول: الله الله، إنكم ذادة العرب، وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار المشركين. اللهم، هذا يوم من أيامك، اللهم، أنزل نصرك على عبادك وروى أنه لما أسلم ورأى المسلمين وكثرتهم قال للعباس: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما.
قال: إنها النبوة! قال: فنعم، إذا.
وروى ابن الزبير أنه رأى أبا سفيان يوم اليرموك وكان يقول: إذا ظهرت الروم: إيه بني الأصفر! وإذا كشفهم المسلمون يقول: وبنو الأصفر الملوك ملوك الروم لم يبق منهم مذكور ونقل عنه من هذا الجنس أشياء كثيرة لا تثبت، لأنه فقئت عينه يوم اليرموك، ولو لم يكن قريبا من العدو ويقاتل لما فقئت عينه.
وكان من المؤلفة، وحسن إسلامه، وتوفي في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. وقيل: ثلاث وثلاثين. وقيل: إحدى وثلاثين. وقيل: أربع وثلاثين. وصلى عليه عثمان. وقيل: صلى عليه ابنه معاوية، وكان عمره ثمانيا وثمانين سنة. وقيل: ثلاث وتسعون سنة. وقيل غير ذلك.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1337
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 6- ص: 144
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 5- ص: 148
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو سفيان القرشي الأموي.
مشهور باسمه وكنيته، وكان يكنى أيضا أبا حنظلة، وأمه صفية بنت حزن الهلالية، عمة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين. وقيل غير ذلك بحسب الاختلاف في سنة موته. وهو والد معاوية.
أسلم عام الفتح، وشهد حنينا والطائف، كان من المؤلفة، وكان قبل ذلك رأس المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب، ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على نجران، ولا يثبت.
قال الواقدي: أصحابنا ينكرون ذلك، ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عاملها حينئذ عمرو بن حزم.
وذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم وجهه إلى مناة فهدمها، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم حبيبة قبل أن يسلم، وكانت أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، فمات هناك.
وقد روى أبو سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابن عباس، وقيس بن حازم، وابنه معاوية.
قال جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت البناني: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آوى بمكة دخل دار أبي سفيان، رواه ابن سعد.
وروى ابن سعد أيضا بإسناد صحيح عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان بن حرب تمر عجوة، وكتب إليه يستهديه أدما مع عمرو بن أمية، فنزل عمرو على إحدى امرأتي أبي سفيان، فقامت دونه، وقبل أبو سفيان الهدية، وأهدى إليه أدما.
وروى ابن سعد من طريق أبي السفر، قال: لما رأى أبو سفيان الناس يطئون عقب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده، فقال في نفسه: لو عاودت الجمع لهذا الرجل. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، ثم قال: «إذا يخزيك الله».
فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، والله ما تفوهت به، ما هو إلا شيء حدثت به نفسي.
ومن طريق أبي إسحاق السبيعي نحوه. وقال: ما أيقنت أنك رسول الله حتى الساعة.
ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: قال أبو سفيان في نفسه: ما أدري بما يغلبنا محمد! فضرب في ظهره وقال: «بالله يغلبك». فقال: أشهد أنك رسول الله.
وروى الزبير بن بكار، من طريق إسحاق بن يحيى، عن أبي الهيثم، عمن أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب يمازح رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بنته أم حبيبة، ويقول: والله إن هو إلا أن تركتك فتركتك العرب، إن انتطحت فيك جماء ولا ذات قرن. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.
ويقول: «أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة»!.
وروى» الزبير من طريق سعيد بن عبيد الثقفي، قال: رميت أبا سفيان يوم الطائف فأصبت عينه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله. قال: «إن شئت دعوت فردت عليك، وإن شئت فالجنة». قال: الجنة.
وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يا نصر الله اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد. ويقال: فقئت عينه يومئذ.
وروى يعقوب أيضا من طريق ابن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن ابن الزبير، قال: كنت مع أبي عام اليرموك، فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه، وتركني، فنظرت إلى ناس وقوف على تل يقاتلون مع الناس، فأخذت ترسا، ثم ذهبت فكنت معهم، فإذا أبو سفيان في مشيخة من قريش، فجعلوا إذا مال المسلمون يقولون: أيده ببني الأصفر، وإذا مالت الروم قالوا: يا ويح بني الأصفر.
