شرف الدولة شيرويه بن عضد الدولة ابن بويه الديلمي، أبو الفوارس، الملقب شرف الدولة: سلطان بغداد وابن سلطانها. تملك، وظفر بأخيه صمصام الدولة فحبسه. وكان فيه خير وقلة ظلم، ازال المصادرات. واعتل بالاستسقاء، فمات شابا. وكانت ايامه سنتين وثمانية اشهر.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 183
شرف الدولة ابن عضد الدولة البويهي اسمه شيرزيل بن فناخسرو.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 336
شرف الدولة أبو الفوارس الملقب بناج الدولة شيرزيل ابن عضد الدولة فناخسرو الديلمي
توفي ليلة الجمعة في جمادى الآخرة سنة 379 بمرض الاستسقاء وله 29 سنة وصلى عليه أبو الحسن محمد ابن عمر العلوي وحمل إلى المشهد بالكوفة فدفن هناك بجانب أبيه وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة وهو غير قوام الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن بهاء الدولة المتقدم.
ما جرى عند موته
قال ابن الأثير في حوادث سنة 379: لما اشتد مرض شرف الدولة جهز ولده الأمير أبا علي وسيره إلى فارس ومعه والدته وجواريه وسير معه من الأموال والجواهر والسلاح أكثرها فلما بلغ البصرة أتاهم الخبر بموت شرف الدولة. وفي حوادث سنة 377 فيها تجدد طمع الكردي في بلاد الموصل وغيرها لأن سعدا الحاجب توفي بالموصل فسير إليها شرف الدولة أبا نصر خواذشاه فكتب يستمد من شرف الدولة العساكر والأموال فتأخرت الأموال فأقطع العرب من بني عقيل البلاد ليمنعوا عنها فبينما هم كذلك أتاهم الخبر بموت شرف الدولة وفي حوادث سنة 379 فيها ملك أبو طاهر وأبو عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة ابن حمدان الموصل وكانا في خدمة شرف الدولة ببغداد فلما توفي وملك بهاء الدولة استأذناه في الاصعاد إلى الموصل فأذن لهما فاصعدا ثم علم القواد الغلط في ذلك فاستوليا على الموصل. وفي حوادث سنة 383 إن شرف الدولة كان قد أحسن إلى أولاد بختيار بعد والده وأطلقهم وأنزلهم بشيراز وأقطعهم فلما مات شرف الدولة حبسوا في قلعة بفارس فاستمالوا مستحفظها وخرجوا.
أقوال العلماء فيه
في مرآة الجنان في سنة 379 توفي شرف الدولة سلطان بغداد ابن السلطان عضد الدولة الديلمي وكان فيه خير وقلة ظلم. وقال ابن كثير الشامي كان محبا للخير وأمر بإلغاء المصادرات الحادثة في بغداد.
أخباره
لما توفي عضد الدولة ملك بعده ولده صمصام الدولة وكان ولده شرف الدولة المترجم له في كرمان واليا عليها في حياة أبيه. وفي مرآة الجنان في سنة 376 وقع قتال بين الديلم وكانوا 19 ألفا وبين الترك وكانوا ثلاثة آلاف فانهزمت الديلم وقتل منهم نحو ثلاثة آلاف وكانوا مع صمصام الدولة وكانت الترك مع أخيه شرف الدولة فحفوا به وقدموا به بغداد فأتاه الخليفة الطائع طائعا ثم خفي خبر صمصام الدولة فلم يعرف. وفي ذيل تجارب الأمم أنه في سنة 372 سار شرش الدولة أبو الفوارس شيرزيل من كرمان إلى شيراز واستولى على الأمر وذلك أنه لما توفي عضد الدولة كتب بعض الخواص بالخبر إلى كرمان فسار شرف الدولة عند وقوفه على ذلك إلى فارس كاتما أمره فلما وصل إلى اصطخر قدم أمامه إبراهيم ويلمسفار وأمره بالإسراع إلى شيراز وأخفاه أمره والقبض على نصر بن هارون لأنه كان يضايقه في أيام عضد الدولة ولعداوة كانت بينه وبين أصحابه