سعيد بن العاص سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية، الأموي القرشي: صحابي، من الأمراء الولاة الفاتحين. ربي في حجر عمر بن الخطاب. وولاه عثمان الكوفة وهو شاب، فلما بلغها خطب في أهلها، فنسبهم إلى الشقاق والخلاف، فشكوه إلى عثمان، فاستدعاه إلى المدينة، فأقام فيها إلى أن كانت الثورة عليه، فدافع سعيد عنه وقاتل دونه إلى أن قتل عثمان، فخرج إلى مكة، فأقام إلى أن ولي معاوية الخلافة، فعهد إليه بولاية المدينة، فتولاها إلى أن مات وهو فاتح طبرستان. وأحد الذين كتبوا المصحف لعثمان. اعتزل فتنى الجمل وصفين. وكان قويا، فيه تجبر وشدة، سخيا، فصيحا. وما زالت آثاره قصره في المدينة شاخصة إلى اليوم. قيل: توفي سنة 53 هـ ، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام - حوادث سنة 59 - ’’فيها توفي سعيد بن العاص الأموي على الصحيح وأخباره كثيرة. وفي المؤرخين من يمزج بعضها بأخبار جده، المتقدمة ترجمته قبل هذه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 96
سعيد بن العاص بن سعيد (ب د ع) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وجده هو المعروف بأبي أحيحة، وكان أشرف قريش، وأم سعيد أم كلثوم بنت عمرو بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامرية.
ولد عام الهجرة، وقيل: بل ولد سنة إحدى، وقتل أبوه العاص يوم بدر كافرا، قتله علي بن أبي طالب.
قال عمر بن الخطاب: رأيت العاص بن سعيد يوم بدر يبحث التراب عنه كالأسد، فصمد له علي فقتله، وقال عمر يوما لسعيد بن العاص: لم أقتل أباك وإنما قتلت خالي العاص بن هاشم، وما أعتذر من قتل مشرك. فقال له سعيد بن العاص: ولو قتلته لكنت على الحق، وكان على الباطل فتعجب عمر من قوله.
وكان جده أبو أحيحة إذا اعتم بمكة لا يعتم أحد بلون عمامته إعظاما له، وكان يقال له: ذو التاج.
وكان هذا سعيد من أشراف قريش وأجوادهم وفصحائهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان، واستعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
وغزا طبرستان فافتتحها، وغزا جرجان فافتتحها، سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وانتقضت أذربيجان، فغزاها، فافتتحها في قول.
ولما قتل عثمان لزم بيته واعتزل الفتنة، فلم يشهد الجمل ولا صفين، فلما استقر الأمر لمعاوية أتاه، وله مع معاوية كلام طويل عاتبه معاوية على تخلفه عنه في حروبه، فاعتذر هو، فقبل معاوية عذره، ثم ولاه المدينة، فكان يوليه إذا عزل مروان عن المدينة، ويولي مروان إذا عزله، وكان سعيد كثير الجود والسخاء، وكان إذا سأله سائل، وليس عنده ما يعطيه، كتب به دينا إلى وقت ميسرته، وكان يجمع إخوانه كل جمعة يوما فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم، ويرسل إليهم بالجوائز، ويبعث إلى عيالاتهم بالبر الكثير، وكان يبعث مولى له إلى المسجد بالكوفة في كل ليلة جمعه ومعه الصرر فيها الدنانير، فيضعها بين يدي المصلين، وكان قد كثر المصلون بالمسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة، إلا أنه كان عظيم الكبر وروى سعيد هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر، وعن عثمان، وعائشة. روى عنه ابناه يحيى وعمرو الأشدق، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة.
