زبيدة بنت جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية، أم جعفر: زوجة هارون الرشيد، وبنت عمه. من فضليات النساء وشهيراتهن. وهي أم الأمين العباسي. اسمها ’’أمة العزيز’’ وغلب عليها لقبها ’’زبيدة’’ قيل: كان جدها ’’المنصور’’ يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة أنت زبيدة ! فغلب ذلك على أسمها. واليها تنسب ’’عين زبيدة’’ في مكة: جلبت اليها الماء من أقصى وادي نعمان، شرقي مكة، وأقامت له الأقنية حتى أبلغته مكة تزوج بها الرشيد سنة 165 ه. ولما مات، وقتل ابنها الأمين، اضطهدها رجال المأمون فكتبت اليه تشكو حالها، فعطف عليها، وجعل لها قصرا في دار الخلافة، وأقام لها الوصائف والخدم. وكانت لها ثروة واسعة، قال الحريري في احدى مقاماته: ’’ولو حبتك شيرين بجمالها وزبيدة بمالها الخ’’. وخلفت آثارا نافعة غير العين. قال تغري بردى في وصفها: ’’أعظم نساء عصرها دينا وأصلا وجمالا وصيانة ومعروفا’’ وقال ابن جبير في كلامه على طريق الحج: ’’وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التى من بغداد إلى مكة، هي آثار زبيدة ابنة جعفر، انتدبت لذلك مدة حياتها، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها إلى الآن، ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سلكت هذه الطريق’’ توفيت ببغداد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 42
زبيدة زوجة الرشيد زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوج الرشيد أم ولده محمد الأمين اسمها أمة العزيز وكنيتها أم جعفر الهاشمية العباسية. قيل لم تلد عباسية خليفة قط إلا هي.
وكان لها حرمة عظيمة وبر وصدقات وآثار حميدة في طريق الحج. ولقبها جدها المنصور زبيدة لبضاضتها ونضارتها. أنفقت في حجها بضعا وخمسين ألف ألف درهم.
وكان في قصرها من الخدم والحشم والآلات والأموال ما يقصر عنه الوصف. من جملة ذلك مائة جارية كل منهن يحفظ القرآن وكان يسمع من قصرها مثل دوي النحل من القراءة.
ولم تزل زين نساء الوقت بالعراق في أيام زوجها وولدها وأيام ابن زوجها المأمون. وتوفيت سنة ست وعشرين ومائتين. وهي التي سقت أهل مكة بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار.
وأسالت الماء عشرة أميال تخط الجبال وتجوب الصخر حتى غلغلته في الحل إلى الحرم.
وعملت عقبة البستان فقال وكيلها: يلزمك نفقة كبيرة.
فقالت: اعملها ولو كانت ضربة الفأس بدينار.
ولما دخل المأمون بغداد دخلت زبيدة عليه وقالت: أهنئك بخلافة قد هنأت بها نفسي عنك قبل لقائك.
ولئن كنت فقدت ابنا خليفة ولدته فقد عوضني الله خليفة لم ألده. وما خسر من اعتاض مثلك. ولا ثكلت أم ملأت راحتيها منك.
وأنا أسأل الله أجرا على ما أخذ وإمتاعا بما عوض. فقال المأمون: ما يلد النساء مثل هذه فما أبقت بعد هذا الكلام لبلغاء الرجال وحشا فاها درا.
كتب إلي القاضي العلامة شهاب الدين أحمد بن فضل الله ملغزا في اسم زبيدة:
أيها الفاضل الذي حاز فضلا | ما عليه لمثله من مزيد |
قد تدانى عبد الرحيم لديه | وتناءى لديه عبد الحميد |
أي شيء سمي به ذات حجب | تائه بالإماء أو بالبعيد |
هو وصف لذات ستر مصون | وهي لم تخف في جميع الوجود |
قد مضى حينها بها ليس تأتي | وهي تأتي مع الربيع الجديد |
وهو مما يبشر الناس طرا | منه مأتى وكثرة في العديد |
وحليم أراده لا لذات | بل لشيء سواه في المقصود |
ذاك شيء من ارتجاه سفيه | وهو شيء مخصص بالرشيد |
يا فريدا ألفاظه كالفريد | ومجيدا قد فاق عبد المجيد |
وإمام الأنام في كل علم | وشريكا في الفضل للتوحيدي |
عرف العالمون فضلك بالعلـ | ـلم وقال الجهال بالتقليد |
من تمنى بأن يرى لك شبها | رام نقضا بالجهل حكم الوجود |
طال قدري على السماكين لما | جاءني منك نظم در نضيد |
شابه الدر في النظام ولما | شابه السحر شاب رأس الوليد |
هو لغز في ذات خدر منيع | نزلت في العلى بقصر مشيد |
هي أم الأمين ذات المعالي | من بني هاشم ذوي التأييد |
أنت كنت الهادي لمعناه حقا | حين لوحت لي بذكر الرشيد |
دمت تهدي إلي كل عجيب | ما عليه في حسنه من مزيد |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
زبيدة الست المحجبة أمة العزيز، وتكنى: أم جعفر بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر العباسية والدة الأمين محمد بن الرشيد: قيل: لم تلد عباسية خليفة سواها.
وكانت عظيمة الجاه، والمال لها آثار حميدة في طريق الحج وجدها المنصور هو لقبها: زبيدة.
ومن حشمتها أنها لما حجت نابها بضعة وخمسون ألف ألف درهم.
وكان في قصرها من الجواري نحو من مائة جارية كلهن يحفظن القرآن.
وكان المأمون يبالغ في إجلالها. وقالت له مرة: لئن فقدت ابنا خليفة لقد عوضت ابنا خليفة ألده، وما خسر من اعتاض مثلك. توفيت سنة ست عشرة ومائتين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 359
زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي:
والدة الخليفة الأمين محمد بن الخليفة هارون الرشيد، تكنى أم الفضل، وأم جعفر. واسمها أمة العزيز.
ولم تلد هاشمية خليفة هاشميا سواها، وسوى فاطمة بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت الحسن بن علي بن أبي طالب، وفاطمة بنت أسد، ولدت علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.
وكانت من سادات نساء قريش، قدمت مكة للحج غير مرة، وعظمت عنايتها بإجراء الماء إلى مكة، وصرفت على ذلك أموالا عظيمة، وآثار عمارتها باقية إلى الآن.
ووجدت بخط بعض المؤرخين أنها اهتمت بحفر الأعين، بعرفة ومنى، ومكة. ويقال: إن وكيلها حضر إليها في بعض الأيام، وقال: قد انصرف إلى الآن نحو أربعمائة ألف درهم، فقالت له: ما أردت بهذا القول إلا أن تعنفنى وتندمنى وتمنعنى من الخير، أصرف وتمم العمل، ولو كان أضعاف ذلك.
واقترحت عليه أشياء أخر يعملها، فلما انتهى العمل، وأحضر العمال إلى بين يديها ليكتبوا الحساب قدامها قالت لهم: خلوا الحساب إلى يوم الحساب، ثم أمرت بغسل الدفاتر والأوراق رضي الله عنها.
ماتت سنة عشرة ومائتين، ببغداد في خلافة المأمون.
واسمها أمة العزيز. ونقلت من خط الوالد الحافظ نجم الدين عمر بن فهد الهاشمي، رحمة الله عليه: أنها لما حجت بلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف ألف. انتهى.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1