وهذا يبعده ما قبله، والذي قبله أصح.
وروى البغوي بإسناد صحيح عن أنس أن أبا سفيان دخل على عثمان بعد ما عمي وغلامه يقوده.
وروى الأزرقي من طريق علقمة بن نضلة أن أبا سفيان بن حرب قام على ردم المرأتين، ثم ضرب برجله، فقال: سنام الأرض، إن له سناما يزعم ابن فرقد أني لا
أعرف حقي من حقه، لي بياض المروة، وله سوادها. فبلغ عمر، فقال: إن أبا سفيان لقديم الظلم، ليس لأحد حق إلا ما أحاطت عليه جدرانه.
قال علي بن المديني: مات لست خلون من خلافة عثمان. وقال الهيثم: لتسع خلون.
وقال الزبير: في آخر خلافة عثمان. وقال المدائني: مات سنة أربع وثلاثين. وقيل: مات أبو سفيان سنة إحدى، وقيل اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. وقيل: مات سنة أربع وثلاثين. وقيل عاش ثلاثا وتسعين سنة.
وقال الواقدي: هو ابن ثمان وثمانين. وقيل غير ذلك.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 332
أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، مشهور باسمه وكنيته، ويكنى أبا حنظلة. تقدم في الأسماء.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 7- ص: 154
صخر أبو معاوية صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أبو سفيان وأبو حنظلة القرشي الأموي، والد معاوية رضي الله عنه؛ أسلم يوم الفتح؛ روى عنه ابن عباس وابنه معاوية، وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد، وكان القاص يومئذ. وقدم الشام غير مرة تاجرا، واجتمع بقيصر ببيت المقدس حين جاءه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية بن خليفة؛ وابنته أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عامله على نجران، وقيل بل كان بمكة. وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا والطائف. وأمه عمة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. وكان من أشراف قريش، قال أبو بكر الصديق لبلال وصهيب وسلمان لما قالوا فيه: ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مآخذها، فقال: أتقولون هذا لسيد قريش وشيخها؟!؛ وهو كان في عير قريش التي أقبلت من الشام، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترض لها حتى ورد بدرا وساحل أبو سفيان بالعير، وهو كان رأس المشركين يوم أحد، وهو كان رئيس الأحزاب يوم الخندق، ولم يزل بعد انصرافه عن الخندق بمكة لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع إلى أن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فأسلم وشهد الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورمي يوم ذاك فذهبت عينه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، وعينه في يده: أيما أحب إليك: عين في الجنة أو أدعو الله أن يردها عليك؟ قال: بل عين في الجنة، ورمى بها؛ وأصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد. وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من غنائمها مائة من الإبل وأربعين أوقية وزنها له بلال، فلما أعطاه وأعطى يزيد ومعاوية قال له أبو سفيان: والله إنك لكريم، فداك أبي وأمي، لقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، فجزاك الله خيرا. وقال ثابت البناني: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’من دخل دار أبي سفيان فهو آمن’’ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى بمكة دخل دار أبي سفيان فأمن؛ وقال مجاهد في قوله تعالى {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة}، قال: مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب. وكان أبو سفيان قاص الجماعة يوم اليرموك يسير فيهم ويقول: الله الله عباد الله، انصروا الله ينصركم، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك، يا نصر الله اقترب، يا نصر الله اقترب. وأغلظ أبو بكر يوما لأبي سفيان فقال له أبو قحافة: يا أبا بكر، لأبي سفيان تقول هذه المقالة؟! قال يا أبة، إن الله رفع بالإسلام بيوتا ووضع بيوتا، فكان بيتي فيما رفع وبيت أبي سفيان فيما وضع. وتوفي أبو سفيان سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وصلى عليه ابنه معاوية، وقيل بل صلى عليه عثمان بموضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل ابن بضع وتسعين سنة، وكان ربعة دحداحا ذا هامة عظيمة، وروى له الجماعة سوى ابن ماجه.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0
أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق. وله هنات وأمور صعبة لكن تداركه الله بالإسلام يوم الفتح فأسلم شبه مكره خائف. ثم بعد أيام صلح إسلامه.