روى ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه سعيد، قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع في مرط عائشة، فأذن له، وهو كذلك، فقضى حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو على ذلك، فقضى حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، فجمع عليه ثيابه، فقضيت حاجتي ثم انصرفت. فقالت له عائشة: ما لك لم تفزع لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عثمان رجل حبى، وخشيت إن أذنت له، وأنا على حالتي تلك أن لا يبلغ في حاجته. وتوفي سعيد بن العاص سنة تسع وخمسين، ولما حضرته الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي؟ قال ابنه الأكبر: أنا يا أبه. قال: إن فيها وفاء ديني، قال: وما دينك؟ قال: ثمانون ألف دينار. قال: وفيم أخذتها؟ قال: يا بني في كريم سددت خلته، وفي رجل جاءني ودمه ينزوي في وجهه من الحياء، فبدأته بحاجته قبل أن يسألنيها.
وانقطع عقب أبي أحيحة إلا من سعيد هذا، وقد قيل إن خالد بن سعيد أعقب أيضا، وقد تقدم ذكره.
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 487
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 2- ص: 481
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 2- ص: 239
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، أبو عثمان، ابن أخي سعيد بن سعيد الماضي قريبا، أمه أم كلثوم بنت عبد الله بن أبي قيس بن عمرو العامرية. ولم يكن للعاص ولد غير سعيد المذكور.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.
قلت: كان له يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين، وقتل أبوه يوم بدر، قتله علي. ويقال: إن عمر قال لسعيد بن العاص: لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام. فقال: ولو قتلته لكنت على الحق، وكان على الباطل، فأعجبه قوله.
وكان من فصحاء قريش، ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن، قال ابن أبي داود في المصاحف: حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا أبي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، أن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وولي الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وغزا جرجان، وكان في عسكره حذيفة وغيره من كبار الصحابة، وولى المدينة لمعاوية.
وله حديث في الترمذي، من رواية أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده- إن كان الضمير يعود على موسى. وله آخر في ترجمة جده يأتي في القسم الأخير.
وروى الزبير، من طريق عبد العزيز بن أبان، عن خالد بن سعيد عن أبيه، عن ابن عمر، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقالت: إني نذرت أن أعطي هذه البردة لأكرم العرب، فقال: «أعطيها لهذا الغلام»، وهو واقف- يعني سعيدا هذا.
قال الزبير: والثياب السعدية تنسب إليه.
وروى له مسلم والنسائي، من روايته عن عثمان وعائشة، وروى الهيثم بن كليب في مسندة، من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده: سمعت عمر يقول... فذكر له حديثا، وسيأتي له ذكر في ترجمة جده في القسم الأخير.
وأخرج الطبراني، من طريق محمد بن قانع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص، فرأيته يكمده بخرقة.
وسعيد بن العاص هذا يحتمل أن يكون صاحب الترجمة وتكون رواية جبير هذه بعد الفتح، ويحتمل أن يكون جده وتكون رؤية جبير له قبل الهجرة، ولا مانع من عيادة الكافر، ولا سيما في ذلك الزمان لم يكن أذن فيه في قتال الكفار.
وذكر ابن سعد في ترجمته قصة ولايته على الكوفة بعد الوليد بن عقبة لعثمان، وشكوى أهل الكوفة منه وعزله مطولا. وكان معاوية عاتبه على تخلفه عنه في حروبه فاعتذر، ثم ولاه المدينة، فكان يعاقب بينه وبين مروان في ولايتها.
وروى ابن أبي خيثمة، من طريق يحيى بن سعيد، قال: قدم محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه، فقال له: من أشرف الناس؟ قال: أنا وابن أمي، وحسبك بسعيد بن العاص.
وقال معاوية: كريمة قريش سعيد بن العاص، وكان مشهورا بالكرم والبر، حتى كان إذا سأله السائل وليس عنده ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطورا، فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينار، فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق.
وحج سعيد بالناس في سنة تسع وأربعين، أو سنة اثنتين وخمسين، ولبث بعدها، ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن يحيى بن كثير، عن الليث.
وروي عن صالح بن كيسان، قال: كان سعيد بن العاص حليما وقورا، وكان إذا أحب شيئا أو أبغضه لم يذكر ذلك، ويقول: إن القلوب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم عائبا غدا.
