الطالوي درويش بن محمد بن أحمد الطالوي الارتقي، ابو المعالي: اديب، له شعر وترسل. من أهل دمشق مولدا ووفاة. جمع اشعاره وترسلاته في كتاب اسماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر - خ) نسبته إلى جده لامه (طالو)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 338
أبو المعالي درويش بن محمد الطالوي الشامي مفتي دمشق ولد سنة 950 وتوفي سنة 1014 عن معجم الأعلام.
ذكره الشهاب أحمد الخفاجي في ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا وأثنى عليه ثناء بليغا بأسجاعه المعروفة التي كان يستعملها أهل تلك الأعصار وهو شاعر أديب مطبوع كما يدل عليه شعره الآتي ومقتضى كونه مفتي دمشق أن يكون فقيها ومما قاله الخفاجي فيه أنه كان سافر إلى بلاد الروم وقال: هو من آل طالو الذين سموا في المعالي وطالوا ويفهم من نسمة السحر فيمن تشيع وشعر أن من مؤلفاته كتابا يسمى السانحات وأنه ذكر فيه أنه أخذ الطب عن الشيخ داود وأن في شعره نفثات التشيع حتى لقد شك الخفاجي في عقيدته لقوله الآتي:
بولاء حيدرة الوصي | أخي النبي الهاشمي |
أنيسة الروض المطير | بالعهد من زمن السرور |
وأنيق أيام الشباب | وعيشه الغض النضير |
ووثيق أيام التصابي | يا لمعهدها الخطير |
ومعاهد كان الشباب | وشرخه فيها سميري |
هومت فيه فصاح بي | داعي الصباح المستنير |
فطفقت أنظر منه في | أعقاب برق مستطير |
قد كان حسان المرا | بع فيه حسان البدور |
أيام غصن شيبتي | ريان من ماء الغرور |
وذؤابتي شرك المهى | وحبالة الظبي الغرير |
فتنال في يدها المها | ة الرود من ريم الخدور |
حيث الشبيبة غضة | غناء صافية الغدير |
من كل مخطفة الحشى | كأخي الرشا الظبي النفور |
طلعت بليل ذوائب | أبهى من القمر المنير |
بيضاء وشحت الترا | ئب والنحور من الثغور |
وكسا معاطفها الشبا | ب الرود حسان الحرير |
قويت على قتلي وفي | ألحاظها ضعف الفتور |
وبما جرى يوم النوى | من در مدمعها النثير |
وبوقفة التوديع والـ | ـأنفاس تصعد بالزفير |
ويد الفراق تشب في الـ | ـأحشاء نيران السعير |
ألا سريت مع الصبا | يا نسمة الروض المطير |
فاجتزت من أرض الصرا | ة على الخورنق والسدير |
ووقفت بالزوراء وقفـ | ـفة زائر أوفى مزور |
وحملت للكرخ التحيي | ة من أخي سجن أسير |
ونزلت من نهر الأبلـ | ـة والصراة على شفير |
ووقفت في وسط الفرا | ت بملتقى العذب النمير |
وسمعت هينمة الريا | ض وصوت جاسية الخرير |
وجذبت في تلك الحدا | ئق طوق ساجعة الهدير |
حفت بسرو كالقيا | ن تلفعت خضر الحرير |
وثنيت عطفك والصبا | ح يكاد يؤذن بالسفور |
ولثمت خد الروض فيـ | ـه عذار ريحان طرير |
وأتيت بابل فاصطحبـ | ـت بمثل مصباح منير |
يغنيك متهمة ومنـ | ـجدة سناها عن خفير |
والصبح يخطر في الدجى | كالوحي يخطر في الضمير |
والنسر فيه واقع | خوف الصباح لدى الوكور |
وكواكب الجوزاء ممـ | ـسكة الأعنة عن مسير |