وكان من دهاة العرب ومن أهل الرأي والشرف فيهم فشهد حنينا وأعطاه صهره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الغنائم مائة من الإبل وأربعين أوقية من الدراهم يتألفه بذلك ففرغ، عن عبادة هبل ومال إلى الإسلام.
وشهد قتال الطائف فقلعت عينه حينئذ ثم قلعت الأخرى يوم اليرموك. وكان يومئذ قد حسن إن شاء الله إيمانه فإنه كان يومئذ يحرض على الجهاد وكان تمت راية ولده يزيد فكان يصيح: يا نصر الله اقترب. وكان يقف على الكراديس يذكر ويقول: الله الله إنكم أنصار الإسلام ودارة العرب وهؤلاء أنصار الشرك ودارة الروم اللهم هذا يوم من أيامك اللهم أنزل نصرك.
فإن صح هذا عنه فإنه يغبط بذلك. ولا ريب أن حديثه، عن هرقل وكتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل على إيمانه ولله الحمد.
وكان أسن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين وعاش بعده عشرين سنة.
وكان عمر يحترمه وذلك لأنه كان كبير بني أمية.
وكان حمو النبي -صلى الله عليه وسلم. وما مات حتى رأى ولديه: يزيد ثم معاوية أميرين على دمشق. وكان يحب الرياسة والذكر وكان له سورة كبيرة في خلافة ابن عمه عثمان.
توفي بالمدينة سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وقيل: سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وله نحو التسعين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 406
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان القرشي الأموي غلبت عليه كنيته فأخرنا أخباره إلى كتاب الكنى من هذا الديوان.
وأمه صفية بنت حزن الهلالية.
أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا. وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية، كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم، وأعطى ابنيه: يزيد، ومعاوية، فقال له أبو سفيان: والله إنك لكريم، فداك أبي وأمي! والله لقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرا وشهد الطائف، ورمى بسهم، ففقئت عينه الواحدة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على نجران، فمات النبي صلى الله عليه وسلم وهو وال عليها، ورجع إلى مكة فسكنها برهة، ثم رجع إلى المدينة فمات بها.
قال الواقدي: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران في حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عامله على نجران يومئذ عمرو بن حزم. ويقال: إنه فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك. وقيل: إنه كان له كنية أخرى، أبو حنظلة بابن له يسمى حنظلة، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم بدر كافرا.
وتوفى أبو سفيان المدينة سنة ثلاثين فيما ذكر. وقيل: سنة إحدى وثلاثين الواقدي، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقال المدائني: توفى أبو سفيان سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان.
روى عنه عبد الله بن عباس قصته مع هرقل حديثا حسنا.
حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا إبراهيم بن موسى بن؟
جميل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا نصر بن علي، حدثنا الأصمعي؟
حدثنا الحارث بن عمير، عن يونس بن عبيد، قال: كان عتبة بن ربيعة وشيبة ابن ربيعة، وأبو جهل، وأبو سفيان لا يسقط لهم رأي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رأي، وتبين عليهم السقوط والضعف والهلاك في الرأي
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 714
أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي هو والد معاوية، ويزيد، وعتبة، وإخوتهم. ولد قبل الفيل بعشر سنين، وكان من أشراف قريش في الجاهلية، وكان تاجرا يجهز التجار بما له وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم، وكان يخرج أحيانا بنفسه، فكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، وكان لا يحبسها إلا رئيس، فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس. ويقال: كان أفضل قريش في الجاهلية رأيا ثلاثة: عتبة، وأبو جهل، وأبو سفيان، فلما أتى
الله بالإسلام أدبروا في الرأي. وكان أبو سفيان صديق العباس ونديمه في الجاهلية.
أسلم أبو سفيان يوم الفتح، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية.