ومن محاسن كلامه: لا تمازح الشريف فيحقد عليك، ولا تمازح الدنيء فتهون عليه.
ذكره في المجالسة من طريق أبي عبيدة، وأخرجه ابن أبي الدنيا من وجه آخر، عن ابن المبارك.
ومن كلامه: موطنان لا أعتذر من العي فيهما، إذا خاطبت جاهلا، أو طلبت حاجة لنفسي، ذكره في المجالسة من طريق الأصمعي.
وقال مصعب الزبيري: كان يقال له عكة العسل.
وقال الزبير بن بكار: مات سعيد في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 3- ص: 89
أمير المدينة والكوفة سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عثمان، ويقال: أبو عبد الرحمن القرشي الأموي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وعن عمر وعثمان وعائشة. وروى عنه ابناه يحيى وعمرو وابنا سعيد وسالم وعروة وغيرهم. وتوفي سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين. قال الزبير: مات في قصره بالعرصة على ثلاثة أميال من المدينة، ودفن بالبقيع، وولد سعيد بن العاص محمدا وعثمان الأكبر وعمرا -يقال له الأشدق- ورجالا درجوا وأمهم أم البنين بنت الحكم أخت مروان بن الحكم لأبويه. استعمله معاوية على المدينة غير مرة. هو الذي صلى على الحسن بن علي، وكان محسنا إلى بني هاشم حليما وقورا كريم الأخلاق، ولم يدخل مع معاوية في شيء من حروبه، وله بدمشق دار تعرف بدار نعيم وحمام بنواحي الديماس. ورجع إلى المدينة ومات بها. وكان جوادا ممدحا، وأبوه العاص قتله علي يوم بدر كافرا. قال ابن عمر: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرد فقالت: إني نويت أن أعطي هذا الثوب أكرم العرب، فقال: أعطيه هذا الغلام -يعني سعيد بن العاص- وهو واقف، فلذلك سميت الثياب السعيدية. وقال معاوية: لكل قوم كريم وكريمنا سعيد بن العاص. وقال سعيد بن عبد العزيز: إن عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وطول ابن عساكر ترجمته في تأريخ دمشق، وهو أحد كتاب المصحف لعثمان. واستعمله عثمان على الكوفة. وغزا بالناس طبرستان. وكان معاوية يعقب بينه وبين مروان بن الحكم في عمل المدينة. وفيه يقول الفرزدق:
ترى الغر الجحاجح من قريش | إذا ما الأمر في الحدثان غالا |
قياما ينظرون إلى سعيد | كأنهم يرون به الهلالا |
فتاة أبوها ذو العصابة وابنه | أخوها فما أكفاؤها بكثير |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية ولد عام الهجرة. وقيل: بل ولد سنة إحدى. وقتل أبوه العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كافرا، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: رأيته يوم بدر يبحث التراب عنه كالأسد، فصمد إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله. وقال عمر لابنه سعيد يوما: لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام، وما بي أن أكون أعتذر من قتل مشرك! فقال له سعيد: لو قتلته كنت على الحق، وكان على الباطل. فتعجب عمر من قوله وقال: قريش أفضل الناس أحلاما.
وكان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص هذا أحد أشراف قريش ممن جمع السخاء والفصاحة، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان رضي الله عنه، استعمله عثمان على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان فافتتحها.
ويقال: إنه افتتح أيضا جرجان في زمن عثمان سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وكان أيدا يقال: إنه ضرب- بجرجان- رجلا على حبل عاتقه فأخرج السيف من مرفقه.
وقال أبو عبيدة: وانتقضت أذربيجان، فغزاها سعيد بن العاص، فافتتحها، ثم عزله عثمان وولى الوليد بن عقبة، فمكث مدة، فشكاه أهل الكوفة فعزله ورد سعيدا، فرده أهل الكوفة، وكتبوا إلى عثمان: لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك.