فهم لا يزالون يوغرون صدره عليه ومن سوء التدبير التقصير بأهل بيت الملك ولم يكن سبب هلاك محمد بن عبد الملك الزيات الوزير إلا تقصيره في حق المتوكل أيام أخيه الواثق. ففعل إبراهيم ما أمره به وقبض على نصر وقال للديلم هذا أبو الفوارس فاخرجوا لخدمته فتلقاه العسكر ودخل البلد وأظهر وفاة عضد الدولة وجلس للعزاء وأخذ البيعة على أوليائه وأطلق لهم ما جرت به العادة من العطاء وأزال التوكيل عن كورتكين بن جستان وقلده اصفهسلادية عسكره وأفرج عن الأشراف أبي الحسن محمد بن عمر (من نسل زيد الشهيد) وأبي أحمد الموسوي (والد المرتضى والرضي) وأخيه أبي عبد الله وعن القاضي أبي محمد بن معروف (المعتزلي) وعن أبي نصر خواذ شاه بعد أن طال بهم الاعتقال وكما تطرق النوائب من حيث لا يحتسب فقد يأتي الفرج من حيث لا يترقب وأما نصر بن هارون فوكل به الشابشي الحاجب فعسفه وعذبه حتى هلك لأن نصرا كان ييغضه ويبعده أيام نظره. وكان المتولي لعمان أستاذ هرمز بن الحسن من قبل شرف الدولة فما زال ابن شاهويه يفتل له في الذروة والغارب حتى أزاله عن الانحياز إلى شرف الدولة لأن ولده الحسن كان ببغداد فجمع من بعمان على طاعة صمصام الدولة فأرسل شرف الدولة خواذشاه في عسكر إلى أصتاذ هرمز فانجلت الوقعة عن أسر أستاذ هرمز والاستيلاء على رجاله وأمواله. وحكى أبو محمد ابن عمر أن شرف الدولة أنفذ رسولا إلى القرامطة فلما عاد قاد له إن القرامطة سألوني عن الملك فوصفت لهم جميل سيرته فقالوا من حسن سيرته أنه استوزر في سنة واحدة ثلاثة من غير ما سبب فلم يغير شرف الدولة وزيره إلى أن توفي.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 366 و 372 كان عضد الدولة قد سير ولده شرف الدولة أبا الفوارس إلى كرمان قبل أن يشتد مرضه ولما توفي عضد الدولة اجتمع القواد والأمراء على ولده أبي كاليجار الميرزبان فبايعوه وولوه الإمارة ولقبوه صمصام الدولة فخلع على أخويه حمد وفيروز شاه وأقطعهما فارس وأمرهما بالجد في السير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا الفوارس شيرزيل إلى شيراز فلما وصلا إلى أرجان أتاهما خبر وصول شرف الدولة إلى شيراز فعادا إلى الأهواز وكان شرف الدولة بكرمان فلما بلغه خبر وفاة أبيه سار مجدا إلى فارس فملكها وأصلح أمر البلاد وأطلق الشريف أبا الحسين محمد بن عمر العلوي والنقيب أبا أحمد الموسوي والد الشريف الرضي وغيرهما وكان عضد الدولة حبسهم وأظهر مشاقة أخيه صمصام الدولة وقطع خطبته وخطب لنضمه وتلقب بتاج الدولة وفرق الأمواد وجمع الرجال وملك البصرة فلما سمع صمصام الدولة بما فعله شرف الدولة سير إليه جيشا عليهم ابن ديعش حاجب عضد الدولة فجهز تاج الدولة عسكرا مع دبيس بن عفيف الأسدي فالتقيا بظاهر قرقوب فانهزم عسكر صمصام الدولة وأسر ابن ديعش وفي حوادث سنة 374 أنه خطب لصمصام الدولة بعمان وكانت لشرف الدولة ونائبه بها أستاذ هرمز فصار مع صمصام دولة فأرسل إليه شرف الدولة جيشا فانهزم أستاذ هرمز وأخذ أسيرا وعادت عمان إلى شرف الدولة وفي حوادث سنة 375 إن أسفار بن كردويه وهو من أكابر قواد الديلم استنفر ابن صمصام الدولة واستمال كثيرا من العسكر إلى طاعة شرف الدولة وكان صمصام الدولة مريضا فتمكن أسفار من الذي عزم عليه ولما أبل صمصام الدولة من مرضه استمال