خافت سهيلا فانتضت | سيفا من الشعرى العبور |
والنجم يهوي للغروب | كأنه كف المشير |
توشحت كالنجوم الزهر في الظلم | سمطين من لؤلؤ رطب ومن كلم |
وقلدت جيد أرام النقى دررا | بزت بهن دراري الأفق في القسم |
وأقبلت في مروط الزهور رافلة | تجرينها فضول المرط من أمم |
جيداء مصلته القرطين مائسة الـ | ـعطفين مخضوبة الأطراف بالعدم |
كأنها حين وافت والفؤاد بها | صب صبابة شرخ مر كالحلم |
فما الرياض بكاها المزن ليلته | بكاء طوف قريح بات لم ينم |
شوقا لطرق خيال بات يرقبه | من ناقض العهد والميثاق والذمم |
يضاحك المزن فيما الأقحوان ضحى | عن ثغر مبتسم بالدر منتظم |
فالورق صادحة والروض ضاحكة | ثغوره بين منهل ومنسجم |
بجاذب الريح أطراف الغصون بها | فتنثني والهوى ضرب من اللمم |
يوما بأحسن مرأى من شمائلها | وقد أتت بعتاب من أخي كرم |
أأبا حسين والأمور إلى مدى | أولاد درزة أسلموك وطاروا |
بالله يا نشر العبيـ | ـر سرى بروضات الغري |
طاف المشاهد وانثى | نشوان من كأس روي |
وأقام بالزرواء منـ | ـها في رياض الحائري |
متنزل الآي الكرا | م ومهبط الوحي السني |
إن جئت ربع الشام فاقـ | ـصد ساحة الشرف العلي |
أعني الشريف ابن الشر | يف ابن الشريف الموسوي |
متحملا مني السلا | م كنشر دارين الزكي |
لجناب مولانا الشر | يف ولي مولانا علي |
وأشرح له من حال مو | لاه المحب الطالوي |
ماذا لقي في ثغر صيـ | ـدا من دروزي غوي |
دين التناسخ دينه | لا بل يدين بكل غي |
ويرى الطبائع إنها | فعالة في كل شي |
وافى بمكتوب الشر | يف إليه من بلد قصي |
يوصيه فيه كأنما | أوصاه في أخذ الصبي |
فسقاه يوم فراقه | لا كان بالكأس الردي |
وغدا الشجي من بعده | يبكي بدمع عندمي |
في غربة لا يشتكي | فيها إلى خل وفي |
لا جار يؤويه ولا | يأوي إلى ركن قوي |
إلا إلى ركن الشر | يف الطاهر الشيم الزكي |
حامي حمى الشرع الشر | يف بكل أبيض مخذمي |
مولاي سمعا أن لي | حقا عليك بغير لي |
بولاء حيدرة الوصي | أخي النبي الهاشمي |
لا تهملن من أخذ ثا | ري من كفور بالنبي |
وابعث إليه مقانبا | فيها الكمي على الكمي |
لو حاربت جند القضا | لثنت سراه عن المضي |
جرافة لم تبق في | أطلاله غير النؤي |
وأشيعث ينعى الديا | ر مع ابن داية في النعي |
إن حاربوا ملاؤا البلاد مصارعا | أو سالموا عمروا الديار مساجدا |
وخطرت من بطحاه وا | دي النيربين على الصخور |
ووقفت في تلك الربى | ما بين روض أو غدير |
إن كنت عاذلتي فسيري | نحو العراق ولا تحوري |
نطق اللسان عن الضمير | والسر عنوان الصدور |
إن الأولى خلف الخدور | هم في الضمائر والصدور |
يراعك أمضى من شفار الصوارم | ورأيك أجلى من بروق المباسم |
مضاء يقد المرهفات وعزمة | لها في ضرام الخطب فعل الضراغم |
بسيارة مثل النجوم طوالع | قواف لعمري أفحمت كل ناظم |
تساقط في الأسماع لؤلؤ لفظها | تساقط ظل فوق زهر الكمائم |