وكان في سعيد تجبر وغلظ وشدة سلطان، وكان الوليد أسخى منه وآنس وألين جانبا، فلما عزل الوليد وانصرف سعيد قال بعض شعرائهم:
يا ويلتا قد ذهب الوليد | وجاءنا من بعده سعيد |
ترى الغر الجحاجح من قريش | إذا ما الأمر في الحدثان عالا |
قياما ينظرون إلى سعيد | كأنهم يرون به هلالا |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 621
سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف بن قصي. وأمه أم كلثوم بنت عمرو بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وأمها أم حبيب ابنة العاص بن أمية بن عبد شمس. فولد سعيد بن العاص عثمان الأكبر درج. ومحمدا وعمرا وعبد الله الأكبر درج. والحكم درج. وأمهم أم البنين ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية.
وعبد الله بن سعيد وأمه أم حبيب بنت جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل. ويحيى بن سعيد وأيوب درج وأمهما العالية ابنة سلمة بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفى بن سعد العشيرة من مذحج.
وأبان بن سعيد وخالدا والزبير. درجا. وأمهم جويرية بنت سفيان بن عويف بن عبد الله بن عامر بن هلال بن عامر بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة. وعثمان الأصغر ابن سعيد وداود وسليمان ومعاوية وآمنة وأمهم أم عمرو ابنة عثمان بن عفان وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس. وسليمان الأصغر ابن سعيد وأمه أم سلمة بنت حبيب بن بحير بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. وسعيد بن سعيد وأمه مريم بنت عثمان بن عفان وأمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص من كلب.
وعنبسة بن سعيد لأم ولد. وعتبة بن سعيد لأم ولد. وعتبة بن سعيد ومريم وأمهما أم ولد. وإبراهيم بن سعيد وأمه بنت سلمة بن قيس بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب. وجرير بن سعيد وأم سعيد ابنة سعيد وأمهما عائشة بنت جرير بن عبد الله البجلي. ورملة بنت سعيد وأم عثمان بنت سعيد وأميمة بنت سعيد وأمهن أميمة بنت عامر بن مالك بن عامر بن عمرو بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر من بجيلة وهي أخت أبي أراكة.... وهي الرواع ابنة جرير بن عبد الله البجلي.
وحفصة بنت سعيد وعائشة الكبرى وأم عمرو وأم يحيى وفاختة وأم حبيب الكبرى وأم حبيب الصغرى وأم كلثوم وسارة وأم داود وأم سليمان وأم إبراهيم وحميدة وهن لأمهات أولاد شتى. وعائشة الصغرى ابنة سعيد وأمها أم حبيب ابنة بحير بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. قال: وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسعيد بن العاص ابن تسع سنين أو نحوها وذلك أن أباه العاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتل يوم بدر كافرا. وقال عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص: ما لي أراك معرضا كأنك ترى أني قتلت أباك؟ ما أنا قتلته ولكنه قتله علي بن أبي طالب ولو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك ولكني قتلت خالي بيدي العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. فقال سعيد بن العاص: يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حق وكان على باطل. فسر ذلك عمر منه.
قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قالا: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن سعيد بن العاص أتى عمر يستزيده في داره التي بالبلاط وخطط أعمامه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر: صل معي الغداة وغبش ثم أذكرني حاجتك. قال ففعلت حتى إذا هو انصرف قلت: يا أمير المؤمنين حاجتي التي أمرتني أن أذكرها لك. قال فوثب معي ثم قال: امض نحو دارك. حتى انتهيت إليها فزادني وخط لي برجله فقلت: يا أمير المؤمنين زدني فإنه نبتت لي نابتة من ولد وأهل. فقال: حسبك واختبئ عندك أن سيلي الأمر بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك. قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان وأخذها عن شورى ورضى فوصلني وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته. قالوا ولم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان بن عفان للقرابة. فلما عزل عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط عن الكوفة دعا سعيد بن العاص واستعمله عليها. فلما قدم الكوفة قدمها شابا مترفا ليست له سابقة فقال: لا أصعد المنبر حتى يطهر. فأمر به فغسل. ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة وتكلم بكلام قصر بهم فيه ونسبهم إلى الشقاق والخلاف فقال: إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش. فشكوه إلى عثمان فقال:
كلما رأى أحدكم من أميره جفوة أرادنا أن نعزله. وقدم سعيد بن العاص المدينة وافدا على عثمان فبعث إلى وجوه المهاجرين والأنصار بصلات وكسى وبعث إلى علي بن أبي طالب أيضا فقبل ما بعث إليه [وقال علي: إن بني أمية ليفوقوني تراث محمد. عليه السلام. تفوقا. والله لئن بقيت لهم لأنفضنهم من ذلك نفض القصاب التراب الوذمة].