فولاذ زماندار فقاتل أسفار فهزمه فولاذ. قال وفي هذه السنة سار شرف الدولة أبو الفوارس ابن عضد الدولة من فارس يطلب الأهواز فأرسل إلى أخيه أبي الحسين وهو بها يطيب نفسه ويعلمه أن مقصده العراق فلم يثق أبو الحسين إلى قوله وعزم على منعه وتجهز لذلك فأتاه الخبر بوصول شرف الدولة إلى أرجان ثم إلى رامهزمز فتسلل أجناده إلى شرف الدولة ونادوا بشعاره فهرب أبو الحسين نحو الري إلى عمر فخر الدولة فبلغ أصبهان واستنصر عمه فأطلق له مالأ ووعده بالنصر فلما طال به الأمر قصد التغلب على أصبهان ونادى بشعار أخيه شرف الدولة فثار به جندها وأسروه وسيروه إلى عمه بالري فحبسه ثم قتله وسار شرف الدولة إلى الأهواز فملكها وملك البصرة وبلغ الخبر إلى صمصام الدولة فراسله في الصلح واستقر الأمر على أن يخطب لشرف الدولة بالعراق قبل صمصام الدولة ويكون صمصام الدولة نائبا عنه وخطب لشرف الدولة بالعراق وسيرت إليه الخلع والألقاب من الطائع إلى أن عادت الرسل إلى شرف الدولة ليحلفوه ألقت إليه البلاد مقاليدها وكاتبه القواد بالطاعة فعاد عن الصلح وعزم على قصد بغداد والاستيلاء على الملك ولم يحلف لأخيه وفي حوادث سنة 376 سار شرف الدولة من الأهواز إلى واسط فملكها واتسع الخرق على صمصام الدولة فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بعدة آراء كانت كلها صوابا لو عمل بواحد منها فأعرض عن الجميع وسار إلى أخيه شرف الدولة فطيب قلبه ولما خرج من عنده قبض عليه وأرسل إلى بغداد من يحتاط على دار المملكة وسار إلى بغداد وصمصام الدولة معه تحت الاعتقال ودخل شرف الدولة بغداد فخرج الطائع فلقيه وهنأه بالسلامة وقبل شرف الدولة الأرض ووقعت فتنة بين الديلم والأتراك فأصلح شرف الدولة بينهما وحلف بعضهم لبعض وحمل صمصام الدولة إلى فارس فاعتقل في قلعة وأقر شرف الدولة الناس على مراتبهم ومنع من السعايات ولم يقبلها فأمنوا وسكنوا ووزر له أبو منصور ابن صالحان وفي حوادث سنة 377 أنه فيها أرسل شرف الدولة جيشا كثيفا مع فرانكين الجهشياري أكبر قواده لقتال بدر بن حسنويه لانحرافه عنه وميله إلى عمه فخر 6لدولة وكان فرانكين قد تجاوز الحد في الإدلال والتحكم على شرف الدولة وقال أيهما قتل كان ذلك فتحا فتلاقوا على الوادي فانهزم بدر حتى توارى وظن فرانكين وأصحابه أنه مضى على وجهه فنزلوا عن خيولهم وتفرقوا في خيامهم فما كان إلا أن كر عليهم بدر وقتل منهم مقتلة عظيمة ونجا فرانكين وزاد إدلاله وأغرى العسكر بالشغب والتوثب على الوزير وفرانكين وأعمل الحيلة على فرانكين فقبض عليه بعد أيام وقتله. وفيها جلس الطائع لشرف الدولة جلوسا عاما وحضره أعيان الدولة وخلع عليه وحلف كل واحد منهما لصاحبه. وفي حوادث سنة 378 فيها قبض شرف الدولة على شكر الخادم ومرت ترجمته في بابها من هذا الجزء. وفي مجالس المؤمنين كان في زمن والده واليا على كرمان ثم طمع في بغداد وفي سنة 376 لما وصل إلى حوالي بغداد خرج إليه صمصام الدولة فوقع في ضيق وجلس هو في الحكم ومدة ملكه سنتان وثمانية أشهر وفي الشذرات في سنة 378 أمر برصد الكواكب كما فعل المأمون وبنى لها هيكلا بدار السلطنة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 355
شرف الدولة شيرويه بن فناخسرو
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0