واختلف في حين إسلامه، فطائفة ترى أنه لما أسلم حسن إسلامه، وذكروا عن سعيد بن المسيب، عن أبيه- قال: رأيت أبا سفيان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل ويقول: يا نصر الله اقترب. وروى أن أبا سفيان ابن حرب كان يقف على الكراديس يوم اليرموك فيقول للناس: الله الله، فإنكم ذادة العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار المشركين، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك. وطائفة ترى أنه كان كهفا للمنافقين منذ أسلم، وكان في الجاهلية ينسب إلى الزندقة. وفي حديث ابن عباس عن أبيه أنه لما أتى به العباس- وقد أردفه خلفه يوم الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله أن يؤمنه. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: ويحك يا أبا سفيان! أما آن لك- أن تعلم أن لا اله إلا الله. فقال: بأبي أنت وأمى، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك! والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله إلها غيره لقد أغنى عني شيئا. فقال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله! فقال: بأبي أنت وأمي، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك! أما هذه ففي النفس منها شيء. فقال له العباس: ويلك! اشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك. فشهد وأسلم، ثم سأل له العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمن من دخل داره، وقال: إنه رجل يحب الفخر والذكر، فأسعفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. وقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه على نفسه فهو آمن. وفي خبر ابن الزبير أنه رآه يوم اليرموك قال: فكانت الروم إذا ظهرت قال أبو سفيان: إيه بني الأصفر، فإذا كشفهم المسلمون قال أبو سفيان:
وبنو الأصفر الملوك ملوك الروم | لم يبق منهم مذكور |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1677
أبو سفيان بن حرب اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس والد معاوية بن أبي سفيان مات سنة إحدى وثلاثين
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 58
صخر بن حرب بن أمية، والد معاوية، أبو سفيان، الأموي، القرشي.
له صحبةٌ.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 4- ص: 1
صخر بن حرب أبو سفيان
رئيس قريش أسلم يوم الفتح عنه ابنه معاوية وابن عباس توفي 32 خ م د ت س
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان القرشي الأموي
والد معاوية له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم أتى الشام ومات بالمدينة
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
أبو سفيان بن حرب الأموي
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 28
(خ م د ت س) صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان وأبو حنظلة المكي والد معاوية.
في كتاب «الزمنى من الأشراف» للمرادي: خرج أبو سفيان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر إلى ثقيف يقاتل معه فقالت ثقيف: هو أمس يقاتله واليوم يقاتل معه ارموا عينيه فافقؤوهما، فرماه إنسان ففقأ عينيه، فأتى بها أبو سفيان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في يده فقال له: يا رسول الله عيني فقال له عليه السلام: ما شئت إن شئت فدية عينك، وإن شئت فعين في الجنة فقال: بل عين في الجنة، ثم إنه حضر مع أبي عبيدة اليرموك فذهبت عينه الأخرى.
(وفي) سيرة ابن إسحاق: أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى مناة بقديد فهدمها.
وقال البكري في كتاب «المنتقى في رجال الموطأ»: مات وله بضع وتسعون سنة.
وفي قول المزي: وقال البرقي أحمد بن عبد الله: توفي سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين نظر، وذلك أن الذي قاله أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي في كتاب «تاريخ الصحابة» في الجزء الخامس ومن أصل أبي محمد الأبنوسي عن أبي محمد الجوهري عن أبي الحسين محمد بن المظفر عن أبي علي المدائني عن البرقي فقلت قال: توفي أبو سفيان بن حرب سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وقال العسكري: قاد قريشا كلها يوم أحد ولم يقدها قبل ذلك رجل واحد إلا يوم ذات نكيف قادها المطلب، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم نجران وصدقات الطائف وقبض صلى الله عليه وسلم وهو عليها، وقال مصعب: مات بالمدينة سنة أربع وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين، وقالوا: ثلاثا وتسعين وهو من المؤلفة قلوبهم.
وقال أبو نعيم الحافظ: أبو سفيان سيد البطحاء وأبو الأمراء عاش ثلاثا وتسعين وأسلم ليلة الفتح وكان ربعة.
قال الرقيقي في كتابه «قلب السرور»: إن حرب بني أمية كانت له عمامة سوداء إذا لبسها لم يعتم ذلك اليوم أحد.
وزعم ابن عبد ربه أن ملك اليمن بعث إلى مكة عشر جزائر وأمر أن لا ينحرها إلا أعز قريش قال: فقدمت وصخر عروس بهند فقالت له: أيها الرجل لا تشغلك النساء عن هذه المكرمة فقال لها: يا هذه دعي زوجك وما أراد لنفسه فوالله لا ينحرها أحد غيري، قال: فكانت في عقلها حتى خرج إليها في اليوم السابع فنحرها.
