دنانير دنانير: مغنية، نسب إليها (الكتاب) في الأغاني، كانت مولاة لرجل من أهل المدينة، خرجها وأدبها. واشتراها يحيى بن خالد البرمكي، فنبغت في بيته. وممن أعجب بها الرشيد. فلما نكب البرامكة امتنعت عن الغناء لغيرهم، فأمرها الرشيد بالغناء بين يديه، فعصته، فأمر بصفعها، ثم رق لها فأطلقها. وخطبت للزواج فأبت، ولزمت حالها إلى ان توفيت.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 341

دنانير المغنية دنانير جارية يحيى بن خالد البرمكي. كانت لرجل من أهل المدينة كان قد خرجها وأدبها.
وكانت أروى الناس للغناء القديم وللشعر. وكانت صفراء صادقة الملاحة، من أحسن الناس وجها وأظرفهن وأحسنهن أدبا.
ولها كتاب مجرد في الأغاني مشهور. وكان اعتمادها في ما تغنيه على ما أخذته من بذل وهي التي خرجتها. وقد أخذت عن الأكابر الذين أخذت بذل عنهم مثل فليح وإبراهيم وابن جمع وإسحاق ونظرائهم.
ولما رآها يحيى أخذت بقلبه فاشتراها. وكان الرشيد يسير إلى منزله فيسمعها وألفها واشتد إعجابه بها ووهب لها هبات سنية. ومنها أنه وهبها في ليلة عيد عقدا قيمته ثلاثون ألف دينار. فرد عليه في مصادرة البرامكة بعد ذلك. وعرفت أم جعفر الخبر فشكته إلى عمومته فعنفوه فما أجدى.
قال عباد البشري: مررت بمنزل من منازل الحجاز في طريق مكة يقال له النباج، وإذا كتاب على حائط في المنزل، فقرأته فإذا هو: النيك أربعة: فالأول شهوة والثاني لذة والثالث شفاء والرابع داء، وحر إلى أيرين أحوج من أير إلى حرين، وكتبت دنانير مولاة البرامكة بخطها.
وأصابتها العلة الكلبية فكانت لا تصبر عن الأكل ساعة واحدة.
وكان يحيى يتصدق عنها في كل يوم من شهر رمضان بألف دينار لأنها كانت لا تصومه وبقيت عند البرامكة مدة طويلة.
وفيها يقول أبو حفص الشطرنجي:

وفيها يقول القائل:
ودعا الرشيد بدنانير بعد قتل البرامكة وأمرها أن تغني. فقالت: يا أمير المؤمنين، إني آليت أن لا أغني بعد سيدي أبدا.
فغضب وأمر بصفعها فصفعت وأقيمت على رجلها وأعطيت العود فأخذته وهي تبكي أحر بكاء واندفعت فغنت:
فرق لها الرشيد وأمر بإطلاقها فانصرفت. ثم التفت إلى إبراهيم بن المهدي وقال: كيف رأيتها؟ قال: رأيتها تختله برفق وتقهره بحذق.
ثم إن عقيدا مولى صالح بن الرشيد خطبها فردته فاستشفع بمولاه صالح وبذل والحسين بن محرز فلم تجبه، وكتب إليها شعرا يستعطفها فما أجابته، وأقامت على الوفاء لمولاها إلى أن ماتت.
‌ابن كارة الحنبلي
دهبل بن علي بن منصور بن إبراهيم بن عبد الله أبو الحسن الخباز البغدادي المعروف بابن كارة. تفقه لابن حنبل وسمع من الحسين بن علي بن أحمد بن البسري وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان ومحمد بن سعيد بن نبهان وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي وجماعة. وروى عنه ابن الأخضر وعبد الرحمن بن الأبيض وأبو علي بن المطرز وغيرهم. وكان فقيها فاضلا زاهدا صادقا ثقة وأضر بآخره.
وتوفي سنة تسع وستين وخمس مائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0