ثم انصرف سعيد بن العاص إلى الكوفة فأضر بأهلها إضرارا شديدا وعمل عليها
خمس سنين إلا أشهرا. وقال مرة بالكوفة: من رأى الهلال منكم؟ وذلك في فطر رمضان. فقال القوم: ما رأيناه. فقال هاشم بن عتبة بن أبي وقاص: أنا رأيته. فقال له سعيد بن العاص: بعينك هذه العوراء رأيته من بين القوم؟ فقال هاشم: تعيرني بعيني وإنما فقئت في سبيل الله! وكانت عينه أصيبت يوم اليرموك. ثم أصبح هاشم في داره مفطرا وغدى الناس عنده. فبلغ ذلك سعيد بن العاص فأرسل إليه فضربه وحرق داره فخرجت أم الحكم بنت عتبة بن أبي وقاص. وكانت من المهاجرات. ونافع بن أبي وقاص من الكوفة حتى قدما المدينة فذكرا لسعد بن أبي وقاص ما صنع سعيد بهاشم فأتى سعد عثمان فذكر ذلك له فقال عثمان: سعيد لكم بهاشم اضربوه بضربه. ودار سعيد لكم بدار هاشم فأحرقوها كما حرق داره. فخرج عمر بن سعد بن أبي وقاص وهو يومئذ غلام يسعى حتى أشعل النار في دار سعيد بالمدينة. فبلغ الخبر عائشة فأرسلت إلى سعد بن أبي وقاص تطلب إليه وتسأله أن يكف. ففعل ورحل من الكوفة إلى عثمان الأشتر مالك بن الحارث ويزيد بن مكفف وثابت بن قيس وكميل بن زياد النخعي وزيد وصعصعة ابنا صوحان العبديان والحارث بن عبد الله الأعور وجندب بن زهير وأبو زينب الأزديان وأصغر بن قيس الحارثي يسألونه عزل سعيد بن العاص عنهم. ورحل سعيد وافدا على عثمان فوافقهم عنده. فأبى عثمان أن يعزله عنهم وأمره أن يرجع إلى عمله. فخرج الأشتر من ليلته في نفر من أصحابه فسار عشر ليال إلى الكوفة فاستولى عليها وصعد المنبر فقال: هذا سعيد بن العاص قد أتاكم يزعم أن هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش. والسواد مساقط رؤوسكم ومراكز رماحكم وفيؤكم وفيء آبائكم فمن كان يرى لله حقا فلينهض إلى الجرعة. فخرج الناس فعسكروا بالجرعة وهي بين الكوفة والحيرة. وأقبل سعيد بن العاص حتى نزل العذيب. فدعا الأشتر يزيد بن قيس الأرحبي وعبد الله بن كنانة العبدي. وكانا محربين. فعقد لكل واحد منهما على خمسمائة فارس وقال لهما: سيرا إلى سعيد بن العاص فأزعجاه وألحقاه بصاحبه فإن أبى فاضربا عنقه وأتياني برأسه. فأتياه فقالا له: ارحل إلى صاحبك. فقال: إبلي أنضاء أعلفها أياما ونقدم المصر فنشتري حوائجنا ونتزود ثم أرتحل. فقالا: لا والله ولا ساعة. لترتحلن أو لنضربن عنقك. فلما رأى الأشتر من معسكره إلى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: والله يا أهل الكوفة ما غضبت إلا لله ولكم وقد ألحقنا هذا الرجل بصاحبه وقد وليت أبا موسى الأشعري
صلاتكم وثغركم وحذيفة بن اليمان على فيئكم. ثم نزل وقال: يا أبا موسى اصعد.