زعم المزي أن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال عن الواقدي: توفي سنة إحدى وثلاثين. انتهى، الذي رأيت في «كتاب الطبراني»: ثنا محمد بن علي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: وفيها مات أبو سفيان وهو ابن ثمان وثمانين يعني سنة إحدى وثلاثين.
كذا ذكره أيضا أبو نعيم عنه، ليس للواقدي ذكر فيما نقلاه ويشبه أن يكون هو الصواب.
وفي «الهاشميات» تأليف الجاحظ: حرب بن أمية لقب، واسمه عنبسة وكذلك سمى أبو سفيان ابنه عنبسة.
وقال الواقدي: فيما ذكره ابن سعد: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران حين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان العامل على نجران للنبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن حزم.
وفي قول المزي: وقال محمد بن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين وكذلك قال الواقدي فيما حكاه عنه أبو القاسم البغوي. نظر، من حيث إن ابن سعد ليس هذا قول عن نفسه إنما حكاه عن أستاذه محمد بن عمر، كذا هو ثابت في كتاب «الطبقات»، وكذا نقله عنه أيضا ابن عساكر في «تاريخ دمشق».
وفي قوله: كذا قاله الواقدي فيما حكاه البغوي: نظر، من حيث إنه يقتضي غرابة هذا النقل عنه وليس كذلك؛ لأنه لا قول له سواه وهو الذي حكاه ابن سعد فيما أسلفناه.
وفي كتاب الزبير: عن مجاهد في قوله تعالى: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} قال: مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي سفيان.
وعن ابن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة فجعل عليهم أبا سفيان، وعن إسماعيل بن أمية قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يمينه أبو سفيان وعن يساره الحارث بن هشام.
وعن ابن علي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب على إجلاء يهود.
وقال عمي مصعب: بارز أبو سفيان يوم أحد حنظلة الغسيل فصرعه حنظلة فأتاه ابن شعوب فأعانه حتى قتل حنظلة فقال أبو سفيان:
لو شئت تجيني كميت طمرة | ولم أحمل النعماء لابن شعوب |
وما زال مهري من جر الكلب منهم | لدن غدوة حتى أبيت لغروب |
أقابلهم وادعى بآل غالب | وأدفعهم عني بركن صليب |
فابكي ولا ترعي إلى عذل عاذل | ولا تسيئي من عبرة ونحيب |
وما كدت حتى أثقل الدين ظهره | معاوية أو كادت تصاب خزائنه |
ونحن بظلف الأرض حيث تركتنا | وأفلح حي أنت في الناس كاسبه |
وإنك قد ملكت ملك ابن قيصر | مشارقه تجيء معا ومغاربه |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 6- ص: 1
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو سفيان الأموي القرشي
والد معاوية بن أبي سفيان مات سنة إحدى وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وهو بن ثمان وثمانين سنة وأم أبي سفيان صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس
حدثنا أبو حصين الكوفي، نا الليث بن خالد، نا عمر بن هارون، عن يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش وقد كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً: «من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 2- ص: 1
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشي الأموي، أبو سفيان المكي:
أسلم ليلة فتح مكة، وأمن النبي صلى الله عليه وسلم من دخل داره يوم الفتح، وشهد معه الطائف وحنينا، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين، مائة بعير وأربعين أوقية، واستعمله على نجران.
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم، رجع إلى مكة وسكنها برهة، ثم رجع إلى المدينة وبها مات. وقيل إنه لم يكن على نجران حين مات النبي صلى الله عليه وسلم، وإنه كان بمكة إذ ذاك.
وكان من أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، توضع في يده وقت الحرب، وكان لا يحبسها إلا رئيس، وكان من أجود قريش رأيا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام أدبر رأيه.
روى عنه ابنه معاوية، وابن عباس، وقيس بن أبي حازم، والمسيب بن حزن. وروى له الجماعة إلا ابن ماجة.