بقيت لهذا الملك تحمي ذماره | بسمر يراع الخط لا بالصوارم |
جنابك محروس وبابك كعبة | لبطحائها حجي وفيها مواسمي |
حمى دمشق سقاها غير مفسدها | صوب الغمام وروى روضها عللا |
حتى تظل بها الأرجاء باسمة | ويضحك النور في أكمامه جذلا |
وخص بالجانب الغربي منزلة | لبست فيها الشباب الروق مقتبلا |
تلك المنازل لا شرقي كاظمة | ولا العقيق ولا شعب الغوير ولا |
ما كنت لولا طلاب المجد أهجرها | هجر امرئ مغرم بالراح كأس طلا |
ولا تخيرت أرض الروم لي سكنا | ولا تعوضت عنها بالصبا بدلا |
ولا امتطيت عتاق الخيل رامية | بي العوامي تجوب السهل والجبلا |
من كل طرف تفوت الطرف سرعته | وسابح مثل سيد الرمل ما عسلا |
حتى أتى بي أرض الروم منتجعا | روضا أريضا وماء باردا وكلا |
وقال بشراك روض الفضل قلت له | روض ابن بستان مولانا فقال بلى |
هو الجواد الذي سارت مواهبه | تدعو العفاة إلى نعمائه الجفلى |
وهاكها من بنات الفكر غانية | شامية الأصل مهما سائل سألا |
غريبة في بلاد الروم ليس لها | كفو سواك فأنفذ مهرها عجلا |
ذكر العقيق فسال من أجفانه | فاشتفه وجدا إلى سكانه |
وشجاه مسجور الفؤاد إلى الحمى | ورق سواجع هجن من أحزانه |
تملي من الورق الغرام وطالما | درست فنون العشق من أفنانه |
تمسي وتصبح في أرائك أيكها | مع ألفها والعمر في ريعانه |
مع صفو عيش إذ رمتها نية | للروم فاجتها بسود رعانه |
تبكي إذا ذكر الحمى حيث الحمى | روض تغرد في ذرى أغصانه |
حتى ترى روض الحمى أو تجتلي | وجه ابن بستان وحيد زمانه |
ذو رتبة في المجد رام بلوغها الـ | ـفلك المحيط فلج في دورانه |
لي فيكم كدراري الأفق سائرة | هي اللآلئ إلا أنها كلم |
تبقى على صفحات الدهر خالدة | كالأنجم الزهر عقدا ليس ينفصم |
حمى الشمام جاد الغيث ما حل تربه | مغاني الهوى فيها مغاني أحبتي |
وبات بأعلى النيربين مع الصبا | تطارحها ذكرى عهود بربوة |
زكائب ليس ترضى بالجديل أبا | لكنها من بنات الماء والشجر |
شم العرانين دهم ما بها وضح | إلا نجوم الليالي موضع الغرر |
خذها فدتك نفوس الشعر قاطبة | فقد علته بمدح فيك مبتكر |
طائية الأمل إلا أنها نشأت | بربوة الشام في روض على نهر |
ليس يدري وقعها غير شج | فارق الأوطان مثلي والربوعا |
وشباب شرخه مقتبل | كان للصب لدى الغيد شفيعا |
لم يكن إلا كحلم وانقضى | أو خيال في الكرى مر سريعا |
لست أرضى منه بالسقيا له | وسحاب الجفن يسقيه النجيعا |
والذي هاج الهوى قمرية | بالضحى تهتف بالأيك سجوعا |
كلما ناحت على أفنانها | هاجت الصب غراما وولوعا |
حيث ربع اللهو منه آهل | والغواني في مغانيه جميعا |
كل رود لبست شرخ الصبا | وهوى أن تدعه لبى مطيعا |
لست أنسى ساعة التوديع إذ | وقفت في موقف البيت خضوعا |
وهي تذري لؤلؤا من نرجس | فوق ورد كاد طيبا أن يضوعا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 397