فقال أبا موسى: ما كنت لأفعل ولكن هلموا فبايعوا لأمير المؤمنين عثمان وجددوا له البيعة في أعناقكم. فأجابه الناس إلى ذلك فقبل ولايتهم وجدد البيعة لعثمان في رقابهم وكتب إلى عثمان بما صنع فأعجب ذلك عثمان وسره. فقال عتبة بن الوعل التغلبي شاعر أهل الكوفة:
تصدق علينا ابن عفان واحتسب | وأمر علينا الأشعري لياليا |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 21
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص القرشي من سادات بنى أمية وعباد قريش أبو عبد الرحمن مات سنة ثمان وخمسين
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 109
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي
وهو سعيد بن العاص بن أبي أجيجة وأبو أجيجة اسمه سعيد بن العاص القرشي صحابي كنيته أبو عثمان
روى عن عائشة وعثمان في فضل عثمان
روى عنه بانه يحيى
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي
كنيته أبو عثمان وقد قيل أبو عبد الرحمن
يروي عن عمر وعثمان وعائشة سمع منه سالم وابنه يحيى مات سعيد بن العاص وأبو هريرة وعائشة وعبد الله بن عامر سنة ثمان وخمسين
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 4- ص: 1
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
حدثنا الحسن بن سهل بن عبد العزيز، نا مسلم بن إبراهيم، نا عامر بن أبي عامر، عن أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نحل والدٌ ولده أفضل من أدب حسن»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشي الأموي، أبو عثمان، ويقال أبو عبد الرحمن:
أحد أشراف قريش وأجوادها وفصحائها، أمير مكة والمدينة والكوفة. أما ولايته على مكة، فذكر صاحب العقد ما يدل لها؛ لأنه قال في الفصل الذي ذكر فيه الخطب:
العتبى قال: استعمل سعيد بن العاص وهو وال على المدينة، ابنه عمرو بن سعيد على مكة. وأما ولايته المدينة والكوفة، فذكرها الزبير بن بكار؛ لأنه قال: استعمله عثمان على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان، واستعمله معاوية على المدينة، يعقب بينه وبين مروان بن الحكم في عمل المدينة. انتهى.
وذكر ذلك ابن عبد البر فقال: استعمله عثمان على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان فافتتحها. ويقال إنه افتتح لحقته جرجان في زمن عثمان - رضي الله عنه - سنة تسع
وعشرين أو سنة ثلاثين، قال: وقال أبو عبيدة: وانتقضت أذربيجان، فغزاها سعيد بن العاص، فافتتحها، ثم عزله عثمان، وولى الوليد بن عقبة، فمكث مدة، ثم شكاه أهل الكوفة، فعزل ورد سعيدا، فرده أهل الكوفة، وكتبوا إلى عثمان: لا حاجة لنا في سعيدك ولا في وليدك. وكان في سعيد تجبر وغلظة وشره وسلطان. وكان الوليد أسخى منه وأسن وألين جانبا، فلما عزل الوليد، وانصرف سعيد، قال بعض شعرائهم في ذلك [من الرجز]:
يا ويلتا قد ذهب الوليد | وجاءنا من بعده سعيد |
ترى الغر الجحاجح من قريش | إذا ما الأمر في الحدثان غالا |
قياما ينظرون إلى سعيد | كأنهم يرون به هلالا |
القصر ذو النخل فالجماء فوقهم | أشهى إلى النفس من أبواب جبرون |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 4- ص: 1