قال الهيثم بن عدي: مات أبو سفيان لتسع مضين من خلافة عثمان، وكان قد كف بصره. وقال خليفة والواقدي: توفى سنة إحدى وثلاثين. وقال ابن سعد وجماعة: توفى سنة اثنتين وثلاثين. وقال المدائني: سنة أربع وثلاثين.
وذكر صاحب الكمال: أنه نزل بالمدينة ومات بها، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. انتهى. وقيل: مات وهو ابن بضع وسبعين سنة.
وكان ربعة دحداحا ذا هامة عظيمة، وفقئت عينه يوم الطائف، وفقئت الأخرى يوم اليرموك. وكان المؤلفة، ثم حسن إسلامه.
وقد ذكر الزبير بن بكار شيئا من خبر أبي سفيان بن حرب فقال: وكان أبو سفيان يقود المشركين لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف، وفقئت عينه يومئذ، والأخرى يوم اليرموك، وكانت يومئذ راية ابنه يزيد بن أبي سفيان معه، وقال: قال عمى مصعب بن عبد الله: ذكر عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال: خفقت يوم اليرموك الأصوات، إلا صوتا ينادي: يا نصر الله اقترب!، فنظرت فإذا أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد.
قال الزبير: وحدثني سفيان بن عيينة قال: قال مجاهد في قول الله عزوجل: {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودةً} [الممتحنة: 7]. قال: مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان ابن حرب. وقال: حدثني عبد الله بن معاذ عن معمر عن ابن شهاب عن ابن المسيب، وإبراهيم عن أبي حمزة، عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب عن ابن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم، سبى يوم حنين ستة آلاف بين غلام وامرأة، فجعل عليهم أبا سفيان بن حرب.
وقال: حدثني إبراهيم بن حمزة، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر قال: لما هلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجد عثمان بن عفان رضي الله عنه في بيت مال المسلمين ألف دينار، مكتوب عليها: ليزيد بن أبي سفيان، وكان عاملا لعمر رضي الله عنه، فأرسل عثمان إلى أبي سفيان: إنا وجدنا لك في بيت مال المسلمين ألف دينار، فأرسل فاقبضها، فأرسل أبو سفيان إليه فقال: لو علم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لي فيها حقا لأعطانيها وما حبسها عنى، فأبى أن يأخذها. واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليها.
حدثني بذلك عمى مصعب بن عبد الله، وعلي بن المغيرة عن هشام بن محمد، قال: وحدثني إبراهيم بن حمزة، عن عبد الله بن وهب المصري، عن ليث بن سعد، عن أبي على قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان على إجلاء يهود، قال: وتوفى أبو سفيان بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين.
وذكره ابن عبد البر، وقال: ولد قبل الفيل بعشر سنين، وكان من أشراف قريش في الجاهلية، وكان تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم، وكان يخرج أحيانا بنفسه، وكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، وكان لا يحبسها إلا رئيس، فإذا حميت الحرب، اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس.
ويقال: كان أفضل قريش رأيا في الجاهلية ثلاثة: عتبة، وأبو جهل، وأبو سفيان. فلما أتى الله تعالى بالإسلام، أدبروا في الرأي، وكان أبو سفيان صديق العباس ونديمه في الجاهلية.
أسلم أبو سفيان يوم الفتح، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه من غنائهما مائة بعير، وأربعين أوقية، وزنها له بلال، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، واختلف في حسن إسلامه، فطائفة تروى أنه لما أسلم حسن إسلامه.
وذكروا عن سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: رأيت أبا سفيان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل، ويقول: يا نصر اقترب. وقد روى أن أبا سفيان بن حرب، كان يوم اليرموك يقف على الكراديس، فيقول للناس: الله الله، إنكم ذادة العرب، وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم، وأنصار المشركين. اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك. وطائفة تروى أنه كان كهفا للمنافقين منذ أسلم، وكان في الجاهلية ينسب إلى الزندقة، وذكر أخبارا له. انتهى والله أعلم.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1
أبو سفيان بن حرب الأموي:
هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي. تقدم.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو سفيان
والد معاوية له صحبة وكان قد خرج إلى مكة بعد أن أسلم فنزل بها ثم رجع إلى المدينة فمات بها سنة إحدى وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين روى عنه بن عباس سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 4- ص: 1